من ناشطة ضد الإبادة في غزة إلى مديرة مكتب ممداني.. من تكون إيل تشيرش؟
تاريخ النشر: 15th, November 2025 GMT
عين زهران ممداني عمدة بلدية نيويورك المنتخب مستشارته السياسية٬ إيل بيسجارد تشيرش٬ رئيسة لمكتبه ضمن إدارته المقبلة، في قرار فجر موجة انتقادات حادة في وسائل الإعلام الإسرائيلية واللوبيات الصهيونية داخل المدينة.
وتقدم تشيرش في إسرائيل بوصفها “العقل الاستراتيجي” لحملة ممداني، وواحدة من أبرز الأصوات الأمريكية المناهضة للصهيونية، فيما تثير في الأوساط السياسية الأمريكية اهتماما وتخوفا متزايدين باعتبارها مرشحة محتملة لخلافته مستقبلا في قيادة أكبر مدن الولايات المتحدة.
إيل بيسجارد تشيرش، البالغة 34 عاما، تعد أحد أبرز الوجوه الشابة في التيار اليساري التقدمي في الولايات المتحدة، ومرتبطة بـ"الاشتراكيين الديمقراطيين في أمريكا" (DSA)، أكبر حركات اليسار في البلاد. ورغم أنها لم تكن اسما لامعا في السياسة الأمريكية قبل سنوات، إلا أن موجة الاحتجاجات المناهضة لحرب الإبادة الجماعية في غزة دفعت اسمها إلى الواجهة، خاصة بعد بروز مواقفها الداعمة لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات BDS منذ ما قبل الحرب.
دور محوري في حملة ممداني الانتخابية
داخل حملة زهران ممداني لانتخابات بلدية نيويورك 2025، لم تكن مواقف تشيرش الهامشية؛ بل شكلت العمود الأساسي لرؤية ممداني السياسية، إذ تعهد خلال حملته بأن تكون سياسات المقاطعة وسحب الاستثمارات جزءا من أجندته الرسمية.
وتشير تقارير أمريكية إلى أن تشيرش كانت “العقل المدبر” والمنسقة الاستراتيجية للحملة التي وصفت بأنها "أفضل حملة انتخابية لمنصب عمدة في التاريخ السياسي الحديث".
وقد قادت حملة ضمت أكثر من 50 ألف متطوع وطرقت 1.5 مليون باب، وصاغت منصة سياسية ترتكز على تجميد الإيجار، الحافلات المجانية، ورعاية الأطفال الشاملة، إلى جانب مشروع “إدارة سلامة المجتمع”، الذي صاغته بعد مشاورات واسعة شملت خبراء في الصحة النفسية ورؤساء شرطة سابقين.
ممداني صرح خلال خطاب فوزه قائلا: "ما كنت لأفوز في هذا السباق لولا توجيهها لحملتنا".
كما وصفها مستشارون سياسيون بأنها “اليد اليمنى” لممداني و“الغرفة المحركة” للحملة.
غضب إسرائيلي.. صعود يهدد نفوذ اللوبيات
صحيفة “إسرائيل هيوم” الإسرائيلية اعتبرت أن تولي ممداني وتيرش قيادة بلدية نيويورك يمثل “تحولا أيديولوجيا مقلقا” في مدينة تعد تاريخيا أحد أهم معاقل نفوذ اللوبيات اليهودية، وعلى رأسها “إيباك”.
وتنظر تل أبيب إلى صعودهما كعلامة على تغير المزاج السياسي داخل نيويورك، مع بروز أصوات شبابية تتحدث بوضوح غير مسبوق عن العدالة للفلسطينيين.
من هي بيسجارد تشيرش؟
ولدت تشيرش في 28 حزيران/يونيو 1991 في كاليفورنيا، ونشأت كطفلة وحيدة لوالدتها. تطوعت منذ طفولتها في ملاجئ المشردين، وتخرجت من مدرسة ديفيس الثانوية قبل التحاقها بكلية سوارثمور حيث قدمت برنامجا إذاعيا مناهضا للحرب.
بعد التخرج، عملت في مؤسسات خيرية بواشنطن وفيلادلفيا، مركزة على محو الأمية ومناهضة نظام السجون. وفي 2016 انتقلت إلى نيويورك بعد قبولها في زمالة كورو للشؤون العامة.
تحمل درجة الماجستير في الإدارة العامة من جامعة كولومبيا وكلية لندن للاقتصاد، وقد درست الضرائب بدافع “الرغبة في فهم النظام الذي يجب إصلاحه”.
عملها داخل جمعية ولاية نيويورك
بدأت مسيرتها السياسية حين وظفها ممداني عام 2020 رئيسة لطاقم حملته التشريعية. وعلى الرغم من أنها كانت جديدة تماما على العمل السياسي، فإنها اشتهرت بسرعة بقدرتها على بناء التحالفات والدفع نحو سياسات تقدمية.
ولعبت دورا محوريا في: (فرض ضرائب أعلى على الأثرياء خلال جائحة كورونا. إنجاح حملة تخفيف ديون سائقي سيارات الأجرة. قيادة مشروع الحافلات المجانية عام 2023).
وقد أشاد بها عضو مجلس الشيوخ جباري بريسبورت بوصفها “حصان عمل لا يصدق”.
بعد فوز ممداني، تولت تشيرش قيادة عملية الانتقال السياسي؛ وتشرف اليوم على: (تعيين نواب العمدة ورؤساء الوكالات. بناء السياسات الأساسية للإدارة الجديدة. التنسيق الأسبوعي مع قيادة DSA في نيويورك. تنظيم “حملة توظيف واسعة” ضمن الهيكل الإداري الجديد).
وفي 10 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، أعلن ممداني رسميا أنها ستشغل منصب رئيسة موظفي إدارته، أعلى منصب إداري في البلدية بعد العمدة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية ممداني نيويورك تشيرش التيار اليساري نيويورك ممداني التيار اليساري تشيرش المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
زهران ممداني… ظاهرة استثنائية
د. أحمد بن علي العمري
شاب في الثلاثينات من عمره حيث يبلغ من العمر 34 عاماً، مسلم من أصول أوغندية بمرجعية هندية يتحدث خمس لغات وهي الإنجليزية والعربية والإسبانية والأوغندية والهندية، قلب كل التوقعات وغيَّر كل المفاهيم ومسح الإسلاموفوبيا التي ظلت تسيطر على عقولنا نحن كمسلمين قبل أن تكون أداة بيد أعداء الإسلام.
عندما أعلن ترشحه لعمدة نيويورك أعطته استطلاعات الرأي صفرا من الأصوات… لكن إرادته وطموحه ونظرته ورؤيته كانت أبعد وأشمل مما ينظر إليه الآخرون آمن بنفسه ووثق بها وعرف أين مكامن النيويوركيين فأكل مما يأكلون ولبس ما يلبسون وجلس أين يجلسون وغنى ورقص معهم ليثبت لهم أنه منهم وإليهم وقد قالها حتى باللغة العربية.
مدينة نيويورك التي تشتهر بأنها أهم مدينة عالمية في المال والأعمال والاقتصاد على مستوى العالم قاطبة يأتي شاب يافع من أقصى اليسار وديمقراطي واشتراكي وعندما نقول اشتراكي هنا فالأمر ليس بالفكر الشيوعي، ولكن الاشتراكية الاجتماعية والاشتراك في الهدف والمبتغى ليكون عمدتها.. هذا ربما ينظر له البعض على أنه ضرب من الخيال.
لقد فاز على الديمقراطي العمدة السابق وعلى المرشح الجمهوري وحصل على أعلى نسبة أصوات في تاريخ نيويورك؛ حيث حقق 1.7 مليون من أصل مليونين صوتوا في أعلى نسبة تصويت.
لقد بقي طوال حملته الانتخابية مؤيدا لغزة مؤمنًا بقضيتها العادلة فوقف الجميع ضده ابتداءً من الرئيس ترامب وجميع الجمهوريين حتى الديمقراطيين لم يؤيدوه إلا في اللحظات والأمتار الأخيرة، ومع ذلك فقد أكتسح بكل ما تحمله الكلمة من معنى لأنه لم يفرق بين هذا وذاك ولا بين عرق ودين وآمن بالوسطية والاعتدال لدرجة أن مدير حملته الإعلامية يهودي معتدل وليس صهيوني.
فمن هو زهران ممداني؟
دعونا نتعرف عليه: اسمه الكامل زهران كوامي ممداني، وهو أوغندي هندي مُسلم، ولد في عام 1991م في كمبالا بأوغندا وأنتقل مع والديه إلى نيويورك وهو في السابعة من عمره، وهو ابن الأكاديمي محمود ممداني ووالدته المخرجة السينمائية العالمية ميرا ناير، وحصل على الجنسية الأمريكية في عام 2018.
عمل كمستشار للإسكان ومنع حبس الرهن في كوينز؛ حيث ساعد مالكي المساكن من ذوي الدخل المحدود والمهاجرين هذه التجربة شكلت دوافعه للدخول في المعترك السياسي، وهو أيضاً موسيقي وملحن وقد ساهم في الموسيقى التصويرية لفيلم أمه ملكة كاتوي.
انتماؤه السياسي للحزب الديمقراطي وبالتحديد الديمقراطيين في أمريكا (DSA). تم انتخابه في الجمعية العامة لولاية نيويورك عام 2020م كممثل للدائرة 36 في أستوريا كوينز. وأشتهر بتقديمه تشريعات تقدمية واشتراكية.
أعلن ترشحه لعمادة نيويورك في أكتوبر 2024م وحقق مفاجأة كبيرة بفوزه في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في يونيو 2025م متغلباً على منافسين أقوياء أبرزهم حاكم الولاية السابق الديمقراطي أندرو كومو.
وأخيراً فاز في الانتخابات العامة في نوفمبر 2025م ليكون العمدة المقبل لولاية نيويورك وأول عمدة مسلم أوغندي هندي لهذه المدينة العملاقة.
يركز على قضايا العدالة الاقتصادية والاجتماعية ويدعو إلى بناء وحدات سكنية ميسورة وهو من الداعمين لبرنامج الحافلات العامة المجانية وكذلك يطالب برفع الحد الأدنى للأجور إلى 30 دولاراً في الساعة بحلول عام 2030م وإنشاء متاجر بقالة مملوكة للبلدية لخفض تكاليف الغذاء وبالنسبة للضرائب فهو يخطط لدعم هذا البرنامج من خلال زيادة الضرائب على الشركات والأفراد الذين يجنون أكثر من مليون دولار سنوياً.
إن فوز ممداني يعتبر انتصاراً للتيار التقدمي في الحزب الديمقراطي وقد أثار حماس الناخبين الشباب والمهمشين، وبالطبع تعرض لانتقادات حاده من قبل الجمهوريين؛ حيث وصفه الرئيس ترامب بأنه خطر على أمريكا بسبب توجهاته الاشتراكية.
إن انتخاب ممداني مثل تحولاً كبيرا وغير مسبوق في المشهد السياسي لنيويورك؛ بل وللولايات المتحدة الأمريكية برمتها إنه شخصية فريدة وتاريخية تجمع بين خلفية مهاجرة متنوعة وفكر سياسي تقدمي جذري وقدرة متميزة على التواصل مع جيل جديد من الناخبين وعلى الرغم من أن نيويورك وكان اسمها "نيوامستردام" بلد مهاجرين وبها تمثال الحرية الشهير، وهذا ما أنتجته الحرية، إلّا أن الآراء تغيرت وتقاطعت؛ حيث يراه مؤيدوه رمزاً للأمل والتغيير بينما يرى معارضوه أنه تهديد للنظام الاقتصادي القائم.
حتى الديمقراطيين أنفسهم انقسموا عليه بين مؤيد ومعارض فهناك من يراه اشتراكيا ومن يراه تقدميا وهو يقول عن نفسه إنه ديمقراطي اشتراكي.
وأنا شخصياً أراه ظاهرة استثنائية مهما كانت توجهاته وأينما اتجهت بوصلته ولو آمن به الديمقراطيون وولوه الدفة فلربما لقادهم إلى النجاح وتفادى عثراتهم المتكررة.
كان بالإمكان وعلى ذات النهج والمسار أن يصل إلى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية لولا أن الدستور يقف بينه وبين المنصب؛ لأنه من مواليد أوغندا وليس الولايات المتحدة الأمريكية، لكنه يمكن أن يصنع الرئيس الأمريكي القادم ويكون له الأمر والشأن.
فبينما نحن نجرم أنفسنا في العالم العربي والإسلامي ونحارب كل ما هو إسلامي وديني إرضاءً للغير، ها هو شاب مسلم يقلب الطاولة رأسًا على عقب ويغير المفاهيم ويسطع بشمس الحقائق. لقد هدد الرجل أن يعتقل نتنياهو إذا زار نيويورك تنفيذا للحكم الدولي الصادر ضده.
اللهم انصر الإسلام والمسلمين وحقق العدل المطلوب.
رابط مختصر