إيكونوميست: الخطط الأمريكية والعربية البديلة لإعمار غزة غير واقعية ولن تنجح
تاريخ النشر: 13th, November 2025 GMT
نشرت مجلة "إيكونوميست" تقريرا قالت فيه إن خطة الإعمار العربية لغزة ونظيرتها الأمريكية ليس لديهما أي حظوظ للنجاح.وأضافت أنه وبعد شهر من وقف إطلاق النار في غزة يحدق سكانها البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة ويتساءلون إن كان يأسهم سيظل دائما.
أضافت المجلة: "لم يتم عمل أي شيء لإعادة إعمار ما سوته الحرب خلال العامين الماضيين.
ويحتاج الغزيون وبشكل عاجل للبيوت والخدمات، ولا توجد هناك خطط لتوفيرها، فحجم الدمار غير مسبوق، خذ مثلا المساكن، حيث قدرت الأمم المتحدة في آب/ أغسطس أن أكثر من 320,000 بيتا دمر أو تضرر، أي ضعف ما تم تدميره عام 2014 بـ 18 ضعفا. وهناك 1.2 مليون غزيا، أي نسبة 60% من سكان القطاع بدون مساكن، ومن الصعب الحصول على خيام، حيث تقول منظمات الإغاثة أن أقل من 20,000 خيمة سمح بدخولها إلى القطاع منذ بداية وقف إطلاق النار.
أفكار إعمار غير واقعية
ومع أن الملجأ الآمن ضروري جدا، ولكنه ليس الحاجة الملحة الوحيدة، فقد دُمرت حوالي 85 بالمئة من المؤسسات التجارية وتضرر ما يقرب من 90 بالمئة من الأراضي الزراعية والآبار الزراعية. ويقع ثلثا الأراضي الصالحة للزراعة في غزة على الجانب الذي تسيطر عليه إسرائيل من الخط الأصفر، وقصفت حوالي 77 بالمئة من الطرق أو دمرت بواسطة الدبابات الإسرائيلية، والقائمة تطول.
وتعلق المجلة قائلة، إن الأفكار كثيرة لإعادة الإعمار ولكنها غير واقعية، كاقتراح ترامب الشهير لبناء منتجعات سياحية في القطاع بعد تهجير سكانه، وفي الوقت نفسه قدم رجال أعمال إسرائيليون أفكارا خيالية لبناء مصانع لإنتاج سيارات تيسلا ومراكز لبيانات الذكاء الإصطناعي، واقترحت السلطة الفلسطينية برنامج إعادة الإعمار الخاص بها، وكذلك فعل المسؤولون المحليون في غزة، الاقتراح الذي يحظى بأوسع دعم هو مبادرة مصرية أقرتها الدول العربية في آذار/ مارس.
60 مليون طن من الأنقاض
وترتكز إعادة إعمار غزة على عدة مراحل، المرحلة الأولى تشمل إزالة ما يقدر بنحو 60 مليون طن من الأنقاض المتراكمة في جميع أنحاء القطاع. ويمكن إعادة استخدام بعضها، فبعد حرب عام 2014 بين إسرائيل وحماس، استخدم المقاولون حطام المباني التي تعرضت للقصف كركيزة لإعادة رصف الطريق السريع الساحلي. وتأمل مصر في خلط الأنقاض بالرمل واستخدامها لاستصلاح الأراضي قبالة ساحل غزة، والتي يمكن أن تستضيف ميناء وبنية تحتية أخرى. ستستمر المرحلة الثانية أربع سنوات ونصف وتركز على إعادة الإعمار.
ولأن نسبة البطالة مرتفعة في غزة، فيمكن للخطة أن تعتمد على قوة عاملة كافية، وستوفر مصر الخبرة والمواد الخام، وتأمل في الاستعانة بمطورين من دول الخليج، لكن المهندسين يقولون إن الجدول الزمني غير واقعي، إذ إن إزالة الأنقاض ستستغرق ما يقرب من ست سنوات بدلا من ستة أشهر، ويجب أن تمر المواد عبر معبر رفح بين غزة ومصر، حيث تملك إسرائيل حق النقض (الفيتو)، وقد أبلغ أحد كبار المطورين في الخليج مسؤولين غربيين أنه لا يريد التدخل لأنه لا يرى أملا يذكر في تحقيق عائد على الاستثمار.
المال هو العقبة الكبرى أمام الإعمار
وفي الواقع، فالمال هو العقبة الكبرى أمام إعادة الإعمار. وتقدر الخطة المصرية تكلفة إعادة الإعمار بـ 53 مليار دولار، بينما تضعها الأمم المتحدة بـ 70 مليار دولار، ولا يرغب المانحون في تحمل هذه التكلفة إلا إذا تأكدوا من انتهاء الحرب فعليا، وهذا يتطلب نزع سلاح حماس، ويدعو وقف إطلاق النار إلى قوة حفظ سلام دولية للقيام بهذه المهمة. ويحث دونالد ترامب مجلس الأمن الدولي منح القوة تفويضا لمدة عامين.
لكن لا أحد في العالم العربي راغب في دعم هذه القوة الدولية، وأشارت الصحيفة إلى تصريحات أنور قرقاش، مستشار رئيس الإمارات العربية المتحدة التي قال فيها إن الفكرة لا تزال غائمة ولو لم تتغير فبلده "لن يشارك على الأرجح". واستبعدت السعودية المشاركة أيضا وكذا الأردن، ويأمل ترامب بإقناع الدول غير العربية بالمشاركة، لكنها لم تعبر بعد عن التزام.
خطة أفغانستان لن تنجح في غزة
ومن هنا جاء الحديث عن بديل، فبدلاً من إعادة بناء مدن غزة القائمة، القريبة من الساحل، يأمل بعض الأمريكيين والإسرائيليين في بَدْء إعادة الإعمار على الأراضي الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، ومن المرجح أن يبدأ البناء بالقرب من رفح، جنوب غزة، حيث تسيطر إسرائيل على أكبر مساحة من الأرض، وتتمثل الفكرة في بناء سلسلة من البلدات النموذجية: كل منها يستوعب آلاف الفلسطينيين، وتضم عيادات ومدارس وخدمات أخرى.
وتعيد الفكرة أصداء محاولات فاشلة لمواجهة التمرد في أفغانستان خلال العقدين الأخيرين من القرن الحادي والعشرين وفيتنام في ستينات القرن الماضي. ولن تنجح في غزة أيضا. فلا يعيش في المنطقة التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي سوى بضعة آلالاف من الفلسطينيين، عدد كبير منهم ينتمي إلى الميليشيات التي تدعمها "إسرائيل".
وحتى لو تم إقناع آخرين للإنتقال، فيجب أن يمروا بفحص أمني ولا يعرف إن كان سيسمح لهم بالعودة إلى الجانب الآخر أو التحرك بحرية بين جانبي الخط الأصفر، وتخشى الدول العربية أن يتحول "الخط الأصفر" لدائم، وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي: "لا نريد غزة متشرذمة"، كما يخشى المسؤولون المصريون من أن يؤدي دفع سكان غزة نحو رفح إلى تهجيرهم إلى مصر، كما هدد بعض الإسرائيليين طوال الحرب.
"إعادة تأهيل وليس إعادة إعمار"
وقد عرض رجال أعمال أمريكيون مقربون من إدارة ترامب الخطة على حكومة خليجية واحدة على الأقل، أملا في الحصول على التزام مالي. لكنهم قوبلوا بالرفض، وفي الوقت الحالي، من المرجح أن ينصب التركيز على تقديم الحد الأدنى من المساعدات، يقول دبلوماسي غربي: "ستكون إعادة تأهيل، وليس إعادة إعمار"، وفي آب/أغسطس، على سبيل المثال، أنهت الإمارات العربية المتحدة برنامجًا لتزويد جنوب غزة بـ 8 ملايين لترا من المياه المحلاة يوميا، تقع محطة تحلية المياه نفسها في مصر، وينقل خط أنابيب المياه عبر الحدود.
ويضغط الدبلوماسيون على "إسرائيل" للسماح بدخول المزيد من الملاجئ المؤقتة إلى غزة، ذلك أن الآلاف منها عالقة في الدول المجاورة بانتظار الموافقة، كما وتروج مؤسسة غزة الإنسانية، وهي منظمة غامضة أدارت برنامجا كارثيا لتوزيع الغذاء في وقت سابق من هذا العام، لخطة إنشاء 16 مركزا للإغاثة على طول الخط الأصفر، ولكن ما لم يتم إقناع حماس بإلقاء سلاحها، فإن الخطط الطموحة لإعادة الإعمار سوف تظل في طي النسيان.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية إعمار غزة إعمار غزة القوة الدولية بغزة فشل خطة ترامب وقف حرب دائم سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الدول العربیة إعادة الإعمار إعادة إعمار الخط الأصفر فی غزة
إقرأ أيضاً:
خطر تقسيم غزة يلوح في الأفق
المنامة "رويترز": قالت مصادر متعددة إن احتمالية تقسيم قطاع غزة بحكم الأمر الواقع بين منطقة تسيطر عليها إسرائيل وأخرى تديرها حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) صارت مرجحة بشكل متزايد، مع تعثر الجهود الرامية إلى دفع خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب إلى ما بعد وقف إطلاق النار.
وذكر ستة مسؤولين أوروبيين مطلعين مباشرة على جهود تنفيذ المرحلة التالية من الخطة لرويترز أن الخطة توقفت فعليا وإن إعادة الإعمار من المرجح الآن أن تقتصر على المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية. وحذروا من أن ذلك قد يؤدي إلى تقسيم يستمر لسنوات.
وبموجب المرحلة الأولى من الخطة، التي دخلت حيز التنفيذ في 10 أكتوبر، يسيطر جيش الاحتلال الإسرائيلي حاليا على 53 بالمائة من القطاع المطل على البحر المتوسط، بما في ذلك معظم أراضيه الزراعية، إلى جانب رفح في الجنوب وأجزاء من مدينة غزة ومناطق حضرية أخرى.
ويعيش تقريبا جميع سكان القطاع البالغ عددهم نحو مليوني نسمة مكدسين في خيام ووسط أنقاض المدن المحطمة في بقية مناطق القطاع والتي تخضع لسيطرة حماس.
وتُظهر صور لرويترز التقطت باستخدام طائرات مسيرة في نوفمبر دمارا كارثيا في شمال شرق مدينة غزة بعد الهجوم الإسرائيلي الأخير قبل وقف إطلاق النار، والذي أعقب أشهرا من القصف. والمنطقة الآن مقسمة بين سيطرة إسرائيل وحماس.
وتتضمن المرحلة التالية من الخطة انسحاب إسرائيل بشكل أكبر انطلاقا مما يسمى بالخط الأصفر المتفق عليه في خطة ترامب، إلى جانب إنشاء سلطة انتقالية لحكم غزة، ونشر قوة أمنية متعددة الجنسيات تهدف إلى تسلم المسؤولية من الجيش الإسرائيلي، وكذلك نزع سلاح حماس وبدء إعادة الإعمار.
لكن الخطة لا تتضمن أي جداول زمنية أو آليات للتنفيذ. وفي الوقت نفسه ترفض حماس نزع سلاحها وترفض إسرائيل أن يكون للسلطة الفلسطينية أي دور، ولا يزال الغموض يكتنف القوة متعددة الجنسيات.
وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في مؤتمر أمني بالمنامة هذا الشهر "ما زلنا نعمل على صياغة أفكار... الجميع يريد انتهاء هذا الصراع، جميعنا نريد نفس النتيجة. السؤال هو كيف نحقق ذلك؟".
