إعلان جبل العرب.. محاولة لكسر الاحتكار السياسي في السويداء
تاريخ النشر: 16th, November 2025 GMT
السويداء- سعى إعلان "جبل العرب"، الذي طرحته شخصيات سياسية محلية في السويداء يوم 14 نوفمبر/تشرين الثاني، إلى طرح مقاربة مغايرة للخطاب الانفصالي المتصاعد في المحافظة السورية منذ منتصف يوليو/تموز الماضي.
وعقدت شخصيات سياسية منتمية لتجمع القوى الوطنية في السويداء ـ الذي يقف وراء الإعلان- اجتماعا تحضيريا أوليا في سبتمبر/أيلول الماضي لوضع مسودة الإعلان والاتفاق على خطوطه الأساسية، قبل صدوره بشكل رسمي أمس الأول الجمعة.
وتجمع القوى الوطنية في السويداء هو كيان سياسي معارض لنظام بشار الأسد، تأسس عام 2011، ويضم 16 مكونا سياسيا من بينها حزب الشعب الديمقراطي، وكوادر من الشيوعيين السوريين، والبعثيين الأحرار، بالإضافة إلى حزب العمال الثوري، وحزب البعث الديمقراطي.
البيان الوطنيويوضح ممثل السويداء في الهيئة العامة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية محمد بركة -وهو أحد الداعين إلى الإعلان- أن هدف الإعلان هو "إخراج السويداء من جرحها العميق".
وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن ذلك يتم عبر رؤية سياسية وخط واضح يمكن العمل به ضمن إطار وطني، مشيرا إلى أن "التوافق على مضمون الإعلان تجاوز حدود تجمع القوى الوطنية في السويداء وامتد إلى أطراف خارجية".
لكن الناشط السياسي والحقوقي، مروان حمزة يعتبر أن البيان كان حريا به أن يصدر تحت عنوان "إعلان القوى الوطنية في جبل العرب" بدلا من "إعلان جبل العرب" حتى يتسنى للرأي العام معرفة الجهة السياسية التي تبنت البيان.
وقال حمزة للجزيرة نت "البيان بالمجمل يفتح بابا للحوار وللحل، وهو خطوة سياسية جريئة، لاسيما وأنه يحمل تسمية جبل العرب، والتي استفزت الفريق السياسي الآخر بعدما صار يتبنى التسمية الجديدة "جبل الباشان"، حتى إن هذا الفريق هاجم البيان من دون أن يقرأه لمجرد أنه يحمل اسم جبل العرب".
إعلانمن جهته، هاجم التيار الانفصالي في السويداء إعلان جبل العرب، حيث حاول حزب اللواء الانفصالي من خلال منصته على فيسبوك إلصاق البيان بأسماء لا علاقة لها به.
"إعلان جبل العرب".. مبادرة لمثقفين في السويداء تثير غضب أنصار الهجري، فما قصتها؟ pic.twitter.com/7m4tiI851k
— سوريا الآن – أخبار (@AJSyriaNowN) November 15, 2025
ووصف الناشط السياسي كمال السعدي، إعلان جبل العرب بالإيجابي والوطني، لكن تسميته بجبل العرب، هي التي استفزت جزءا من الشارع المحلي.
وأضاف السعدي للجزيرة نت "هذا البيان يدل على أن السويداء لا تحتكم إلى رأي واحد، كما أنه خطوة ضرورية، ولكنها غير كافية لمعالجة أزمة السويداء العميقة".
ويعتقد السعدي أن البيان فيه إسهاب من دون طائل، وبرأيه أيضا لا داعي لاستفزاز دمشق بتضمين عبارات مثل حكومة اللون الواحد، وهذا النقد ليس مكانه البيان.
وجاء في بيان إعلان جبل العرب:
إدانة كل أشكال العنف والتطرف من كل الجهات التي ارتكبت جرائم وانتهاكات طالت المدنيين. رفض أي تدخلات خارجية ورفع الأعلام الأجنبية، لاسيما الإسرائيلية. المطالبة العاجلة بمعالجة الآثار العميقة للجروح التي خلّفتها أحداث السويداء. رفض ثنائية الانفصال أو الخضوع لنظام مركزي ذي لون واحد. رفض كافة النشاطات والبيانات المتماهية مع مخططات الاحتلال، أو الداعية للانفصال. معالجة كل الأوضاع في المناطق السورية يمكن أن تسهم في خلق سيرورة سياسية وطنية بديلة.وبحسب ما ذكره القيادي في حزب الشعب الديمقراطي السوري عدنان أبو عاصي فإن الإعلان هو إنقاذ للمشروع الوطني في سوريا.
وأوضح أبو عاصي -أحد منظمي بيان إعلان "جبل العرب"- في حديثه للجزيرة نت أن "الدعاية الانفصالية والتخوينية كانت أعلى صوتا من مضمون البيان".
وقال "بالمقابل هناك الكثيرون ممن اعتبروا أن البيان شكل نقطة تحول في محافظة السويداء، ونحن بدورنا لم ننسق مع أحد خارج إطار السويداء".
