اكتشاف بروتين بحري قد يمهد لإبطاء الشيخوخة وإطالة عمر الإنسان
تاريخ النشر: 16th, November 2025 GMT
أنجز العلماء خلال الأيام الماضية تقدما لافتا بعد تمكنهم من كشف لغز بيولوجي يرتبط بآليات الشيخوخة وموت الخلايا، في اكتشاف قد يفتح الباب أمام تأخير التقدم في العمر وتمديد حياة البشر لمئات السنين.
وبحسب ما أوردته صحيفة "دايلي إكسبريس" واطلعت عليه "القدس العربي"، توصّل الباحثون إلى حل لغز مهم في الحمض النووي "DNA"، ما قد يتيح مستقبلا إمكانية تعديله بصورة تسمح بإطالة العمر البشري.
وجاء هذا الاكتشاف بعد دراسة الحمض النووي لأطول الثدييات عمرا، وهو الحوت ذو الرأس المقوس، الذي قد يعيش لأكثر من مئتي عام، حيث تبين أن الفضل يعود إلى بروتين "CIRBP" الموجود في البيئة البحرية، والمرتبط بإصلاح الحمض النووي التالف.
وأوضحت الصحيفة أن هذا البروتين، المعروف بـ"بروتين ربط الحمض النووي الريبي القابل للتحريض بالبرودة" أو "CIRBP"، يساعد الحوت الذي يبلغ وزنه 80 طنا على الوقاية من السرطان. وبعد تحديده، أضافه باحثون من جامعة روتشستر في نيويورك إلى خلايا بشرية فلاحظوا تحسنا في قدرة الخلايا على إصلاح نفسها، كما أدى إدخاله إلى ذباب الفاكهة إلى إطالة أعمارها.
وقالت البروفيسورة فيرا جوربونوفا، التي قادت الفريق البحثي، إن هذه النتائج تشير إلى إمكانية العيش لفترة أطول من متوسط العمر الحالي للبشر. وخلال تعاون مع علماء في ألاسكا، اكتشف فريق روتشستر أن انخفاض درجات الحرارة يعزز إنتاج بروتين "CIRBP".
وأشارت جوربونوفا إلى أنه من المبكر تحديد كيفية تطبيق هذه النتائج على البشر، لكنها رأت أن من المفيد دراسة طرق رفع نشاط البروتين داخل الجسم، وأن تغييرات بسيطة مثل الاستحمام بالماء البارد أو التعرض لدرجات حرارة منخفضة قد تكون مفيدة نظريا.
وأضافت أن "هناك طرقا مختلفة لتحسين الحفاظ على الجينوم، ونكتشف هنا آلية فريدة طوّرتها حيتان الرأس المقوسة، حيث تتضاعف مستويات هذا البروتين بشكل كبير، علينا الآن اختبار ما إذا كان بالإمكان تطوير طرق لرفع نشاط المسار نفسه لدى البشر"، مؤكدة أن هذه الأفكار لا تزال افتراضية.
ويتناول التقرير أيضا سؤالا بيولوجيا معروفا بمفارقة "بيتو"، ويتعلق بسبب عدم إصابة الثدييات الكبيرة بالسرطان بوتيرة تماثل ما لدى الكائنات الأصغر رغم أن لديها عددا أكبر من الخلايا المنقسمة.
وتنقل "دايلي إكسبريس" أن العلماء استطاعوا الربط بين قدرة الحيتان على تجنب الطفرات المسببة للسرطان وبين بروتين "CIRBP" الذي يساعد على إصلاح كسور الحمض النووي، وهو أخطر أشكال التلف الجيني.
وتُظهر نتائج الدراسة أن حيتان الرأس المقوسة قادرة على إصلاح خلاياها بكفاءة أعلى من البشر، ما يبقي حمضها النووي سليما لفترات أطول، كما يستعد الفريق العلمي حاليا لاختبار ما إذا كان البروتين ذاته يؤدي الوظيفة نفسها في الثدييات الأصغر عمرا كما في الحوت الذي يصل طوله إلى عشرين مترا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة طب وصحة طب وصحة بروتين صحة طب تغذية أخبار بروتين المزيد في صحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة صحة صحة صحة سياسة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحمض النووی
إقرأ أيضاً:
دراسة: خلافات المراهقين مع آبائهم وأصدقائهم قد تُسرّع الشيخوخة البيولوجية
كشف بحث جديد صادر عن جامعة فيرجينيا معطى لافتًا يمس مستقبل الشباب، فالسلوك العدواني، الذي قد يبدو في ظاهره جزءًا عابرًا من اضطرابات المراهقة، يتبيّن أنه عامل يساهم في تسريع الشيخوخة البيولوجية.
