قادة المناخ يناقشون تجاوز حدود الأمان إلى منطقة الخطر الحراري: ماذا يعني؟
تاريخ النشر: 15th, November 2025 GMT
يحذر العلماء من بلوغ نقاط التحول مع تجاوز درجات الحرارة الحدود الآمنة، لكن القادة يشددون على أن التحرك ما زال قادرا على إعادة الكوكب إلى ما دون واحد فاصل خمسة درجة مئوية.
يقرّ قادة المناخ في العالم بأن ارتفاع حرارة الأرض سيتجاوز حدًا صارمًا وضعوه قبل عشرة أعوام أملاً في إبقاء الكوكب خارج منطقة الخطر، لكنهم لا يعلنون الهزيمة.
يؤكد كثير من العلماء أنّ تجاوز سقف 1.5 درجة مئوية أمرٌ لا مفر منه؛ ولا يُعدّ هذا السقف مخترقًا إلا إذا ظل متوسط الأعوام العشرة أعلى منه. يبلغ المتوسط الآن نحو 1.3 درجة مئوية، وقد تجاوز العام الماضي وحده بالفعل عتبة 1.5 درجة مئوية. ويحذّرون من أن المشهد لن يكون محمودًا؛ إذ "لدينا خطر حقيقي" لتحفيز تغيّرات لا رجعة فيها في أنظمة الأرض عند اختراق 1.5 درجة مئوية، بحسب يوهان روكستروم، مدير معهد بوتسدام لأبحاث المناخ في ألمانيا ومستشار علمي لمؤتمر المناخ السنوي للأمم المتحدة المنعقد حاليًا في مدينة بيليم في أمازون البرازيل. وتشمل تلك المخاطر الانقراض العالمي للشعاب المرجانية والنمو المتسارع لموجات الحر القاتلة، فضلًا عن خطر بلوغ نقاط التحول التي تقود إلى تغيّرات لا رجعة فيها، مثل تجفيف غابة الأمازون المطيرة وذوبان الصفائح الجليدية في غرينلاند والقارة القطبية الجنوبية وربما تعطيل كامل نظام تيارات المحيط الأطلسي، وفق روكستروم والرئيس التنفيذي لمؤسسة "كلايمت أناليتيكس" بيل هير. وقد أثار تقرير خاص للأمم المتحدة في عام 2018 مخاوف مماثلة تُظهر كيف يبدأ نطاق الخطر عند 1.5 درجة مئوية. وقال روكستروم لوكالة "أسوشيتد برس": "في بيليم لدينا أدلة علمية أكثر مما كانت لدينا قبل عشرة أعوام على أن 1.5 درجة مئوية حدٌ فعلي. إنه ليس هدفًا ولا غاية، إنه حد، إنه تخوم". وأضاف: "إذا تجاوزناه، نزيد معاناة الناس ونرفع خطر عبور نقاط التحول".
مرجّح أن يحدث اختراق للسقفعلى مدى السنوات الماضية، قال العلماء إن البقاء عند 1.5 درجة مئوية أو دونها ممكن تقنيًا لكنه غير واقعي. ويقدّرون أن الكوكب يسير نحو الاحترار قدره 2.6 درجة مئوية منذ منتصف القرن التاسع عشر، حين بدأت الثورة الصناعية وارتفع حرق الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط والغاز. ولسنوات، أصرّ مسؤولو الأمم المتحدة على أن 1.5 درجة مئوية لا يزال حيًا، لكنهم، رغم تمسّكهم بأهمية الهدف، باتوا في الأسابيع الأخيرة يعترفون بأن هذا السقف سيُخترق على الأرجح خلال الأعوام أو العقود المقبلة.
