عادات بسيطة في الثلاثينيات تحمي صحتك حتى السبعينيات
تاريخ النشر: 21st, November 2025 GMT
كشفت دراسات حديثة أن هناك بعض التغييرات البسيطة في نمط الحياة خلال الثلاثينيات يمكن أن يكون لها تأثير كبير على الصحة والقدرة البدنية في سن السبعين وما بعدها، بداية من المشي السريع يومياً لمدة 15 دقيقة إلى الحفاظ على نوم منتظم، يمكن للأشخاص إبطاء بعض مظاهر الشيخوخة وتحسين جودة حياتهم مع تقدم العمر.
وبحسب شبكة الـ" بي بي سي" قال رئيس معهد "باك" لأبحاث الشيخوخة في كاليفورنيا إيريك فيردان، إن "معظم الناس يمكنهم توقع العيش بصحة جيدة حتى سن 90 أو 95 إذا اعتنوا بأسلوب حياتهم"، مضيفاً أن هذه النتائج تختلف عن النمط الشائع الذي يعيش فيه الكثيرون بصحة جيدة حتى منتصف الستينيات قبل أن تظهر مشكلات صحية مرتبطة بالشيخوخة.
وأكد الباحثون أن الثلاثينيات تعد مرحلة محورية، إذ تبدأ خلالها تغييرات في الكتلة العضلية وكثافة العظام وتنظيم الأيض، ما يجعلها فرصة لتبني سلوكيات صحية طويلة الأمد، ويشير جواو باسوس، أستاذ الفسيولوجيا في مركز "كوغود" لأبحاث الشيخوخة في "مايو كلينك"، إلى أن التركيز على تحسين اللياقة البدنية في هذه المرحلة يعزز القدرة على التحمل والاستقلالية في السنوات اللاحقة.
وأوضحت الدراسات أن الرياضيين المخضرمين الذين يستمرون في ممارسة الرياضة حتى الستينيات يظهرون تحسناً واضحاً في وظائف القلب والأوعية الدموية، وقوة العضلات، مقارنة بمن لم يحافظوا على نشاطهم البدني. ويشير بول مورغان، من جامعة مانشستر متروبوليتان، إلى أن هذه الممارسة تمنحهم "احتياطياً إضافياً يعمل كحاجز وقائي خلال مراحل العمر المتوسطة".
ولا تقتصر الفوائد على اللياقة البدنية، بل تشمل الدماغ أيضاً، فالحفاظ على صحة الفم، الحد من التدخين، وتنظيم النظام الغذائي يقلل من الالتهابات المزمنة المرتبطة بالتدهور الإدراكي. ويشير فيردان إلى أن انتظام النوم والمواعيد اليومية للنوم والاستيقاظ يساعدان الجسم على إصلاح الخلايا وتقليل مخاطر فقدان الذاكرة والخرف.
كما أكدت الأبحاث على أهمية التغذية الصحية، بما في ذلك تناول المزيد من الخضراوات والفواكه الغنية بالكاروتينات، وتقليل استهلاك الأطعمة المعالجة والكحول، وممارسة التمارين الرياضية المعتدلة، حتى لفترات قصيرة يومياً. فحتى خمس دقائق من النشاط البدني القوي يمكن أن يبطئ بعض جوانب الشيخوخة البيولوجية.
ويخلص الخبراء في بي بي سي إلى أن اتخاذ خطوات صحية بسيطة في الثلاثينيات، من الرياضة إلى النوم المنتظم والتغذية المتوازنة، يمكن أن يشكل مساراً إيجابياً للشيخوخة، يحافظ على الصحة الجسدية والقدرة الذهنية، ويزيد من الاستقلالية والنشاط في العقد الثامن من العمر وما بعده.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة طب وصحة طب وصحة صحية صحية المزيد في صحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة سياسة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إلى أن
إقرأ أيضاً:
هل يمكن أن تستمر أوروبا المُجَزَّأة في الازدهار
ترجمة قاسم مكي
ما الذي حققه الرومان لنا (نحن الأوروبيون)؟
في فيلم «حياة برايان» للفرقة الكوميدية البريطانية «مونتي بايثون» شملت الإجابات على هذا السؤال قنواتِ الري والحمّامات والسلام. لكن ماذا إذا كانت الإجابة الصحيحة هي أن ما حققوه لنا هو سقوطُ إمبراطوريتهم؟
باختصار، يعود دور أوروبا في تغيير تاريخ العالم إلى غياب إمبراطورية أوروبية على امتداد القارَّة. أوجد ذلك الوضع ما يدعوه مؤرخ التاريخ القديم والتر شيدل التشظي التنافسي لأوروبا الغربية (تفتتُها من إمبراطورية رومانية موحَّدة إلى دول محلية متنافسة- المترجم) أفضى التنافس فيما بينها إلى التحولاتِ التجارية والفكرية والتقنية والقانونية والسياسية التي قادت في النهاية إلى الثورة الصناعية، وعقب ذلك تغيّر كل شيء.
