هاري كين يشيد بتوخيل: قادر على بناء فريق يفوز بكأس العالم
تاريخ النشر: 16th, November 2025 GMT
أبدى هاري كين، قائد المنتخب الإنجليزي، ثقته في توافق الأراء داخل منتخب "الأسود الثلاثة"، في ظل سعي الألماني توماس توخيل لبناء فريق قوي يمكنه الفوز بلقب كأس العالم العام المقبل.
وذكرت وكالة الأنباء البريطانية (بي أيه ميديا) أن توخيل يسعى لتعزيز الشعور بالأخوّة داخل الفريق وذلك بعد تأهل المنتخب الإنجليزي إلى البطولة قبل جولتين من نهاية التصفيات.
وقال كين: "الشعور مختلف فيما يتعلق بطريقة عملنا وما هي عليه الأمور، لكنني أشعر دائما بأن البيئة المحيطة هي جزء كبير من ثقافتنا وما نحاول بناءه".
وأضاف: "حتى مع غاريث ساوثغيت كانت لدينا هوية كبيرة، لدينا الآن مرحلة انتقالية بين غاريث وتوماس توخيل وهذا فارق كبير".
وأوضح: "أعتقد أن الجميع يشعر بالجاهزية ليكون جزءً من ذلك، إنهم يريدون الانضمام إلينا وإظهار قدراتهم في التدريبات والمباريات، وهم يريدون إثبات قدراتهم للمدرب واستحقاقهم الانضمام إلى الفريق في الصيف".
وتابع: "نحن في منتصف الموسم وهي مرحلة صعبة للعب كل ثلاث أو أربع أيام، ومن المهم أن نحظى بوقت نستطيع فيه بناء فريق يكون جاهزا للصيف".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات توخيل المنتخب الإنجليزي كين هاري كين توخيل المنتخب الإنجليزي كين
إقرأ أيضاً:
قراءة استراتيجية للمشهد
إسماعيل بن شهاب البلوشي
هل حوصِر الفكر العربي والإسلامي داخل مُخطط استراتيجي واسع؟ منذ عقود طويلة، يطرح كثير من المفكرين سؤالًا ثقيلًا: هل يعيش الفكر العربي والإسلامي داخل دائرة مُغلقة صُنعت لنا بوعي أو بغير وعي؟ وهل شاركنا نحن أنفسنا، بكل فعالية، في إحكام هذا القيد حول عقولنا وذاكرتنا الجماعية؟
هذا السؤال ليس تنظيرًا؛ بل واقع نعيشه يوميًا. فكلما نقرأ، وكلما نشاهد ما تبثه القنوات العربية أو الأجنبية، نجد صورة واحدة تتكرر بلا توقف: العالم العربي في بؤرة المأساة. نحن جيلٌ كبر وهو لا يرى إلا أخبار الحروب، الأزمات، الخلافات، الصراعات، وكأن لا شيء يحدث وراء البحار، لا إبداع أو إنجاز صناعي قتالي طبي ولا تطور في العالم يستحق أن يصل إلينا سوى ما يرتبط بنا من كوارث.
لقد أصبحنا سجناء "غلاف فكري" ضيق، لا يتيح لنا رؤية ما هو خارج حدود مشكلاتنا. هذا الغلاف ليس مجرد مشكلة ثقافية؛ إنه مشكلة تنفيذية أيضًا. لأنه حين نُحاصر فكريًا، نتحرك على الأرض بطريقة محاصَرة أيضًا.
هل لدينا رؤية؟ هل لدينا هدف؟
أسأل نفسي كثيرًا، ولم أجد إجابة واضحة حتى اليوم: هل نملك فكرًا عامًا ورؤية شاملة لما نحن فيه؟ هل نملك هدفًا عربيًا أو إسلاميًا واحدًا نلتف حوله، حتى لو كان هدفًا بسيطًا مثل الخروج من مأزق التشتت الفكري العام؟
كل أمة في العالم- كبيرة كانت أم صغيرة- تملك تصورًا لموقعها في هذا العالم، ومصيرها، ودورها. أما نحن، فعلى الرغم من تاريخنا العريق وعمق حضارتنا، نجد أنفسنا في حالة انفصال معرفي وسلوكي عن العالم. نقول دائمًا إننا "مختلفون"، وإن كل ما هو إيجابي فهو لنا، وكل ما هو سلبي فهو "للآخر".
