وسط جدل البطالة والذكاء الاصطناعي.. فايننشال تايمز: مستقبل العمل ما زال إنسانيا
تاريخ النشر: 15th, November 2025 GMT
وسط تصاعد المخاوف من التأثيرات السلبية لثورة الذكاء الاصطناعي على مستقبل الوظائف وما قد تؤدي إليه من زيادة معدلات البطالة، تحدث خبراء عن مؤشرات عكسية تؤكد أن الإنسان هو جوهر العمل والحياة الناجحة، وأن الآلة ما هي إلا أداة لرفع الإنتاجية وتحسين الجودة، لمن يحسن استغلالها.
هذه الخلاصة برزت خلال ملتقى مستقبل الذكاء الاصطناعي الذي نظمته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، التي نشرت تقريرا عن الملتقى تحت عنوان: "مستقبل العمل ما زال إنسانيا".
وفي هذا التقرير، أوضحت الصحيفة البريطانية أن عمليات التسريح وإعادة الهيكلة تكشف سؤالا أعمق من مجرد اختيار الأدوات، وهو كيف ترى الشركات موظفيها؟ هل هم شركاء في قصة طويلة أم مجرد تروس لتحقيق نتيجة سريعة؟
واعتبرت الصحيفة أن الفرق التي تهتم بتوفير أوقات وبيئة للتركيز، وتعلن قواعد تواصل شفافة، وتربط المهام بأهداف مفهومة، تتمكن من القيام بالتحولات بشكل أسرع وتستخرج من التكنولوجيا قيمة أعلى، لأنها تبدأ بالإنسان ثم تضيف الأداة في مكانها الطبيعي.
الإنسان جوهر العملخلال الملتقى، أوضح "ماركوس كولينز" أستاذ التسويق في جامعة ميشيغان، أن مستقبل العمل يتحدد بثقافة المؤسسة قبل أي شيء، مؤكدا أن التقنية لا تحمل قيمة ذاتية، بل تكتسب معناها من الطريقة التي تدار بها الفرق، ومن نظرة الإدارة إلى العاملين كشركاء في الإنجاز لا عناصر قابلة للاستبدال.
وأوضح كولينز أن الإدارة عندما تبني الثقة وتحترم الحدود المهنية وتشرح الأهداف بوضوح، تتحول الأدوات الرقمية إلى رافعة لما هو قائم، بدل أن تكون محاولة لسد فراغات في طريقة العمل والتنظيم.
من جهته، أكد "تيم بيرنرز لي" مخترع الويب أن للذكاء الاصطناعي قيمة حقيقية، لكنه حذر من الإفراط في الاعتماد عليه بما يلتهم الوقت ويضعف الانتباه إلى ما يحدث خارج الشاشة.
إعلانوأكد أن الرسالة العملية بسيطة ومباشرة، وهي تحديد واضح لساعات استخدام الأدوات الذكية، وحماية أوقات التركيز العميق، والحرص على حوار منتظم داخل الفريق بعيدا عن ضجيج الإشعارات، مضيفا "عندها تصبح التقنية مسرعا للإنجاز، لا مركز الحياة المهنية".
النجاح الحقيقيعلى مستوى القيادة يبدأ التغيير بالقدوة لا بالأوامر. قائد يلتزم بمواقيت التواصل، ويحترم الأعباء ويوزع الشكر العلني، ويطلق مبادرات داخل الفريق من دون صخب.
وعلى مستوى الأفراد تصنع الخطوات الصغيرة الفرق الأكبر في الإنجاز والنجاح، عبر اتفاق عملي على إيقاع العمل وحدود الردود، ومتابعة منتظمة لقياس التقدم، واستثمار أسبوعي ثابت في تطوير مهارة إنسانية مثل الإصغاء وطرح الأسئلة والتقييم والمراجعة والتعديل.
وبعدما يتحسن ذلك على مستوى الإدارة والأفراد، يأتي دور الذكاء الاصطناعي ليضاعف أثر الثقافة المؤسسة التي تم ترسيخها بالفعل، وليس ليعالج نقصا في الأساس.
الخلاصة أن النجاح في بيئات العمل الحديثة، لا يقاس بعدد الأدوات بل بقدرة الفرق على تحويل التقنية إلى قيمة مضافة، وذلك من خلال ثقافة مؤسسية واضحة. حين يحدث ذلك يصبح المستقبل مساحة عمل أكثر اتزانا وإنتاجية، وتتحول الموجات التقنية المتلاحقة من مصدر ارتباك إلى فرص متكررة لتحسين الأداء.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات نجاح الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
وزير العمل: البطالة في مصر انخفضت من 13% في 2013 إلى 6.2% خلال 2025
قال وزير العمل، محمد جبران: “قانون العمل الجديد أحدث توازنا بين أصحاب العمل والعمال، واليوم غيرنا من فلسفة في التفتيش بشكل فردي، وأصبحنا ننزل بشكل حملات على مستوي الجمهورية من أجل التركيز على تنفيذ القانون وأليته”.
وأضاف خلال كلمته اليوم بالمؤتمر العالمي الثالث للسكان والصحة والتنمية البشرية ، بحضور رئيس مجلس الوزراء: “كان يجب العمل على التصنيف المهني، حيث أنه منذ عام 2017 لم يتم تحديثه، ولكن بالتنسيق مع المؤسسة الأوروبية تم التحديث وربطه بالأوروبي”.
وتابع: “عملنا على الإستراتيجية الوطنية للتشغيل، والبطالة في مصر أنخفضت من حوالي 13% عام 2013، إلى 6.2% من عام 2025”.
وأشار: “قانون العمل الجديد يشرح أنواط العمل الجديدة ويحث على تشغيل السيدات، ووزارة العمل لأول مرة توفر عمالة بشكل مباشر للدول العربية والأوروبية، مما حث لنا أهداف كثيرة جدا ، وفتح أسواق عمل جديدة ما بين عدة دول، ووفرنا 520 ألف 123 فرصة عمل بالداخل”.