المفكر الأميركي جون ميرشايمر: إسرائيل أصبحت سلعة يصعب بيعها في أميركا
تاريخ النشر: 16th, November 2025 GMT
وتطرق ميرشايمر-في حديثه لبرنامج "المقابلة" ضمن حلقة (2025/11/16) إلى ملفات هامة تتعلق بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتداعياته، ونتائج الهجوم الأميركي الإسرائيلي على إيران، بالإضافة إلى التوتر الحاصل بين الولايات المتحدة والصين.
وفي موضوع غزة، يؤكد أن هناك انتقادات واسعة النطاق للسلوك الإسرائيلي وللوبي اليهودي وللسياسة الأميركية تجاه إسرائيل، ويشير إلى وجود تغير جذري في أوساط الرأي العام الأميركي، حتى أن "إسرائيل أصبحت سلعة يصعب بيعها في الولايات المتحدة"، بسبب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، والتي بدأت -حسب المفكر الأميركي- منذ أن بدأ الإسرائيليون في الهجوم على غزة في أعقاب عملية السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ويضيف أن الرأي العام الأميركي كان ضد الإبادة في غزة، رغم أن اللوبي اليهودي أقنع إدارتي الرئيسين، السابق جون بايدن والحالي دونالد ترامب بدعمها، ويلفت إلى أن هذا اللوبي لا يزال ناجحا بدرجة كبيرة في إقناع الولايات المتحدة بدعم السياسيات الإسرائيلية في الشرق الأوسط بشكل غير مشروط، ويقوم بجهود كبيرة لوقف المظاهرات المناوئة لإسرائيل.
وحول خطة الرئيس الأميركي لوقف إطلاق النار في غزة، يوضح ضيف حلقة (2025/11/16) من برنامج "المقابلة"، أن الهدف الرئيسي لإسرائيل في غزة هو التطهير العرقي للفلسطينيين، أي بإخراجهم من أرضهم أو قتلهم، وهو ما عملت عليه قبل التوصل لوقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن الإسرائيليين يعتقدون أن الطريقة الأفضل لحل مشكلة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تكمن في إخراج الفلسطينيين أو قتلهم.
وفي نفس السياق، يعود ميرشايمر إلى التاريخ، ويؤكد أن اليهود قاموا بحملة التطهير الأولى ضد الفلسطينيين عام 1948 والثانية عام 1967، ويرون أن ما حصل عام 2023 يشكل فرصة لإخراج الفلسطينيين، لافتا إلى أن "الشعب الإسرائيلي أصبح أكثر تشددا وتصلبا ووحشية في موقفه تجاه الفلسطينيين".
ولأن إسرائيل ملتزمة بتطهير غزة عرقيا، فمن الصعب توقع نجاح الخطة التي تقدم بها ترامب، كما يقول المفكر الأميركي، والذي يرهن نجاح الخطة بوجود أفق سياسي للفلسطينيين، أي أن يحصلوا على دولة خاصة بهم وعلى السيادة وعلى الحق في تقرير المصير، لكن الخطة لا تتضمن هذا الأفق، ولذلك لن تحقق أي نجاحات، يوضح الضيف الأميركي.
وفي موضوع حل الدولتين، يقول إن إدارة ترامب لا تهتم كثيرا بهذا الموضوع، الذي وصفه بالميت بالنظر إلى التوسع الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية.
ومن جهة أخرى، يرى المفكر الأميركي أن إسرائيل أخفقت في حربها على قطاع غزة، وعجزت عن تحقيق هدفين وضعتهما وهما، تدمير قدرات تخصيب اليورانيوم الإيرانية، وقطع رأس النظام الإيراني وتدمير إيران كدولة.
وفي حين يقول إنهما فشلتا في تحقيق أهدافهما في حرب الـ 12 يوما على إيران، لا يرجح المفكر الأميركي أن تعاود إسرائيل والولايات المتحدة هجومهما على إيران، لأن إسرائيل لن تكون قادرة على التعامل مع الرد الإيراني، مذكّرا بأن إيران تمتلك عددا هائلا من الصواريخ الباليستية القادرة على تحقيق إصابات في إسرائيل، وقادرة على معاقبتها بجدية.
كما يعتقد أن الولايات المتحدة وإسرائيل لا يمتلكان معا القدرات الصاروخية لإسقاط الصواريخ الباليستية الإيرانية، بالإضافة إلى أن إيران هددت بإغلاق مضيق هرمز والخليج إذا استمرت الحرب، وهو ما يجعل مسألة شن هجوم جديد مستبعدة، لكنه يشير إلى أن الإسرائيليين مدمنون على استخدام القوة العسكرية ضد خصومهم، لذلك قد يقومون بذلك.
ويضيف أن قيام إسرائيل بشن هجوم على إيران سيعطي الأخيرة حافزا إضافيا لسلوك مسار الأسلحة النووية، ويقول "لو كنت مستشار الأمن القومي في إيران فسأنصح النظام الإيراني بالحصول على أسلحة نووية"، مشيرا أن إيران عززت قدراتها الردعية وأثبتت أنها تمتلك القدرة على الرد.
وعن مدى اقتراب إيران من امتلاك السلاح النووي، يوضح المفكر الأميركي -في حديثه للمقابلة- أنها خصبت اليورانيوم لدرجة تبلغ 60% وللحصول على يورانيوم يستخدم في الأسلحة النووية يجب تخصيبه إلى نسبة تصل إلى 90%، لكن إيران لا تبدو مصممة في هذه المرحلة -حسب المتحدث- على الحصول على السلاح النووي.
ومن جهة أخرى، يشير إلى أن إسرائيل هي من تتخذ القرارات وهي من تحدد السياسية الأميركية بشأن الملف النووي الإيراني، وهي من تريد منع إيران من التخصيب، وهو نفس الموقف الأميركي، غير أن إيران تتمسك بموقفها في مسألة التخصيب. ويرى المفكر الأميركي أنه على ضوء هذه المواقف فلا مجال لعقد صفقة محتملة، حتى لو عاد الإيرانيون والأميركيون إلى طاولة المفاوضات.
ويقر بأن "إسرائيل تجبر الولايات المتحدة على إقامة علاقات عدائية مع إيران"، مضيفا أنه ليس من المصلحة الوطنية الأميركية الدخول في حرب مع الإيرانيين أو إقامة علاقات عدائية معهم.
وفي موضوع العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، يشير المفكر الأميركي إلى أنه مقدر للدولتين أن تنخرطا في منافسة أمنية شديدة، أي تخوضان سباق تسلح وتتسابقان بشكل مستمر في المجال الأمني، غير مستبعد أن تتحول هذه المنافسة إلى حرب بسبب تايوان التي تريد الصين استعادتها وتصر واشنطن وحلفاؤها على الحفاظ عليها ككيان مستقل، بالإضافة إلى الخلافات بشأن موضوعي بحر الصين الجنوبي وبحر الصين الشرقي.
Published On 16/11/202516/11/2025|آخر تحديث: 22:55 (توقيت مكة)آخر تحديث: 22:55 (توقيت مكة)انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعيshare2شارِكْ
facebooktwitterwhatsappcopylinkحفظ
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات الولایات المتحدة أن إسرائیل على إیران أن إیران إلى أن
إقرأ أيضاً:
مجلس الأمن يمدد مهمة حفظ السلام في أفريقيا الوسطى رغم تحفظات أميركا
مدد مجلس الأمن الدولي، الخميس 13 نوفمبر/تشرين الثاني، مهمة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جمهورية أفريقيا الوسطى لعام إضافي، وسط تحفظ أميركي على القرار الذي حظي بتأييد 14 دولة وامتناع الولايات المتحدة عن التصويت.
وبموجب القرار الجديد، يستمر عمل بعثة الأمم المتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في أفريقيا الوسطى (مينوسكا) حتى 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2026، مع الإشارة إلى إمكانية تقليص حجمها بعد الانتخابات المقررة في 2025 و2026.
وقد أُنشئت البعثة في أبريل/نيسان 2014 عقب اندلاع حرب أهلية دامية إثر انقلاب أطاح بالرئيس فرانسوا بوزيزي، ومنذ ذلك الحين تشكل مينوسكا ركيزة أساسية لمحاولة إعادة الاستقرار إلى البلاد.
ورغم التمديد، خفّض المجلس بشكل طفيف سقف عدد الجنود من 14 ألفا و400 إلى 14 ألفا و46، في ظل ضغوط مالية ناجمة عن تقليص المساهمات الأميركية في عمليات حفظ السلام.
وأكد المجلس عزمه إعادة تقييم حجم البعثة بعد اكتمال العملية الانتخابية المقبلة.
وتستعد البلاد لانتخابات رباعية (رئاسية، تشريعية، إقليمية وبلدية) في 28 ديسمبر/كانون الأول، حيث يُتوقع أن يتوجه نحو 2.3 مليون ناخب إلى صناديق الاقتراع.
لكن المعارضة أعلنت مقاطعتها متهمة السلطات بـ"إحكام السيطرة على العملية"، في وقت يسعى فيه الرئيس الحالي فوستان آرشانج تواديرا للفوز بولاية ثالثة.
أظهر القرار تباينا في المواقف داخل مجلس الأمن.
فقد شددت فرنسا على أن الهدف الأساسي من التمديد هو ضمان عودة السلام والأمن بشكل دائم، بما يسمح لاحقا بنقل تدريجي ومنظم لمسؤوليات حفظ السلام إلى السلطات الوطنية.
من جانبها، رحبت حكومة أفريقيا الوسطى بالخطوة، مؤكدة أنها تعمل على تهيئة الظروف لانسحاب مسؤول قائم على واقع الميدان، محذّرة من أن أي انسحاب متسرع قد يهدد المكاسب التي تحققت بشق الأنفس.
إعلانفي المقابل، دعت الولايات المتحدة إلى تمديد لا يتجاوز 6 أشهر أو تقليص أكبر لعدد الجنود، معتبرة أن ذلك يمنح المجلس رؤية أوضح حول الأولويات بعد الانتخابات المقبلة.
يمثل التمديد لعام إضافي محاولة لتحقيق توازن بين الحاجة إلى الاستقرار في بلد يواجه تحديات أمنية عميقة، وبين الضغوط المالية والسياسية داخل الأمم المتحدة.
ومع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية، يبقى مستقبل البعثة مرتبطا بمدى نجاح العملية السياسية وقدرة السلطات على بسط الأمن في كامل الأراضي.