الفائدة التي تحققت من تجزئة أوروبا تشكل الفكرةَ المركزية في كتاب شيدل «الهروب من روما» والذي نشر في عام 2019. إنها ليست فكرة جديدة.
لكن شيدل بعث فيها الحياة بتجذيره تقدم أوروبا الغربية في عدم قدرة أي قوة لاحقة على تكرار ما فعلته روما، فخلافا لما حدث في الصين والشرق الأوسط والهند لم تتأسس في أوروبا أبدا إمبراطورية أخرى تلمّ شملها.
طوال 1500 سنة نافست الدول الأوروبية بعضها البعض، ويمكن تصوّر هذه الدول «كعقارب في زجاجة» خلال هذه الفترة من تاريخ أوروبا. كانت هذه العقارب بحاجة إلى تطوير لدغات سامة لكي تظل على قيد الحياة وتزدهر في هذه البيئة الضارية. لقد فعلت ذلك في الحقيقة إلى حدّ أن جزيرة أوروبية صغيرة (بريطانيا) أخضعت جزءا كبيرا من العالم وابتدرت الثورة الصناعية.
خرجت بعض الدول من المنافسة، لكن الابتكارات والأفكار التي قُمِعَت في بعض الأماكن انتقلت ببساطة إلى أماكن أخرى.
أسس الأوروبيون إمبراطوريات في باقي العالم ولكن ليس في أوروبا. وذلك هو الشيء المهم كما يقول شيدل.
يقارن شيدل التنافس الأوروبي بالركود الإمبراطوري في أماكن أخرى. وكتب أن الإمبراطوريتين الرومانية والصينية تشتركان «في قدر من التكامل في السوق والنمو غير المتكافئ الذي قيَّده ضعف قدرة الدولة وانتشار تعدِّي النخب على الموارد والافتقار الدائم لكل من الابتكار وتشكيل رأس المال البشري والنمو الشومبيتري الذي يقوده الابتكار» (النمو الذي ينتج عن التدمير الخلاق على نحو ما شرح ذلك الاقتصادي شومبيتر- المترجم).
تُقدِّم الإمبراطوريات السلام لبعض الوقت، لكنها «آلات» لاستخراج الريع، وفي أوروبا مثل هذه الأنظمة هزمتها تلك التي نجحت في تعزيز الابتكار.
السؤال: لماذا ظلت أوروبا مجزأة؟ الإجابة كما يبدو هي الجغرافيا وتحديدا الجبال والبحار. فالمناطق الخصبة والتي يمكنها إعاشة أعداد كبيرة من السكان وبالتالي دفع ضرائب مرتفعة لم تكن كبيرة ولا قريبة بما يكفي. كما لم تُستنسخ الكفاءة العسكرية النسبية لروما.
في القرنين التاسع عشر والعشرين شهدت اقتصادات أوروبا الغربية نمو مثيرا. ففي عام 2022 كان الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للفرد في أوروبا الغربية يساوي 19 ضعف حجمه قبل 200 سنة مضت. وارتفع متوسط العمر أيضا من 36 سنة في عام 1820 إلى 82 سنة في عام 2020. لقد انتشرت الثورة (الصناعية) من أوروبا عبر العالم. وصار اقتصاد الولايات المتحدة قائد الركب في العالم منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر. وفي وقت أقرب تعاظم ازدهار الصين. لقد تغير العالم. إنه أكثر ثراءً إلى بعيد.
أيضا فتحت الاختراقات التقنية المجال لتنافس عالمي حامي الوطيس. ولذلك دلالات ضخمة. فحتى وقت قريب كان الاقتصاد الوحيد المتقدم تقنيا وبحجم قارة هو اقتصاد الولايات المتحدة. حاول الاتحاد السوفييتي أن يكون كذلك، لكنه فشل باستثناء تقدمه في المجال العسكري. غير أن الصين قوة مثلها. وقد تكون الهند قوة أخرى أيضا. واليوم «الزجاجة» هي العالم وليست أوروبا. وأخطر العقارب بنفس حجم الإمبراطوريات القديمة. في الواقع إحداها، وهي الصين، المثال النموذجي لإمبراطورية قديمة.
أين موضع أوروبا، أصل هذه الثورة، من كل هذا؟
يبلغ عدد سكان أوروبا 450 مليون نسمة وهو أقل كثيرا من عدد سكان الصين. هذا إذا لم نذكر سكان الهند. لكنه أكبر بقدر مهم من سكان الولايات المتحدة. واقتصادها على أساس تعادل القوة الشرائية أصغر من الاقتصادين الأمريكي والصيني. مع ذلك يظل كبيرا جدا. لكن، وكما جاء في تقرير ماريو دراغي وأيضا في ورقة حديثة بعنوان «دستور الابتكار» من إعداد لويس جاريكانو وبينجت هولمستروم ونيكولا بيتي، الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو يتخلفان في الإنتاجية.
كما تجد أوروبا أيضا صعوبة في تحريك مواردها الاقتصادية والديموغرافية (رغم إنها أكبر بكثير من موارد روسيا) لضمان أمنها بدون حماية المظلة الدفاعية الأمريكية.
ربما باستطاعة الاتحاد الأوروبي فعل ما يجب عليه فعله على الرغم من أن تاريخ تشظي سياساته سيجعله دائما رابطة كيانات سيادية متنازعة أكثر منه دولة ذات سيادة. لقد كان ما يجب عليه تحقيقه، كما تحاجج الورقة المذكورة، وهو الوعد بإقامة «السوق الموحدة» عليه فقط أن يحاول ذلك أكثر وأكثر. ويمكن القول إن ذلك يصح أيضا بالنسبة للتحدي الذي يشكله الأمن الأوروبي.
لكن هذا القول ليس مقنعا تماما؛ فالسيادة والهوية الوطنية والسياسة والضرائب (وهي تعبير عن هذه العناصر) تظل «وطنية» بشكل راسخ، وهذا هو السبب في صعوبة استكمال السوق الموحدة، وهو يصح أكثر بالنسبة للدفاع؛ فانعدام التنسيق بين الدول الأعضاء يجعل الانتفاع المجاني لبعضها من (الترتيبات الدفاعية) مسألة حتمية.
إلى ذلك، تلعب ضخامة الإنتاج وتنوعه وفوق ذلك تركُّزه المكاني دورا كبيرا في تعزيز معظم التقنيات الحديثة الأكثر تقدما.
وبالتأكيد ليس مصادفة، كما يذكر بول كروجمان، أن الثورة الرقمية تركزت في منطقة وادي السيليكون بالولايات المتحدة.
هل سيقبل الأوروبيون مثل هذا التجمع الصناعي العملاق؟ أو هل سيكون في مقدورهم هندسته؟ على المرء أن يشك في ذلك.
إذا كان هذا هو الوضع وإذا كان يؤثر ليس فقط على إنتاجية أوروبا ولكن أيضا على قدرتها على الدفاع عن أمنها قد يعني ذلك أن أوروبا تعاني الآن من «مفارقة» لتاريخها. فالتجزئة التي جعلت دولها قوية وغنية تشكل في العالم الجديد حاجزًا لبقائها كذلك. وفي عصر القوى العظمى التي هي بحجم قارة قد يكون تفتت أوروبا إلى دول مستقلة عائقا لا يمكن تخطيه.
مع ذلك هنالك أيضا إمكانية تدعو إلى قدر أكبر من التفاؤل. فالتحجّر الإمبراطوري يظل مهددا للدول الكبيرة.
نحن نرى ذلك في التمركز المفرط للسلطة الصينية ومحاولة إيجاد أوتوقراطية فاسدة في الولايات المتحدة. على الأوروبيين أن يسعدوا دائما بسقوط (إمبراطورية) روما وبأنها -رغم كل المحاولات- لم تَعُد أبدا.
مارتن وولف كبير معلقي الاقتصاد بصحيفة الفاينانشال تايمز