الفضة تواصل صعودها عالميًا ومحليًا وسط ضبابية اقتصادية
تاريخ النشر: 16th, November 2025 GMT
سجّلت أسعار الفضة في السوق المحلية خلال تعاملات الأسبوع الماضي ارتفاعًا بنحو 3.5%، في حين واصلت الأوقية عالميًا صعودها بنسبة 6.3% تحت تأثير تنامي الضبابية في المشهد الاقتصادي الدولي، بحسب تقرير صادر عن مركز «الملاذ الآمن».
أسعار جرام الفضة
أوضح التقرير أن جرام الفضة عيار 800 تحرك من 65 إلى 67.25 جنيهًا، بينما بلغ عيار 925 نحو 78 جنيهًا، وسجل عيار 999 حوالي 84 جنيهًا، في حين استقر جنيه الفضة عند 624 جنيهًا.
وعلى الصعيد العالمي، ارتفعت الأوقية بنحو 3 دولارات، لتفتتح التداولات عند 48 دولارًا وتغلق عند 51 دولارًا.
شهد الأسبوع موجة صعود قوية للفضة في الأسواق العالمية مدفوعة بتوقعات تيسير نقدي أمريكي محتمل، وتراجع في مؤشرات النشاط الاقتصادي، ما أعاد للمعدن بريقه كأصل ملاذ آمن، خاصة مع استمرار الاضطراب في البيانات الاقتصادية الأمريكية عقب إعادة فتح الحكومة الفيدرالية.
تسود أجواء من عدم اليقين على المشهد الكلّي، إذ تشير المؤشرات الأولية لشهر أكتوبر إلى تباطؤ في سوق العمل وتراجع ثقة المستهلك، فيما تستمر الضغوط التضخمية.
وحذّر مدير المجلس الاقتصادي الوطني الأمريكي، كيفن هاسيت، من أن بعض بيانات أكتوبر قد «لا تُستكمل» بسبب توقّف جمع المعلومات خلال فترة الإغلاق، وهو ما يزيد صعوبة تقييم قوة الزخم الاقتصادي ويدعم توجه المستثمرين نحو الفضة.
وتراجعت رهانات الأسواق على خفض للفائدة في ديسمبر بعد تصريحات حذرة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي؛ إذ تُظهر أداة CME FedWatch أن احتمالات خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس انخفضت إلى نحو 50% مقابل 70% قبل أسبوع.
وأكد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس، ألبرتو موساليم، محدودية القدرة على تيسير السياسة دون مخاطر، بينما شدد رئيس احتياطي مينيابوليس، نيل كاشكاري، على أن التضخم ما يزال مرتفعًا بنحو 3%.
ورغم هذه العوامل الداعمة، تبقى قدرة الفضة على الحفاظ على مستوياتها الحالية مرهونة بمدى تماسك الطلب الصناعي وتوازن العرض، وتشير بعض التوقعات إلى احتمال تباطؤ في الطلب الصناعي العالمي، مما قد يحد من قوة الصعود.
وبحسب The Silver Institute، ما يزال السوق يعاني عجزًا في المعروض للعام الخامس على التوالي، وهو ما يوفر دعمًا إضافيًا للفضة على المدى الأطول، كما تُظهر تحليلات من «جولدمان ساكس» أن الفضة أكثر تقلبًا من الذهب بحكم ارتباطها الكبير بالقطاع الصناعي.
وكاد سعر الفضة الخميس الماضي يلامس مستوى 55 دولارًا للأوقية، وهو أعلى مستوى حققته قبل أربعة أسابيع، وفق تحليل لكارستن فريتش من «كومرتس بنك»، إلا أن حركة التداول شهدت انعكاسًا هبوطيًا متأثرة بتراجع الذهب، إلى جانب كون الارتفاع السابق يبدو مبالغًا فيه، خاصة بعد هبوط نسبة الذهب إلى الفضة إلى أقل من 78، وهو مستوى قريب من أدنى قراءة سنوية منتصف أكتوبر.
