لماذا تحذّر محافظة ذي قار من معدلات مرتفعة في إصابات السرطان؟
تاريخ النشر: 21st, November 2025 GMT
بغداد – تتأرجح الصورة الصحية في محافظة ذي قار جنوبي العراق بين مواقف رسمية في بغداد تُطمئن المواطنين بشأن الأوضاع الصحية، وأصوات محلية تدق ناقوس الخطر في ظل معطيات مقلقة تشير إلى تصاعد معدلات الإصابة بالأمراض السرطانية والفشل الكلوي.
وتجسّدت الأزمة في شهادات قاسية لسكان محليين، قالوا إنهم يعانون أوضاعا صحية صعبة للغاية أفقدتهم حياتهم وباتت تقلقهم وتتهدد وجودهم في المنطقة.
يصف أبو حيدر الأزيرجاوي، وهو من أهالي قضاء الرفاعي في المنطقة، مدينة ذي قار بأنها "منكوبة بالكامل"، وقال إنهم يعانون من غازات منبعثة تسببت في حالات سرطانية كثيرة بين العوائل، مضيفا أن المنطقة تظللها "سحابة من الغيوم السامّة"، مما يسبب الاختناق للمواطنين.
أما "أبو علاء" من المنطقة نفسها، فعبّر عن مأساته للجزيرة نت قائلا إنه فقد والدته وأخته بسبب الغازات السامة المنبعثة من شركات الغاز القريبة من سكنهم، متسائلا "من المسؤول؟ ومن سيعوضنا؟"، مطالبا الحكومة والجهات المعنية باتخاذ إجراءات لإبعاد هذه الشركات من مناطق سكن المواطنين.
في حين أكدت السيدة "أم رقية" أنهم يعيشون مأساة حقيقية، وأشارت خلال حديثها للجزيرة نت إلى "انتشار مرض السرطان بشكل مرعب ومخيف" دون تدخل حكومي.
ودعت وزارة الصحة للالتفات إلى أهالي المنطقة للحد من الإصابات، وإيجاد حلول لتأثيرات أبراج الاتصالات والشركات النفطية وتلوث المياه والمبيدات الزراعية.
ويشكل التباين في المواقف أزمة ثقة، لاسيما بعد الكشف عن حصيلة تراكمية تتجاوز 10 آلاف إصابة بالأمراض السرطانية تم تسجيلها بمركز الأورام في مستشفى "الحبوبي التعليمي" في المحافظة منذ 2010، بحسب رئيس لجنة الصحة في مجلس محافظة ذي قار الدكتور أحمد غني الخفاجي.
إعلانوبلغ عدد سكان محافظة ذي قار جنوبي البلاد حوالي 2.5 مليون نسمة، وفقا لآخر إحصاء سكاني أُجري في أواخر عام 2024.
وأشار الخفاجي، في حديث للجزيرة نت، إلى وجود ارتفاع ملحوظ في معدلات الإصابة بالأمراض السرطانية والتشوّهات الخلقية بالمحافظة، مؤكدا أن هذا ليس عشوائيا، بل يلاحظ بشكل خاص في المناطق المتاخمة لعمليات استخراج النفط.
وأوضح أن المناطق القريبة من إنتاج النفط شهدت ازديادا في عدد الإصابات، إضافة إلى ظهور طفرات جينية وتشوّهات خلقية لدى المواليد الجدد، وعزا ذلك إلى "عدم التعامل الصحيح مع إنتاج النفط، ولعدم معالجة المخلّفات بالشكل المطلوب، مما أدى إلى تلوث بيئي في هذه المناطق، وسبّب هذه الطفرات الوراثية والإصابات السرطانية".
ولم تقتصر الأزمة على التلوث النفطي، بل تحدث الخفاجي عن أزمة تلوث المياه، مبينا أن العديد من المحافظات الواقعة شمال ذي قار "ترمي مخلّفاتها خاصة في المياه الثقيلة ومجاري الأنهر دون معالجة".
وشدد على خطورة ذلك في ذي قار التي تُعد منطقة مصب، حيث تُستخدم هذه المياه للزراعة والشرب والاستخدامات المنزلية، مما يؤثر على صحة السكان.
وعلى صعيد متصل، يُمثّل تلوث الهواء مصدر قلق آخر ينتج عن سببين رئيسيين:
التلوث الحاصل والروائح الموجودة في الهواء نتيجة إنتاج النفط في حقول الإنتاج. ونتيجة "الحرق غير المنتظم للنفايات في مناطق الطمر".وأوضح الخفاجي أن الغازات المنبعثة من هذه الحرائق تحتوي على مواد سامّة أحدثت إصابات سرطانية لدى السكان القريبين من تلك المناطق، مؤكدا أن الحكومة المحلية "جادة في اتخاذ إجراءات وقائية".
وكشف عن خطوة عملية لمعالجة جميع محطات ضخ المياه الثقيلة، وتحويل مجاريها إلى قنوات تصريف بعيدا عن نهري دجلة والفرات لمعالجة المياه قبل أن تصل إليهما، رغم وجود محطات محدودة لا تزال ترمي مخلفاتها في النهرين.
