إسكندر حبش.. موتك براءة من وعدك!
تاريخ النشر: 31st, October 2025 GMT
سألت نفسي طويلاً: كيف سأفتتح هذه الكتابة في رحيل قامة كبيرة أدبيًا؟ أن تتحدث عن أديب رحل عن الدنيا أمر وارد، ولا يخلو من البحث عما وراءه من أعمال وإصدارات وربما ندوات لتسطر بعد ذلك ما أشبه بالتقرير الممزوج باللغة الأدبية. إلا أن الحال هنا مختلف، فأنا أقف على عتبة كتابة عن "إسكندر حبش"، هذه الشخصية المرهفة حسيًا إلى حد كبير، هذا الإنسان، بالمعنى العميق للكلمة، الذي جمعتني به بيئة العمل في القسم الثقافي بجريدة عمان عندما كنت رئيسًا للقسم، بل امتد التواصل إلى ما بعد انتقالي إلى القسم الرياضي، حيث أصبحت "على سبيل التقسيم المكتبي" بعيدًا عن زملاء الثقافة، رغم قربي لجوه العام قلبيًا.
                
      
				
قررت الابتداء بالسؤال المحير؛ لأنه أخذ حيزًا كبيرًا من التفكير، فلتكن تلك البداية عن رحيل الشاعر والكاتب والمترجم الكبير اللبناني إسكندر حبش، المولود في بيروت عام 1963، وترجل عن صهوة الدنيا الجامحة مساء الخميس 30 أكتوبر 2025.
إسكندر حبش الذي أسرني أسلوبه الشيق في الاسترسال في الكتابة الأسبوعية في جريدة "عمان"، حيث كان ينشر في صفحاتنا أسبوعيًا كل أربعاء منذ النصف الأول من عام 2023، كان يكتب في موضوعات مختلفة وأحاديث عن قضايا ثقافية متنوعة، وكان في أحايين كثيرة مواكبًا للأحداث الثقافية الطارئة، فيرسل رسالة صوتية عبر الواتس أب قائلاً: "مرحبًا صديقي عامر.. فيي أكتب عن رحيل الشاعر شوقي أبي شقرا، وهو واحد من أركان مجلة شعر التاريخية.. إلخ".
وفي رسائله الشخصية لغة آسرة، تفيض بالأدب والأخلاق الرفيعة، فكان أبسط سؤال يسأله مقرونًا بعبارة "فيي أعذبك"، و"آسف على إزعاجك"، لم أكن منزعجًا إطلاقًا، بل كنت دائمًا أشعر حياله بالتقصير لقلة التواصل، خاصة بعد الانتقال للقسم الرياضي، حتى أن مروري على الصفحات الثقافية صار سريعًا وعامًا، مرورًا غاب عنه ذكر أيام الأسبوع، إذ لم أنتبه على غياب عموده الأسبوعي.
في آخر تواصل بيننا قال ما لا يمكنني نسيانه، ولا يمكنني إلا أن ألوم نفسي على التقصير وقلة السؤال: "غبت عن الكتابة لأسبوعين، ولم يسأل عني أحد!"، لملمت ما في وسعي من أسباب التبرير، فالقسم الرياضي أصبح مكاني، وشغلي الحالي، وكنت في تلك الأثناء في مهمة عمل خارج سلطنة عُمان. جمعت تلك الأسباب، فكان رده: "تسلم.. بدون اعتذارات.. على أمل أن تكون الأمور أفضل في المرحلة القادمة، سلامي للجميع، وأرجو إخبار الزملاء بوضعي.. محبتي الدائمة".
وكان الوضع بالنسبة له يزداد سوءًا إذ يكافح بكل استبسال مرضه العضال، وبتلك العبارات دائمًا ما ينهي الحديث خشية أن يكون مزعجًا. ترك وراءه شخصية لا يمكنني نسيانها بسهولة، شخصية جمعت كل معاني "الأدب" بمفاهيمه الشعبية والثقافية والدينية، فجاء في الأثر الديني: "أدبني ربي فأحسن تأديبي"، وهو الجدير بهذا المعنى والمعاني الأخرى للأدب.
