لجريدة عمان:
2025-11-19@13:20:06 GMT

تشكل الإمامة الأولى وتفرعاتها

تاريخ النشر: 19th, November 2025 GMT

تشكل الإمامة الأولى وتفرعاتها

د. ناصر بن علي الندابي -

في قلب الجزيرة العربية، وعلى السواحل الشرقية التي تحتضنها جبال الحجر وتلامسها مياه بحر عُمان، وعلى تلك السواحل الطويلة المطلة على المحيط الهندي، نشأت عُمان ككيان سياسي واجتماعي مستقل له خصوصيته الفريدة، وهي إحدى التجارب السياسية الضاربة في عمق التاريخ، فبينما كانت أجزاء واسعة من شبه الجزيرة العربية -قبل الإسلام- تدار بنظام القبائل، كانت عمان مملكة مستقلة يديرها ملوك أكارم من بني الجلندى.

ومع بدايات القرن الثاني الهجري، كانت عُمان على موعد لمرحلة تاريخية مفصلية، فبعد أن تلقت الدولة الأموي ضربات متتالية من بني العباس وبدأت تترنح أمام ذلكم السيل الجارف القادم من خراسان يقوده أتباع بني العباس وأعوانهم، وحين بدأت هذه الدولة في التهاوي، انعكس هذا الوضع على عُمان، فتراكمت عوامل الاضطراب السياسي والتنازع بين الولاءات القبلية، وتقلص النفوذ الأموي، وتنامت الحاجة لنظام سياسي يعبّر عن إرادة الناس، وينبع من اختيارهم، كما أن النفوس اشرأبت للعودة إلى الاستقلال وتاقت أرواح العمانيين لحكم بلادهم بأنفسهم لا بيد خارجية مهما كانت هذه اليد، في هذا السياق ظهر اسم الجلندى بن مسعود، ليكون أول إمام يُنتخب في عمان وفق النظام الإباضي، مؤسساً بذلك أول تجربة إمامية في عُمان وثاني تجربة على مستوى شبه الجزيرة العربية.

من هو الجلندى بن مسعود؟

لم تكن شخصية الجلندى بن مسعود شخصية مجهولة النسب أو غريبة على عُمان، فقد كان أجداده جيفر وعبد ابني الجلندى ملوك عمان منذ أمد بعيد، وتوارثت هذه الأسرة الحكم إلى حين تمكن بنو أمية من البلاد حين أقدم الوالي العراقي -الحجاج بن يوسف الثقفي- السيطرة على عُمان، لم يرشح الجلندى بن مسعود للحكم لكونه فقط أحد أبناء ملوك عُمان، بل لأنه كان يمتلك أدوات الحكم وخبرته، فقد كان من أبرز قادة إمامة طالب الحق الكندي باليمن، فاكتسب خبرة في كيفية إدارة الدول وتأسيسها، ليس هذا فحسب وإنما عرف عنه العلم إذ كان أحد تلاميذ الإمام أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة التميمي في بصرة العراق، وبهذا فقد اجتمع في شخصيته النسب الشريف، والمكانة الاجتماعية، والعلم، والورع، والسمعة الطيبة، وهي الصفات التي جعلت منه مؤهلاً لتحمل أعباء الإمامة.

السياق السياسي والديني: ما قبل الإمامة

لم تكن للأمويين شعبية حقيقية بين أهل عُمان، وخصوصا من أتباع المذهب الإباضي الذين كانوا ينظرون إلى الدولة الأموية على أنها ظالمة ومنحرفة عن المنهج القويم في الحكم، ذلكم المنهج الذي سار عليه النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين من بعده، وكانت البلاد تعاني من اضطرابات متعددة، أهمها:

- غياب العدل والمساواة في إدارة الدولة.

- قمع الحريات الفكرية والسياسية.

- التدخل الخارجي من قبل ولاتها الذين تعاقبوا على إدراة عمان طيلة تلك الفترة.

- تنامي الفكر الإباضي الذي كان يدعو إلى إقامة حكم الشورى والعدل.

في ظل هذه العوامل، بدأت زعامات الفكر الإباضي في البصرة تنظر إلى عُمان أنها المكان الأنسب لتجربة أخرى للإمامة بعد أن سقطت تجربتهم الأولى في اليمن والحجاز، كما أن هذا التوجه قابله توجه آخر من أهل الحل والعقد في عُمان من العلماء والوجهاء للتفكير في إقامة إمامة مستقلة تقوم على الاختيار الحر والبيعة العامة، وكل هذه الظروف والأسباب أفرزت لنا مشروع «الإمامة الأولى» في التاريخ العماني.

