خبير أثري لـ "الوفد": هناك تمثال يظنه الزوار لملك لكنه في الحقيقة لملكة عظيمة
تاريخ النشر: 1st, November 2025 GMT
بين أروقة المتحف المصري الكبير يقف تمثال ضخم يجذب أنظار الزوار منذ اللحظة الأولى، بملامحه القوية وهيبته الملكية التي توحي بأنه لأحد ملوك مصر العظام، إلا أن المفاجأة التي لا يدركها كثيرون أن هذا التمثال يخص سيدة عظيمة حكمت مصر بذكاء وقوة، إنها الملكة حتشبسوت، إحدى أعظم نساء التاريخ المصري القديم.
. خبير أثري يكشف مفاجآت لـ"الوفد"
يُظهر التمثال الملكة وهي جاثية على ركبتيها في وضع التعبد، تحمل بيديها أواني "قرابين" لتقديمها للإله آمون رع، في مشهد يجمع بين التقوى والعظمة في آنٍ واحد، ونُحت التمثال من الجرانيت الأحمر الصلب، ما يعكس دقة الفنان المصري القديم في إظهار أدق تفاصيل الجسد والملامح رغم الطبيعة القاسية للمادة.
ويبدو أن الملامح القوية للتمثال من الصدر العريض والذقن البارزة وغطاء الرأس الملكي التقليدي هي السبب في اعتقاد كثير من الزوار أن التمثال لرجل، لكن الحقيقة أن الفنانين في عهد حتشبسوت تعمدوا تصويرها بمظهر الملوك الرجال كي تؤكد أحقيتها في العرش بعد أن تربعت على الحكم في زمنٍ كان يُعد فيه المُلك للرجال فقط.
وقال الدكتور علي أبو دشيش، خبير الأثار المصرية والمدير التنفيذي لمؤسسة زاهي حواس للآثار والتراث، خلا تصريحات خاصة لـ "بوابة الوفد" الإلكترونية، أن تشبّه حتشبسوت بالرجال في صورها وتماثيلها، وارتداءها لأزياء الفراعنة الذكور، كان قرارًا سياسيًا ودينيًا استراتيجيًا، ولم يكن له علاقة بكونها لم تكن أنثى.
وأضاف علي دشيش، أن المنصب الأعلى في مصر القديمة كان "الفرعون"، وهو مفهوم سياسي وديني ارتبط بشكل أساسي بالذكور، وكان يُنظر إلى الفرعون كـ "حورس الحي" على الأرض وفي الثيولوجيا المصرية القديمة، كان دور الملك الذكر هو ضمان النظام الكوني "ماعت"، موضحًا أن المجتمع المصري القديم لم يكن مستعدًا لتقبل مفهوم فرعون أنثى بصفة دائمة، خاصة بعد أن تجاوزت دورها كوصية على ابن زوجها (تحتمس الثالث) لتتولى الحكم الفعلي.
وعن ارتدائها عباءة الملكية، فقد قال علي أبو دشيش كان ذلك لتأكيد شرعيتها وسلطتها المطلقة أمام الكهنة والشعب، وكان عليها أن تتبنى الزي والصفات الرسمية التي لا لبس فيها لـ الفرعون، هذا يتضمن ،ارتداء اللحية المستعارة الاحتفالية التي كان يرتديها الفراعنة الذكور، وارتداء النقبة القصيرة (الشنديت)، تصويرها على هيئة ذات عضلات وأكتاف عريضة في بعض التماثيل.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المتحف المصري الكبير افتتاح المتحف المصري الكبير سعر المتحف المصري الكبير تذكرة المتحف المصري الكبير سعر تذكرة المتحف المصري الكبير المتحف المصري اخبار المتحف المصري موعد افتتاح المتحف المصري الكبير تفاصيل افتتاح المتحف المصري الكبير احتفالية المتحف المصري الكبير موعد المتحف المصري الكبير صور المتحف المصري الكبير حفل افتتاح المتحف المصري الكبير المتحف الكبير الجيزة آثار المتحف المصري الكبير سعر تذكرة المتحف المصري الكبير 2025 المتحف المصري الكبير 2025 حتشبسوت الملكة حتشبسوت المتحف المصری الکبیر خبیر أثری
إقرأ أيضاً:
خبير آثار لـ "الوفد": المتحف المصري الكبير يجمع بين عبقرية الماضي وتكنولوجيا المستقبل
كشف خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عن الدور الرائد الذي تلعبه التكنولوجيا الحديثة داخل المتحف المصري الكبير، مؤكدًا أن المتحف يطبق أحدث تقنيات العرض المتحفي في العالم، ليقدم تجربة ثقافية وتاريخية غير مسبوقة تمزج بين الأصالة والإبهار.
وأوضح عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية في حوار خاص لـ “الوفد” أن المتحف يستخدم تقنيات الواقع المعزز (AR) والهولوغرام (Hologram) إلى جانب العروض الصوتية والبصرية التفاعلية، التي تُعيد إحياء لحظات من التاريخ المصري القديم بأسلوب حديث لم تشهده المنطقة من قبل، ما يجعل الزائر يعيش تجربة استثنائية تُقربه من روح الحضارة المصرية القديمة.
وأضاف أن المتحف يعرض مجموعة الملك توت عنخ آمون التي تضم 5537 قطعة أثرية كاملة لأول مرة في التاريخ، وفي مقدمتها قناع الملك الذهبي، الذي يُعد أغلى وأثمن قطعة أثرية في العالم، إلى جانب كرسي العرش الذهبي الذي يُعرض بطريقة مبتكرة ومبهرة تجمع بين الإضاءة والمؤثرات الرقمية.
وأشار إلى أن المتحف يتيح للزوار التفاعل المباشر مع القطع الأثرية عبر تقنية الرمز الإلكتروني (QR Code) باستخدام الهواتف الذكية، حيث يمكن لكل زائر التعرف على تاريخ القطعة ومكان اكتشافها وطريقة استخدامها وغيرها من المعلومات الأثرية والتاريخية بطريقة سلسة وجاذبة.
وأكد الدكتور ريحان أن المتحف يضم أيضًا قاعات مخصصة لتجارب الواقع الافتراضي (VR)، تتيح للزوار ارتداء نظارات خاصة للتجول داخل معالم الحضارة المصرية القديمة، كما يقدم تجربة واقع افتراضي فريدة لمقبرة توت عنخ آمون، تسمح للزائر بالدخول إلى الغرف الداخلية ومشاهدة محتوياتها كما كانت لحظة اكتشافها، مصحوبة بشرح صوتي تفاعلي يأخذهم في رحلة غامرة داخل التاريخ المصري القديم.
واختتم خبير الآثار تصريحاته مؤكدًا أن المتحف المصري الكبير يجمع بين عبقرية الماضي وتقنيات المستقبل، ليقدّم للعالم نموذجًا فريدًا في دمج التراث بالحضارة الرقمية، وليثبت مرة أخرى أن مصر قادرة على الجمع بين الأصالة والابتكار في مشروع هو الأضخم من نوعه عالميًا.