رغم ما طرأ عليه من مرض، كان إسكندر حبش مثالًا لروح التفاؤل، مسلّمًا أمره لله وللعلاج بكل أنواعه ومراحله وانتقالاته، حريصًا على الأخذ بالأسباب، متفائلًا بأن الغد أجمل. لم يكن ذلك التفاؤل مقتصرًا على مرضه فقط، بل شمل أيضًا المستوى السياسي للبنان. كان يشاركني أحايين كثيرة صورة من إطلالة شقته، يشير إلى زاوية من زواياها قائلاً: "هنا كان القصف الإسرائيلي.. ربما تكون عمارتي هي التالية"، وذلك بروح الدعابة والأمل بأن الغد أجمل رغم سوداوية الحياة السياسية والصحية في آن واحد.
لا أخفي شعوري في أول يوم تواصلت مع صديقي إسكندر حبش، وأقول هنا "صديقي" رغم تفاوت المقام الأدبي والسني بيني وبين قامة مثل إسكندر حبش، إنما أقف على رغبته بهذا الوصف عند التواصل، بدلًا من كلمة "أستاذي" التي كان يستثقلها كثيرًا، ويطلب مني مرارًا أن أتجاوزها، رغم أنه الأحق بهذا الوصف بل والقدير. فمجرد تواصله كان درسًا في أدب الحوار.
أعود إلى شعوري في أول تواصل معه، كان ذلك في 6 يونيو 2023، وكنت حريصًا على انتقاء العبارات الأنسب، فتلك قامة أدبية ربما أنال منه توبيخًا على كلمة لم أعرها انتباهًا. لكنه كسر ذلك فورًا، بردوده المقتضبة والودودة على غرار: "شكرًا على العناية"، "مودتي وتقديري". كان تواصلي من أجل طلب صورة شخصية له لتقترن بالمقال، أرسل لي صورة وهو يدخن الغليون، خشيت أن يغضب إذا قلت له إن الصورة غير مناسبة، لأسباب اجتماعية منها عدم تحميل جريدة عمان أي مسؤولية أو نقد لفعل "التدخين"، لكنه وافقني الرأي مباشرة وأرسل لي الكثير من الصور لأختار الأنسب.
أتذكر هنا موقفًا آخر مع أحد الكتاب من خارج سلطنة عمان، عندما لفت انتباهه إلى "الكلمة الفلانية" قائلًا إنها لا تليق بمجتمعنا، واعتقد كل المجتمعات العربية. لمست عضبه إذ رد ما معناه: "وهل تقصد أنني قليل أدب!"، لذلك خشيت حينها أن يرد علي إسكندر حبش برد مماثل!
وبعد ذلك، حينما تكرر على لساني ذكر "أستاذي" في التواصل معه، أوقفني بذات الود، لكن نفسي كانت تأبى أن أجرده من هذا الوصف، فكنت أجاهد نفسي كثيرًا احترامًا لرغبته.
أحسب أن كل من التقى بالراحل إسكندر حبش قد ترك في قرارة نفسه انطباعًا طيبًا عنه، بل كل من تواصل معه عن بعد، مثلي تمامًا، مثل الزميل سالم الرحبي، المحرر الصحفي في مجلة نزوى، الذي كان أول من نقل إليّ خبر رحيل إسكندر عبر منشور له في منصة إنستجرام. دار بيننا حوار سريع عن هذا النبأ المؤلم، وقد جمعنا شعور التقصير. ففي زيارة سالم إلى بيروت ذات يوم، علم إسكندر بذلك، فبادره بضرورة اللقاء، إلا أن سالم كان يجمع شتات أغراضه للعودة إلى سلطنة عمان، فلم يكن اللقاء. كما التقاه الكاتب والشاعر عبدالرزاق الربيعي في مهرجان جرش للثقافة والفنون، الذي نقل لي كلاهما تحيات الآخر، وكان الحديث عن عموده الأسبوعي محورًا مهمًا إلى جانب أحاديث أخرى، تمنيت لو كنت بينهما هناك، كلٌ مدح الآخر وعبر عن روعة تسكنهما.
هنا يمكن للمرء أن يوثق انطباعه أن إسكندر كان مثالًا للأديب إنسانيًا وفكريًا وخلقيًا.
كان سعيدًا كذلك باستضافته في برنامج إذاعي قدمه الكاتب والروائي سليمان المعمري، وكنت حريصًا على سماع مداخلته، ووعدته بذلك، إلا أن الأيام أنستنيه في ظل مشاغل الحياة الكثيرة.
كان الود يملأ حياته قبل رحيله المؤلم، وسمة رابطة بينه وبين الآخرين، وشهد له الكثيرون بذلك. ولا غرابة أن ينتشر خبر رحيله بعد دقائق من إعلان الوفاة، ليعبر الكثيرون عن آلامهم بهذا الفقد في مواقع التواصل الاجتماعي. تقول رانيا يتيم في منصة أكس: "(في العتمة، انحنى الحبر على نفسه، كأنه يعتذر عن فائض الكلام).. إسكندر حبش، انتقل إلى جهة أعمق من المعنى، حيث الكتابةُ صمتٌ، والصمتُ لغة أخرى للحياة".
كما يقول جورج يرق متحدثًا عن إرثه في الترجمة والنقد والشعر: "الترجمة والنقد يتبادلان العزاء ويواسيان معًا الشعر، لقد رحل إسكندر حبش المبرز في المجالات الثلاثة بعد معاناة شائكة مع ذاك المرض العصي على الشفاء، والذي يمهل المبتلى به بعض الوقت ثم ينقض. اليوم، إسكندر حبش، وأمس بسّام براك... ونحن اللاحقون، غدًا أو بعد غد، هذه هي الحياة، بئسها".
أما الكاتب دخيل الخليفة فأشار إلى بعض ما تركه من إرث فكري بقوله: "فقدت الساحة الثقافية العربية مساء اليوم الخميس الشاعر والمترجم اللبناني الصديق المبدع إسكندر حبش المولود في بيروت عام 1963، ولحبش العديد من الدواوين الشعرية منذ منتصف الثمانينيات، منها (بورتريه لرجل من معدن – 1987) و(نصف تفاحة – 1994) و(أشكو الخريف – 2002)، ويشكل رحيل حبش الذي عانى من الصراع مع المرض خسارة كبيرة للمشهدين الثقافيين اللبناني والعربي، ليس كشاعر فحسب، بل كصحفي متابع للحراك ومترجم مهم، خالص العزاء لذويه وأحبابه".
وهذا نزر قليل من فيض التعبير عن ألم الرحيل، فيض سالت به قرائح الأحبة والمخلصين له وللأدب الرفيع عمومًا، قرائح من عرفوه ولو عن بعد، ليعتبروه صديقًا، إذ طالما كسب ود الكثيرين ولو برسالة واحدة منه.
رغم ألم الرحيل، لا زلت أذكر فعلي الغبي والمضحك ذات مرة، إذ سألني عن إمكانية إضافة عنوان ثابت للعمود، إلى جانب العنوان المتغير، كلٌ في سطر. فأجبته بكل تأكيد: "نعم، يمكنك ذلك". فاختتم استفساره قائلًا: "مجرد سؤال". لم يكن قد اختار العنوان الثابت بعد، وكان السؤال مفتاحًا للشروع بالتفكير عن العنوان المناسب. فما إن نزل العمود بعد ذلك الاستفسار، إلا وأنا قد سطرت العنوان الثابت: "مجرد سؤال". فسألني بعدها مستغربًا: "من وضع هذا العنوان الغريب؟"، فبادرته بأن ذلك كما طلب، فقال ضاحكًا: "كان ذلك توضيحًا بأن فكرة إضافة العنوان الثابت كانت مجرد سؤالي مني".
هذا الموقف، الذي يذكرني به الزملاء إلى اليوم، لن يمحى بسهولة، كأنها طرفة من طرائف العمل الصحفي؛ العمل الذي يقلب مشاعرنا بين ضحك وغضب ورضا وسخط وفرح باكتساب أصدقاء وندم على ذلك أحيانًا، وألم برحيل بعضهم وهكذا.
وعدني إسكندر حبش أنه سيزور سلطنة عمان ذات يوم، وسنلتقي ونتبادل أطراف الحديث. كنت إذا حدث اللقاء لن أفوت ذكر الموقف الغبي الذي وضعت نفسي فيه، وكان على أمل القدوم إلى مسقط بدعوة من معرض مسقط الدولي للكتاب، إلا أن المرض حال دون ذلك، لكنه لم ينثنِ عن وعده، ظل وعده معلقًا وعزمه متقدًا أن يتجاوز المرض ثم ينفذ الوعد. لكنها الحياة، ليست كأفلام هوليود، فلا ينتصر فيها الخير دائمًا، ولا يدوم فيها الحب أبدًا. وداعًا إسكندر حبش.. موتك براءة من وعدك.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: إلا أن
إقرأ أيضاً:
«زانا» الذي رأى كل شيء
عندما أزور بغداد، فأينما أولّي وجهي، أجد نفسي منقادا بشكل تلقائي لنهر دجلة، فكأن مياهه تجري في جداول الذاكرة والوجدان أكثر من جريانها فوق وجه الأرض، فتجرف معها الكثير من التفاصيل التي ظلّت عالقة منذ سنوات الطفولة، وزوارق الورق، النشيد المدرسي الذي كنّا نردّده:
أيّها النهر لا تسرْ وانتظرني لأتبعك
أنا أخبرت والدي إنني ذاهب معك
أنا أحضرت مركبي هو يا نهر من ورق
أدنُ يا نهر إنني لستُ أخشى من الغرق
ومع عدم خشيتنا من الغرق، سارت خطانا بعيدا، دون أن نشعر، حتى غرقت في زحام المدن، وصار النهر بعيدا.
وحين نعود إليه اليوم، يهيمن علينا يقين أنّ هذا الشريان المتدفّق بالجمال والحياة هو الذي جعل بغداد «جنّة الأرض» حسب وصف الشاعر العبّاسي عمارة بن عقيل (الموُلود عام 182هـ)، وقد كان يقيم في البصرة في قصيدة مطلعها:
أعاينت في طول من الأرض أو عرض
كبغداد داراً إنها جنّة الأرض
وحتّى ماؤها الذي ينبع من جبال طوروس، وهضبة أرمينيا وبحيرة هزار في تركيا يجري عذبا، وقد تغنّى أبو العلاء المعري(973-1057م) بماء دجلة، وعدّه «خير ماء»، مثلما عدّ نخلها «أشرف النخيل» بقوله:
كلفنا بالعراق ونحن شرخٌ
فلم نلمم به إلّا كهولا
وردنا ماء دجلة خير ماء
وزرنا أشرف الشجر النخيلا
ولو لم ألق غيرك في اغترابي
لكان لقاؤك الحظّ الجزيلا
فإذا انتقلنا إلى العصر الحديث لا يمكننا تخطّي الجواهري ورائعته (يا دجلة الخير) التي كتبها عندما كان في مغتربه بتشيكوسلوفاكيا عام 1962 م ووصفها بـ«أم بغداد»:
يا أمّ بغداد، من ظُرفٍ، ومن غنجٍ
مشى التبغدد حتى في الدهاقين
يا أمّ تلك التي من «ألف ليلتها»
للآن يعبق عطرٌ في التلاحينِ
يا مستجم «النواسيّ» الذي لبست
به الحضارة ثوبا وشي «هارون»
وللنهرِ غضباته التي تتجسّد من خلال الفيضانات، وأخطرها الفيضان الذي وقع عام 1954 ببغداد، وقد حدث بعد أن ارتفع منسوب المياه، إلى حدّ إغراق العاصمة، فأحدث أضرارا بالمباني والمزروعات، والمنشآت، إلى جانب فقدان الكثيرين رغم التحوّطات الأمنية التي اتّخذتها الحكومة، وتمّ خلالها إخلاء بعض سكان المناطق المهدّدة بالغرق، وانتهى الفيضان بطوفان الغضب الشعبي الذي أسقط الحكومة للتقصير في اتّخاذ التدابير، وبعد مرور سنوات زال خطر الفيضانات بعد إنشاء السدود،
ومع ذلك وقعت فيضانات بشكل محدود، من بينها؛ قرب وقوع فيضان عام 1988 م في الموصل، وكنت مقيما بها، فاضطرّ المدنيّون والجنود، والأهالي، للحدّ من خطره من خلال اتخاذ تدابير من بينها: ملء الأكياس الكبيرة بالتراب ووضعها على ضفّة النهر لمنع تسرّب المياه للمناطق المحيطة، وكنت من بين حرّاس النهر، وفي تلك الليالي المظلمة، كنت أتساءل: هل تخيّلت في يوم من الأيّام أن يأتي وقتٌ يتحوّل به «دجلة الخير» من ملهم للشعراء والعشّاق إلى خطر داهم؟ وليلة بعد أخرى تراجع منسوب المياه، وزال الخطر، وعادت مياه النهر تجري بهدوء، وعذوبة ورقّة، وبعيدا عن الفيضانات، شهد النهر وقوع حوادث مؤسفة منها: غرق عبّارة الموصل في 21 مارس 2019م وكانت محمّلة بالمحتفلين بيوم المرأة، وقد ذهبوا في رحلة سياحية في طريقهم إلى جزيرة أم الربيعين، وقبل أيّام وقفت على المكان الذي وقع به الحادث،
وقرأت مع د.هناء أحمد جبر، والشاعرة جمانة الطراونة الفاتحة على أرواح ضحايا الحادث الذي أسفر عن مصرع أكثر من 103 أشخاص غالبيتهم من الأطفال، والنساء، إلى جانب حوادث الغرق التي يقع معظمها في موسم الصيف، وجهود الشرطة النهرية مستمرة في عمليات الإنقاذ، أو انتشال جثث الغرقى، ولكن ما قاله الغوّاص (زانا الكردي) الذي نزل إلى أعماق النهر بحثا عن جثّة الشاب حسين الجيّاشي السماوي المفقود، لحدّ هذه الساعة من كتابة المقال، رغم أن المنقذين خلال بحثهم عنه عثروا على أكثر من خمس جثث غريقة! إذ شكّل صدمة قاسية للشعراء الذين أحبّوا النهر، وكتبوا عنه أجمل قصائدهم، حين قال: «دخلتُ إلى (دجلة) ولكن ما وجدته داخله هو الآتي: أن الماء ملوّث بشكل كبير جداً يحجب الرؤية، وتوجد بالقاع أحواض، وأقفاص أسماك غارقة، ومتروكة، ويوجد حديد، وأشجار كبيرة بقاع النهر».
ولو تجاوزنا الحديث عن التلوّث البيئي، الذي نتركه لأصحاب الاختصاص، فاللافت للنظر هو أن الأعماق تؤكد أنّ الأمور ليست كما نرى ونظنّ، خلال قراءتي لكتاب (قصّة الإيمان) علقت جملة في رأسي فحواها أنك تجد الأمان عند ساحل بحر العلم وتفقد هذا الشعور كلّما ذهبت للأبعد، وتوغّلت، فلكي نحافظ على صورة الأشياء الجميلة، هل ينبغي علينا، دائما أن نغضّ النظر عن الأعماق؟ كيف يمكننا فصل الباطن عن الظاهر، ونحن في عالم كلّ شيء فيه مكشوف للعيان؟ وفي زيارتي القادمة لنهر دجلة هل أستطيع أن أنظر إليه نظرتي الأولى، ضاربا عرض الحائط ما قاله الغوّاص (زانا الكردي) الذي رأى كل شيء !؟
 الجالية المصرية في فرانكفورت تتابع باهتمام المتحف المصري الكبير عبر بث مباشر
الجالية المصرية في فرانكفورت تتابع باهتمام المتحف المصري الكبير عبر بث مباشر