البيعة التاريخية: انتخاب الإمام الجلندى

في ليلة الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر عام 132هـ وقيل في نصف جمادى الأخرة جرت بيعة الجلندى بن مسعود، بعد أن اجتمع علماء عُمان وأعيانها في مجلس تشاوري، وطرحوا أسماء مرشحة للإمامة، فوقع الاختيار بالإجماع على الجلندى بن مسعود. ويذكر لنا التاريخ أسماء لامعة عاصرت هذه الإمامة ولا نشك أنها كانت ضمن تلك الثلة التي أجمعت على هذه البيعة من بينهم موسى بن أبي جابر الإزكوي، وهلال بن عطية، ويحيى بن نجيح، وبشير بن المنذر النزواني، ومنير بن النير الجعلاني، والتاجر العماني المشهور أبو عبيدة عبدالله بن القاسم، وهؤلاء يعرفون في أبجديات التاريخ العماني بحملة العلم إلى عُمان، كانت هذه البيعة قائمة على شروط واضحة ومحددة، أبرزها:

- الالتزام بالكتاب والسنة.

- العمل بالشورى.

- تطبيق العدل.

- محاربة الفساد والظلم.

ومنذ اللحظة الأولى لتوليه الإمامة، بدأ الإمام الجلندى في ترسيخ مفهوم الدولة القائمة على الشريعة والعدل والمساواة، متميزاً عن النموذج الملكي الوراثي الذي مثّلته الدولة الأموية.

أولى المهام: تثبيت الاستقلال

السياسي وتنظيم الدولة

صحيح أن التاريخ لم يسعفنا بتفاصيل الجهود الأولى التي بذلها الجلندى بن مسعود لتطهير كل البلاد من ولاة بني أمية ومريديها، ولكن يكفي أن نعرف أن ذلك لم يكلف الإمامة الجديدة جهدا كبيرا وذلك لسببين اثنين داخلي وخارجي أما الداخلي فتمثل في كره العمانيين لحكم خارجي لبلادهم، وأما الخارجي فلأن الدولة الأموية حينها كانت تتهاوى تحت ضربات بني العباس وسيطرتهم القوية على المشهد السياسي الذي قابله تفكك في عضد الدولة الأموية وصراع دموي بين أبناء البيت الحاكم، كل هذه الأمور سهلت على الإمام ملك عُمان دون إراقة الدماء وسفك الأرواح، وبهذا انطلقت الإمامة وبدأت تدير دفة الحكم وشؤون البلاد، على فكر جديد ومنهج مختلف عما عهده العمانيون من قبل ولاة بني أمية.

ثم شرع الإمام في تنظيم البلاد، وتعيين الولاة والقضاة، وتشكيل نظام إداري مستقر يكون فيه الإمام مسؤولا أمام الأمة وليس العكس، ووزعت المسؤوليات بحسب الكفاءة والعدل، وليس المحاباة أو العصبية القبلية، وهو ما منح الحكومة الجديدة مصداقية واسعة، وقد وصف العلامة منير بن النير الصفات التي اتسم بها الولاة وأصحاب المناصب في دولة الجلندى بقوله: «لا يولون أمرهم ولا يبعثون في حوائجهم ولا يستعملون... إلا أهل الثقة والعلم والفهم والورع والتحرج، المعرفون بالفضل الموصوفون بالخير».

وفي مقابل هذا وللحفاظ على مقدرات الدولة وحدودها؛ فقد أسس الإمام جيشا قادرا على مقارعة الأعداء وصد أي محاولة للعبث بنظام الدولة ومكتسباتها، فأسس ما يطلق عليه بجيش الشراة الذين نظمهم تنظيما دينيا وعسكريا: «وعلى كل مائتين من الشراة إلى ثلاثمائة إلى أربعمائة قائد من أهل الفضل والحجا والبصيرة والثقة...، وعلى كل عشرة من أصحابه مؤدب من أهل الفقه يعلمهم الدين ويؤدبهم على المعروف ويسددهم عن الزيغ ويقيمهم على الطريقة...»، فتشكل جيش لا هم له إلا التضحية بالأرواح رخيصة في سبيل الوطن : «وكان المرء منهم يرزق في الشهر سبعة دراهم في غلاء من السعر، فيصبر على القوت اليسير رغبة في الأخرة والثواب من عند الله».

العدالة الاجتماعية والتنمية

من أبرز ما سجل التاريخ عن الجلندى بن مسعود في فترة حكمه القصيرة أنه أولى العدالة الاجتماعية عناية خاصة، ولم يحابِ أحدا على أحد؛ فيذكر لنا التاريخ قصة خيانة وقعت في عهده من قبل جعفر بن سعيد الجلنداني وابنيه النظر وزائدة، وهم أبناء عمومة الإمام الذين تواصلوا مع الدولة العباسية؛ للقضاء على هذه الإمامة الجديدة، فما كان من الإمام إلا أن شكل محكمة للبت فيهم، فحكمت المحكمة بإعدامهم، فلما نفذ الحكم دمعت عينا الإمام، فاستنكر عليه العلماء هذا الأمر وقالوا له: «أعصبية يا جلندى؟ فقال: لا، ولكنها الرحمة»، فطلبوا منه الاعتزال، فلم يأبه الإمام بذلك، وسلمهم خاتم الإمامة والقلنسوة. ولما رأوا جدية الأمر وأن الإمام لم يتشبث بالحكم رأوا أنهم لن يجدوا بديلا ونظيرا له، فأعادوه إلى الإمامة، وسلموا له الأمور.