وزادت التوقعات الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية هذا الأسبوع من زخم الفضة، إذ ترجّح ارتفاعًا كبيرًا في الطلب على الكهرباء خلال العقد المقبل، وهو ما يعزز دور الفضة في قطاعي الطاقة والنقل الكهربائي. وتشير بيانات معهد الفضة إلى أن التطبيقات الكهربائية والإلكترونية تمثل نحو 70% من الطلب الصناعي على المعدن.
كما يظل جانب العرض عامل دعم مهم، خصوصًا بعد قرار وزارة الداخلية الأمريكية إدراج الفضة – إلى جانب النحاس والفحم المعدني – ضمن قائمة «المعادن الأساسية»، الأمر الذي قد يفتح الباب أمام تحقيقات تجارية جديدة بموجب المادة 232، وهي إجراءات سبق أن أدت في معادن أخرى إلى زيادة مخاطر فرض رسوم جمركية وتشديد الضغوط على جانب المعروض.
في المجمل، تحافظ الفضة على نظرة إيجابية في المدى القصير مدعومة بمزيج من عدم اليقين الاقتصادي، وتذبذب البيانات الأمريكية، والمخاطر الجيوسياسية المتعلقة بالعرض، غير أن اتجاهها القادم سيعتمد بدرجة كبيرة على مسار توقعات الفائدة الأمريكية خلال الأسابيع المقبلة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: جرام الفضة سعر جرام الفضة سعر آوقية الذهب الفضة الاقتصادي الوطني جرام الفضة جنیه ا
إقرأ أيضاً:
خلال افتتاحه معرض «خارج النص».. نهيان بن مبارك: الإمارات مركز عالمي للحوار الثقافي بفضل رؤية القيادة
أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، أن دولة الإمارات، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تولي الثقافة والفنون اهتماماً كبيراً، وتعتبرهما ركيزة أساسية في بناء الإنسان وتعزيز الانفتاح الحضاري والتواصل الإنساني بين الشعوب.
جاء ذلك خلال افتتاح معاليه معرض «خارج النص»، الذي أطلقه «صالون الملتقى الأدبي» احتفالاً بمرور ثلاثين عاماً على تأسيسه، في منزل السيدة أسماء صديق المطوع، مؤسسة الصالون، بحضور نخبة من كبار الشخصيات والقامات الثقافية والفنية.
وقال معاليه «لقد نجحت دولتنا، بفضل هذه الرؤية الحكيمة، في أن تكون مركزاً عالمياً للحوار الثقافي والتلاقي الفكري، ومنارةً تشعّ بالإبداع والمعرفة والسلام».
وأشاد بالصالون والمعرض قائلاً «يسرّنا أن نحتفل اليوم بمرور ثلاثين عاماً على تأسيس صالون الملتقى الأدبي، الذي يُعدّ نموذجاً ملهِماً في دعم الحركة الثقافية والإبداعية في دولة الإمارات، وترسيخ قيم الحوار والتفاهم بين أفراد المجتمع. إنّ هذا المعرض، الذي يُقام تحت عنوان (خارج النص)، يجسّد رؤية فنية متفرّدة تُترجم الكلمة المكتوبة إلى أعمال فنية نابضة بالحياة، ويُبرز في الوقت ذاته التكامل العميق بين الأدب والفن بوصفهما لغتين عالميتين تُعبّران عن الإنسان ومشاعره، وتوحّدان الثقافات تحت مظلة الإبداع الإنساني المشترك».
وأضاف معاليه أنّ صالون الملتقى الأدبي، منذ تأسيسه، كان ولا يزال منصّة فكرية وثقافية رائدة، تُسهم بفاعلية في تنمية الحسّ الأدبي والفني لدى المجتمع، وتُعزّز قيم القراءة والنقاش والانفتاح على الثقافات الإنسانية المتنوّعة، مؤكداً أنّ هذه المسيرة الغنية تمثل نموذجاً مشرفاً لدور المرأة الإماراتية في دعم العمل الثقافي والإبداعي، وتعزيز الحضور الحضاري لدولة الإمارات في المشهد الأدبي والفني.