نُغلق الباب على أنفسنا، ثم نتساءل لماذا لا نرى إلا الظلام.
وأحد أسباب هذا الغلاف الفكري هو حصر العلم في زاوية واحدة؛ حيث إنَّ كثيرًا من أبناء الأمة يعتقدون أنَّ العلم هو فقط ما يرتبط بالفقه والمشايخ، رغم أهميته لاشك وأن كل معرفة غير ذلك ليست علمًا حقيقيًا. وهكذا يُغلق الباب أمام الفلسفة، والاقتصاد، والعلوم الإنسانية، والعلوم الطبيعية، والتكنولوجيا، والنقد، والتحليل، والإبداع، والبحث العلمي.
لقد تحول الاختلاف إلى "اتهام"، والتساؤل إلى "شك"، والنقد إلى "جرأة"، والبحث إلى "خروج عن المألوف".
فكيف نخرج من الغلاف الفكري إذا كانت أدوات الخروج نفسها نضعها في خانة الرفض؟
هل الخلل في الحكومات… أم فينا؟ من السهل أن نقول إن حكوماتنا مخطئة دائمًا. لكن حين ندخل أي مكتب حكومي سنجد: الموظف ابن عمّي، والمدير ابن خالي، والمسؤول صديقي أو قريب أحدنا.
فمن “الحكومة” إذن؟ أليست هي مجموع أفراد هذا المجتمع؟ ألسنا نحن حصاد الدولة كما هي حصادنا؟
حين نحاسب الدولة، نحن في الحقيقة نحاسب أنفسنا. وحين ننتقد منظومة كاملة، نحن ننسى أن كل فرد فيها هو جزء من تكويننا الاجتماعي.
أخطر ما نواجهه اليوم ليس السياسة، ولا الاقتصاد، ولا الإعلام؛ بل غياب التوجيه الفكري المجتمعي. الكثير منا يردد: “نريد… ونريد… ونريد”، لكنه لا يقدم شيئًا عمليًا للأمة. لا يطور نفسه، لا يحسّن وعيه، لا يغيّر عاداته، ولا يسعى إلى بناء معرفة جديدة.
إن الأمم لا تتغير بالقرارات؛ بل بالأفراد. وكل مجتمع هو في النهاية مجموع قطرات صغيرة: كل فرد، كل عقل، كل سلوك، كل فكرة.
نحن بحاجة إلى عملية "تحرير فكري" واسعة، ليست عشوائية، ولا انفعالية، بل استراتيجية يقودها علماء فكر حقيقيون، يمتلكون رؤية، وعمقًا، وخبرة، وجرأة.
خطة تنطلق من نقاط واضحة:
1- إعادة تعريف العلم ليشمل كل مجالات المعرفة.
2- فتح النوافذ على العالم لفهمه لا لمُعاداته.
3- إحياء مشروع ثقافي عربي- إسلامي مُعاصر لا يسجن نفسه في الماضي، ولا يقطع صلته به.
4- تعزيز ثقافة النقد الذاتي بجرأة، دون خوف.
5- بناء وعي مجتمعي يجعل من كل فرد “جزءًا من الحل” لا من المشكلة.
6- تحرير الإعلام من صورة “العربي المأساوي” إلى صورة “العربي القادر”.
وأخيرًا.. إن حصاد أي دولة هو حصاد أفرادها، ولا حكومة تستطيع بناء أمة إذا كان الفرد لا يُريد بناء نفسه. ولا مشروع فكريًا سينجح إذا بقي المجتمع ينتظر التغيير من الخارج، أو من الغير دون أن يحمل نفسه مسؤولية المشاركة.
الأمة التي نريدها لن تُبنى بكثرة المطالب، بل بكثرة العاملين الصامتين، الباحثين، والمجتهدين، والعقول الحرة. الأمة التي نُريدها تبدأ من هنا؛ من أن نخرج بإرادتنا من الغلاف الفكري، ونرى العالم كما هو، ونرى أنفسنا كما يجب أن نكون بالعمل المفرد وليس بالتمنيات.
رابط مختصر