ما الذي يبحث عنه جمهور المعارض في المشاركات العمانية؟
تاريخ النشر: 16th, November 2025 GMT
استطلاع - فيصل بن سعيد العلوي -
تشارك المؤسسات العمانية في المعارض العربية والدولية بحضور متنوع يعكس ما تمثله كل جهة من إنتاج ثقافي ومعرفي، ويمنح الجمهور فرصة للتعرف على نماذج من العمل الثقافي الذي يخرج من سلطنة عمان. ومع تعدد هذه المشاركات واختلاف طبيعة الأجنحة، تتشكل أمام الزائر مجموعة من الخيارات التي تحفز على القراءة والاقتناء والاستفسار، الأمر الذي يثير تساؤلًا مهمًا لدى المتابعين وصنّاع المحتوى الثقافي على حد سواء: ما الذي يبحث عنه الزائر حين يتوقف أمام دور النشر والأجنحة العمانية؟ وما نوعية الاهتمام الذي يبرز لدى الزوار في مثل هذه الفعاليات؟ وانطلاقًا من هذا السؤال سألنا عددًا من الأجنحة العمانية المشاركة في معرض الشارقة الدولي للكتاب، وأجرينا حوارات قصيرة مع ممثليها لمعرفة طبيعة ما يطلبه الزائر وما يشدّ انتباهه عند تفاعله مع الجناح.
في هذا الاستطلاع تنقل "عُمان" آراء تلك الجهات بهدف رسم ملامح عامة لاهتمامات الزوار، وفتح نافذة على كيفية تفاعل الجمهور مع حضور عُمان الثقافي في المعارض المختلفة.
بداية يقول ماجد بن سيف الرواحي ممثل وزارة الثقافة والرياضة والشباب في جناح الوزارة بمعرض الشارقة الدولي للكتاب: إن الجناح يشهد إقبالًا كبيرًا من مختلف الفئات، إلا أن الشريحة الأبرز التي تستهدف المعروضات هي فئة الباحثين والأكاديميين، الذين يقصدون الجناح وهم يحملون أسئلة معرفية واضحة ويركزون على الكتب التي تسهم في بناء تصور أوسع عن التاريخ العماني وحضارته.
ويشير "الرواحي" إلى أن أكثر الإصدارات طلبًا هي كتب التاريخ والجغرافيا والأنساب والمراجع التي تقدم سردًا علميًا موثقًا عن الهوية العمانية وتحولاتها، فهذه الكتب -كما يوضح- تمثل بالنسبة للباحث مادة أساسية لفهم العمق الحضاري الذي تتميز به سلطنة عمان، من امتدادها البحري إلى جذورها العريقة في الوطن العربي وشرق إفريقيا، وما تراكم عبر القرون من خبرات وعلاقات وروابط أساسية في تشكيل هويتها الحديثة، وكثير من الباحثين يعتمدون على هذه الإصدارات لتغذية مشاريعهم الأكاديمية والبحثية، سواء في موضوعات التاريخ السياسي، أو الجغرافيا الثقافية، أو الدراسات المتعلقة بالمجتمع العماني وتطوره.
ويضيف: إن الكتب الأدبية -خاصة الإصدارات القديمة منها أو الطبعات الأولى- يقصدها المهتمون بالتاريخ الأدبي العماني وبجذور الكتابة الشعرية والسردية في سلطنة عمان، كما يجذب هذا النوع من الكتب القراء الذين يبحثون عن النصوص التأسيسية التي ساهمت في تشكيل المشهد الثقافي العماني وتطوره عبر العقود.
ويرى ماجد الرواحي أن القاسم المشترك بين كل هذه الاهتمامات هو الرغبة في الاقتراب من الذاكرة العمانية، سواء عبر التاريخ والجغرافيا أو عبر الأدب والأنساب، مؤكدًا أن الوزارة تحرص على تقديم إصدارات نوعية توثق التجربة العمانية في مختلف جوانبها وتعزز حضورها في المعارض الإقليمية والدولية.
دراسات أثرية وتاريخية
من جانبه يقول علي بن حسن الذهلي ممثل جناح وزارة التراث والسياحة: إن الإقبال على جناح الوزارة يأتي في الأساس من الباحثين والمهتمين بالدراسات المتخصصة، إضافة إلى شريحة من الجمهور العام بهدف التعرف على التراث العماني والمواقع الأثرية والسياحية في سلطنة عمان. ويوضح أن إصدارات الوزارة وعددها خمسون إصدارًا، من بينها سبعة جديدة، تتوزع بين الكتب الثقافية، والدراسات الأثرية، والأدلة السياحية، والمعالم التاريخية، وكلها تسعى إلى تقديم صورة شاملة عن تاريخ عُمان وتراثها الطبيعي والحضاري.
ويشير إلى أن عددًا من زوار الجناح -خصوصًا من الأكاديميين وطلبة الدكتوراه والجهات الحكومية- يبحثون عن كتب محددة تتعلق بالآثار، أو العمارة التقليدية، أو الحرف والصناعات العمانية، وهو ما يجعل الإقبال على الإصدارات المتخصصة كبيرًا وثابتًا في كل معرض تشارك فيه الوزارة، سواء داخل سلطنة عمان أو خارجها، وهناك بعض الباحثين من دول عربية، ومنهم أساتذة جامعات، يبدون دهشتهم من شمولية الإصدارات ودقتها، ويعتبرونها مراجع ينبغي توافرها في مكتباتهم الأكاديمية.
ويؤكد "الذهلي" أن الجناح لا يستقطب الباحثين فقط بل يُعد أيضًا مساحة للترويج السياحي، إذ يقبل الزوار على الخرائط المطبوعة، والأدلة السياحية، والمنشورات التي تُعرّف بالولايات والمعالم والمواقع الطبيعية والتاريخية، وهذا التنوع يجعل الجناح يؤدي وظيفة مزدوجة: "وظيفة معرفية بحثية"، و"وظيفة ترويجية" تعرّف بالهوية السياحية للبلد.
ويشير إلى أن بعض الزوار يكتشفون لأول مرة وجود إصدارات متخصصة بالعربية والإنجليزية، وهو ما يوسّع دائرة الجمهور لتشمل المهتمين من مختلف الجنسيات، بمن فيهم المعنيون بأمر المتاحف في الدول التي تشارك الوزارة في معارضها والذين يتفاعلون عادة مع الكتب المتعلقة بالتاريخ الإقليمي.
ويرى "الذهلي" أن الاهتمام المتزايد بموضوعات الآثار والتاريخ والصناعات التقليدية يعكس رغبة حقيقية في فهم العمق الحضاري لسلطنة عمان، وأن وجود إصدارات مترجمة يساهم في نقل هذه المعرفة إلى جمهور أوسع.
ويختتم علي الذهلي بالتأكيد على أن تفاعل الزوار وارتفاع نسب الشراء في معظم المعارض يشكل حافزًا للمضي في تطوير الإصدارات وتعزيز حضور الجناح في الفعاليات الثقافية الإقليمية والدولية.
وثائق ومخطوطات
وإجابة على سؤال: ماذا يقبل "الزائر" على جناح هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية؟ يقول خالد بن يحيى المياحي: إن زوار جناح الهيئة في المعارض غالبًا ما يأتون وهم يعرفون تحديدًا ما يبحثون عنه، سواء كانوا طلبة أو باحثين أو أكاديميين أو مهتمين بالتاريخ العماني، فالزائر هنا ليس قارئًا عابرًا، بل شخص لديه سؤال واضح أو موضوع محدد يريد الوصول إليه، ولذلك فإن معظم الاستفسارات تكون دقيقة ومباشرة، وأن طبيعة اهتمام الزوار تختلف؛ فبعضهم يبحث عن معلومات بحثية، وبعضهم يتوقف عند الجوانب السياحية أو القصص العائلية المرتبطة بسلطنة عمان، بينما يأتي آخرون بدافع شخصي بحت. ويذكر مثالًا لطيّار أمريكي زار الجناح بحثًا عن كل ما يتعلق بتاريخ زنجبار؛ لأنه اكتشف أن جذور عائلته السياسية تعود إلى تلك الحقبة، مما يعكس مدى التنوع في اهتمامات الزوار والارتباطات التي تقودهم إلى الوثائق العمانية.
ويؤكد "المياحي" أن هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية تمتلك أنظمة تقنية متقدمة تُسهّل عملية البحث، من بينها محرك بحث خاص يعمل بطريقة مشابهة لمحركات البحث العالمية، ويتيح للباحث إدخال كلمات مفتاحية للوصول إلى الوثائق المطلوبة، مع ظهور رقم تسلسلي لكل وثيقة، ووجود ملفات تتراوح محتوياتها بين وثيقة واحدة وأكثر من أربعة آلاف وثيقة. وهذا -في رأيه- يجعل عملية البحث "رحلة استكشاف" داخل الذاكرة العمانية.
ويضيف: إن التواصل مع الهيئة لا يقتصر على المعارض، بل يتم أيضًا عبر الهاتف والموقع الإلكتروني والبريد المخصص للباحثين، حيث تصلهم استفسارات من داخل سلطنة عمان وخارجها، من دول خليجية وعربية وأجنبية، حول فترات زمنية محددة أو موضوعات بعينها، وهو ما يدل على اتساع دائرة المهتمين بالوثائق العمانية.
