أفاد مراسل صحيفة غارديان البريطانية في غرب ووسط أفريقيا، إيرومو إغبيجولي، أن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين المرتبطة بتنظيم القاعدة، تقترب تدريجيا من باماكو عاصمة دولة مالي في غرب أفريقيا، بعد تصعيد هجماتها في الأسابيع الأخيرة على قوافل الجيش.

وقال إن مالي قد تصبح جمهورية إسلامية "تُطبق فيها تفسيرات صارمة للشريعة" إن سقطت العاصمة في أيدي تلك الجماعة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2غارديان: مجزرة الفاشر السودانية نموذج مألوف من العنف المتوقعlist 2 of 2صحف عالمية: خيبة لدى الغزيين وفظاعات الفاشر أدخلت حرب السودان أحلك فصولهاend of list

وأوضح أن البلاد تعيش، منذ الإطاحة بالرئيس إبراهيم بوبكر كيتا عام 2020، دوامة من الانقلابات وانعدام الأمن والانقسامات الداخلية.

ولفت إلى أن حركة 5 يونيو -وهي ائتلاف يضم منظمات مجتمع مدني وأحزاب معارضة وزعماء دينيين- كانت قد قادت موجة احتجاجات واسعة أطاحت بالحكومة المنتخبة ديمقراطيا.

وكان من أبرز قادة الحركة الداعية الإسلامي محمود ديكو، وهو إمام أحد أهم مساجد العاصمة باماكو والذي سبق أن لعب دورا في انقلاب عام 1991. وقد أسهم نفوذه الواسع في تعبئة الشارع ضد حكومة كيتا المتهمة بالفساد وسوء الإدارة.

الزعيم الإسلامي المالي محمود ديكو  (ناشطون)

وخلال مساعي المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) للتوسط بين الحكومة والمعارضة، كشف الرئيس كيتا للمشاركين أن الإمام ديكو يريد تحويل مالي إلى دولة إسلامية تُحكم بالشريعة، وهو تصريح أثار صدمة كبيرة في حينه، وفق الصحيفة البريطانية.

وبعد شهرين فقط، قاد النقيب آسيمي غويتا مجموعة من الجنود للاستيلاء على السلطة، وأسس المجلس الوطني الانتقالي بدلا من البرلمان، قبل أن يُنفذ انقلابا ثانيا في العام التالي ويُعلن نفسه رئيسا للبلاد.

وبحسب تقرير غارديان، فإن محللين يرون أن الخوف من بديل إسلامي أكثر تطرفا يمنع الناس من التظاهر ضد الحكومة، "مما يمنح المجلس العسكري بعض الدعم الشعبي الضمني".

واعتبرت الصحيفة أن هذا الوضع المتدهور دفع الولايات المتحدة ودولا أوروبية إلى إصدار تحذيرات عاجلة لرعاياها بمغادرة البلاد، في مؤشرات على فقدان السيطرة الأمنية في باماكو، واحتمال وقوع انقلاب جديد هو الثالث خلال 5 سنوات.

إعلان

وأشارت إلى أن مالي تعاني من أزمة وقود حادة منذ أسبوعين، نتيجة للحصار الذي تفرضه جماعة نصرة الإسلام والمسلمين على الشاحنات القادمة من كوت ديفوار وموريتانيا والسنغال، مما أدى إلى اختطاف وقتل عدد من السائقين والجنود. وبما أن مالي دولة حبيسة تعتمد على الواردات، فقد شُلّت الحياة في العاصمة باماكو.

ونقلت عن وزير مالي سابق يعيش في المنفى، لم تكشف عن اسمه، القول "لا أريد المبالغة، لكن البلاد تنهار أمام أعيننا… قبل نهاية ديسمبر/كانون الأول المقبل سيقع انقلاب في منطقة الساحل".

وأضاف أن مالي "ستكون الأولى، ثم سيحدث نفس تأثير الدومينو الذي شهدناه بين 2020 و2023، حيث تسقط هذه البلدان الواحدة تلو الأخرى".

ورغم محاولات النظام الحفاظ على قبضته، فإن التهديد الإسلامي يزداد قوة، خاصة مع الحديث عن احتمال عودة الإمام محمود ديكو من منفاه في الجزائر.

وتشير تقارير إلى أن بعض عناصر جماعة نصرة الإسلام والمسلمين يطالبون بعودته لكي يتسنى لهم التفاوض معه بدلا من الحكومة، ويؤكد مطّلعون على الأوضاع هناك أن هذا هو الهدف النهائي لمن تسميهم "الجهاديين"، وهو تحويل مالي إلى دولة إسلامية، ويبدو أنهم باتوا قريبين جدا من تحقيقه.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: شفافية غوث حريات دراسات

إقرأ أيضاً:

جماعة جهادية تابعة للقاعدة تهدد باماكو وسط عجز عسكري روسي ومالي عن صدها

تعيش مالي على وقع تصعيد خطير، إذ تقترب جماعة جهادية تابعة لتنظيم القاعدة تُعرف باسم «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» (JNIM) من العاصمة باماكو، في ظل عجز واضح لقوات المجلس العسكري الحاكم وشركائه الروس عن احتواء تمدد المسلحين الذين باتوا يسيطرون على مساحات واسعة من البلاد الواقعة في منطقة الساحل الإفريقي.

تدهور أمني واقتصادي متسارع

شهدت العاصمة باماكو أزمة حادة في الوقود بعد أن قطع مسلحو الجماعة الطرق المؤدية إليها، وهاجموا الدوريات العسكرية وقوافل نقل الوقود.

 وأظهرت مقاطع مصوّرة طوابير طويلة من السيارات والدراجات أمام محطات الوقود، فيما أغلقت المدارس والجامعات أبوابها بسبب النقص الحاد في المحروقات.

وحثّت الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا رعاياها على مغادرة باماكو فورًا، حيث حذّرت السفارة البريطانية من “خطر داهم وانفلات أمني غير متوقع”، فيما وصفت الخارجية الأمريكية الوضع الأمني في العاصمة بأنه “غير مستقر وغير متوقع”.


استراتيجية «حرب اقتصادية»

على مدى الشهرين الماضيين، كثفت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين هجماتها على إمدادات الوقود، إذ نصبت كمائن لشاحنات النقل القادمة من ساحل العاج والسنغال. وفي سبتمبر الماضي، هاجمت الجماعة قافلة تضم أكثر من 100 شاحنة وقود، وأحرقت نصفها، وفقًا لبيانات مشروع ACLED المتخصص في رصد النزاعات.

هولندا تعيد لمصر تمثالًا أثريًا عمره 3500 عام بعد التحقق من تهريبه غير القانونيالمشاط: برنامج التعاون المصري السويسري يدعم أجندة التنمية الوطنية ويعزز مرونة الاقتصاد


ويرى محللون أن الجماعة باتت تعتمد تكتيك “الحرب الاقتصادية”، عبر فرض الإتاوات، وقطع الطرق، وحصار المدن. ويقول الخبير في شؤون الإرهاب دانييلي غاروفالو إن JNIM “طوّرت أساليبها، فباتت تجمع بين السيطرة الميدانية والتأثير الاقتصادي والاجتماعي”.


إخفاق روسي وتوتر داخلي

ورغم وجود مرتزقة روس منذ عام 2021 ضمن ما يُعرف بـ«فيلق إفريقيا» التابع لموسكو (خلفًا لمجموعة فاغنر)، إلا أن القوات الروسية تكبدت خسائر كبيرة، ولم تنجح في وقف تقدم الجهاديين. فقد أعلنت الجماعة العام الماضي مسؤوليتها عن كمين معقّد أسفر عن مقتل نحو 50 جنديًا روسيًا شمال البلاد.

في المقابل، تتهم منظمات حقوقية، بينها هيومن رايتس ووتش، القوات المالية وشركاءها الروس بارتكاب إعدامات ميدانية واختفاءات قسرية بحق رجال من قبائل الفولاني بتهمة التعاون مع الجهاديين، ما أدى إلى اتساع دائرة الغضب الشعبي ضد المجلس العسكري في باماكو.

خطر إقليمي متزايد

يقول محللون إن سقوط النظام المالي أو وقوع انقلاب جديد سيؤدي إلى انهيار أمني شامل في منطقة الساحل، حيث تنشط الجماعة نفسها في بوركينا فاسو والنيجر. 

أعلنت JNIM تنفيذ 54 هجومًا في بوركينا فاسو و36 في مالي و7 في النيجر خلال شهر واحد فقط، كما تبنّت مؤخرًا أول هجوم لها في شمال نيجيريا.
ويحذّر الخبير الأممي السابق إدموند فيتون-براون من أن “العدوى الجهادية في طريقها للانتقال إلى دول جديدة مثل ساحل العاج ونيجيريا، بينما تبدو بوركينا فاسو الحلقة الأضعف في السلسلة”.
 

مستقبل غامض لباماكو

يرى مراقبون أن الجماعة لا تسعى لهجوم مباشر على العاصمة، بل إلى خنقها اقتصاديًا لإشعال التذمر الشعبي ضد المجلس العسكري بقيادة العقيد عاصمي غويتا. ويضيف غاروفالو أن هدف الجماعة هو “إضعاف النظام سياسيًا واقتصاديًا، وتقديم نفسها كبديل قادر على إدارة البلاد.”

ويختتم تقرير مشروع مكافحة التطرف (CEP) بالقول إن مالي قد تكون “أول دولة في التاريخ تقع تحت حكم فعلي لتنظيم مرتبط بالقاعدة”، في ظل عزلة دولية خانقة بعد طرد فرنسا وتوتر العلاقات مع الأمم المتحدة و«إيكواس»، وغياب أي دعم خارجي يمكن أن يغيّر موازين القوى.

طباعة شارك مالي جماعة جهادية القاعدة باماكو منطقة الساحل الإفريقي ألمانيا بريطانيا الولايات المتحدة

مقالات مشابهة

  • جماعة جهادية تابعة للقاعدة تهدد باماكو وسط عجز عسكري روسي ومالي عن صدها
  • كاتب إيطالي: هل تحقق القاعدة سابقة وتسيطر على دولة مالي؟
  • غارديان: مجزرة الفاشر السودانية نموذج مألوف من العنف المتوقع
  • بالصور.. مركز الملك سلمان للإغاثة ينفذ مبادرة "نور السعودية" في باماكو عاصمة مالي
  • الإمارات ترحب بقرار مجلس الأمن الدولي الداعم لمبادرة المغرب للحكم الذاتي في الصحراء المغربية
  • مالي تحت الحصار.. مقتل وأسر جنود وحرق «شاحنات الوقود» في باماكو
  • اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي يبث افتتاح المتحف الكبير إلى 56 دولة
  • سلطنة عُمان تنجح في إدراج شخصيتين عُمانيتين جديدتين ضمن برنامج ‎اليونسكو
  • المبعوث الأمريكي بالعراق: سنرفض أي جماعات مسلحة خارج سلطة الدولة