وقعت اليوم (الثلاثاء) هئية الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون عقود تنفيذ مشاريع التوسعة مع دولة الإمارات العربية المتحدة والربط المباشر مع شبكة سلطنة عُمان، بقيمة 805 ملايين دولار، وذلك بالمقر الرئيسي لهيئة الربط الكهربائي بمدينة الدمام، برعاية وكيل وزارة الطاقة والمعادن ورئيس مجلس إدارة هيئة الربط الكهربائي الخليجي المهندس محسن  الحضرمي، بحضور أعضاء مجلس إدارة هيئة الربط.

 وُقّع العقود من جانب هيئة الربط الكهربائي الخليجي  المهندس أحمد  الإبراهيم، الرئيس التنفيذي، والرؤساء التنفيذين للشركات المنفذة.

وتُمثّل هذه المشاريع نقلة نوعية جديدة في مسيرة التكامل الكهربائي الخليجي، وذلك بهدف تعزيز أمن الطاقة ورفع كفاءة وموثوقية الشبكات الوطنية، وتوسيع نطاق الترابط الكهربائي بين دول المنطقة، وزيادة فرص تجارة وتبادل الطاقة بين دول مجلس التعاون، في خطوة استراتيجية تعكس عمق التكامل الخليجي.

ويهدف هذا المشروع إلى تطوير شبكة الربط الكهربائي بين دولة الإمارات ودول مجلس التعاون، بما يُعزّز أمن الطاقة ويُمهّد لتكامل اقتصادي وتنموي أوسع على مستوى المنطقة، فضلاً عن دعمه لجهود التحوّل نحو الطاقة النظيفة بما ينسجم مع استراتيجيات دول المجلس، الرامية إلى بناء منظومة طاقة تتميّز بالكفاءة والمرونة والاستدامة، وتدعم النمو الاقتصادي المستدام.

ويتكون المشروع من توسعة وتطوير شبكة الربط الكهربائي بين دولة الإمارات وشبكة الربط الكهربائي الخليجي، ويشمل إنشاء خط هوائي مزدوج الدائرة بجهد 400 ك. ف. يمتد على مسافة 96 كيلومتراً، لربط محطة السلع في دولة الإمارات بمحطة سلوى في المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى توسعة ثلاث محطات رئيسية تشمل غونان، السلع، وسلوى، التابعة للهيئة، كما يتضمن المشروع توسعة معدات التحويل بجهد 400 كيلو فولت بقواطع كهربائية ومفاعلات كهربائية وأنظمة حماية وتحكم، مما يُعزز من موثوقية وكفاءة أداء الشبكة الخليجية، ومن المقرر أن يبدأ المشروع في الربع الرابع من عام 2025،ومن المتوقع اكتماله بحلول الربع الرابع من عام 2027.

وقد وقعت الهيئة وصندوق أبوظبي للتنمية اتفاقية تمويل بقيمة (205 ملايين دولار أمريكي)، في شهر يونيو 2025،  لتمويل مشروع توسعة الربط الكهربائي مع دولة الإمارات العربية المتحدة.

في المقابل يعد مشروع الربط المباشر بين شبكة الهيئة وشبكة سلطنة عُمان خطوة استراتيجية نحو تكامل شبكات الطاقة الخليجية، إضافة لكونه مبادرة استراتيجية حيوية تهدف إلى تعزيز تكامل شبكات الطاقة الإقليمية، وزيادة موثوقية واستدامة أنظمة الكهرباء في المنطقة، وهو يأتي استجابة للتوجهات العالمية التي تدعو إلى تطوير البنية التحتية للطاقة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وقد قامت الهيئة بتوقيع اتفاقيتي تمويل أحدهما مع صندوق قطر للتنمية اتفاقية تمويل بقيمة (100 ملايين دولار أمريكي)، في شهر فبراير 2025، واتفاقية تمويل مرحلي مع بنك صحار الدولي بقيمة (500 مليون دولار أمريكي)، في شهر سبتمبر 2025.