وختم معاليه تصريحه قائلاً إنّ معرض «خارج النص» ليس مجرد فعالية فنية، بل هو احتفاء بالذاكرة الثقافية الإماراتية، وتأكيد على أنّ الكلمة الصادقة قادرة على أن تعبر الأجيال وتُلهم الفنون، وأنّ الإبداع في دولة الإمارات مستمرّ ومتجدد، يحمل رسالتنا في التسامح والجمال والإنسانية إلى العالم بأسره.
ويأتي المعرض، المنعقد بالتزامن مع «عام المجتمع» وفعاليات «فن أبوظبي»، ليعكس عمق تأثير الأدب في إلهام آفاق جديدة من التعبير الفني المعاصر، حيث يجمع نخبة من الفنانين الإماراتيين الذين أعادوا تقديم النصوص الأدبية المكتوبة من خلال الفنون البصرية والموسيقى والحِرف اليدوية والعروض التفاعلية، في احتفاء بالاستمرارية الثقافية التي تتجاوز حدود الصفحات الورقية لتتجسد في اللوحات والألحان والذاكرة والخيال.
وحول فكرة المعرض، قالت أسماء صديق المطوع، مؤسسة ورئيسة صالون الملتقى الأدبي «بوصفه عضواً في أندية اليونسكو للقراءة حول العالم، يشكل صالون الملتقى الأدبي فضاءً مجتمعياً يغذّي الفكر، ويشجّع الحوار، ملهماً جيلاً من النساء عبر الأدب. فعلى مدى ثلاثين عاماً، جمعنا شغفُ الكلمة لقراءة أعمال أدبية عظيمة، ومناقشتها من منظور نسائي واعٍ، مستشعرين أثرها العميق في إثراء عقولنا والارتقاء بأفكارنا».
وأضافت «وجدنا أن (خارج النص) هو أفضل طريقة نحتفي فيها بذكرى تأسيس الصالون، في نفس الشهر والمكان الذي شهد أولى جلساتنا التي استضفتها في صالون منزلي تحديداً، يضمّ المعرض أعمالاً فنية تجسد النصوص التي قرأناها، حاملاً رسالة واضحة مفادها تجذر التراث الإماراتي في هويتنا المشتركة، وأثره الخالد النابض بالحياة».
وأكدت أن «خارج النص ليس معرضاً فحسب، إنّه شهادةٌ حيّة على الحكايات والقيم والأصوات التي تُشكِّل هويّتنا في إبداعات فنية تسافر عبر الزمن»، متوجهة «بالشكر والامتنان إلى معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان لرعايته المعرض والمواهب الإبداعية، وإلى الفنانين الإماراتيين المشاركين، الذين جسدوا شعار عام المجتمع، «يداً بيد»، وجعلوا من فنّهم رسالةً مجتمعيةً، تعزز فخر الأجيال القادمة من المبدعين بإرثنا الثقافي، وتلهم خيالهم لإحيائه بأساليب مبتكرة»، كما شكرت الشركاء الداعمين وجميع من ساهم في نجاح المعرض.
ويستعرض «خارج النص» أعمال ثلاثين فناناً من أبرز الفنانين الإماراتيين، جميعها مستلهمة من الكتب والروايات التي ناقشها «الملتقى» خلال جلساته، لتترجم الإبداع اللغوي المقروء في السرد القصصي إلى إبداع الصورة المرئي في اللوحات والمنحوتات والتركيبات الفنية والفنون الرقمية.
ويشكل المعرض محطة جديدة لصالون الملتقى الأدبي، تضاف إلى سجله العامر بالفعاليات الفكرية والفنية، كما يضم مساحةً أرشيفية تستعرض أبرز إصدارات الصالون، ومجموعة منتقاة من الصور التوثيقية، يتعرف الضيوف من خلالها إلى مسيرة ممتدة من الإبداع والتواصل الثقافي في المشهد الإماراتي.
وتأتي استضافة المعرض بدعم من DHL الشريك اللوجستي وDistrict1795، أول منصّة رقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مكرَّسة لتعلّم الفنون والثقافة والتراث.