Related العالم استنفد تقريبا ميزانية الكربون: بلغت انبعاثات الوقود الأحفوري مستوى قياسيقال سيمون ستيل، رئيس هيئة المناخ في الأمم المتحدة، مع انطلاق مؤتمر هذا العام: "العلم واضح: يمكننا ويجب علينا إعادة درجات الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية بعد أي تجاوز مؤقت". وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، متحدثًا في جنيف الشهر الماضي، أكثر صراحةً مع إضافة نفحة أمل، إذ قال: "إن \"overshooting\" بات حتميًا الآن، ما يعني أننا سنمر بفترة، أكبر أو أصغر، وبشدة أعلى أو أدنى، فوق 1.5 درجة مئوية في السنوات المقبلة". وأضاف: "هذا لا يعني أننا محكومون بأن نخسر هدف 1.5 درجة مئوية. لا". وأوضح مسؤولو الأمم المتحدة أن هدف 1.5 درجة مئوية يجب أن يبقى قائمًا حتى بعد تجاوز العالم تلك العتبة لأنه هدف يستحق الإبقاء عليه.
التجاوز المؤقت خيار احتياطيفكرة "overshoot" هي أن درجات الحرارة ستتجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية ثم تُخفض تدريجيًا بمرور الوقت؛ والأمل أن يتراجع ذلك بمجرد أن يتوقف العالم عن ضخ الغازات الحابسة للحرارة في الغلاف الجوي الناتجة عن حرق الفحم والنفط والغاز، إذ ستعمل المصارف الطبيعية للكربون مثل الأشجار والمحيطات على امتصاص التلوث الكربوني وخفض مستوياته، مع التعويل أيضًا على تقنيات جديدة لالتقاط ثاني أكسيد الكربون من الهواء. وعندما تنخفض تركيزات الكربون في الهواء، ستنخفض درجات الحرارة أيضًا في نهاية المطاف، لكن الكثير يتوقف على تقنيات لم تتوافر بعد على نطاق كبير بما يكفي للمساعدة. وقال أوتمار إيدنهوفر، كبير الاقتصاديين في معهد بوتسدام ورئيس المجلس الاستشاري العلمي الأوروبي بشأن تغيّر المناخ: "من دون إزالة ثاني أكسيد الكربون يصبح من المستحيل ببساطة إدارة سيناريو التجاوز المؤقت".
Related عشر سنوات على اتفاق باريس.. الاحترار العالمي لا يزال يتفوّق على الجهود الدولية المبذولةما هو كوب 30 ولماذا يهم ومن سيحضر محادثات المناخ للأمم المتحدة هذا العام؟ولا يعرف العلماء بدقة متى وأين يبدأ الخطر خلال مرحلة التجاوز، ولا أيهما أشد خطورة: البقاء لفترة أطول فوق 1.5 درجة مئوية، أم الارتفاع إلى مستويات أعلى بكثير من 1.5 درجة مئوية. لكنهم يعلمون أن العالم مرجّح أن يبقى في تلك المنطقة لعقود. ويُظهر أحدث تحليل لعلماء مبادرة "كلايمت أكشن تراكر" أنه إذا فعل العالم كل ما يمكن لخفض الانبعاثات، وهو ما لم يحدث من قبل، فمن المرجّح أن تُخترق عتبة 1.5 درجة مئوية قرابة عام 2030، وأن تبلغ الذروة نحو 1.7 درجة مئوية، وأن لا تعود دونه قبل ستينيات هذا القرن. غير أن المسار الحالي للعالم لا يشير إلى تجاوز طفيف، بل إلى إخفاق كامل، مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة في عام 2100، بحسب بيل هير. وقال روكستروم: "قبل عشرة أعوام كان لدينا مسار أكثر انتظامًا للابتعاد تمامًا عن 1.5 درجة مئوية، عمليًا مع تجاوز منخفض أو معدوم"، مضيفًا: "ها نحن بعد عشرة أعوام وقد أخفقنا".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الصين فضاء الصحة دونالد ترامب سوريا طالبان الصين فضاء الصحة دونالد ترامب سوريا طالبان بحث علمي اتفاقية باريس للمناخ الاحتباس الحراري تغير المناخ موجة حر الصين فضاء الصحة دونالد ترامب سوريا طالبان إيران تايلاند أفغانستان إسرائيل تغير المناخ دراسة درجات الحرارة الأمم المتحدة للأمم المتحدة درجة مئویة عشرة أعوام
إقرأ أيضاً:
انخفاض حاد وأمطار مفاجئة.. ماذا ينتظر البلاد خلال الساعات المقبلة| خبير أرصاد يوضح
تبدأ البلاد غدًا حالة من عدم الاستقرار في الأحوال الجوية، تتأثر خلالها مختلف المحافظات بانخفاض درجات الحرارة وسقوط أمطار متفاوتة الشدة على عدد من المناطق، خاصة السواحل الشمالية.
ومن المنتظر أن تمتد حالة عدم الاستقرار على مدار عدة أيام، على أن تبلغ ذروتها يوم الجمعة، وفق ما أعلنته الهيئة العامة للأرصاد الجوية.
منار غانم: انخفاض بدرجات الحرارة وأمطار رعدية على السواحل الشمالية.. وذروة عدم الاستقرار الجمعةقالت الدكتورة منار غانم، عضو المركز الإعلامي بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد إن البلاد تبدأ غدًا الخميس في التأثر بحالة من حالات عدم الاستقرار في الأحوال الجوية، نتيجة امتداد منخفض جوي في طبقات الجو العليا يتزامن مع منخفض سطحي على البحر المتوسط، يجلب كتلًا هوائية باردة ورطبة قادمة من جنوب أوروبا مرورًا بالبحر المتوسط.
وأوضحت "غانم" أن تلك العوامل الجوية ستتسبب في انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة على أغلب أنحاء الجمهورية بمقدار يتراوح بين درجتين إلى ثلاث درجات مئوية، لتسود أجواء أقرب إلى الطقس الشتوي خاصة على محافظات شمال البلاد.
وأضافت أن الطقس غدًا سيكون معتدلًا نهارًا على القاهرة الكبرى يميل للبرودة ليلًا، حيث تسجل درجات الحرارة العظمى ما بين 24 إلى 25 درجة مئوية.
وأكدت "غانم" أن هناك فرصًا لسقوط أمطار متوسطة قد تكون غزيرة أحيانًا على مناطق من السواحل الشمالية الغربية تشمل محافظات مطروح والإسكندرية والبحيرة وكفر الشيخ، ومع تقدم ساعات المساء تمتد الأمطار إلى بعض المناطق من الدقهلية ودمياط وبورسعيد، بينما تشهد محافظات المنوفية والغربية والشرقية أمطارًا خفيفة إلى متوسطة قد تكون رعدية أحيانًا.
وأشارت إلى أنه من المتوقع أن تشهد القاهرة الكبرى بعض الأمطار الخفيفة خلال فترات متقطعة من اليوم.
وحذرت المتحدثة باسم الأرصاد من السحب الرعدية التي قد يصاحبها تساقط لحبات البرد على بعض المناطق الساحلية، إلى جانب نشاط رياح هابطة أسفل السحب الرعدية قد يؤدي إلى إثارة الرمال والأتربة على بعض الطرق المكشوفة.
وشددت "غانم" على ضرورة الابتعاد عن أعمدة الإنارة والأسلاك الكهربائية والأجسام المعدنية المكشوفة أثناء تساقط الأمطار أو حدوث البرق، مؤكدة أن ذروة حالة عدم الاستقرار ستكون يوم الجمعة، وتستمر حتى يوم السبت المقبل.
واختتمت بالتأكيد على أهمية متابعة النشرات الجوية وتحديثات الهيئة العامة للأرصاد الجوية أولًا بأول تحسبًا لأي تغيرات محتملة في خرائط الطقس.