«فرنس إنفو» تلقي الضوء على أسباب تعثر مشروع نظام القتال الجوي المستقبلي الأوروبي
تاريخ النشر: 19th, November 2025 GMT
سلطت إذاعة «فرانس إنفو» الضوء على الصعوبات التي تواجه مشروع «نظام القتال الجوي المستقبلي» FCAS، أكبر برنامج تسليح في أوروبا، مشيرة إلى أن خلافات كبيرة برزت في الأشهر الأخيرة بين شركتي داسو وإيرباص، اللتين تشكلان جوهر هذا البرنامج الذي تقوده فرنسا وألمانيا وإسبانيا.
واستهلت الإذاعة الفرنسية في تحليل بثته، اليوم الأربعاء، بالتساؤل عن مستقبل برنامج الطائرات المقاتلة الأوروبية، الذي أطلقته فرنسا وألمانيا عام 2017 وانضمت إليه إسبانيا لاحقا، وقالت إن وزيرة القوات المسلحة الفرنسية، كاثرين فوتران، التقت نظيرها الألماني، بوريس بيستوريوس، يوم الاثنين 17 نوفمبر، كما تحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع المستشار الألماني فريدريش ميرز بعد ظهر يوم الثلاثاء في برلين.
ووفقا لتقارير صحفية، كان من المتوقع أن يكون مشروع نظام القتال الجوي المستقبلي (FCAS) موضوعا رئيسيًا للنقاش.
وأشارت «فرنس إنفو» إلى أن كاثرين فوتران أكدت يوم الجمعة خلال زيارة إلى إسبانيا على وجود «حاجة ملحة» للمضي قدما في هذا البرنامج، وكرر الرئيس الفرنسي هذا الشعور، بعد لقائه المستشار الألماني «الالتزام بتحقيق النتائج».
وكان من المقرر أن يحل نظام القتال الجوي المستقبلي (FCAS) محل طائرات رافال في فرنسا ويوروفايتر في ألمانيا وإسبانيا بحلول عام 2040، على الأقل حتى عام 2080، لكن المبادرة التي تهدف إلى تعزيز دفاع القارة الأوروبية تتباطىء بسبب الخلافات والتوترات بين الشركات المصنعة المسؤولة عن المشروع: داسو على الجانب الفرنسي، وإيرباص على الجانبين الألماني والإسباني.
وكان فريدريش ميرز قد صرح فى شهر سبتمبر الماضى بأن ألمانيا وإسبانيا ترغبان في «محاولة التوصل إلى حل بحلول نهاية عام 2025»، وأقر المستشار الألماني بأن الوضع الحالي غير مرض حيث لا يتم احراز تقدم في هذا المشروع.
وحاولت «فرنس إنفو» الوقوف على أسباب تعثر هذا المشروع فاستشهدت بما أشارت إليه صحيفة «لوموند» من إن مجموعة داسو للطيران تعتزم أن يعترف بها باعتبارها «الشركة الرائدة» في مشروع طائرات الجيل القادم المقاتلة، على الرغم من تساوي الإدارة بين باريس وبرلين ومدريد.
وقال جاكوب روس، الباحث في المركز الأوروبي للمجلس الألماني للعلاقات الخارجية (DGAP)، لفرانس إنفو: «يوضح الرئيس التنفيذي إريك ترابييه أن لهذا المشروع منطقا سياسيا، نظرا لتوزيعه الجيد بين الشركاء».
وأضاف: «لكن بالنسبة له، من الأفضل ترك داسو مسؤولة عن جوهر المشروع، إذا كانت باريس ترغب في طائرة مقاتلة عالية الأداء بحلول أوائل أربعينيات القرن الحادي والعشرين».
