غزة بين صراع القوى والدور المصري الحاسم| خبير يشرح
تاريخ النشر: 17th, November 2025 GMT
يشهد المشهد السياسي في المنطقة توترات متصاعدة تعكس تعقيدات الصراع وتشابك المصالح الإقليمية والدولية.
فمع طرح الخطة الأميركية الأخيرة وما تثيره من جدل حول مستقبل إدارة قطاع غزة، تتزايد حدة الخلافات داخل إسرائيل وتتصاعد الانتقادات الموجهة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وفي خضم هذه التحولات، يبرز دور مصر المحوري كعامل توازن في المعادلة، ما يجعل قراءة هذه التطورات ضرورة لفهم المشهد السياسي الراهن وتداعياته المحتملة.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور عبد الله نعمة، المحلل السياسي، إن تشدد الخطة الأميركية على عدم منح حماس أي دور مستقبلي في إدارة القطاع، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
وأضاف نعمة- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن في المقابل، يشهد الداخل الإسرائيلي خلافات حادة، حيث يتعرض نتنياهو لهجوم من قيادات سياسية تعارض الاتفاق وتعتبر أنه لا يمنح إسرائيل الانتصار.
وأشار نعمة: "يؤكد بعضهم رفض وجود دولة فلسطينية من الأساس، بينما يكرر نتنياهو نفسه، تحت ضغط الداخل، موقفه الرافض لقيام دولة فلسطينية أو السماح بوجود سلاح داخل غزة، معتبرين أن اتفاق شرم الشيخ لا يحقق أهداف إسرائيل".
وتابع: "وبدت توجهات نتنياهو واضحة نحو التصعيد على الجبهة اللبنانية، إذ يرجح أنه سيفتح حربا هناك إذا لم يحقق إنجازا كبيرا، سواء عبر الميدان أو عبر مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين لبنان وإسرائيل تكون مكملة لاتفاق شرم الشيخ، وربما تلعب مصر دور الوسيط فيها، ولكن تبقى المشكلة أن القرار الأساسي ما زال بيد إيران، ما يدفع البعض إلى الاعتقاد بأن نتنياهو قد يهاجم إيران بعد حزب الله، التزاما برؤية إسرائيل القائمة على ضرورة القضاء على حزب الله أولا ثم النظام الإيراني الداعم له ولحماس".
وأردف: "يسعى نتنياهو إلى إشعال مواجهة مع إيران وحزب الله لإرضاء الرأي العام الداخلي والانقلاب على اتفاق شرم الشيخ بعد استعادة الأسرى الإسرائيليين من حماس".
واختتم: "ورغم ذلك، تصطدم هذه المخططات بعقبة كبيرة تتمثل في موقف مصر، التي ترفض إعطاء إسرائيل ما تريد وتقف لها بالمرصاد، فقد لعبت مصر دورا محوريا في اتفاق وقف إطلاق النار، وفرضت تعديلات على بعض بنوده، ما سبب خيبة أمل كبيرة لنتنياهو وإسرائيل، وتبقى مصر، كالعادة، راعية وداعمة ومدافعة عن الأمة العربية".
وفي ظل هذه التوترات المتشابكة، يبدو أن المنطقة تقف على مفترق طرق حساس، تتداخل فيه الحسابات الداخلية الإسرائيلية مع طموحات نفوذ إقليمي وصراعات أوسع مع قوى مثل إيران وحزب الله.
بينما يسعى نتنياهو إلى تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية ترضي الداخل الإسرائيلي، تظل المواقف الإقليمية، وفي مقدمتها الموقف المصري، حجر عثرة أمام اندفاعات التصعيد.
وهكذا يتواصل المشهد في حالة ترقب حذر، حيث يبقى التوازن بين الضغوط والمصالح هو العامل الحاسم في رسم مستقبل المرحلة المقبلة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: غزة قطاع غزة الخطة الأمريكية الرئيس ترامب فلسطين الفلسطينيين
إقرأ أيضاً:
قوى رام الله والبيرة تدعو لعقد اجتماع وطني يضع خطة لإسقاط قانون إعدام الأسرى
رام الله - صفا
دعت القوى الوطنية والإسلامية لمحافظة رام الله والبيرة، يوم السبت، إلى الشروع في عقد لقاء وطني على المستويات كافة لوضع خطة تحرك شاملة لإسقاط قانون إعدام الأسرى الذي أقره الكنيست الإسرائيلي بقراءة أولية.
وأكدت القوى في بيان، ضرورة البدء في أوسع تحرك شعبي بمشاركة كافة المؤسسات والهيئات والفعاليات الأهلية والشعبية لمواجهة إجراءات الاحتلال المتصاعدة، سواء اعتداءات المستوطنين أو تجاه ما يجري في السجون والمعتقلات.
وطالبت بفتح تحقيق دولي لتجريم الاحتلال وممارساته بما فيها الإبادة، والعمل على فرض العقوبات الدولية عليه، وحشد الجهود الدولية لإسقاط قانون إعدام الأسرى باعتباره تعبير عنصري، وانحدار فاشي نحو "تشريع" الإعدام كسياسة في الوقت الذي يجري إنهاء تلك العقوبة في العديد من دول العالم، ما يستوجب تحركًا فوريًا على الصعيد السياسي والدبلوماسي.
وشددت القوى على ضرورة العمل سياسيًا وقانونيًا وشعبيًا وإعلاميًا ودوليًا من أجل التصدي لما يجري بحق الأسرى من جرائم.
على الصعيد ذاته، دعت القوى إلى إحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يصادف التاسع والعشرين من الشهر الجاري بأوسع المسيرات الشعبية رفضًا لمسلسل الابادة المتواصلة.
وأكدت ضرورة العمل على استنفار كل الجهود الدولية لمواصلة حركة التضامن الدولية الشعبية والمجتمعية والمؤسسية على صعيد البرلمانات والشركات وحركات التضامن لبناء جبهة دولية واسعة لمواصلة الأنشطة والفعاليات، لضمان محاسبة الاحتلال والتأثير على الحكومات من أجل توفير الحماية الدولية، ومعاقبة مجرمي الحرب في "إسرائيل" على جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني.