أم درمان - سكاي نيوز عربية

بعد شهرين من الحصار ونفاد الطعام والماء، لم يستطع حسين مقاومة صراخ شقيقاته من العطش فاضطر للخروج من بيته في وسط مدينة أم درمان غرب العاصمة السودانية الخرطوم لعله يظفر بالقليل من الماء، لكنه سقط بعد 5 دقائق من خروجه برصاص القوات المتقاتلة في إطار الحرب المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل والتي راح ضحيتها نحو 5 آلاف شخص حتى الآن.



ويواجه سكان عدد كبير من احياء مدن العاصمة الخرطوم المحاصرين في قلب الاشتباكاتأوضاعا انسانية وصحية وأمنية مأساوية فاقمها تزايد حدة القصف الجوي خلال الأيام القليلة الماضية.

وتداول ناشطون على وسائط التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر تشييعا مهيبا لأكثر من 20 شخصا قتلوا الاثنين في قصف جوي وأرضي عشوائي استهدف أحد أحياء منطقة أمبدة في غرب أم درمان، بحسب بيان صادر عن لجنة طوارئ المنطقة.

المدنيون في بؤر الصراع.. شهادات من السودان

وعلى الرغم من الانهمار المستمر للرصاص والقصف الجوي، يغامر العديد من السكان للخروح إما للحصول على الماء أو الغذاء أو الدواء، أو لمحاولة الفرار إلى أماكن آمنة لكن تلك المحاولات تنتهي في الكثير من الأحيان إما بالموت أو الاعتقال.

وحذرت منظمات وهيئات محلية ودولية من تفاقم الكارثة الإنسانية مع ارتفاع عدد الضحايا في أوساط العالقين في مناطق القتال. ويقول الصادق بشير وهو من سكان منطقة الشجرة التي تشهد اشتباكات عنيفة حول محيط سلاح المدرعات المتاخم، فإن أمام العالقين أحد خيارين إما كسر الحصار والخروج لجلب الاحتياجات الأساسية والتعرض للموت بنيران المتقاتلين، أو البقاء في البيوت ومواجهة الموت البطيء بسبب انعدام المواد الغذائية ومياه الشرب والأدوية المنقذة للحياة.

ويقول بشير لموقع سكاي نيوز عربية: "اضطررت الثلاثاء للخروج للبحث عن مواد غذائية بعد ان استهلكنا آخر حفنة من الطحين ولجلب دواء السكري لوالدتي المريضة لكني نجوت من الموت باعجوبة وعدت للبيت خاوي الوفاض بعد ان هالني منظر الدمار والجثث الملقية على قارعة الطريق".

ولنحو 5 اشهر تعيش اكثر من 80 في المئة من أحياء مدن العاصمة الثلاثة بلا ماء ولا كهرباء في ظل انقطاع كامل لشبكة الإمداد في بعض الأحياء منذ اطلاق الرصاصة الأولى صباح السبت الخامس عشر من أبريل.

ووفقا لهيئة محامو الطوارئ، وهي هيئة حقوقية قومية، فإن المحاصرين في مناطق الاشتباكات يتعرضون لانتهاكات عديدة من بينها الاعتقال والاحتجاز وعدم توفير ممرات آمنه لخروجهم.

وتتفاقم الأوضاع اكثر بسبب شح الخدمات الطبية والاسعافية للمصابين وعدم توفر الادوية المنقذة للحياة و الأساسية لأصحاب الأمراض المزمنة. كما يجد المتطوعين وأطقم غرفة الطوارئ و الكوادر الطبية صعوبة بالغة في الدخول للأحياء السكنية المحاصرة وتقديم المساعدة بسبب القصف العشوائي والاستهداف و عمليات السلب و النهب والاعتقالات المستمرة.