وقال الرئيس التنفيذي لشركة داسو للطيران في 24 سبتمبر خلال جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الاقتصادية في الجمعية الوطنية: «شركائي لا يدركون أنني القائد»، وأضاف: «لا جدوى من إعداد الوثائق، ووضع المليارات على الطاولة، إذا لم يعترف بهذا النوع من الفهم»، مؤكدا «أننا نعرف كيف ندير كل شيء بمفردنا».
وأمام أعضاء البرلمان، أعرب إريك ترابييه عن أسفه لـ«الصعوبات المتنوعة»، بما في ذلك «الخلاف بين داسو وإيرباص حول هذا الموضو»، وتساءل قائلا: «أنا لست ضد مشروع نظام القتال الجوي المستقبلي ولكن، عندما تقول ألمانيا: «سنستبعد الفرنسيين، ألا يزعجكم هذا أيها السياسيون الفرنسيون؟».
وأضاف: «ألمانيا ستستبعد الفرنسيين من مشروع طائرة مقاتلة، كل ذلك لأن داسو تقول إنها ترغب في امتلاك مفاتيح قيادتها.. من الغريب أنكم لا تتفاعلون وأنني الوحيد الذي يفعل ذلك».
وعندما سئلت كاثرين فوتران عن هذا الموضوع من قِبل راديو «أوروبا 1» في 11 نوفمبر، أكدت أن «المعيار في صناعة الطائرات هو داسو بالتأكيد»، وأضافت: «في هذه المرحلة، لا يوجد حل آخر فيما يتعلق بالمحركات».
ومع الإشارة إلى فرضية تهميش فرنسا، كان إريك ترابييه يشير إلى معلومات نشرت في الصحافة قبل أسبوع.. ووفقا لصحيفة «بوليتيكو» أعربت وزارة الدفاع عن استيائها من المصنعين الفرنسيين خلال مناقشات مع شركة إيرباص.
وأفادت الصحيفة بأن ألمانيا تدرس بناء شراكات جديدة في مجال الطائرات المقاتلة، هذه المرة بدون فرنسا.
وتدرس ألمانيا، على وجه الخصوص، توثيق التعاون مع السويد، أو حتى الانضمام إلى برنامج الطائرات المقاتلة العالمي (GCAP) «في وقت متأخر جدا»، كما يوضح الباحث جاكوب روس.
وأعرب روس عن اعتقاده أن «هناك قدرا كبيرا من عدم الثقة تجاه داسو» في برلين، مشيرا إلى أن البعض، عبر نهر الراين، ينظر إلى صناعة الدفاع الفرنسية على أنها «متأثرة بثقافة سيادية» في مشروع القتال الجوي المستقبلي، ويتجلى ذلك في تصريحات النائب المحافظ فولكر ماير لاي، عضو لجنة الدفاع في البوندستاج الذى قال إن باريس «لا تسعى إلى شراكة، بل تطالب بالتبعية»، وأضاف: «ليس لدى ألمانيا أي سبب للخضوع لهذا الإملاء».
من جانبه صرح توماس بريتزل، رئيس مجلس أعمال إيرباص للدفاع، لصحيفة هاندلسبلات الألمانية في نهاية سبتمبر: «أعتقد أن مشروع القتال الجوى المستقبلي سيمضي قدما بدون داسو»، وأضاف: «هناك شركاء أكثر جاذبية وأكثر ملاءمة في أوروبا».
على النقيض من ذلك، صرح إريك ترابييه للجمعية الوطنية بأن «البوندستاج هو المتحكم» في ألمانيا، وتابعه قائلا: «ماذا يريد البوندستاج؟ إنه يريد أن يكون لشريكه الصناعي، الذي يراه يوميا، يعمل أكثر من غيره»، وأضاف: «الكفاءة، وفعالية الطائرة، ليست من شأن البوندستاج».
وفي ظل الخلافات الفرنسية الألمانية، قد تظهر قريبا صيغة جديدة من نظام القتال الجوي المستقبلي (FCAS).