وفي ما يتعلق بالإصدارات المعروضة، يوضح أن جميع الكتب في الجناح هي إصدارات رسمية للهيئة، وأن جزءًا منها يشارك فيه باحثون عمانيون، بينما يصدر بعضها الآخر عن فرق بحثية داخل الهيئة نفسها، ويشير إلى أن العمل المؤسسي في الهيئة يشجع الموظفين على إنتاج الدراسات والبحوث، وهو ما أثمر إصدارات متخصصة نضجت عبر سنوات من العمل.
أما عن الإقبال، فيؤكد المياحي أن إصدارات هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية تحقق رواجًا ملحوظًا في كل معرض تشارك فيه، سواء من الجمهور العام أو من الباحثين الذين يتواصلون لاحقًا عبر البريد أو الهاتف لطلب نسخ إضافية أو استفسارات متقدمة.
مقتنيات العملات والطوابع
وحول مشاركة بريد عُمان لأول مرة في معرض الشارقة الدولي للكتاب يقول محسن الوهيبي ممثل جناح بريد عُمان: إن هذه المشاركة كشفت عن مساحة واسعة من الاهتمام المتخصص الذي تحظى به المقتنيات الثقافية المرتبطة بالهوية العمانية، وعلى رأسها العملات النقدية والتذكارية والطوابع بأنواعها. ويشير إلى أن الجناح استقطب فئتين رئيسيتين من الزوار: "فئة الهواة والجامعين" الذين يمتلكون معرفة دقيقة ويبحثون عن إصدارات معيّنة، وفئة أخرى تتعامل مع الطوابع والعملات من منظور ثقافي وسياحي، باعتبارها قطعًا تحمل حكايات وصورًا من الذاكرة الوطنية.
ويؤكد "الوهيبي" أن جزءًا من الزوار كان يقف طويلًا أمام المعروضات، لا بدافع الشراء فقط، بل بدافع التأمل والاكتشاف، إذ تشكّل الطوابع بالنسبة لهم سجلًا بصريًا يوثق المناسبات الوطنية والإنجازات الحضارية لمحافظات سلطنة عمان، أما المهتمون بالعملات النقدية والتذكارية فيركزون على جوانب التصميم والعناصر الفنية وقيمة الإصدار وندرته، الأمر الذي يجعل عملية الاختيار لديهم دقيقة ومتعمدة.
ويضيف: إن الإقبال فاق التوقعات منذ الساعات الأولى، وأن بعض الإصدارات نفدت رغم تجهيز كميات مناسبة للعرض، وهذا دليل على حاجة الجمهور إلى هذا النوع من المحتوى النادر وغير المتوفر عادة في المنصات التجارية التقليدية، ويشير إلى أن هذا التفاعل الكبير يبرز قدرة بريد عُمان على تقديم محتوى ثقافي يرتبط بالتراث الوطني، ويتجاوز دوره التقليدي في الخدمات البريدية.
ويرى ممثل جناح بريد عُمان في معرض الشارقة أن المعارض الدولية تمثل فرصة مهمة لتعريف الجمهور بأرشيف الطوابع والعملات في سلطنة عمان، وتعزيز حضورها في سوق المقتنيات الإقليمية، إضافة إلى استكشاف أسواق جديدة خارج الحدود، وأن النتائج الأولية للمشاركة تشجع على زيادة حجم المعروضات مستقبلًا، وابتكار مجموعات جديدة تستلهم تاريخ عُمان وشخصياتها وأماكنها.
ويختم محسن الوهيبي حديثه بالقول: تجربة المشاركة الأولى أظهرت أن المعارض منصة للتواصل مع جمهور متخصص، ولتعزيز القيمة الثقافية للطوابع والعملات، وبناء علاقة جديدة بين بريد عُمان ومجتمع الهواة والباحثين والمهتمين بالتراث البصري العماني.
محتوى تقني
وخارج السياق التقليدي في معارض الكتب يقدم جناح القرية الهندسية محتوى تقنيًا وهندسيًا مرتبطًا بكتب علمية تختص بالموضوع نفسه. يقول عبدالرحمن الحجي مدير المشاركات في المعارض الدولية للقرية الهندسية: إن طبيعة الزوار الذين يقصدون جناح القرية تختلف عن باقي الأجنحة العمانية، لأن الجناح نفسه يقوم على المحتوى التقني والهندسي والذكاء الاصطناعي، وليس على الكتب الأدبية أو الإصدارات البحثية التقليدية، ولذلك فإن الكثير من الزوار يأتون بدافع اكتشاف ما يمكن أن يقدمه هذا النوع من المحتوى لأبنائهم أو لأنفسهم، سواء على مستوى المهارات أو الاهتمام الشخصي.