ويؤكد هذا الجانب القيادي في الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني، خضر الغضبان، بالقول "وصلتنا نسخة من إعلان جبل العرب، ووجدنا أنه يتقاطع مع تاريخ السويداء، وموقع السويداء العربي، ونضال أهل الجبل الوطني والتاريخي".
وقال في حديثه للجزيرة نت "يتقاطع مضمون البيان مع خارطة الطريق الموقعة بتاريخ 16 سبتمبر/أيلول بين الولايات المتحدة الأميركية والأردن وسوريا".
عاجل | مندوب إسرائيل: الدروز في السويداء يشعرون بالفزع جراء الهجمات وواجبنا الوقوف إلى جانبهم لأنهم من الأقليات
— الجزيرة مباشر الآن (@ajmurgent) July 23, 2025
كما يوضح الغضبان بأن الحزب حريص على عدم التدخل بالشأن الداخلي في محافظة السويداء، ليؤكد بالقول "لكننا وفي آن نرفض سلخ الدروز عن تاريخهم الوطني والعربي العريق، وعن انتمائهم وهويتهم العربية والوطنية".
ودعا إعلان جبل العرب في خاتمته أهل السويداء، وكل السوريين الشركاء في الوطن من مثقفين وأحزاب وتيارات وطنية ومجتمع مدني إلى التفاعل الإيجابي مع الإعلان.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات القوى الوطنیة فی فی السویداء للجزیرة نت
إقرأ أيضاً:
وزير الصحة السوداني للجزيرة: عدد النازحين يتزايد ونحتاج إلى فتح مسارات إنسانية
دعا وزير الصحة السوداني الدكتور هيثم محمد إبراهيم، -في مقابلة لقناة الجزيرة- إلى وقف الحرب في السودان وفتح المسارات الإنسانية والصحية في مختلف المناطق وخاصة في مدينة الفاشر بإقليم دارفور وكردفان.
وقال إن عدد النازحين في العام الأول والثاني من الحرب تجاوز 10 ملايين نازح، وتم احتواء أكثر من 70% إلى 80% منهم في الولايات الشرقية والشمالية والوسط، ولكن الانتهاكات الكبيرة جدا في الفاشر زادت أعداد النازحين من شمال دارفور ومن غرب كردفان.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4البرهان يعلن التعبئة العامة ويدعو السودانيين لحمل السلاحlist 2 of 4معاناة النازحين الفارين من هجمات قوات الدعم السريع في السودانlist 3 of 4زعيم قبلي سوداني: دفعنا فدى لإطلاق نازحين اختطفهم الدعم السريعlist 4 of 4قطر تقدم مساعدات إنسانية عاجلة لدعم النازحين بالسودانend of listوكشف أن 40 ألف أسرة معظمها من النساء والأطفال موجودة في أكبر المعسكرات في ولاية شمال كردفان، بعد أن نزحت من غرب كردفان ومن مدينة الفاشر ومن مدينة بارا، وأكد الوزير السوداني أن هناك أكثر من 130 ألف أسرة نازحة في ولاية كردفان، وصار عدد النازحين أكثر من الضعف في الأُبيض شمال كردفان.
وقال إن هناك أكثر من 15 منظمة ووكالة تابعة للأمم المتحدة تساعد وزارة الصحة ومفوضية العمل الإنساني في خدمات الصحة والمياه، لكن الاحتياجات متزايدة، خاصة في مجال خدمات الإصلاح البيئي للمعسكرات التي تؤوي النازحين، مشيرا إلى استقرار الخدمات الصحية في أجزاء من الولايات التي سيطرت عليها القوات المسلحة.
وعن ظروف النازحين، شدد الدكتور إبراهيم على ضرورة فتح المسارات الإنسانية والصحية، وقال إنهم في وزارة الصحة ظلوا يوجهون نداءات بهذا الشأن منذ بداية الحرب، وآخرها النداء المتكرر لأكثر من 500 يوم لفتح المسارات في الفاشر، لكنها لم تجد آذانا صاغية من طرف قوات الدعم السريع.
وأكد أن قوات الدعم السريع قتلت أكثر من 400 شخص في المستشفى بعد اجتياحها مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، بالإضافة إلى قتل وتشريد كوادر.
ويرى الوزير السوداني أن حل الأزمة التي يعاني منها السودان يحتاج إلى صدق من المجتمع الدولي في اتخاذ القرار المناسب الذي يوقف الحرب، التي قال إنها "تشعل ليس فقط من داخل السودان، وإن الإشعال من خارج السودان، هو الذي زاد في شرارتها واستمرارها".
إعلانوبشأن موقف رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان الرافض لأي وساطة والداعي إلى التعبئة العامة، قال الوزير السوداني للجزيرة إن "الرسالة التي ينادي بها البرهان هي صوت كل سوداني عانى من انتهاكات قوات الدعم السريع في الخرطوم والجزيرة ودارفور".
وأعلن البرهان، اليوم الجمعة، التعبئة العامة في القوات المسلحة، ودعا جميع السودانيين القادرين على حمل السلاح للتقدّم والمشاركة في القتال الدائر ضد قوات الدعم السريع، مؤكدا أنه يرفض وساطة أي طرف قبل أن تقوم قوات الدعم السريع بـ"نزع سلاحها".