وفي غياب أي جهد كبير من جانب الولايات المتحدة لكسر الجمود، يبدو أن الخط الأصفر سيصبح الحدود الفعلية التي تقسم غزة إلى أجل غير مسمى، وفقا لما قاله 18 مصدرا من بينهم ستة مسؤولين أوروبيين ومسؤول أمريكي سابق مطلع على المحادثات.
وصاغت الولايات المتحدة مسودة قرار لمجلس الأمن الدولي يمنح القوة متعددة الجنسيات وهيئة حكم انتقالية ولاية لمدة عامين. لكن 10 دبلوماسيين قالوا إن الحكومات لا تزال مترددة في الالتزام بإرسال قوات.
وقالوا إن الدول الأوروبية والعربية على وجه الخصوص من غير المرجح أن تشارك إذا امتدت المسؤوليات إلى ما هو أبعد من حفظ السلام، وإذا كانت تهدف إلى مواجهة مباشرة مع حماس أو غيرها من الفصائل الفلسطينية.
وذكر نائب الرئيس الأمريكي جيه.دي فانس وصهر ترامب جاريد كوشنر الشهر الماضي أن أموال إعادة الإعمار قد تبدأ بالتدفق بسرعة إلى المنطقة التي تسيطر عليها إسرائيل حتى من دون الانتقال إلى المرحلة التالية من الخطة، بناء على فكرة إنشاء مناطق نموذجية لبعض سكان غزة للعيش فيها.
وقال مايكل وحيد حنا، مدير برنامج الولايات المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية، إن مثل هذه المقترحات الأمريكية تشير إلى أن واقع القطاع المقسم على الأرض يهدد بأن يصبح "أمرا أطول أمدا بكثير".
وأشار متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إلى أنه على الرغم من تحقيق "تقدم هائل" في دفع خطة ترامب إلى الأمام، هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به، دون الرد على أسئلة حول ما إذا كانت إعادة الإعمار ستقتصر على المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية.
وقال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إن إسرائيل لا تنوي إعادة احتلال قطاع غزة أو إدارته، على الرغم من أن وزراء من اليمين المتطرف في حكومته دعوا إلى استعادة المستوطنات التي تم تفكيكها في عام 2005.
ورفض الجيش أيضا مثل هذه المطالبات بالسيطرة الدائمة على القطاع أو الإشراف المباشر على المدنيين في غزة. وتعهد نتنياهو بدلا من ذلك بالإبقاء على منطقة عازلة داخل غزة، على طول الحدود.
كتل إسمنتية صفراء تحدد الخط
وضعت القوات الإسرائيلية كتلا إسمنتية صفراء اللون كبيرة لترسيم خط الانسحاب، وتشيد حاليا بنية تحتية على الجانب الخاضع لسيطرتها من غزة.
وفي حي الشجاعية بمدينة غزة، اصطحب جيش الاحتلال صحفيين الأسبوع الماضي إلى موقع عسكري جرى تحصينه بعد وقف إطلاق النار.
وتظهر صور التُقطت بالأقمار الاصطناعية أنه تم تشكيل تلال شديدة الانحدار من تجريف التربة وأنقاض المباني لتتحول إلى نقطة مراقبة محمية للجنود. مع وضع طبقة رصف جديدة.
وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي نداف شوشاني إن الجنود موجودون هناك لمنع المسلحين من العبور إلى المنطقة التي تسيطر عليها إسرائيل، مضيفا أن إسرائيل ستبتعد أكثر عن الخط بمجرد أن تلبي حماس الشروط بما في ذلك نزع السلاح وفور وجود قوة أمنية دولية.
وأطلقت حماس سراح آخر عشرين رهينة أحياء محتجزين في غزة، بالإضافة إلى تسليم رفات 24 رهينة متوفين، ضمن المرحلة الأولى من الخطة. ولا يزال رفات أربعة محتجزين آخرين في غزة.
وأعادت حماس إثبات وجودها في مناطق لا تزال تسيطر عليها في الأسابيع القليلة الماضية، ووفرت عناصر أمن وموظفين مدنيين لحراسة مواقع الطعام وتمهيد الطرق عبر الأراضي الزراعية المتداعية باستخدام حفارات قديمة، كما يظهر في فيديو لرويترز.
وقال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول في مؤتمر المنامة "نحن بحاجة حقا إلى ملء الفراغ الأمني في قطاع غزة"، وحث على الإسراع في الجهود وحذر من أن عودة حماس قد تؤدي إلى تجدد العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة.
وقال حازم قاسم، المتحدث باسم حماس في غزة "نحن نقول بشكل واضح أن حماس لن تكون في مشهد حكم قطاع غزة في اليوم التالي، وهذا تم الاتفاق عليه. ستكون هناك لجنة استناد مجتمعي من مستقلين هي التي تحكم كل أمور القطاع. وبالتالي، نحن نسعى لسحب الذرائع من كل الأطراف لإعاقة الإعمار. كل مناطق قطاع غزة الإعمار بشكل متساوٍ، حماس جاهزة لتسليم الحكم من الآن بحيث تبدأ عملية إعمار لقطاع غزة، وهذا حق لأهل قطاع غزة".
وقال مسؤولان أوروبيان ودبلوماسي غربي إن من بين الأفكار قيد المناقشة ما إذا كان بإمكان حماس نزع السلاح تحت إشراف دولي بدلا من تسليمها إلى إسرائيل أو أي قوة أجنبية أخرى.
وتريد الدول الأوروبية والعربية عودة السلطة الفلسطينية، المتمركزة في الضفة الغربية، وقوة الشرطة التابعة لها إلى غزة إلى جانب القوة متعددة الجنسيات لتسلم المسؤولية من حماس. وهناك آلاف من الضباط التابعين للسلطة الفلسطينية المدربين في مصر والأردن مستعدون للانتشار، لكن إسرائيل تعارض أي تدخل من السلطة الفلسطينية.
إعادة الإعمار في ظل الاحتلال
وقال المسؤولون الأوروبيون الستة إنه إذا لم يحدث تحول كبير في مواقف حماس أو إسرائيل أو ضغط أمريكي على إسرائيل لقبول دور للسلطة الفلسطينية ومسار إقامة دولة فلسطينية فإنهم لا يتوقعون أن تتقدم خطة ترامب إلى ما هو أبعد من من وقف إطلاق النار.
وقالت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر في مؤتمر المنامة "يجب ألا تبقى غزة عالقة في منطقة فاصلة بين السلام والحرب".
ولم يتضح بعد من سيمول إعادة إعمار المناطق الخاضعة للاحتلال الإسرائيلي في غزة، إذ ترفض دول الخليج التدخل دون مشاركة السلطة الفلسطينية ودون مسار لإقامة دولة فلسطينية، وهو ما ترفضه إسرائيل. وتُقدر تكاليف إعادة الإعمار بنحو 70 مليار دولار.
ومن شأن أي تقسيم فعلي لقطاع غزة أن يعوق تطلعات الفلسطينيين إلى دولة مستقلة تشمل الضفة الغربية، وسيفاقم الكارثة الإنسانية لشعب يفتقر إلى المأوى ويعتمد بشكل شبه كامل على المساعدات في معيشته.
وقال الصفدي "لا يمكن أن نقبل بتجزئة غزة. غزة واحدة، وغزة جزء من الأرض الفلسطينية المحتلة".
ورفضت فارسين أغابكيان شاهين وزيرة الدولة لشؤون وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية تقسيم غزة، وقالت إن السلطة الفلسطينية مستعدة لتحمل "المسؤولية الوطنية الكاملة".
وقالت في بيان ردا على أسئلة لرويترز "لا يمكن أن يكون هناك إعادة إعمار حقيقية أو استقرار دائم دون سيادة فلسطينية كاملة على القطاع".