المتحف المصري الكبير.. حدث حضاري فضح حملات التشكيك وأعاد روح الانتماء للمصريين
تاريخ النشر: 2nd, November 2025 GMT
لم تكن الاحتفالية بافتتاح المتحف المصري الكبير مساء أمس مجرد مناسبة فنية أو احتفالية ثقافية بل كانت حدثاً مصرياً جامعاً أعاد تعريف فكرة الوعي والانتماء وفضح في الوقت نفسه كل محاولات الدعاية المضادة التي سعت إلى النيل من روح المصريين..فمنذ أسابيع سبقت الافتتاح تصاعدت حملات التشويش المنظمة على وسائل التواصل الاجتماعي اجتمع فيها عدو وحاسد على هدف واحد هو كسر موجة الانتماء الوطني التي تصاعدت في الشارع المصري ومحاولة إجهاض لحظة الفخار التي كان العالم كله ينتظرها.
لكن ما حدث كان العكس تماماً..فمن قلب كل بيت مصري شعرت كل أسرة وكل طفل وامرأة وعامل وفلاح بأنهم جزء من حدث تاريخي مهيب يعيد لمصر مكانتها التي تستحقها.
وقال المحرر الدبلوماسي لوكالة أنباء الشرق الأوسط إن المصريين عاشوا تلك الليلة في حالة من الوعي الجمعي اختزلوا فيها المشهد كله في مضمون كلمة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي التي أكد فيها أن مصر لا تملك تاريخاً فقط بل تملك روحاً تصنع التاريخ وأنها تمد يدها للإنسانية كلها لتشاركها أعظم ما تركه أجدادها من قيم وإبداع وحكمة.
في هذه الليلة الخالدة، كان عشرات الملايين من المصريين داخل الوطن وخارجه يتابعون أنفاس تلك اللحظة المهيبة، وهم يرون رئيسهم عبد الفتاح السيسي يصطحب قادة ومسؤولي دول العالم بين جنبات المتحف الكبير..بل كانوا يتابعون شموخه ونظرات العزة التي تتلألأ في عينيه فتنتقل لأبناء شعبه فخرا واعتزازا وأملا في المستقبل..كان عشرات الملايين من أبناء مصر يشاهدون ويشهدون، كيف وقف القادة الضيوف مأخوذين أمام تمثال الملك رمسيس الثاني، بطل الحرب والسلام الخالد، يتأملون هيبته وكأنهم يقرأون في صخر ملامحه سر البقاء المصري الذي لم تهزمه قرون ولا عواصف..ثم توقفت أنظارهم مأخوذة أمام القناع الذهبي للملك توت عنخ آمون، بينما المصريون من خلف الشاشات شعروا أن الذهب الحقيقي لم يكن فقط في القناع بل في معدن شعبهم الذي صنع هذه الحضارة ويحميها إلى اليوم .
كانت تلك الجولة لحظة فاصلة أدرك فيها العالم أن مصر لا تُعرض في المتاحف، بل هي المتحف الذي يعرض قصة الإنسان منذ أن بدأ الحلم وحتى الآن..لقد تجلت قمة الوعي والانتماء في ردود فعل المصريين تجاه الفقرة الموسيقية والغنائية من الحفل، فتنوعت آراؤهم عن وعي فطري إدراكاً منهم أن لحظة الفخار الوطني لا يجوز أن يعكر صفوها جدل جانبي فني .
وجاءت ردة فعل المصريين بأسرهم ليس فقط لتعكس عمق روح الانتماء بل كانت كيداً نبيلاً لكل عدو أو حاسد لا يحتمل أن يرى المصريين متوحدين في لحظة مجد .
وهكذا اجتمعت في تلك الليلة مشاعر المصريين ليرسموا سوياً بكل فئاتهم وطبقاتهم وببصيرة لا تخطىء لوحة نادرة للوعي والانتماء..انتماء يعلو على التفاصيل ويصون هيبة اللحظة من عبث المشككين.
ويضيف المحرر الدبلوماسي أن الرسالة التي خرجت من القاهرة لم تكن موجهة للمصريين وحدهم بل للعالم كله، فالحضور الدولي من 79 دولة في افتتاح المتحف لم يكن صدفة بل كان إقرارا جديدا بسيادة مصر الثقافية والتاريخية واعترافا بأنها صاحبة الذاكرة الأولى للحضارة الإنسانية.
بل إن ما قاله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل أيام حين أكد أن تاريخ مصر هو الأقدم ويمتد إلى 6 آلاف سنة جاء بمثابة توكيد غير مباشر على أن العالم يعود ليقيس عمره من عمر مصر.
وبينما كانت محاولات التشكيك تحاول وضع مسمار في ترس الحدث كانت الحقيقة أن تروس مصر متكاملة منذ أكثر من 7 آلاف سنة..قوة معدنها من قوة معدن شعبها..معدن لا يصدأ ولا ينكسر مهما اشتدت عليه العواصف أو تكالبت عليه الأحقاد.
والآن..والمتحف الكبير قد أصبح حقيقة واقعة وعاصمة رمزية للروح الثقافية والحضارية للعالم، فإن المطلوب هو البناء على هذا الزخم، وإنفاذ رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي التي حددها في كلمته خلال الافتتاح، حين قال إنه يتطلع لأن يكون المتحف الكبير منارة حقيقية للثقافة والفن والإنسانية..ليس لمصر وحدها بل للعالم أجمع، مؤكدا أن هذا الصرح لا يمثل فقط ماضي المصريين المجيد، بل يعبر عن قدرتهم الدائمة على الإبداع والعطاء والتجدد.
ومن ثم فإن تنفيذ هذه الرؤية يتطلب اتساع المشاركة المجتمعية لتشمل زيارات ميدانية لتلاميذ المدارس وطلاب الجامعات وللعمال في المصانع وللنساء من مختلف ربوع الوطن وحتى للأطفال المرضى في المستشفيات، لأن في مجد مصر تستعيد النفوس مناعتها وتتعزز فرص الشفاء والأمل .
وفي الميدان الدولي..يشير المحرر الدبلوماسي إلى أن الدبلوماسية المصرية تواصل جهدها لتكريس الاعتراف العالمي بسيادة مصر الثقافية عبر تحويل المتحف الكبير إلى منصة دائمة للحوار الحضاري وإلى عنوان دائم لرسالة مصر..إنها لا تملك فقط آثار الماضي بل تملك القدرة على صناعة المستقبل.
وهكذا خرجت مصر من ليلة الافتتاح كما تخرج الشمس من خلف الغيوم..أكثر وهجاً وأشد حضوراً في ضمير العالم..لم يكن ما جرى مجرد حدث أثري أو احتفال عابر بل إعلاناً جديداً عن ميلاد وعي مصري متجدد وعودة مدوية لروح الحضارة التي لا تعرف الانطفاء.
وليس غريبا على مصر..كلما حاول الحاسدون تشويه الصورة ازدادت وضوحاً.. وكلما حاولوا كسر التروس دارت بقوة التاريخ..إنها مصر التي لا يقاس عمرها بالسنوات بل بالخلود نفسه..مصر التي تحفظ ذاكرة الإنسانية وتكتب فصول مستقبلها بيدها بإيمان شعبها وبقيادة تعرف أن الطريق إلى الغد لا يشق إلا بثقة في النفس ووعي بالرسالة وإصرار على أن تظل مصر كما كانت دائما..منارة الدنيا ومحراب الوعي الإنساني.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: افتتاح المتحف المصري الكبير المتحف المصري الكبير الانتماء الوطني المتحف المصری الکبیر المتحف الکبیر بل کان
إقرأ أيضاً:
الاتحاد العام للمصريين ببريطانيا يحتفي بافتتاح المتحف المصري الكبير في قلب لندن
نظم فرع الاتحاد العام للمصريين في الخارج بالمملكة المتحدة، برئاسة المهندسة ميرفت خليل، تجمعًا لأعضاء الجالية المصرية في أحد المطاعم الشهيرة بوسط لندن لمتابعة البث المباشر لحفل افتتاح المتحف المصري الكبير، الحدث الثقافي العالمي الذي يبرز عظمة الحضارة المصرية ويعكس جهود الدولة في صون التراث الإنساني.
شارك في اللقاء عدد من أعضاء الاتحاد، من بينهم أسامة الشريف، مجدي عبد الله، إسماعيل إبراهيم، هاني البغدادي، مها عبد الواحد، خالد نشأت، السيدة غالية الأشقر، إلى جانب مجموعة من الشباب المصريين الدارسين في بريطانيا، الذين عبروا عن فخرهم بهذا الصرح الحضاري الذي يعيد مصر إلى صدارة المشهد الثقافي العالمي.
وأكدت المهندسة ميرفت خليل، رئيسة الاتحاد العام للمصريين في الخارج – فرع بريطانيا، أن افتتاح المتحف المصري الكبير يمثل لحظة تاريخية تليق بمكانة مصر وحضارتها العريقة، مشيرة إلى أن المشروع يعكس رؤية القيادة السياسية في تعزيز القوة الناعمة المصرية والتأكيد على أن مصر كانت وما زالت منارة للحضارة والفن والإنسانية.
وأضافت أن الجالية المصرية في بريطانيا تابعت الحدث بكل فخر وسعادة، معتبرة أن المتحف سيكون جسرًا حضاريًا يربط الماضي بالحاضر ويُلهم الأجيال الجديدة على مستوى العالم، كما أنه يعد أكبر هدية من مصر للعالم أجمع في القرن الحادي والعشرين.