ويتضمن المشروع إنشاء خط كهربائي مزدوج الدائرة بجهد 400 كيلو فولت يربط بين محطة السلع التابعة لهيئة الربط الكهربائي في دولة الإمارات العربية المتحدة ومحطة عبري التي ستنشئها الهيئة في سلطنة عُمان، بطول إجمالي يبلغ 530 كيلومترًا. كما يشمل إنشاء محطتي نقل بجهد 400 كيل وفولت في كل من منطقة عبري في سلطنة عُمان، ومنطقة البينونة في دولة الإمارات العربية المتحدة، مجهزتين بأنظمة تحكم وحماية واتصال متقدمة لضمان الكفاءة والموثوقية والأمان. وسيتم تزويد المشروع بمحطة معوضات ديناميكية (STATCOM) لرفع استقرار الشبكات وزيادة قدرة النقل، بما يوفر قدرة إجمالية تصل إلى 1,600 ميغاواط، وسيتم البدء في الأعمال الانشائية للمشروع في الربع الرابع من 2025 ليدخل الى الخدمة في بحلول نهاية العام 2027م.

وأكد المهندس محسن الحضرمي، رئيس مجلس إدارة هيئة الربط الكهربائي الخليجي، على أن توقيع هذه العقود يشكل محطة تاريخية جديدة في مسار الهيئة، وقال "إن عقود تنفيذ مشاريع التوسعة والربط المباشر التي نوقّعها اليوم تُجسّد الرؤية الاستراتيجية لقادة دول مجلس التعاون في بناء منظومة كهربائية مترابطة وآمنة ومستدامة، وتُعزز من مكانة هيئة الربط الكهربائي كنموذج رائد للتكامل الإقليمي في قطاع الطاقة"، ومشددا على هذه المشاريع :"ليست مجرد بنية تحتية فنية، بل هي استثمار استراتيجي طويل الأمد في مستقبل أمن الطاقة والتنمية الاقتصادية لدولنا".

وأضاف "هذه الخطوة ستُسهم بشكل مباشر في دعم خطط التنمية المستدامة، وتعزيز الاعتماد على حلول الطاقة النظيفة، ورفع كفاءة الشبكات الخليجية في مواجهة التحديات التشغيلية والبيئية المتزايدة".

وبدروه أكد  المهندس عبدالله  الذياب، رئيس المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء "كهرماء"، -عضو مجلس إدارة الهيئة ورئيس لجنة المناقصات، أن هذه العقود هي ثمرة عمل دؤوب ودراسات دقيقة، موضحاً إن ترسية هذه المشاريع جاءت وفق أعلى المعايير الفنية والحوكمة والشفافية، وبعد مراحل دقيقة من التقييم والدراسة الفنية والمالية، بما يضمن اختيار الشركاء المنفذين الأكفأ والأكثر قدرة على تنفيذ هذه المشاريع الحيوية وفق أفضل الممارسات العالمية، مضيفا :"نحن في الهيئة نؤمن أن جودة التنفيذ لا تقل أهمية عن أهمية المشروع ذاته، لهذا حرصت لجنة المناقصات على ضمان تحقيق أعلى مستويات الجودة والكفاءة في جميع مراحل الطرح والترسية والتنفيذ".

من جهته أوضح المهندس أحمد الإبراهيم، الرئيس التنفيذي لهيئة الربط الكهربائي،  أنه تم تصميم هذه المشاريع الاستراتيجية لتعزيز شبكة الهيئة ورفع سعة نقل الطاقة الكهربائية بين الدول الأعضاء، استنادًا إلى دراسات جدوى فنية واقتصادية شاملة، أثبتت توافقها مع الخطط الاستراتيجية للهيئة، وضمان تحقيق فوائد طويلة الأجل لقطاع الطاقة في المنطقة، مضيفا :"تُعد هذه المشاريع من أبرز ركائز خطة الهيئة الاستراتيجية، حيث تُسهم في تعزيز أمن الطاقة، وتوسيع نطاق تجارة الكهرباء بين الدول الأعضاء، وتقليل الاستثمارات غير الضرورية في محطات التوليد التقليدية، فضلًا عن دعم التحول نحو الطاقة النظيفة وتقليل البصمة الكربونية بما يتماشى مع رؤى دول مجلس التعاون".

وذكر الإبراهيم، أن هذه التوسعات تمثل نقلة نوعية في بناء منظومة طاقة خليجية متقدمة، قائمة على التكامل والمرونة والاستدامة، وتدعم النمو الاقتصادي المستدام لدول المنطقة.

قد يعجبك أيضاًNo stories found.