ومن عدله أيضا أنه لم يكن يأخذ الزكاة ممن يرى صعوبة حمايتهم وتوفير الأمن لهم، وخاصة أولئك الذين كانوا يجبون البحر في فترة لم تكن عمان بعد قد وضعت أسطولها البحري الذي تحمي به مياهها، وترهب به أعداءها.

ولقد أولى الإمام أيضا اهتماما منقطع النظير بتفاصيل الحياة اليومية في المجتمع العماني؛ فأمر «بإدناء الجلابيب على النساء، ورفع الخُمُر فوق الأذقان، وستر النواصي وسائر الزينة إلا الوجه والبنان»، و«نهى النساء عن الجلوس في السكك والخروج في يوم المطر والريح العاصفة...» كما «أمر الرجال برفع ذيولهم، وتقصير أشعارهم إذا أسبغت على العواتق، وأنكر على أهل القبلة أن يتشبهوا بزي أهل الإسلام، ونهى الرجال أن يبدوا ما فوق الركب...».

التحديات الخارجية

كان العباسيون يرفضون فكرة الإمامة الإباضية؛ لأنها تقوم على الشورى والاختيار، وهو ما يهدد شرعيتهم الوراثية. لذلك سعى الخليفة العباسي أبو العباس السفاح، ثم أبو جعفر المنصور إلى إرسال الحملات العسكرية إلى عُمان لإسقاط الإمامة، فوصلت جيوش بني العباس بقيادة خازم بن خزيمة ملاحقا لجيش الخوارج الصفرية بقيادة شبيان بن عبدالعزيز اليشكري الذي لاذ بعمان فرارا من هذه الملاحقة.

ولنبقَ أولا مع جيش الخوارج؛ فعندما علم عنه الإمام أمر قائده هلال بن عطية أن يتصدى له، وفعلا توجه نحو جلفار، والتقى الجيشان، وتمكن العمانيون من دحر جيش الخوارج وقتل زعيمهم، وما هي سوى لحظات حتى وصلت جيوش العباسيين الذين وجدوها فرصة سانحة للسيطرة على عُمان بعد هذه المعركة الشرسة التي تخلص فيها العمانيون من شر الخوارج، وقضوا عليهم، ولكنهم خرجوا منهكين من القتال.

خرج الإمام معززا جيوشه المرابطة في جلفار، وبدأت المراسلات بين خازم بن خزيمة والإمام. خازم يطلب أن يعطى خاتم شيبان وسيفه؛ حتى يأخذه لخليفته؛ ليدلل به على إنجاز مهمته، وهو الأمر الذي يرفضه الفكر الجديد ومنهج الإمامة المبني على الشرع؛ لأن تلك الأشياء هي ملك لورثة شيبان مهما كان الأمر، وإن كان شيبان عدوا وغاز، ولكن الحق أحق أن يتبع، هكذا نظرة الإمامة الجديدة إلى هذه الأمور.

معركة حاسمة:

استشهاد الإمام الجلندى

وفي عام 143هـ خاض الإمام الجلندى تلك المعركة الشرسة مع القوات العباسية في مدينة جلفار، وقاتل ببسالة في مواجهة جيش أقوى منه عددا وعتادا.

انتهت المعركة باستشهاد الإمام الجلندى بن مسعود مع عدد كبير من أتباعه، وسقطت الإمامة مؤقتا، لكن إرثه لم يسقط. بل ظلت ذكراه حيّة في الضمير العماني، وظلت الإمامة الإباضية تتجدد لاحقا في عصور متعددة، أبرزها إمامة الوارث بن كعب، والإمام الخليل بن شاذان، ثم لاحقا الدولة اليعربية والبوسعيدية.

أثر الإمام الجلندى في التاريخ العماني

رغم أن فترة حكم الإمام الجلندى لم تزد عن سنتين تقريبا، إلا أن تأثيره في التاريخ العماني عميق وجذري. فقد أسس لمبدأ «الشورى» و«البيعة العامة» و«الرقابة على الحاكم»، وكلها مفاهيم تبلورت لاحقا في الفكر السياسي العماني.

