اعتداءات المستوطنين تتصاعد بالضفة وتقرير أممي يوثق 60 هجوما بأسبوع
تاريخ النشر: 31st, October 2025 GMT
شن مستوطنون تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الجمعة اعتداءات على الفلسطينيين وممتلكاتهم في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، في حين وثق مكتب أممي تسجيل 60 هجوما نفذها مستوطنون إسرائيليون في الضفة المحتلة خلال الأسبوع الماضي.
وبحسب مصادر لمراسل الجزيرة، فإن عشرات المستوطنين تسللوا من مستوطنة سوسيا إلى القرية، وألقوا الحجارة على مساكنها قبل تصدي السكان لهم، موضحا أن المستوطنين انسحبوا نحو المستوطنة، في حين اقتحمت شرطة الاحتلال القرية عقب الهجوم.
كما أقدم مستوطن على طرد مسن فلسطيني من أرضه ومنعه من قطف ثمار الزيتون بعدما اقتحمها مع قطعان من الماشية التي تتسبب في تخريب الأرض الزراعية بمنطقة مسافر يطا في الخليل بالضفة الغربية.
مستوطن يطرد مسنا فلسطينيا من أرضه ويحرمه من قطف ثمار الزيتون بعدما اقتحمها مع قطعان من الماشية التي تتسبب في تخريب الأرض الزراعية بمنطقة مسافر يطا في الخليل بالضفة الغربية#الجزيرة #فيديو pic.twitter.com/FYg7WYPnVr
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) October 31, 2025
كما قال مراسل الجزيرة إن مستوطنين أضرموا النار في مركبتين تعودان لفلسطينيين في بلدة دير دبوان شرقي رام الله، وسط استمرار اعتداءات المستوطنين في مناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وقد وثقت منصات فلسطينية حرق مستوطنين مركبات لفلسطينيين بمنطقة اللدائن بين قريتي كفر قدوم (شرق قلقيلية) وبيت ليد (شرق طولكرم)، في ظل محاولات الأهالي صد الهجوم.
مشاهد إضافية.. مستوطنون يحرقون مركبات بمنطقة اللدائن بين قريتي كفر قدوم (شرق قلقيلية) وبيت ليد (شرق طولكرم)، والفلسطينيون يهرعون لصد الهجوم. pic.twitter.com/CMnvDqFMwK
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) October 31, 2025
"عائلة الكهف"من جانب آخر، تعيش عائلة الفلسطيني جلال العمور منذ 11 يومًا في العراء بمنطقة مسافر يطا جنوب الخليل بعد أن استولى مستوطنون إسرائيليون على كهف كانت تقيم فيه، عقب تدمير منزلها مرات عدة على يد سلطات الاحتلال بزعم "البناء دون ترخيص".
إعلانواضطرت العائلة المكونة من 10 أفراد للعيش في الكهف بعد تكرار عمليات الهدم، لكن في 21 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وأثناء مشاركتهم في مناسبة اجتماعية، فوجئوا بوجود مستوطن وعائلته داخل الكهف وقد رفعوا علم إسرائيل وادعوا ملكيتهم له بعد أن أتلفوا ممتلكات العائلة.
ومنذ ذلك الحين، يعتصم أفراد العائلة بمساندة نشطاء ومتضامنين قرب الكهف مطالبين باستعادته، في حين يؤكد العمور "هذا بيتي ولن أتنازل عنه، وسأبقى هنا حتى أستعيده"، مشيرًا إلى أن فريقًا قانونيا يتابع القضية.
وتشهد منطقة مسافر يطا تصاعدا في اعتداءات المستوطنين، حيث أقيمت بؤرة استيطانية قرب قريتين، تُستخدم نقطة انطلاق لاعتداءات تهدف إلى تهجير السكان الفلسطينيين، بحسب نشطاء محليين.
مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية: تسجيل 60 هجوما نفذها مستوطنون إسرائيليون في الضفة الغربية الأسبوع الماضي#عاجل pic.twitter.com/VzgdHW41oO
— قناة الجزيرة (@AJArabic) October 31, 2025
وقد أكد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تسجيله 60 هجوما نفذها مستوطنون إسرائيليون في الضفة الغربية خلال الأسبوع الماضي.
وأوضح المكتب الأممي أن موسم قطف الزيتون في الضفة المحتلة هذا العام شهد أعلى مستوى من الأضرار، لافتا إلى أن هجمات المستوطنين على مزارعي الزيتون أسفرت عن إصابة 17 فلسطينيا.
وبالتزامن مع حرب الإبادة في غزة، صعد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، مما أسفر عن استشهاد 1062 فلسطينيا وإصابة نحو 10 آلاف آخرين، إضافة إلى اعتقال أكثر من 20 ألف شخص بينهم 1600 طفل.
وبدأت إسرائيل في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في قطاع غزة استمرت عامين، وخلفت أكثر من 68 ألف شهيد وأكثر من 170 ألف جريح، وانتهت باتفاق وقف إطلاق نار دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2025.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات مستوطنون إسرائیلیون الضفة الغربیة مسافر یطا فی الضفة
إقرأ أيضاً:
استعار المستوطنين بعد حرب غزة.. حسم ملف الضفة وتحويل أراضيها لقربان انتخابي
الضفة الغربية - خاص صفا
لا تمرّ ساعة في الضفة الغربية إلا وتشهد استعارًا لقطيع من المستوطنين في منطقة من مناطقها، بين حرق وتدمير وقتل وتعذيب وإعدام، ومن ثم اعتقال من الجيش للسكان.
كل هذا التصعيد الذي استغلته "اسرائيل" منذ بداية حرب الإبادة على غزة قبل عامين، مستغلة انشغال العالم بها، ومع يقينها بعدم وجود من يعترض طريقها، أطلقت بعد الحرب العنان للمستوطنين، لتشهد الضفة حقبة غير مسبوقة من التغول على الارض والإنسان، أخطر بكثير من تلك التي أحرقت فيها عائلة دوابشة.
ومن "باب الأسف " أن الضفة الغربية قادمة على تصعيد من المستوطنين، من حيث أعدادهم وأدوات اعتداءاتهم، خاصة مع اقتراب الانتخابات الإسرائيلية التي يحاول فيها المتطرفون استغلال تحالفهم مع "بنيامين نتانياهو"، لفرض وقائع جديدة على الأرض.
استغلال تحالف "نتنياهو"
ويقول المختص بشؤون الاستيطان صلاح الخواجا لوكالة "صفا"، إن "إسرائيل استغلت عدوانها على غزة، وزادت من اعتداءاتها وجرائمها في مناطق الضفة سواء عبر قطعان المستوطنين أو جيش الاحتلال أو ما تسمى الإدارة المدنية".
ويضيف "هذا كان واضح من خلال زيادة البؤر الإستيطانية والتنكيل اليومي بالمواطنين والجرائم التي ارتقى فيها ألف شهيد بالضفة خلال عامين".
ويستدرك الخواجا "ولكن بعد وقف العدوان على غزة، يحاول اليمين المتطرف، وخاصة سموترش وبن غفير، تقديم برنامج انتخابي للجمهور الإسرائيلي للدورة القادمة التي بدأ التحضير لها".
وهذا البرنامج عبارة عن مزيد من العدوان على الشعب الفلسطيني، ومحاولة استغلال التحالف مع "نتنياهو"، لفرض وقائع على الأرض، لفرض عمليات الضم بالضفة سواء كان ضم أراضي فارغة بدون سكان، أو الضغط نحو تهجير القسري التجمعات البدوية.
ويشير الخواجا إلى أنه وضمن هذا التصعيد، تم تهجير أكثر من 33 تجمعًا بدويًا، يضم أكثر من 490 عائلة فلسطينية، تشمل 2500 إنسان.
ويلفت لتصاعد وتيرة هدم البيوت، وتهديد المتطرف "ايتمار بن غفير"، بالوصول إلى أكثر من 97 ألف بيت و منشآت صناعية أو زراعية أو مباني، مصيفًا "هذا ما يوكد أن العدوان مستمر وسيتصاعد".
ويضاف لما يجري الجرائم اليومية التي ترتكبها قطعان المستوطنين بحق المزارعين والفلاحين، والتي بلغ عددها ما يقارب 257 اعتداء منذ بداية موسم الزيتون بالضفة، حسب الخواجا.
وكما يقول "إضافة لذلك عمليات مصادرة الأراضي التي تشهدها الضفة بشكل غير مسبوق، والتشريعات المسبقة التي تقوم حكومة الاحتلال باصدارها اليوم للتنفيذ، والتي يبلغ عددها أكثر من 81 قانون بالكنيست تقضي بعمليات مصادرة أراضي".
ومن بين الأراضي التي يتم العمل مصادرتها اليوم، أراضي الغائبين وأخرى متروكة، كما يتم قامة طرق رابطة بين المستوطنات".
أرقام صادمة
وبالأرقام، فإن "إسرائيل كانت تبني بالمعدل العام سبع مستوطنات في الضفة خلال عام كامل، وذلك منذ عام 1967 حتى عام 2022، ولكنها في عام 2024 وحده بنت 52 بؤرة استيطانية جديدة".
ووفق الخواجا، فإن ما تم السيطرة عليه في المدة ما بين 1967 وحتى عام 2022، هو 8% من مساحة الضفة، أما في السنوات الأخيرة، فإن البؤر الإستيطانية الجديدة خاصة الرعوية منها، وهي أخطر أدوات الاستيطان الحديثة، فقد تم الاستيلاء على 14 % من مساحة الضفة لصالحها.
ويفيد المختص الخواجا، بأنه تم خلال أقل من 48 ساعة، اقتلاع 1562 شجرة زيتون، جزء منها معمرة منذ أكثر من 100 عام.
كما تم مصادرة أكثر من 72 دونم بقرى غربي وشرقي رام الله، وذلك بقرار عسكري إسرائيلي.
يقول الخواجا "هذا كله يأتي في إطار التصعيد وهمجية الإعتداءات التي تشهدها الضفة، إضافة لمحاولات القتل والتعذيب والإعدام، والتي كان آخرها الضرب المبرح لمسنة والاعتداء على عائلة شكارنة واعتقالها من الجيش بعد ذلك".
ويشدد على أن كل هذا التصعيد، يأتي في إطار فرض وقائع على الأرض، وما تسمى بالسيادة الإدارية على مناطق الضفة، خاصة أن عملية الضم الآن تجري في إطار مخطط تفريغ الوجود الفلسطيني والتهجير القسري، وفرض عملية الضم على أراضي فارغة بدون سكان.
حسم موضوع الضفة
من جانبه، يؤكد المختص بالاستيطان جمال جمعة أن القرى والمستوطنات الرعوية التي تم إنشاءها في الفترة الأخيرة بالضفة، هي أخطر الأدوات الاستيطانية، والتي كان هدفها أساساً، بداية لمشروع تهجير الفلسطينيين.
ويضيف لوكالة "صفا" إن هذه المستوطنات أخذت منحنى تصاعدي بعد حرب الإبادة على غزة.
ويضيف أن 57 تجمعًا استيطانيًا تم إقامته في مناطق "ج، " خلال مدة الحرب، وهذا يعني أن هناك تطهير عرقي، بحيث يتم تقليل عدد السكان الفلسطينيين، حتى في المناطق المتواجدين فيها، وحشرهم في قرى معينة.
ويشير لما يجري بقرى القدس وشرق بيت لحم والأغوار من امتداد استيطاني غير مسبوق، بالإضافة للهجوم العنيف الذي يتم يتم تركيزه حاليًا في محاور بالضفة، كما هو من شمال رام الله حتى قرى جنوب نابلس، والذي يشمل عشرات القرى، مثل المغير وترمس عيا وسنجل وعطارة وأم صفا والقرى التي بينهم، وخط قريوت وقسرا وعقربة وغربًا لتشمل بورين وعصر القبلية ودومة في الجانب الشرقي، وغيرها.
وبحسبه، فإن هدف هذه المشاريع الاستيطانية الأساسي هو "إنهاء موضوع الضفة الغربية"، وما يتم الآن ما بعد الحرب على غزة، أن تجليات المشروع بدأت.
ويستطرد "هذا التحلي يتمثل أيضًا في الهجوم على موسم الزيتون، بحيث يُمنع المواطنين من التوجه إلى مناطق لقطفه، ويتم تصنيفها بأنها مناطق ج، والجيش موجود بها ولا يجيب الوصول إليها".
ويحذر من أننا "أمام سيناريو في الضفة، كما هو في أراضي الـ48، فنحن أمام ميليشيات وجيش وهجمات وجرائم، وهو على مستوى حكومة الاحتلال يصير بتشريع مباشر، عبر المصادرة والدعم المباشر من الجيش، وبالتالي نحن ح مخطط أكبر من هجمات المستوطنين بحد ذاتها".