القهوة وضغط الدم.. متى تصبح خطرًا على صحتك؟
تاريخ النشر: 7th, November 2025 GMT
تعد القهوة واحدة من أكثر المشروبات استهلاكًا حول العالم، ويعتمد عليها الملايين كمصدر للطاقة والتركيز في بداية اليوم، لكن رغم فوائدها المتعددة، فإن تأثيرها على ضغط الدم يثير الكثير من الجدل العلمي، خصوصًا بين الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم.
القهوة وارتفاع ضغط الدم المؤقتتشير الدراسات الحديثة إلى أن شرب القهوة يوميًا قد يؤدي إلى ارتفاع مؤقت في ضغط الدم لدى بعض الأشخاص، سواء كانوا مصابين بارتفاع ضغط الدم أو لا.
إذ يرتفع الضغط الانقباضي (الرقم العلوي) بمقدار يتراوح بين 3 إلى 14 ملم زئبق، بينما يرتفع الضغط الانبساطي (الرقم السفلي) بمقدار 4 إلى 13 ملم زئبق.
على سبيل المثال، قد تتحول قراءة ضغط الدم النموذجية من 120/80 إلى 134/93 بعد تناول كوب من القهوة.
ويُوصي الأطباء الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم بعدم الإفراط في تناول القهوة، واستشارة الطبيب لتحديد الكمية المناسبة حسب حالتهم الصحية.
آلية تأثير القهوة على الجسمووفقًا لموقع «فيري ويل هيلث»، فإن القهوة تُعتبر من المنبهات القوية التي تزيد من نشاط الدماغ والجهاز العصبي، وعند دخول الكافيين إلى مجرى الدم، يتفاعل مع الهرمونات ومستقبلات الدماغ والناقلات العصبية، ما يؤدي إلى تضييق الشرايين والأوردة ورفع ضغط الدم مؤقتًا.
هذا التأثير يظهر عادة خلال 30 دقيقة إلى ساعتين بعد شرب القهوة، وهو ما يجعل بعض الأشخاص يشعرون بنشاط زائد أو زيادة في معدل ضربات القلب عقب تناولها مباشرة.
العوامل التي تحدد تأثير القهوة على ضغط الدميتباين تأثير القهوة من شخص لآخر حسب مجموعة من العوامل، من أبرزها:
العمر: يؤثر الكافيين على الشباب أكثر من كبار السن، وقد أثبتت الدراسات أن المراهقين يُظهرون ارتفاعًا أكبر في ضغط الدم بعد تناول القهوة.
الجنس: الرجال يستقلبون الكافيين أسرع من النساء، ما يعني أن تأثيره لديهم يكون أقصر نسبيًا.
مصدر الكافيين: تحتوي القهوة على نسبة كافيين أعلى من الشاي الأسود أو الأخضر، كما توجد كميات متفاوتة من الكافيين في المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة.
نوع القهوة وطريقة التحضير: تختلف قوة الكافيين حسب نوع حبوب البن وطريقة تحضيره (مثل الإسبريسو مقابل القهوة المفلترة).
التحمل: بعد حوالي 15 يومًا من شرب القهوة يوميًا، قد يتكيف الجسم مع الكافيين ويبدأ التأثير في التناقص تدريجيًا.
التدخين: النيكوتين يسرّع من عملية الأيض في الجسم، ما يجعل تأثير الكافيين أقوى وأسرع.
الحمل: يجب على النساء الحوامل الحد من تناول الكافيين إلى 200 مل يوميًا، إذ لا يستطيع الجنين استقلاب الكافيين، ما قد يعرض الحمل لمضاعفات.
أمراض القلب: لدى المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية، قد يكون ارتفاع ضغط الدم الناتج عن الكافيين أكثر خطورة وأقل أمانًا.
توصي الهيئات الصحية العالمية بتحديد استهلاك الكافيين اليومي للبالغين الأصحاء بحيث لا يتجاوز 400 ملغ يوميًا، أي ما يعادل 3 إلى 4 أكواب من القهوة كحد أقصى.
أما بالنسبة للمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عامًا، فيُنصح بألا يتجاوز استهلاكهم 100 ملغ يوميًا (ما يعادل كوبًا واحدًا من القهوة)، بينما يُحدد للأطفال دون 12 عامًا بنسبة 2.5 ملغ من الكافيين لكل كيلوغرام من وزن الجسم فقط.
