حقائق صادمة عن المحليات الصناعية |ما تأثيرها على القلب والدماغ؟
تاريخ النشر: 9th, November 2025 GMT
كشفت دراسة جديدة من جامعة كولورادو أن "الإريثريتول"، وهو بديل شائع للسكر، يلحق الضرر بخلايا الحاجز الدموي الدماغي، ويعطل وظائف الأوعية الدموية عن طريق زيادة الإجهاد التأكسدي، وتقليل أكسيد النيتريك، ورفع مستويات مضيق الأوعية الدموية، ما قد يزيد من مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب والأوعية الدموية.
لطالما اعتبر "الإريثريتول"، وهو كحول سكري يستخدم على نطاق واسع كمحلي في المنتجات "الخالية من السكر" و"المناسبة لحمية الكيتو"، بديلا آمنا للسكر. ومع ذلك، تشكك دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة كولورادو في هذا التصور، إذ تظهر أن "الإريثريتول" قد يلحق الضرر بالحاجز الدموي الدماغي، وهو الجهاز الفسيولوجي الحيوي الذي يحمي الدماغ من خلال تنظيم مرور المواد بين مجرى الدم وأنسجة الدماغ.
في تجارب معملية، تعرضت خلايا بطانة الأوعية الدموية الدقيقة في دماغ الإنسان، وهي الخلايا التي تبطن الأوعية الدموية في الدماغ، لتركيزات من "الإريثريتول" تشبه تلك التي وجدت بعد تناول المشروبات الغازية المحتوية على "الإريثريتول"، حسب ماذكر في صحيفة "ساينس أليرت"، ونورد في ما يلي أهم ماجاء حول الموضوع:
كشفت النتائج عن سلسلة من الأضرار: إذ يحفز "الإريثريتول" الإجهاد التأكسدي، منتجا جذورا حرة ضارة تضعف وظائف الخلايا، بل وتسبب موتها. هذا الخلل التأكسدي يقوض قدرة الخلايا على الحفاظ على سلامة الحاجز الدموي الدماغي. علاوة على ذلك، يخل "الإريثريتول" بالتوازن الدقيق للجزيئات التي تنظم قطر الأوعية الدموية وتدفق الدم.
فقد قلل من إنتاج "أكسيد النيتريك"، وهو جزيء يرخي الأوعية ويعزز تدفق الدم، وفي الوقت نفسه يزيد من "إندوثيلين-1"، وهو مضيق قوي للأوعية الدموية.
النتيجة هي تضيق الأوعية الدموية، ما قد يحرم أنسجة المخ من الأكسجين والمغذيات، وهو عامل خطر معروف للسكتة الدماغية الإقفارية، التي تحدث عندما تعيق الجلطات الدموية تدفق الدم إلى الدماغ.
ومن المثير للقلق أن "الإريثريتول" يتداخل أيضا مع نظام الجسم الطبيعي للتحكم في الجلطات عن طريق تثبيط إطلاق منشط "البلازمينوجين" النسيجي، وهو بروتين "مذيب للجلطات" يذيب جلطات الدم الخطيرة قبل أن تسبب انسدادات، وقد يؤدي هذا الخلل إلى ترك جلطات الدم دون علاج، ما يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
توفر هذه النتائج المخبرية آلية بيولوجية محتملة تفسر الدراسات الوبائية السابقة التي ربطت بين الاستهلاك المنتظم "للإريثريتول" وارتفاع كبير في معدلات النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
وأفادت دراسة واسعة النطاق أن الأفراد الذين لديهم أعلى مستويات من "الإريثريتول" في الدم لديهم احتمالية مضاعفة تقريبا للإصابة بنوبات قلبية وعائية خطيرة مقارنة بمن لديهم مستويات أقل.
وعلى الرغم من تصنيفه الطبيعي كمحول سكري وموافقة هيئات تنظيمية مثل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية "إف.دي.أيه" (FDA) والهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية"اي.إف.إس.أيه" (EFSA)، تشير هذه النتائج إلى أن "الإريثريتول" قد لا يكون أمنا أيضيا عند استهلاكه بكثرة في الأنظمة الغذائية الحديثة.
بخلاف العديد من المحليات الصناعية، ينتج الجسم "الإريثريتول" طبيعيا بكميات صغيرة، ويستخدم على نطاق واسع لمحاكاة طعم السكر وملمسه بشكل وثيق، ما يجعله مكونا مفضلا في العديد من المنتجات منخفضة السعرات الحرارية.
يحذر معدو الدراسة من أن التجارب أُجريت على خلايا معزولة بدلا من أوعية دموية كاملة أو على كائنات حية، ما يعني ضرورة إجراء المزيد من البحوث لتأكيد هذه التأثيرات في السياقات الفسيولوجية، وقد تساعد النماذج المتطورة، مثل تقنيات "الأوعية الدموية على رقاقة"، في توضيح تأثير "الإريثريتول" بشكل أشمل.
بالنسبة للمستهلكين، تثير هذه النتائج تساؤلات مهمة حول مساومات استبدال السكر "بالإريثريتول". فبينما يقدم فوائد مثل تقليل السعرات الحرارية والتحكم في نسبة السكر في الدم، فإن قدرته على تقويض سلامة حاجز الدماغ وصحة الأوعية الدموية تشير إلى الحاجة إلى الاعتدال وإجراء المزيد من الدراسات.
مع استمرار البحث، قد يحتاج المستهلكون والمختصون في مجال الصحة على حد سواء إلى إعادة النظر في مفاهيم سلامة المحليات، وموازنة الفوائد الأيضية مع المخاطر القلبية الوعائية والعصبية الناشئة التي يشكلها الاستخدام الواسع "للإريثريتول" في إمدادات الغذاء.
تبرز هذه الدراسة الأهمية الحاسمة لتقييم الآثار الصحية الطويلة المدى للمضافات الغذائية التي انتشرت بسرعة، حتى تلك التي كانت تعتبر طبيعية أو آمنة، وتدعو إلى إعادة النظر في الخيارات الغذائية والبدائل المحلاة سعيا للحفاظ على الصحة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإجهاد التأكسدي الإريثريتول أكسيد النيتريك الأوعية الدموية السكتة الدماغية أمراض القلب الأوعیة الدمویة
إقرأ أيضاً:
استشاري لـ"اليوم": 60% من مصابي الضعف الجنسي مهددون بأمراض القلب
يحذر استشاري جراحة المسالك البولية والضعف الجنسي د. مازن شقير من تجاهل مشكلات الضعف الجنسي، مؤكدًا أنها ليست مجرد قضية "خاصة”، بل قد تكون علامة إنذار مبكرة لأمراض القلب والشرايين.
ويشير د. شقير إلى أن العلاقة بين ضعف الانتصاب وصحة القلب وثيقة، فالأسباب التي تؤدي إلى كليهما متشابهة إلى حد كبير، وتشمل تصلب الشرايين، وارتفاع ضغط الدم، والسكري، والتدخين، والسمنة، وهي جميعها عوامل تُضعف تدفق الدم إلى الأعضاء الحيوية.علاقة الضعف الجنسي بأمراض القلبيُوضح د. شقير أن الشرايين التي تغذي العضو الذكري أضيق بكثير من الشرايين التاجية، ما يجعلها تتأثر مبكرًا بأي خلل في تدفق الدم، ولهذا تسبق أعراض الضعف الجنسي علامات أمراض القلب بعدة سنوات.
أخبار متعلقة مؤتمر ومعرض الحج يواكب المستقبل بإطلاق "منطقة الابتكار" وهاكاثون لتطوير تجربة الحجاجلتنمية مهارات الخطابة لدى طلاب التعليم.. "قبس" تُدشّن مُبادرة "فصيح هجر"ويضيف: "كثير من الرجال يظنون أن المشكلة محصورة في الجانب الجنسي، لكن الحقيقة أن الجسد يرسل إنذارًا مبكرًا يمكن من خلاله إنقاذ القلب قبل فوات الأوان”.مازن شقير
بحسب ما يؤكده د. شقير، أظهرت الدراسات أن الرجال المصابين بضعف الانتصاب معرضون لخطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 50-60%، كما أن الضعف الجنسي قد يسبق الإصابة بالجلطة القلبية بفترة تتراوح بين 3 إلى 5 سنوات.
ويشدد على أن ظهور ضعف مفاجئ أو متزايد في الانتصاب، خصوصًا دون أسباب نفسية واضحة، يستدعي تقييمًا عاجلًا لحالة القلب والأوعية الدموية.أهمية الكشف المبكرويختم د. مازن شقير حديثه بالقول:
"تجاهل المشكلة يعني ضياع فرصة ثمينة للوقاية. فعند الكشف المبكر عن السبب، وعلاج عوامل الخطر، يمكن حماية القلب قبل حدوث الجلطة أو الأزمة القلبية”.
ويضيف: "صحتك الجنسية مرآة لقلبك، فاحمِ كليهما، ولا تتردد في استشارة الطبيب عند أول مؤشر”.