حماس تحذر من مشروع القرار الأمريكي والعالم يترقب اجتماع مجلس الأمن
تاريخ النشر: 16th, November 2025 GMT
صرّح المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس، حازم قاسم، بأن التعديلات التي أُدخلت على مشروع القرار الأميركي المقرر طرحه أمام مجلس الأمن لا تُسهم في استقرار الأوضاع داخل قطاع غزة، محذراً من أن المشروع يستبدل الاحتلال الإسرائيلي بوصاية دولية جديدة.
وأوضح قاسم في حديثه لقناة الجزيرة أن هذه التعديلات تمنح جهات غير فلسطينية وصاية فعلية على الحوكمة والأمن في غزة، بما يمثل تدخلاً مباشرًا في الشؤون الداخلية الفلسطينية، من دون انتظار ترتيبات وطنية مستقلة.
وبحسب المتحدث باسم حماس، فإن البديل المناسب هو قرار أممي يعزز وقف إطلاق النار ويؤسس لقوة دولية لحفظ السلام تكون مهمتها واضحة ومحددة، تشمل الفصل بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والسكان المدنيين في القطاع، وضمان صمود الهدنة.
وفي سياق متصل، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن تل أبيب تضغط على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتخفيف صيغة مشروع القرار الأميركي، خصوصاً في البنود المتعلقة بالقوة متعددة الجنسيات المقترحة لقطاع غزة، وكذلك الإشارات الواضحة نحو تقرير المصير وإقامة دولة فلسطينية.
وأفادت الهيئة بأن فريق رئيس الوزراء في حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكبار مسؤولي وزارة الخارجية يجرون اتصالات مكثفة مع البيت الأبيض ومع قادة دول عربية لتعديل البنود الأكثر حساسية في المشروع، والذي تصفه تل أبيب بأنه "غير متوقع وخطير".
وقال قاسم إن الولايات المتحدة تحاول استرضاء أطراف عدة عبر صياغات غير ملزمة سياسياً، مشدداً على ضرورة صدور قرار من مجلس الأمن يضمن حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، ويمنع تجدد الحرب على غزة، وينص بوضوح على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف أن أي قرار قادم يجب أن يمنع تغوّل الاحتلال الإسرائيلي على غزة أو الضفة الغربية أو القدس المحتلة، مجدداً التأكيد على ضرورة حماية الحقوق الوطنية الفلسطينية.
وتشير مسودة مشروع القرار إلى أنه عقب تنفيذ خطة إصلاح داخل السلطة الفلسطينية، قد تتوافر شروط "مسار موثوق" نحو تقرير المصير وإقامة دولة فلسطينية، بالتوازي مع حوار أميركي بين الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين لبحث آفاق سياسية للتعايش. كما تنص المسودة على أن القوة متعددة الجنسيات ستعمل في غزة بالتعاون مع الاحتلال الإسرائيلي ومصر، بهدف ضمان الاستقرار واستبدال حكم حماس ووجود جيش الاحتلال، على أن تُنشأ قوة شرطة فلسطينية محددة يجري تدريبها والإشراف عليها لإدارة الأمن والحدود.
وفي ملف آخر، أكد قاسم أن اللقاءات بين قيادات حماس ومسؤولين أميركيين تُعد ذات أهمية كبيرة، لأنها تتيح للحركة عرض موقفها بشكل مباشر بعيداً عن الرواية التي يروّج لها الاحتلال الإسرائيلي. وجاء حديثه تعليقاً على ما كشفته صحيفة "نيويورك تايمز" بشأن استعداد المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف لعقد اجتماع جديد مع خليل الحية، لبحث خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة.
وأشار قاسم إلى أن هذه اللقاءات تكتسب أهمية متزايدة في ظل قدرة الولايات المتحدة على الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لضمان التزامه بوقف إطلاق النار، معتبراً أن واشنطن تبقى الجهة الوحيدة القادرة على فرض هذا المسار على تل أبيب.
ويُذكر أن وقف إطلاق النار في غزة دخل حيّز التنفيذ في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي بعد عامين من الإبادة الإسرائيلية، بموجب اتفاق شرم الشيخ الذي رعته قطر ومصر وتركيا، ضمن خطة من عشرين بنداً وضعها الرئيس الأميركي.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی مشروع القرار مجلس الأمن
إقرأ أيضاً:
روسيا والصين تعارضان مشروع القرار الأمريكي بشأن غزة
عواصم - الوكالات
اقترحت روسيا الخميس مسودة مشروع قرار في الأمم المتحدة بشأن خطة إنهاء الحرب في غزة، صاغته مقابل مشروع أميركي لقي معارضة موسكو وبكين ودول عربية.
وقالت بعثة روسيا في الأمم المتحدة في مذكرة اطلعت عليها رويترز، إن "مشروع قرارها مستوحى من مشروع القرار الأميركي".
وجاء في المذكرة أن "الهدف من مسودتنا هو تمكين مجلس الأمن من وضع نهج متوازن ومقبول وموحد نحو تحقيق وقف مستدام للأعمال القتالية".
وتطلب المسودة الروسية، التي اطلعت عليها رويترز أيضا، أن يحدد الأمين العام للأمم المتحدة خيارات لقوة دولية لتحقيق الاستقرار في غزة، ولا تذكر "مجلس السلام" الذي اقترحت الولايات المتحدة إنشاءه لإدارة الفترة الانتقالية في غزة.
لكن بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة حثت مجلس الأمن على المضي قدما في الموافقة على النص الأميركي.
وقال متحدث باسم البعثة الأميركية إن "محاولات زرع الشقاق الآن -عندما يكون الاتفاق على هذا القرار قيد التفاوض النشط- لها عواقب وخيمة وملموسة ويمكن تجنبها نهائيا بالنسبة للفلسطينيين في غزة".
وأضاف "وقف إطلاق النار هش ونحث المجلس على الاتحاد والمضي قدما لتحقيق السلام الذي تشتد الحاجة إليه".
بعثة روسيا في الأمم المتحدة: مشروع قرارنا مستوحى من مشروع القرار الأميركي (الفرنسية)
معارضة المشروع الأميركي
وكانت أسوشيتد برس، ذكرت أن مشروع القرار الأميركي في مجلس الأمن بشأن خطة إنهاء الحرب بغزة ونشر قوة دولية في غزة، يواجه معارضة من روسيا والصين ودول عربية.
ونقلت أسوشيتد برس، عن 4 دبلوماسيين بالأمم المتحدة تحدّثوا إليها شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، أن دولا عربية، لم تسمها، أبدت قلقها من غياب أي دور للسلطة الفلسطينية (في إدارة غزة)، حيث لم يتضمن المشروع الأميركي لأي دور للسلطة.
وأضاف الدبلوماسيون أن روسيا والصين، وهما عضوان دائمان في مجلس الأمن الدولي يتمتعان بحق النقض (الفيتو)، طالبتا بحذف مجلس السلام، المنصوص عليه في مشروع القرار الأميركي.
إعلان
ووفق مصادر دبلوماسية للجزيرة، فإن الولايات المتحدة وزعت مشروع قرار معدلا للمرة الثانية على أعضاء مجلس الأمن الدولي، يؤيد الخطة الشاملة لإنهاء الصراع في غزة ويحث جميع الأطراف على تنفيذها فورا وبشكل كامل.
وأوضحت المصادر، أنه أضيفت إشارة صريحة في مشروع القرار إلى "مسار نحو تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية"، ودور للولايات المتحدة في إطلاق حوار بين إسرائيل والفلسطينيين من أجل "أفق سياسي للتعايش السلمي المزدهر".
وكشفت المصادر، أن مشروع القرار أصبح يوضح أن سلطة مجلس السلام، وإشرافَه على قطاع غزة، سيكونان "انتقاليين".
مشاركة مصرية
وكان وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي كشف الثلاثاء عن وجود ملاحظات من عدة دول على مشروع القرار الأميركي، معربا عن أمله في الوصول إلى صياغات توافقية من دون المساس بالثوابت الفلسطينية.
وأوضح الوزير المصري حينها، أن بلاده منخرطة في المشاورات الجارية بـنيويورك بهذا الصدد، وتتشاور مع الولايات المتحدة يوميا، إضافة إلى مشاورات مع كل أعضاء مجلس الأمن ومع المجموعة العربية من خلال الجزائر العضو في المجلس حاليا.
وكانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد صرحت بأنها تبذل جهودا في مجلس الأمن لصياغة قرار ينشئ الإطار الدولي لقوة الاستقرار في غزة، مبينة أن الدول التي تطوعت للمشاركة في هذه القوة تحتاج تفويضا من المجلس.
وقال ترامب قبل أيام قليلة، إنه يعتقد أن موعد وصول القوة الدولية إلى غزة أصبح قريبا جدا، وأن الأمور "تسير على ما يرام حتى الآن" في إطار وقف إطلاق النار.
وبدأ تطبيق وقف إطلاق النار في غزة في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي بعد عامين من الإبادة الإسرائيلية، وذلك بموجب اتفاق شرم الشيخ الذي أُبرم بوساطة قطر ومصر وتركيا في إطار خطة من 20 بندا وضعها الرئيس الأميركي.
لكن إسرائيل تواصل شن هجمات على غزة بشكل شبه يومي، كما تقيّد دخول المساعدات الإنسانية خلافا لما نص عليه الاتفاق.