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: دولة الإمارات العربیة المتحدة الربط الکهربائی الخلیجی هیئة الربط الکهربائی دول مجلس التعاون هذه المشاریع مجلس إدارة أمن الطاقة بین دول

إقرأ أيضاً:

الإمارات تسير أكثر من 250 قافلة تحمل 1.6 مليون طرد مساعدات لغزة

 

 

 

جسدت دولة الإمارات، بتوجيهات القيادة الرشيدة، وعلى مدى عامين متواصلين أسمى معاني التضامن والوفاء للشعب الفلسطيني في غزة، مؤكدة أن العمل الإنساني مسؤولية تتجاوز المساعدات المادية لتصبح رسالة أمل وصمود وحياة.

وفي هذا الإطار، سيرت دولة الإمارات وضمن عملية “الفارس الشهم 3” أكثر من 8,700 شاحنة نقل بري، حملت ما يزيد على 1,600,000 طرد من المساعدات المتنوعة، ضمن أكثر من 250 قافلة مخصصة لإغاثة الشعب الفلسطيني الشقيق منذ بداية العملية.

وخلال هذه المسيرة، تتابعت القوافل بمختلف الأنواع والأحجام والحمولات لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة والمستمرة للأشقاء في القطاع، بما يشمل المساعدات الغذائية والطبية والإيوائية والصحية وغيرها من المستلزمات الأساسية، مؤكدة بذلك التزام الإمارات الثابت بدعم غزة وتعزيز استقرارها.

وضمت القوافل المتتابعة طروداً غذائية وطبية وإيوائية وصحية، إلى جانب طرود مخصصة لكسوة الشتاء، وطرود خاصة بالمرأة والطفل، بما يعكس حرص العملية على تلبية احتياجات مختلف الفئات المتضررة في قطاع غزة.

كما شملت المساعدات 33 سيارة إسعاف، وخيماً طبية، و36 صهريجاً، ومخابز ميدانية، إضافة إلى مواد ومستلزمات لدعم مشاريع المياه والبنية التحتية في القطاع، بما يعزز القدرة على الصمود ويخفف من حدة المعاناة الإنسانية.

ويشرف على تجهيز وإرسال هذه القوافل فريق المساعدات الإنسانية الإماراتية من خلال المركز اللوجستي للمساعدات الإنسانية في مدينة العريش، حيث يتولى الفريق عمليات الاستقبال والتخزين وإعادة التعبئة والتجهيز، لضمان سرعة وكفاءة إيصال المساعدات إلى القطاع بالتنسيق مع الجهات المعنية.

وتأتي عملية “الفارس الشهم 3” امتداداً لنهج دولة الإمارات الراسخ في مد يد العون للشعوب الشقيقة والصديقة، وتجسيداً لقيم التضامن الإنساني التي تميز مسيرتها، حيث تواصل العملية تقديم مختلف أشكال الدعم الإنساني والإغاثي والطبي والإيوائي للشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة، بكافة الطرق والوسائل المتاحة، تنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة لدولة الإمارات وحرصها الدائم على تخفيف المعاناة عن المتضررين ودعمهم في أوقات الأزمات.وام

 

 


مقالات مشابهة

  • الإمارات تسير أكثر من 250 قافلة تحمل 1.6 مليون طرد مساعدات لغزة
  • “أدنوك للغاز” و”إمستيل” تُوقعان اتفاقية لتوريد الغاز الطبيعي لدعم النمو الصناعي في الدولة
  • الإمارات تخصص مليار دولار لدعم قطاع الطاقة في اليمن
  • شراكة بين «الإمارات لمحطات شحن المركبات الكهربائية» و«أوتل» الصينية
  • «أدنوك للغاز» و«إمستيل» تُوقِّعان اتفاقية بقيمة 14.69 مليار درهم لتوريد الغاز الطبيعي
  • اتفاقية لتصنيع أبراج الرياح للطاقة المتجددة في سلطنه عمان
  • لوحة ذاتية للفنانة المكسيكية فريدا كاهلو تُباع بأكثر من 50 مليون دولار
  • سلطنة عُمان توقع عقود تنفيذ مشاريع توسعة الربط الكهربائي الخليجي
  • “الربط الكهربائي الخليجي” توقّع عقود تنفيذ مشاريع التوسعة مع الإمارات وسلطنة عُمان
  • عقود توسعة جديدة لربط كهرباء الخليج مع الإمارات وعُمان