ووفقا لمعلومات من صحيفة فاينانشال تايمز، تدرس باريس وبرلين برنامجا يركز بشكل أكبر على مشروع «السحابة القتالية» المشتركة.
وتهدف هذه المبادرة إلى «ربط أنظمة مختلفة، مع الطيارين، والأنظمة غير المأهولة «مثل الطائرات المسيرة»، والأنظمة الأرضية، جميعها باتصالات آمنة»، كما يوضح جاكوب روس.
ويرى الباحث أن هذه النسخة المنقحة «هي وسيلة لإيمانويل ماكرون وفريدريش ميرز لحفظ ماء الوجه»، وقال:هذا يسمح لنا بالانتقال إلى ما هو أبعد من الجيل التالي من الطائرات المقاتلة دون المساس بنظام التحكم القتالي في الطيران (FCAS)، ستتمكن باريس وبرلين من التأكيد على مواصلة البرنامج من خلال تطوير هذه السحابة القتالية.
اقرأ أيضاًرئيس الجالية المصرية بفرنسا: الخارجية بذلت جهودا كبيرة لإجراء انتخابات النواب بصورة تليق ببلدنا
الاستخبارات الروسية: فرنسا تستعد لإرسال قوة عسكرية إلى أوكرانيا
فرنسا تفتح تحقيقًا في تهديد «ساركوزي» بالقتل داخل السجن
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعية الوطنية الطائرات المقاتلة
إقرأ أيضاً:
تعثر مفاوضات سوريا والاحتلال.. والشرع يرفض التنازلات
أفادت هيئة البث التابعة للاحتلال الإسرائيلي، نقلاً عن مصادر مطلعة، بأن المفاوضات الجارية مع سوريا للتوصل إلى اتفاق أمني وصلت إلى طريق مسدود.
وذكرت المصادر، مساء الاثنين، أن الاحتلال الإسرائيلي يرفض طلب الرئيس السوري أحمد الشرع سحب قواته من جميع المناطق التي احتلها بعد سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024. وأوضحت أن الاحتلال لن ينسحب من تلك المناطق إلا في حال توقيع اتفاق سلام شامل مع دمشق، وليس مجرد تفاهمات أمنية، وهو ما لا يبدو قريباً وفق التقديرات ذاتها.
وكان من المخطط أن توقّع سوريا والاحتلال الإسرائيلي اتفاقاً أمنياً برعاية أميركية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول الماضي، غير أن تقارير صحفية أشارت إلى تعثر المباحثات في اللحظات الأخيرة.
كما كشفت مصادر أمنية لدى الاحتلال أن لقاءات وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ووزير الشؤون الإستراتيجية في حكومة الاحتلال رون ديرمر شهدت خلافات أساسية حول مطالب دمشق بانسحاب قوات الاحتلال من المواقع التي سيطرت عليها منذ أواخر عام 2024، والعودة إلى حدود اتفاقية فضّ الاشتباك لعام 1974، إضافة إلى وقف انتهاكات الأجواء السورية.
وفي السياق ذاته، نقلت وكالة رويترز عن مصادر أن المحادثات تعثرت أيضاً بسبب مطلب الاحتلال الإسرائيلي السماح له بفتح ما وصفه بـ"ممر إنساني" نحو محافظة السويداء جنوب سوريا.
ومنذ عام 1967، يواصل الاحتلال الإسرائيلي السيطرة على الجزء الأكبر من هضبة الجولان السورية، واستغل مرحلة الإطاحة بنظام الأسد للتوغل في المنطقة العازلة، موسعاً نطاق احتلاله ليتضمن قمة جبل الشيخ الإستراتيجية، في خطوة اعتُبرت بمثابة إسقاط لاتفاقية فضّ الاشتباك لعام 1974. كما نفّذ الاحتلال غارات جوية أسفرت عن اسشتهاد العشرات وتدمير مواقع وآليات وأسلحة تابعة للجيش السوري.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن