حكم إقامة الرجل لغيره من مجلسه في المسجد يوم الجمعة ليجلس فيه
تاريخ النشر: 7th, November 2025 GMT
المسجد.. قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن سيدنا رسول الله ﷺ نهى عن إقامة الرجل غيره من مجلسه يوم الجمعة ليجلس فيه؛ درءًا للكراهية والبغضاء، وتربية للناس على حفظ الحقوق واحترام الآداب؛ فقال ﷺ: «لا يُقِيمَنَّ أحَدُكُمْ أخاهُ يَومَ الجُمُعَةِ، ثُمَّ لْيُخالِفْ إلى مَقْعَدِهِ، فَيَقْعُدَ فِيهِ، ولَكِنْ يقولُ افْسَحُوا».
تحدث القرآن الكريم عن المسجد بصفة عامة فنبَّه على علو شأنها وبين أنها هي التي تقام فيها العبادات لله وحده، ومدح الذين يحرصون على تعمير المساجد عن طريق بنائها وتنظيفها والتردد عليها لعبادة الله تعالى، وأمر كل مسلم عند توجهه لمساجد الله تعالى للصلاة أن يتخذ زينته من اللباس المادي ومن اللباس المعنوي وهو التقوى.
فضل المسجد:
أما عن السلوك الذي يجب على المسلم أن يسلكه في داخل تلك الأماكن الشريفة، فيجب أن يلتزم في كل أحواله السلوك القويم والمنهج السليم والأدب الرفيع ولا سيما إذا كان داخل الحرم الشريف.
سُنن دخول المسجد:
يسن لمن دخل المسجد وكان فيه قوم جالسون أن يقول عند دخوله: بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، ثم يصلي ركعتين تحية المسجد، ثم يسلم على القوم الجالسين في المسجد.
سُنن دخول المسجد :
وجاء في فقه الحنفية أنه يسن تحية المسجد بركعتين يصليهما في غير وقت مكروه قبل الجلوس؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ فَلَا يَجْلِسْ حَتَّى يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ». قالوا: والمراد غير المسجد الحرام؛ فإن تحية المسجد الحرام تكون بالطواف كما قالوا، وأداء الفرض ينوب عنها، وكذا كل صلاة أداها عند الدخول بلا نية التحية.
كما جاء في كتاب "زاد المعاد في هدي خير العباد" للإمام الجليل الحافظ أبي عبد الله محمد بن أبي بكر الشهير بابن القيم الجوزية (2/ 65) ما نصه: [ومن هديه صلى الله عليه وآله وسلم أن الداخل إلى المسجد يبتدئ بركعتين تحية المسجد، ثم يجيء فيسلم على القوم، فتكون تحية المسجد قبل تحية أهله، فإن تلك حق الله تعالى، والسلام على الخلق هو حق له، وحق الله في مثل هذا أحق بالتقديم بخلاف الحقوق المالية فإن فيها نزاعًا معروفًا، والفرق بينهما حاجة الآدمي وعدم اتساع الحق المالي لأداء الحقين بخلاف السلام، وكان عادة القوم معه هكذا، يدخل أحدهم المسجد فيصلي ركعتين ثم يجيء فيسلم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ ولهذا جاء في حديث رفاعة بن رافع: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بينما هو جالس في المسجد يومًا -قال رفاعة: ونحن معه- إذ جاءه رجل كالبدوي فصلى فأخف صلاته، ثم انصرف فسلم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «وعليك، فارجع فصلي فإنك لم تصل».. إلخ الحديث، فأنكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلاته ولم ينكر عليه تأخير السلام عليه صلى الله عليه وآله وسلم إلى ما بعد الصلاة، وعلى هذا فيسن لداخل المسجد إذا كان فيه قوم جالسون ثلاث تحيات مترتبة أن يقول عند دخوله: بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، ثم يصلي ركعتين تحية المسجد، ثم يسلم على القوم] اهـ.
تحية المسجد
وتحية المسجد هى صلاة نافلة وهي صلاة ركعتين أو أكثر، يُسَنّ للمسلم أن يُصلّيها إذا دخل مسجداً وأراد الجلوس فيه غير المسجد الحرام. وتُعدّ هذه الصّلاة صلاةً سريّةً سواءً كان دخول المصلي إلى المسجد وصلاته فيه ليلاً أو نهاراً، وله أن يُصليّها في أيّ مكان يريده في المسجد.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المسجد أداء تحية المسجد صلاة المسجد صلاة المسجد الجمعة أداء صلاة المسجد النبی صلى الله علیه وآله وسلم تحیة المسجد فی المسجد
إقرأ أيضاً:
10أسرار للصلاة على النبي ليلة الجمعة.. بركة ونور واستجابة دعاء
الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم من أعظم القربات وأحب الأعمال إلى الله تعالى، خاصة في ليلة الجمعة ويومها، لما ورد في النصوص من الحث على الإكثار منها في هذا اليوم المبارك، فهي عبادة تجمع بين الذكر والدعاء، وتفتح أبواب الرحمة والمغفرة والبركة على المؤمنين.
قال الله تعالى في كتابه الكريم:﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56].
10 أسرار للصلاة على النبي ليلة الجمعة
كشفت دار الإفتاء وعلماء الأزهر عن أسرار عظيمة للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة الجمعة ويومها، لما لها من أثر روحي وإيماني عميق، ومن أهمها:
قضاء الحوائج: من أكثر الأسباب التي تُعين العبد على تحقيق ما يتمنى.
زوال الهموم والأحزان: فهي راحة للقلب وسكينة للنفس.
مغفرة الذنوب: تُطهِّر القلب وتغسل الخطايا.
انحلال العقد: تيسير للأمور المعقدة والمقفلة.
فتح المغاليق: إزالة العقبات وتحقيق التيسير في الرزق والعمل.
تيسير المعاسير: تبعث البركة في السعي والحياة.
تحقيق الأمنيات: باب للرجاء والقبول من الله تعالى.
أن يصلي الله وملائكته عليك: أي يذكرك الله في الملأ الأعلى.
استجابة الدعاء: إذ تُعد من مفاتيح القبول لكل طلبٍ ودعاء.
دفع الفقر والضيق: فهي بركة في الرزق وراحة في المعاش.
صيغة الصلاة على النبي ليلة الجمعة
وفي الرد على من زعم أن قول: «اللهم صلِّ على محمد حتى لا يبقى من الصلاة شيء» مخالف للنصوص الشرعية، أوضحت دار الإفتاء المصرية أن هذا القول ليس مخالفًا للسنة، بل هو وارد في أحاديث صحيحة.
واستدلت الدار بما رواه ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعًا عند الطبراني في كتاب "الدعاء" والديلمي في "الفردوس":"اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْ صَلَاتِكِ شَيْءٌ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْ بَرَكَاتِكَ شَيْءٌ، وَسَلِّمْ عَلَى مُحَمَّدٍ حَتَّى لَا يَبْقَى مِنَ السَّلَامِ شَيْءٌ".
وبين الإمام القاضي أبو عبد الله الرصّاع في كتاب «المعيار المعرب» أن معنى هذا الدعاء هو طلب الكمال في الصلاة والبركة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم، أي أن يفيض الله عليه من رحماته وبركاته بقدر ما أنعم على جميع أنبيائه وأوليائه، بل وأكثر.
وأكدت دار الإفتاء أن هذا التأويل يدل على محبة النبي وتعظيمه، وأن العلماء الحقيقيين يحملون الكلام على أحسن محامله، بخلاف من يسيء الظن أو يترصّد الأخيار باللمز.
حكم ترك الصلاة على النبي
وفي سياق متصل، أجاب الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عن سؤال حول حكم من يترك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند ذكر اسمه، مؤكدًا أن تركها يُعد من علامات البخل والشح.
واستدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم:«كفى به شحًا أن أُذكر عنده ثم لا يصلي عليّ» [رواه ابن أبي شيبة]،
كما قال أيضًا:«البخيل من ذكرت عنده ولم يصلِّ عليّ» [رواه الحاكم وصححه].
وأضاف أن الوعيد شديد على من يسمع اسم النبي ولا يصلي عليه، كما في حديث كعب بن عجرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«بعدًا لمن ذكرت عنده فلم يصلِّ عليك»،
وفي روايات أخرى ورد الوعيد بالدعاء بالإبعاد عن رحمة الله لمن قصر في الصلاة على النبي.
وأكد الدكتور علي جمعة أن العلماء عدّوا ترك الصلاة على النبي من الكبائر، إذ ذكر الإمام ابن حجر الهيتمي في كتابه «الزواجر عن اقتراف الكبائر» أنها الكبيرة رقم 60، قائلًا:"إن تكرار الوعيد والدعاء بالسحق والبعد والذل والهوان، ونعته بالبخل، يدل على أن ترك الصلاة عليه ﷺ كبيرة من الكبائر."