ويشير "الحجي" إلى أن فئة من الزوار، وإن كانت قليلة نسبيًا، تأتي وهي تعرف تمامًا ما تبحث عنه، أما الغالبية فتصل بدافع الفضول، لتتعرّف على المنتجات التقنية التي قد تساعد أبناءهم على استثمار وقتهم في أنشطة مفيدة، أو على اكتشاف ميولهم الهندسية، وأن الكثير من أولياء الأمور يبدون رغبتهم في تنمية مواهب أبنائهم، خاصة ممن يُظهرون اهتمامًا بالحركة والتجريب والتركيب، وهي جوانب يجدونها حاضرة بوضوح في محتوى القرية الهندسية.
ويضيف "الحجي" أن جزءًا معتبرًا من الزوار يعودون للجناح عامًا بعد عام، خصوصًا من اقتنوا منتجات سابقة ولاحظوا أثرها في اهتمام أبنائهم بالمجال الهندسي أو بالتقنية، وهذا الارتباط المتنامي يعكس حاجة السوق العربية إلى محتوى تقني يقدم بطرق مبسطة وعملية للأطفال واليافعين.
ويشير كذلك إلى أن جميع المؤلفات والمنتجات التي يقدمها الجناح هي جهود عمانية خالصة، من الإعداد إلى التنفيذ، مع تاريخ يمتد إلى سنوات طويلة من العمل في المجال، حيث تعود بعض الإصدارات الأولى إلى عامي 2013 و2014. ويرى أن هذه الأصالة أسهمت في بناء ثقة واسعة لدى الجمهور العربي، إذ تلقى المنتجات اهتمامًا واضحًا من مدارس ومراكز علمية وأولياء أمور في مختلف الدول.
ويختتم الحجي بالإشارة إلى أن تغيّر طبيعة التعليم في بعض الدول يتجه في جزء كبير منه نحو اللغة الإنجليزية، وهو ما يدفعهم إلى التفكير في تطوير نسخ مترجمة أو محتوى موجه لجمهور أوسع، مؤكدًا أنهم سيسعون في المستقبل لحضور متعدد اللغات للوصول إلى شرائح جديدة من القرّاء والمهتمين.
حضور أوسع
من جانبه يقول عوض الشكيلي مدير دار بين السطور العمانية: إن زوار الأجنحة العمانية في المعارض الدولية تتوزع اهتماماتهم حسب الفئات العمرية؛ فالمراهقون والشباب ينجذبون غالبًا إلى الروايات الحديثة، ولا سيما أعمال الرعب والجريمة لما تحمله من تشويق وسرعة في الأحداث، أما الفئات الأكبر سنًا فميلهم واضح نحو الكتب التاريخية والدراسات المتعلقة بسلطنة عمان، سواء في التاريخ السياسي أو الاجتماعي أو التراثي.
ويشير إلى أن الأجنحة العمانية -رغم قلتها في بعض المعارض سابقًا- أصبحت اليوم تقدّم حضورًا أوسع، مما ساعد الجمهور على اكتشاف الإصدارات العمانية، خاصة الكتب التي تتناول مفاصل تاريخية حساسة.
ويؤكد الشكيلي أن جزءًا كبيرًا من قرار الشراء يعتمد على قدرة الجناح على شرح الكتاب للقارئ، خصوصًا في معرض الشارقة؛ حيث يحرص الجمهور على السؤال والاستفسار قبل اتخاذ قرار الشراء، لذلك يرى أن على دور النشر العمانية أن تقدّم عرضًا واضحًا للكتب، لأن كثيرًا من الزوار لا يعرفون الإصدارات العمانية إلا من خلال الشرح المباشر، باستثناء الكتب القديمة التي أصبحت معروفة لقرّائها التقليديين.
ويرى عوض الشكيلي أن حضور الكاتب العماني بدأ يتسع عربيًا، وأن روايات بعض الكتّاب أصبحت تحجز مكانًا في القوائم الطويلة والقصيرة للجوائز العربية، مما يلفت الانتباه الإقليمي إلى الإصدارات العمانية ويزيد الطلب عليها داخل الأجنحة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی معرض الشارقة فی المعارض سلطنة عمان من الزوار المعارض ا اهتمام ا أن جزء ا وهو ما
إقرأ أيضاً:
كتائب القسام وسرايا القدس تسلمان جثة أسير إسرائيلي في غزة
الثورة نت/..
سلمت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وسرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي، مساء اليوم الخميس، جثة أسير إسرائيلي في قطاع غزة.
وأعلن جيش العدو أن الصليب الأحمر تسلم جثة أسير وجرى نقلها إلى قواته داخل القطاع.
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت القسام وسرايا القدس أنهما ستسلمان مساءً جثة أسير إسرائيلي استخرج من القطاع في إطار صفقة طوفان الأقصى لتبادل الأسرى.