وقد جسّد نموذج الدولة الدينية العادلة التي يحكم فيها الإمام لا بالبطش والقوة، بل بالرضا والاختيار، وأعاد تعريف العلاقة بين الحاكم والمحكوم في مجتمع عربي إسلامي كان لا يزال يتلمّس طريقه بعد العهد الراشدي.

خاتمة: رجل الدولة والفكرة

لقد كان الإمام الجلندى بن مسعود رمزا لفكرة، ولبنة أولى في مشروع تاريخي-سياسي امتد لأكثر من ألف عام في عمان؛ فمن خلاله تأسست أول دولة عمانية تعتمد على «الشورى»، وتستمد شرعيتها من الأمة، لا من سيوف السلاطين أو نسب الخلفاء. وقد دفع الإمام الجلندى حياته ثمناً لمبادئه، لكنه نحت اسمه في صخر التاريخ العماني، ليظل نموذجا يُحتذى في القيادة الراشدة والعدالة والحكم المسؤول.

د. ناصر بن علي الندابي أستاذ التاريخ المساعد بجامعة الشرقية

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: التاریخ العمانی الدولة الأمویة بنی العباس على ع مان

إقرأ أيضاً:

خبراء: الأغذية فائقة المعالجة تشكل خطرا على الصحة العامة في العالم

أفادت سلسلة جديدة من الأوراق البحثية التي كتبها 43 خبيرا عالميا في دورية لانسيت الطبية بأن الأغذية فائقة المعالجة تشكل تهديدا كبيرا للصحة العامة يجب التصدي له على وجه السرعة.

ويذهب العلماء، بمن فيهم البرازيلي كارلوس مونتيرو الذي صاغ المصطلح مع زملائه قبل نحو 15 عاما، إلى أن الأغذية فائقة المعالجة أصبحت الآن شائعة على نحو متزايد في جميع أنحاء العالم وترتبط بتدهور جودة النظام الغذائي وعدد من الأمراض، من السمنة إلى السرطان.

وقال مونتيرو، الأستاذ في جامعة ساو باولو، في إحاطة إعلامية عبر الإنترنت أمس الثلاثاء "يتعلق الأمر بالأدلة التي لدينا اليوم عن… الأطعمة فائقة المعالجة وصحة الإنسان… فما نعرفه الآن يبرر اتخاذ إجراء عام عالمي".

والأغذية فائقة المعالجة هي فئة من الأطعمة أو المشروبات المصنوعة باستخدام تقنيات المعالجة والمواد المضافة والمكونات الصناعية، وتحتوي في الغالب على القليل من الأطعمة الكاملة. ومن الأمثلة على ذلك المشروبات الغازية أو الشعيرية سريعة التحضير (نودلز).

وعلى الرغم من استخدام مصطلح الأغذية فائقة المعالجة على نطاق واسع في السنوات القليلة الماضية، فإن علماء وقائمين على صناعة الأغذية يقولون إن المصطلح بسيط للغاية وإن المعركة أصبحت مسيسة على نحو متزايد.

ويقر معدو الأوراق البحثية بالانتقادات في دورية لانسيت الطبية، قائلين إن هناك حاجة إلى مزيد من الأدلة، لا سيما عن سبب وكيفية تسبب الأغذية فائقة المعالجة في اعتلال الصحة، وكذلك عن المنتجات ذات القيم الغذائية المختلفة ضمن هذه الفئة. لكنهم يقولون إن الإشارة قوية بالفعل بما فيه الكفاية للحكومات لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

وفي مراجعة منهجية لما مجموعه 104 دراسات طويلة الأمد أُجريت من أجل هذه السلسلة، أفادت 92 دراسة بوجود مخاطر أكبر مرتبطة بمرض مزمن واحد أو أكثر له صلة بالأنماط الغذائية المتعلقة بالأغذية فائقة المعالجة، وبأن هناك صلات كبيرة باثنتي عشرة حالة صحية منها
داء السكري من النوع الثاني والسمنة والاكتئاب.

إعلان

مقالات مشابهة

  • خبراء: الأغذية فائقة المعالجة تشكل خطرا على الصحة العامة في العالم
  • تشكل دولة المؤسّسات في سلطنة عُمان ودورها في مسار التّقدّم
  • من العرف إلى الدولة: «التدرج التاريخي لبناء السلطة في عُمان حتى قيام الدولة البوسعيدية»
  • غرفة قطر تشكل لجنة فرعية لمكاتب السفر والسياحة
  • الوطني للأرصاد: فرصة تشكل الضباب وتدني مدى الرؤية الأفقية
  • الدولة البوسعيدية.. من مجد التاريخ المتألق إلى عهد النهوض المُتجدد
  • من الإمام إلى السلطان
  • كيف بدأت الدولة البوسعيدية العظيمة؟!
  • بدء أعمال الجلسة التشاورية الأولى لإعداد خطة العمل الوطنية لحقوق الإنسان