أعراض الإفراط في تناول القهوةالإكثار من شرب القهوة أو تجاوز الحد الموصى به من الكافيين قد يؤدي إلى ظهور عدة أعراض جانبية، أبرزها:
القلق والتوتر العصبيزيادة معدل ضربات القلب وضغط الدمالصداع المتكررخفقان القلباضطرابات المعدة وعسر الهضمالأرق وصعوبة النومالارتعاش العصبيالغثيان والشعور بعدم الراحةويحذر الأطباء من تجاهل هذه الأعراض، خاصة عند الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب أو اضطرابات الضغط، إذ قد يؤدي الإفراط في تناول القهوة إلى تفاقم حالتهم الصحية.
نصائح للوقاية وتنظيم الاستهلاكيفضل تناول القهوة بعد وجبة الطعام لتقليل امتصاص الكافيين السريع.تجنب شرب القهوة قبل النوم بـ 6 ساعات على الأقل لتفادي اضطرابات النوم.يمكن استبدال بعض أكواب القهوة اليومية بـ القهوة منزوعة الكافيين أو الشاي الأخضر.راقب ضغط دمك بانتظام إذا كنت من عشاق القهوة.استشر طبيبك في حال شعرت بزيادة مفاجئة في ضغط الدم أو ضربات القلب بعد تناولها.المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: شرب القهوة ضغط الدم القهوة وارتفاع ضغط الدم تأثير القهوة على الجسم ارتفاع ضغط الدم القهوة یومی ا تأثیر القهوة تناول القهوة شرب القهوة القهوة على من القهوة القهوة ا الدم ا
إقرأ أيضاً:
ارتفاع ضغط الدم وتأثيره على صحة القلب والأوعية الدموية
ارتفاع ضغط الدم من أكثر الأمراض المزمنة انتشارًا في العالم، إذ يمثل السبب الرئيسي لأمراض القلب والأوعية الدموية، ويتطور هذا المرض تدريجيًا دون أعراض واضحة، مما يجعله خطرًا صامتًا يهاجم الجسم مع مرور الوقت، وذلك وفقًا لما نشره موقع Webmd.
كيف يؤثر ارتفاع ضغط الدم على القلبفي كل نبضة يضخ القلب الدم عبر الشرايين مولدًا ضغطًا على جدرانها، وعندما يبقى هذا الضغط مرتفعًا، يضطر القلب إلى مضاعفة جهده لتوزيع الدم، ومع الوقت تتصلب عضلة القلب ويزداد سمكها، كما تتضرر بطانة الأوعية الدموية الداخلية مما يسمح بتراكم الدهون وتضييق الشرايين، ويؤدي هذا التفاعل المزدوج بين زيادة العبء على القلب وضعف مرونة الشرايين إلى تراجع كفاءة الجهاز القلبي الوعائي، ويقل توصيل الأكسجين إلى الأعضاء الحيوية، مما يضع الجسم في دائرة خطر دائمة.
مرض الشريان التاجي وتقييد تدفق الدممرض الشريان التاجي من أبرز مضاعفات ارتفاع ضغط الدم وأكثرها شيوعًا، حيث يؤدي الضغط المزمن إلى تلف الشرايين التي تغذي القلب بالدم، مما يسبب تراكم اللويحات الدهنية والكوليسترول وتصلب الشرايين، ومع ضيق الأوعية يقل تدفق الدم ويُحرم القلب من الأكسجين، فيشعر المريض بألم أو ضغط في الصدر عند بذل الجهد، وقد يمتد الألم إلى الذراع أو الفك، لذلك فإن الحفاظ على ضغط دم طبيعي يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بهذا المرض ومضاعفاته.
الذبحة الصدرية ونقص إمداد الأكسجينعندما تضيق الشرايين التاجية بفعل ارتفاع الضغط، يصبح إمداد القلب بالأكسجين غير كافٍ أثناء النشاط البدني أو التوتر، مما يؤدي إلى الذبحة الصدرية المستقرة التي تظهر على شكل ألم يختفي مع الراحة، أما إذا تمزقت إحدى اللويحات داخل الشريان فقد تتكون جلطة مفاجئة تعيق تدفق الدم، مسببة الذبحة الصدرية غير المستقرة، وهي حالة طارئة تهدد الحياة وتحتاج إلى تدخل طبي فوري.
النوبة القلبية أو احتشاء عضلة القلبيحدث احتشاء عضلة القلب عندما تسد جلطة دموية أحد الشرايين التاجية نتيجة تمزق لويحة دهنية، فيتوقف تدفق الدم عن جزء من عضلة القلب ويموت هذا الجزء خلال دقائق لغياب الأكسجين، ويساهم ارتفاع ضغط الدم في تسريع تكوّن هذه اللويحات وجعلها أكثر هشاشة، مما يزيد احتمال التمزق، وتشمل الأعراض ألمًا شديدًا في الصدر وضيقًا في التنفس وغثيانًا وتعرقًا باردًا، وتتطلب هذه الحالة علاجًا عاجلًا لاستعادة تدفق الدم وتقليل الضرر الدائم بالقلب.
تضخم البطين الأيسرعندما يعمل القلب تحت ضغط مرتفع لفترة طويلة، يزداد سمك جدار البطين الأيسر الذي يعد الحجرة الأساسية لضخ الدم، وتُعرف هذه الحالة بتضخم البطين الأيسر، ومع مرور الوقت تصبح عضلة القلب متيبسة وتفقد قدرتها على الامتلاء الكامل بين النبضات، مما يضعف كفاءتها تدريجيًا، وقد يشعر المريض بالتعب وضيق التنفس وتورم الكاحلين، ويُعد اكتشاف الحالة في مراحلها المبكرة عبر فحص صدى القلب خطوة مهمة للوقاية من قصور القلب لاحقًا.
قصور القلب مع الحفاظ على كسر القذفقد يبدو القلب في بعض الحالات أنه يضخ الدم بصورة طبيعية رغم إصابته بالضعف، كما في حالة قصور القلب مع الحفاظ على كسر القذف، إذ تكون حجرات القلب متيبسة فلا تمتلئ بالدم بشكل كافٍ رغم أن نسبة الضخ تبدو طبيعية، ويُعد ارتفاع ضغط الدم السبب الرئيسي لهذا النوع من القصور، وتتمثل أعراضه في ضيق التنفس وتورم القدمين والتعب العام، ويمكن السيطرة عليه من خلال ضبط الضغط، وتقليل الملح، وممارسة الرياضة بانتظام، مما يبطئ من تطور المرض ويحسن جودة الحياة.
عدم انتظام ضربات القلب والرجفان الأذينييسبب ارتفاع ضغط الدم المزمن تغيرات في بنية القلب وفي نشاطه الكهربائي، فتتضخم حجراته وتصبح أكثر عرضة للإشارات غير المنتظمة، مما يؤدي إلى اضطرابات في نظم القلب مثل الرجفان الأذيني، الذي يتميز بنبض سريع وغير منتظم يضعف تدفق الدم ويزيد خطر الجلطات والسكتة الدماغية، وتشمل الأعراض الخفقان والدوار والإرهاق، ويُعد التحكم في ضغط الدم خطوة أساسية للحد من هذه الاضطرابات والحفاظ على انتظام نبض القلب.
الذبحة الصدرية الدقيقة وأمراض الأوعية الصغيرةلا يقتصر تأثير ارتفاع ضغط الدم على الشرايين الكبرى، بل يمتد إلى الأوعية الدقيقة داخل القلب، حيث يؤدي تصلبها إلى تقليل مرونتها وضعف قدرتها على تزويد القلب بالدم أثناء المجهود، وهذه الحالة تُعرف بالذبحة الصدرية الدقيقة، وتشيع أكثر لدى النساء، وتسبب ألمًا في الصدر وإرهاقًا وضيقًا في التنفس رغم أن الفحوصات قد تُظهر شرايين سليمة ظاهريًا، وتكمن الوقاية في ضبط الضغط والسيطرة على عوامل الخطر كالكوليسترول والسكري مع الحفاظ على النشاط البدني المنتظم.
طرق إدارة ارتفاع ضغط الدم لحماية القلبلحماية القلب من آثار الضغط المرتفع، يُنصح بالمراقبة المنتظمة لمستويات ضغط الدم، واتباع نظام غذائي متوازن غني بالخضروات وقليل الملح، وممارسة النشاط البدني بانتظام، والالتزام بتناول الأدوية الموصوفة في مواعيدها، فهذه الخطوات البسيطة تُحدث فرقًا كبيرًا في الوقاية من أمراض القلب، وتحافظ على صحة الدورة الدموية، وتُطيل العمر بنشاط وحيوية.