في المقابل، نفى المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة العراقية الدكتور سيف البدر الأنباء التي تحدّثت عن وجود تزايد "غير طبيعي" في حالات الإصابة بالأمراض السرطانية بمحافظة ذي قار.
وقال سيف البدر للجزيرة نت إن عدد الحالات السرطانية المسجلة في العراق تتراوح بين 30 و40 ألف حالة، الأمر الذي "يتماشى مع المعدلات العالمية"، بل إن "نسب الإصابات أقل من معدلات حدوثها لدى بعض دول الجوار".
وأكد أن نسب تسجيل الحالات "تتماشى مع أعداد السكان وتوزيعها حسب الكثافات السكانية بين المحافظات بشكل عام، ولا توجد محافظة أكثر من أخرى لأسباب خاصة دون غيرها"، نافيا وجود "زيادة معنوية إحصائية لمسبب معين" في ذي قار أو غيرها، مؤكدا أن ما أشيع عن ارتفاع الحالات "كلام غير دقيق علميا وغير صحيح".
وفي تعارض تام مع الموقف الحكومي، حذّر رئيس "مرصد العراق الأخضر" عمر عبد اللطيف من كارثة وشيكة، متوقعا أن يتم تسجيل ذي قار خلال العامين المقبلين كـ"محافظة منكوبة" بسبب التحديات البيئية الجسيمة المتمثلة في قلة المياه والجفاف والتطرف المناخي وانتشار الأمراض.
إعلانوأكد عبد اللطيف للجزيرة نت أن المصدر الأساسي لانتشار الغازات السامّة يكمن في وجود الشركات النفطية والمعامل.
كما أفاد بأن التلوث المائي والروائح الكريهة يعودان إلى كون ذي قار المحافظة الأولى المتضررة من التغير المناخي والنفايات، وتفاقمت الأزمة بسبب قلة منسوب المياه، مما أدى إلى تركز كبير للمواد السامّة والأملاح فيها والتسبب في انتشار الأمراض.
وأشار عبد اللطيف إلى أن الإحصائيات المسجلة لحالات الإصابة بالسرطان في ذي قار "مرعبة جدا وفي تصاعد مستمر"، لافتا إلى أن نسبة الإصابات ارتفعت 4% عن الأعداد الطبيعية لكل محافظة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات بالأمراض السرطانیة محافظة ذی قار للجزیرة نت فی ذی قار
إقرأ أيضاً:
طقس اليوم: حرارة مرتفعة على السواحل… وبرودة شديدة بالمرتفعات والجزر
انضم إلى قناتنا على واتساب
شمسان بوست / خاص:
توقّع مركز التنبؤات الجوية والإنذار المبكر، اليوم الثلاثاء، أن يسود طقس صحو إلى غائم جزئياً في المناطق الساحلية، مع أجواء حارة نهاراً ومعتدلة ليلاً، مصحوبة بارتفاع الرطوبة واحتمال هطول أمطار متفرقة على السواحل الجنوبية والجنوبية الغربية وأرخبيل سقطرى. كما تنشط الرياح على سواحل أرخبيل سقطرى والسواحل الجنوبية الغربية وجزيرة ميّون وباب المندب والمناطق القريبة منها.
وفي المرتفعات الجبلية، سيكون الطقس جافاً ومعتدلاً نهاراً، شديد البرودة ليلاً والصباح الباكر، مع ظهور غيوم جزئية وتشكل محتمل للضباب وهطول أمطار متفرقة على أجزاء محدودة من المرتفعات الغربية.
أما المناطق الصحراوية والهضبية، فستشهد طقساً صحواً إلى غائم جزئياً، حاراً نهاراً وبارداً إلى شديد البرودة ليلاً، مع رياح معتدلة.
وتوقع المركز أن تكون درجات الحرارة العظمى والصغرى في المناطق الساحلية: عدن 31/25، المكلا 30/23، الحديدة 32/25، سقطرى 31/21، المخا 32/24، الغيضة 30/21، زنجبار 32/23، ولحج 32/22.
وفي المناطق الصحراوية والهضبية: سيئون 29/13، مأرب 28/13، عتق 29/16، بيحان 27/13.
أما في المرتفعات الجبلية: صنعاء 25/04، تعز 26/13، ذمار 23/03، الضالع 24/08، إب 26/11، البيضاء 23/03.
وحذّر المركز المواطنين، خصوصاً كبار السن والأطفال في المناطق الجبلية والصحراوية، من انخفاض درجات الحرارة ليلاً، داعياً المزارعين ومربي المواشي والنحالين لاتخاذ التدابير اللازمة لحماية أنفسهم وممتلكاتهم.
وفي النشرة البحرية، توقع المركز أن تكون حالة البحر خفيفة الموج في سواحل حضرموت وشبوة، وخفيفة إلى معتدلة الموج في سواحل المهرة وأبين وعدن وباب المندب والسواحل الغربية، ومعتدلة الموج في أرخبيل سقطرى. أما مياهنا الإقليمية فستشهد خفيفة الموج في خليج عدن، معتدلة في بحر العرب، ومعتدلة إلى مضطربة في البحر الأحمر.
كما حذّر المركز الصيادين ومرتادي البحر في المناطق المذكورة من اضطراب البحر وضرورة توخي الحيطة والحذر.