بحسب الدراسة، فإن المراهقين الذين يظهرون عدائية في تعاملهم مع أصدقائهم ويواجهون صعوبات في العلاقات، خصوصاً مع آبائهم في سن الثالثة عشرة، يبدون عند بلوغهم الثلاثين وكأنهم أكبر سناً من الناحية البيولوجية. وهذه النتائج توسّع نطاق المعرفة السابقة التي ربطت العلاقات العدائية المبكرة بمشاكل قلبية، لتكشف عن تدهور فسيولوجي أسرع مما كان متوقعاً.
قاد هذه الدراسة أستاذ علم النفس جوزيف ألن، مدير مختبر أبحاث المراهقة في جامعة فيرجينيا، الذي تابع 123 مشاركاً، 46 شاباً و75 شابة، مع أصدقائهم المقربين ووالديهم على مدى 17 عاماً، بدءاً من عام 1998، وكانت النتائج متطابقة بين الجنسين.
واعتمد فريق البحث على مؤشر بيولوجي شامل يجمع بين مستويات الكوليسترول، ضغط الدم، مستوى السكر، عدد كريات الدم البيضاء، مؤشرات الالتهاب، والبروتين. ويصف ألن هذا المؤشر بأنه أداة دقيقة للتنبؤ بسنوات الحياة المتوقعة والصحة المستقبلية.
وتُعد الدراسة، المقرر نشر نتائجها هذا الشهر، فريدة لأنها توضح أن السلوك الفعلي تجاه الآخرين، كما يصفه الأصدقاء، لا يتنبأ فقط بالمشاكل القلبية، بل بمجموعة واسعة من المؤشرات التي تعكس تدهوراً جسدياً أسرع من الطبيعي.
خلص الباحثون إلى وجود عاملين رئيسيين يرافقان هذا التأثير المقلق: يتمثل العامل الأول في استمرار الصراع مع الآباء خلال المراهقة المتأخرة، فيما يرتبط العامل الثاني باستمرار ما سماه الفريق "السلوك العقابي" أو العدائي تجاه الأصدقاء المقربين خلال مرحلة العشرينيات.
وتشير الدراسة إلى أن العلاقة مع الأم غالباً ما تشكّل نموذجاً للعلاقات الحميمية والرومانسية لاحقاً، في حين تميل العلاقة مع الأب إلى التنبؤ بشكل التفاعل مع العالم خارج نطاق الأسرة، لكن الفريق يلفت إلى أن العينة تعود لعام 1998، ما يعكس سياق تلك المرحلة الاجتماعية.
كما يُوضح البحث أن الصراع مع الآباء قد يكون أكثر حدّة، فالخلاف مع الأم قد يتطور إلى مشادات كلامية أو حتى صفعات، في حين أن النزاع مع الأب قد ينزلق نحو تداعيات جسدية أكثر خطورة. وحتى إذا لم يتطور الخلاف، ، فإن نبرة الصوت وحدها قد تجعل المراهق يشعر بأن المواجهة مقلقة.
Related تحت ضغط الاقتصاد وتغيّر القيم.. الشباب التونسي يؤجّل الزواج والمجتمع يتجه نحو "الشيخوخة السكانية"دراسة: جينات المعمّرين قد تُبطئ وتيرة الشيخوخة لدى الأطفال المصابين بـ "بروجيريا"الروابط الاجتماعية العميقة قد تُبطئ الشيخوخة..دراسة تكشف سرّ "العمر الجيني" الصداقة كمؤشر مبكرلطالما تعامل المراهقون مع صداقاتهم على أنها مسألة محورية في حياتهم، وتشير الدراسة إلى أن هذا الشعور ليس مبالغاً فيه، فأنماط العلاقات التي يبنيها الفرد خلال المراهقة قد تكون ذات أثر كبير على صحته لاحقاً.
في هذا السياق، يؤكد ألن أن التعامل مع مراهق يدخل في مواجهات عدائية ويواجه صعوبات اجتماعية يجب أن يُنظر إليه كإشارة تحذيرية مهمة، فهذه المشكلات لا تعكس فقط وضعه النفسي أو طريقة تعامله مع الآخرين، لكنها تمتد أيضاً لتؤثر في مسار تطوره على المدى البعيد.
ويمكن النظر إلى هذه الصراعات اليومية التي يمر بها المراهقون بوصفها سلسلة من التفاعلات التي تعمل كـ"تأثير دومينو فسيولوجي"، فكل مواجهة اجتماعية حادة في سن مبكرة تطلق تفاعلات داخلية تتراكم بمرور الوقت، لتسهم في تسريع الساعة البيولوجية للجسم أكثر مما ينبغي.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة