هل يسعى الاحتلال لتحويل فلسطينيي 48 إلى أعداء أمنيين؟
تاريخ النشر: 10th, November 2025 GMT
يواصل الاحتلال الإسرائيلي استهداف فلسطينيي (48)، أصحاب الأرض الأصليين، من خلال خطوات جديدة تسعى إلى تعريفهم كـ"إرهابيين" أو "تهديدات أمنية"، في إطار النهج المتطرف الذي تتبناه الحكومة الحالية برئاسة اليمين الفاشي ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.
وقال أمنون باري-سوليشيانو، الخبير في مكافحة الجريمة والعلاقات بين مكونات الدولة، إن "التوجه الحالي للحكومة نحو تصنيف المنظمات الإجرامية داخل المجتمع العربي كتنظيمات إرهابية، يصب مزيدا من الزيت على نار العنف المتصاعد الذي يعانيه هذا المجتمع"، مشيرا إلى أن ذلك "يشكل محاولة جديدة لتصوير العرب داخل الخط الأخضر كأعداء للدولة أو كتهديد أمني".
وأوضح في مقال نشره موقع "زمان إسرائيل"، وترجمته "عربي21"، أن "الجريمة المنتشرة بين فلسطينيي الداخل حقيقية ومؤلمة ومميتة، لكنها لا تُعد إرهاباً، لأن ضحاياها من أبناء هذا المجتمع أنفسهم، والمنظمات الإجرامية تمارس العنف والابتزاز والقتل بدوافع اقتصادية بحتة، وليست أيديولوجية أو دينية أو قومية".
وأشار إلى أن "قانون مكافحة الإرهاب" الذي صُمم أساسا لملاحقة من يتصرفون بدوافع سياسية أو وطنية ضد دولة الاحتلال، تحاول الحكومة اليوم توسيعه ليشمل الجرائم الجنائية، مما يخلق حالة هجينة خطيرة تتيح استخدام أدوات التحقيق والمراقبة الخاصة بجهاز الشاباك ضد المواطنين، وهو ما يشكل انتهاكاً لحقوقهم الأساسية ويقوّض ثقة الجمهور في منظومة إنفاذ القانون".
ولفت إلى أن "تصنيف أي منظمة على أنها إرهابية، حتى لو كانت إجرامية، سيترتب عليه آثار قانونية بالغة الخطورة، لأنه يسمح بحرمان الأفراد من حقوقهم الأساسية، وفرض عقوبات مشددة حتى على المشتبه بهم الهامشيين، والالتفاف على قواعد الأدلة والإجراءات القانونية الواجبة، وهي صلاحيات مخصصة للطوارئ الأمنية لا لتطبيق القانون الجنائي، واستخدامها ضد مواطنين، حتى إن تورطوا في جرائم خطيرة، يمثل انحدارا يهدد أسس النظام السياسي، ويضعف تطبيق القانون بدلاً من تعزيزه".
وأضاف أن "هذا التوجه سيؤدي إلى وصم المجتمع العربي كله بالاشتباه الجماعي، ويقوّض إمكانية تعاونه مع الشرطة، وهو عنصر أساسي في أي جهد فعال لإنفاذ القانون، لأن جهاز شرطة لا يحظى بثقة الجمهور الذي يخدمه لن يكون قادراً على مواجهة الجريمة. والأسوأ من ذلك، أنه عندما يُصنف المجرمون بأنهم مدفوعون بدوافع قومية، فإن استعداد المواطنين العرب للإدلاء بشهاداتهم أو تقديم شكاوى سيتراجع بشكل كبير، ومعه سيُتهم كل من لا يتعاون مع الشرطة بدعم الإرهاب".
وبيّن أن "فكرة التعاون مع المجتمع العربي والاستثمار فيه وبناء الثقة معه ترسخت تدريجياً خلال العقد الأخير حتى داخل جهاز الشرطة، لكن مشروع القانون الجديد ينسف هذا التقدم بالكامل ويعيد الخطاب إلى مرحلة قديمة وخطيرة لا يُنظر فيها إلى فلسطينيي الداخل كشركاء في مكافحة الجريمة بل كجزء منها، في حين أن الحل الحقيقي يتطلب شرطة مهنية وتطبيقاً سليماً للقوانين القائمة، لا اللجوء إلى تشريعات الإرهاب العنصرية أو الخطاب التحريضي ضدهم".
وأشار إلى أن دولة الاحتلال تتجاهل الأسباب الحقيقية وراء تفشي الجريمة في صفوف فلسطينيي الداخل، مثل الفقر والبطالة والفجوات التعليمية والتمييز المالي المزمن بين السلطات المحلية العربية واليهودية، وتستغل هذه الأوضاع لتبرير إعلان الحرب عليهم تحت ذريعة مكافحة الجريمة، وهي بحسبه "كلمة حق يراد بها باطل"، لأن هذه الظاهرة ليست منعزلة عن واقع اجتماعي واقتصادي أوسع، بل نتيجة سنوات من الإهمال الحكومي المتواصل.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الإسرائيلي إسرائيل فلسطين غزة نتنياهو أخبار صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إلى أن
إقرأ أيضاً:
قيادي حوثي متخصص في تدريس ملازم «السيد» يقتل مواطناً أمام أسرته في الحديدة.. والمليشيا تفرج عنه بعد ساعة من الجريمة
قال سكان محليون، يوم الأحد، إن قيادياً في جماعة الحوثي قتل مواطناً بالرصاص أمام أسرته في محافظة الحديدة غرب اليمن، في حادثة أثارت غضباً واسعاً بين الأهالي.
وذكرت المصادر أن القيادي الحوثي أحمد عبده عبدالله سالم أطلق النار على المواطن فيصل علي محمد سعيد أثناء عودته إلى منزله عند غروب الشمس، بينما كان يحمل كيساً من العنب لأطفاله، ما أدى إلى مقتله على الفور أمام والده المسن وأفراد أسرته.
وأضافت المصادر أن القاتل، وهو مدرس سابق لملازم حسين الحوثي في إحدى مدارس مديرية جبل رأس، سبق أن اعتدى على أحد أطفال الضحية داخل المدرسة وهدده بقتل والده إذا واصل الاعتراض على ما وصفه الأهالي بـ"الدروس الطائفية".
وأشارت المصادر إلى أن سلطات الحوثيين أفرجت عن القاتل بعد أقل من ساعة على استدعائه، في خطوة قال سكان إنها تؤكد "تواطؤ الجماعة مع القتلة واستهانتها بدماء المواطنين".