وفي ظل تساقط الأمطار والوضع البيئي المتردي بسبب تراكم الجثث في الشوارع وتحللها وانعدام خدمات النظافة والصرف الصحي، تتزايد المخاوف من انتشار الأوبئة والأمراض المعدية، في وقت وصل فيه النظام الصحي إلى مرحلة الانهيار شبه الكامل بعد خروج أكثر من 80 في المئة من المستشفيات عن الخدمة والنقص الحاد في الأدوية والمعينات الطبية المنقذة للحياة.  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

فاجعة «دلجا» بالمنيا.. وفاة4 أشقاء بمرض غامض.. وشقيقتان في قسم السموم

في مأساة هزت قرية دلجا بمركز ديرمواس جنوب غرب محافظة المنيا، ارتفع عدد الضحايا اليوم إلى 4 أشقاء، بعد وفاة الطفل أحمد نصر، ليلحق بإخوته الثلاثة الذين فارقوا الحياة خلال الساعات القليلة الماضية.

وتُواصل الأجهزة الأمنية والصحية تحقيقاتها المكثفة للكشف عن طبيعة المرض الغامض الذي أودى بحياة الأطفال، بينما تم حجز الأختين فرحة (14 عامًا) ورحمة (12 عامًا) في قسم السموم بمستشفى المنيا، وسط تكتم مسؤولي المستشفى عن الكشف عن سبب الوفاة حتى الآن.

البداية كانت بتلقي الأجهزة الأمنية بمديرية أمن المنيا إخطارًا يفيد بوصول ثلاثة أطفال في حالة إعياء شديدة إلى مستشفى ديرمواس المركزي. وقد توفي أحدهم أمس، بينما فارق اثنان آخران الحياة صباح اليوم، ودخل شقيقهم الرابع العناية المركزة قبل أن يتوفى هو الآخر منذ قليل.

بالانتقال والفحص، تبين أن الضحايا هم الأشقاء: محمد نصر (11 عامًا)، عمر نصر (7 سنوات)، وريم نصر (10 سنوات)، بالإضافة إلى شقيقهم أحمد نصر الذي توفي اليوم بعد إصابته بحالة إعياء شديدة.

وكشف مصدر طبي بالمستشفى أن الأطفال أصيبوا منذ عدة أيام بـ "سخونة شديدة انتشرت بينهم". وأوضح المصدر أن الأطفال لم يتلقوا العلاج اللازم في وقت مبكر، وعندما تدهورت حالتهم، وصلوا إلى المستشفى في حالات حرجة للغاية وفارقوا الحياة سريعًا.

وأكد المصدر الطبي عدم وجود أي إصابات ظاهرية أو علامات اعتداء على أجساد الأطفال، مرجحًا أن تكون وفاتهم نتيجة إصابتهم بـ "فيروس أو حمى أو التهاب سحائي شديد"، ومن المتوقع أن تكشف تقارير التشريح، التي تُجرى حاليًا، عن السبب الدقيق للوفاة.

مقالات مشابهة

  • فاجعة «دلجا» بالمنيا.. وفاة4 أشقاء بمرض غامض.. وشقيقتان في قسم السموم
  • الفاشر: مذبحة متكررة وجرح لا يندمل
  • اكتشاف كوكب جديد أكبر من الأرض وغني بالماء.. أين يوجد وهل يصلح للحياة؟
  • غزة بين فخ القصف والمرض.. المستشفيات تلفظ أنفاسها الأخيرة والأطفال يموتون جوعًا
  • مركز الملك سلمان للإغاثة يوزع (689) سلة غذائية في محلية الحصاحيصا بولاية الجزيرة بالسودان
  • الشرطة توقف شخصا وتتعقب آخر يشتبه تورطهما في سرقة سيارات نقل التطبيقات باستعمال العنف
  • مدير جمعية الإغاثة الطبية لـ«الاتحاد»: الجرحى يموتون جوعاً وعجز كبير بالكوادر الطبية في غزة
  • إزالة اكثر من الفي بحيرة أسماك متجاوزة جنوبي بغداد
  • جون إدوارد يجتمع بلاعبي الزمالك بسبب معسكر العاصمة الإدارية
  • ثمانية قتلى في قصف للدعم السريع على ملجأ في دارفور بالسودان