إيلام الفيلية تستعد لاستضافة الدورة الثانية من مهرجان الصحافة العابرة للحدود
تاريخ النشر: 16th, November 2025 GMT
إيلام الفيلية تستعد لاستضافة الدورة الثانية من مهرجان الصحافة العابرة للحدود.
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق الانتخابات القمة العربية أحمد الشرع نيجيرفان بارزاني سجن الحلة محافظة البصرة الدفاع بابل بغداد دهوك اقليم كوردستان اربيل المياه السليمانية اربيل بغداد انخفاض اسعار الذهب اسعار النفط أمريكا إيران اليمن سوريا دمشق دوري نجوم العراق كرة القدم العراق أهلي جدة النصر الكورد الفيليون مندلي احمد الحمد كتاب محسن بني ويس العراق الحمى النزفية غبار طقس الموصل يوم الشهيد الفيلي خانقين الانتخابات العراقية الأخبار العاجلة
إقرأ أيضاً:
الصحافة والإعلام بين الثقة والتضليل
تواجه الصحافة اليوم كثيرًا من التحديات المرتبطة بتعقيدات العصر وتحولات الوعي بالإعلام وأدواره، إضافة إلى ممكنات الصحافة وأدوات العمل الصحفي غير التقليدية، بين الطرح التسويقي والطرح الاستقصائي، الصحافة الوصفية وصحافة الحلول، صحافة الإثارة وأنسنة الصحافة.
كثير من الموضوعات المختلف عليها بين السعي للحقيقة والسعي للمادة والبقاء التنافسي مع تشعب وتضخم القنوات الإعلامية والإعلاميين بمختلف أنماط الإعلام والصحافة.
نتابع اليوم معركة هيئة الإذاعة البريطانية «BBC» مع تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باتخاذ إجراءات قانونية ضدها متهمًا إياها بتحريف مضمون خطابه.
الهيئة أكدت تلقيها رسالة رسمية من ممثلي ترامب، موضحة أنها ستقدّم ردّها في الوقت المناسب.
يُشار إلى أن برنامج «بانوراما» الذي بثّته هيئة الإذاعة البريطانية «BBC» في أكتوبر الماضي، تضمّن مقطعًا مُعدّلًا من خطاب الرئيس ترامب، بما يوحي بأنه دعا إلى اقتحام مبنى الكابيتول، في حين كان يتحدث فعليًا عن التعبير السلمي عن المواقف السياسية. وبعد هذا المقطع مباشرة، عرض البرنامج مشاهد لأشخاص يتوجهون نحو مبنى الكابيتول، ما أعطى انطباعًا بأنهم يستجيبون لنداء ترامب؛ رغم أن هذه اللقطات صُوّرت قبل بدء خطابه أمام الآلاف من أنصاره في واشنطن.
أثارت هذه الحادثة موجة انتقادات واسعة داخل بريطانيا، انتهت باستقالة الرئيس التنفيذي للهيئة تيم ديفي بعد رحلة عمل داخل المؤسسة استمرت لعشرين عاما، ورئيسة قسم الأخبار ديبورا تيرنيس.
وقد أعلن تيم ديفي استقالته من منصبه قائلاً: «هذا قراري الشخصي تماماً»، معربًا عن امتنانه لرئيس مجلس الإدارة ومجلس الإدارة «على دعمهما الراسخ طوال فترة عملي، وخلال الأيام الأخيرة».
تلقت بي بي سي رسالة من محامي ترامب تطالب بـ «تراجع كامل وعادل» عن الفيلم الوثائقي، واعتذار، وأن «تعوّض بي بي سي الرئيس ترامب بالشكل المناسب عن الضرر الذي تسببت به». وفي رسالتها إلى الفريق القانوني لترامب، عرضت خمسة مبررات رئيسية لسبب عدم اعتقادها بأنها تواجه قضية ينبغي الرد عليها:
أولاً، إن بي بي سي لم تكن تملك حقوق توزيع عرض حلقة بانوراما على قنواتها في الولايات المتحدة، ولم توزعها خارج بريطانيا. وعندما كان الوثائقي متاحًا عبر خدمة «بي بي سي آي بلاير»، كان الوصول إليه مقتصراً على المشاهدين في المملكة المتحدة وحسب.
ثانياً، إن الوثائقي لم يتسبب بضرر لترامب؛ إذ أُعيد انتخابه بعد وقت قصير.
ثالثاً، تقول إن المقطع لم يكن يهدف إلى التضليل، بل إلى اختصار خطاب طويل، وإن عملية المونتاج لم تُنفّذ بسوء نية.
رابعاً، أنه لم يكن من المفترض النظر إلى المقطع بمعزل عن السياق؛ إذ لم تتجاوز مدته 12 ثانية ضمن برنامج مدته ساعة كاملة، وتضمّن أيضاً العديد من الأصوات المؤيدة لترامب.
وأخيراً، فإن الرأي المتعلق بالشؤون العامة والخطاب السياسي يحظى بحماية واسعة بموجب قوانين التشهير في الولايات المتحدة. وقال مصدر داخل بي بي سي: إن هناك اعتقاداً قوياً داخل المؤسسة بسلامة القضية التي قدمتها، وبمتانة دفاعها.
بالمقابل، دافعت وزيرة الثقافة ليزا ناندي عن بي بي سي؛ حيث تحدثت عن الثقة الواسعة التي تتمتع بها بي بي سي، ووصفتها بأنها «منارةٌ للناس في أوقات الظلام» تُوحّد البلاد، سواء من خلال برنامج «خونة المشاهير» أو تغطيتها ليوم النصر في أوروبا.
لكن دونالد ترامب وصفها بأنها «أسوأ من الأخبار الكاذبة» زاعما أن المؤسسة وصحفييها فاسدون».
كما حث زعيم الديمقراطيين الأحرار، السير إد ديفي، رئيس الوزراء كير ستارمر، على «اتصال هاتفي بترامب» لوضع حد لتهديده برفع دعوى قضائية و«الدفاع عن حياد واستقلال هيئة الإذاعة البريطانية».
هل ستطلب بي بي سي من الحكومة البريطانية التدخل عبر قنوات خلفية؟ وهل سيُقنع اتصال من رئيس الوزراء كير ستارمر ترامب بتغيير رأيه؟ ثم هل يرغب ستارمر أصلاً في التدخل واستغلال رصيده السياسي مع الرئيس الأمريكي؟
علاقة ترامب العدائية مع الصحافة ليست بنت هذه الحادثة، بل هي حوادث متكررة لصدامات عديدة حيث وافقت شبكة ABC على دفع 15 مليون دولار كتسوية مع ترامب في دعوى التشهير التي رفعها ضد الشبكة والمذيع جورج ستيفانوبولوس العام الماضي، وفي يوليو من هذا العام وافقت شركة باراماونت ـ الشركة الأم لشبكة CBSـ أيضًا على دفع 16 مليون دولار لتسوية دعوى قضائية رفعها ترامب بشأن مقابلة في برنامج «60 دقيقة» مع نائب الرئيس آنذاك كامالا هاريس في خريف العام الماضي، تماما كما حدث مع BBC، حيث كانت شكوى ترامب تتعلق بالتحرير في البرنامج؛ حين ادعى أن حديث هاريس قد عُدِّل عمدًا لمصلحتها وإيذائه.
ختاما: لا أجد مبررات هيئة الإذاعة البريطانية مقنعة (مع حرفيتها وحجم خبراتها) مهما كان شخص المشتكي المتضرر من البرنامج المتضمن مغالطات؛ سواء كانت مقصودة أم غير مقصودة، وكان الأحرى بها تحري الدقة حفاظًا على استقلاليتها وشفافية طرحها سعيا وراء الحقيقة وحدها، بعيدًا عن أي توجهات سياسية محتملة.
لكنها ليست المرة الأولى لوقوع الصحافة والإعلام عموما في فخ المصالح، ولا أحسبها الأخيرة يقينا، ما دامت المؤسسات الصحفية الكبرى تتكئ في مرجعيتها إلى نفوذ أو سلطة سواء كانت مادية أو سياسية.
حصة البادية أكاديمية وشاعرة عمانية