كشفت صحيفة عبرية عن عزم حكومة الاحتلال الإسرائيلي اليمينية بزعامة بنيامين نتنياهو، المضي قدما في تعزيز المشروع الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة، عبر إقامة محطات للطاقة الشمسية تجعل من المستوطنات المزود الرئيسي للكهرباء لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين، ما سيعمق الاعتماد عليها.

وأوضحت صحيفة "هآرتس" العبرية في تقرير أعده نير حسون، أنه "في الوقت الذي تواجه إقامة منشآت طاقة شمسية في إسرائيل جدارا من المماطلة البيروقراطية، في المستوطنات، تدفع الإدارة المدنية (تابعة لجيش الاحتلال) بـ 22 خطة لإقامة محطات لإنتاج الطاقة الشمسية في مناطق (ج) بالضفة الغربية".



استيطان متصاعد

وأفادت الصحيفة بأنه "ستقام في غور الأردن منشأة قوة إنتاجها هي الأكبر من جميع منشآت الطاقة الشمسية في إسرائيل، وهذه الخطط يمكن أن تحول الطاقة الشمسية لفرع اقتصادي هام في المستوطنات وتعمق اعتماد البلاد عليها، وثمار هذه الخطوة ستقطفها، من بين جهات أخرى، المستوطنات في الغور".

ونوهت إلى أن المصادقة على الخطة تمت قبل أسبوعين، مضيفة: "المزرعة الشمسية ستقام على الأراضي الزراعية في مستوطنة نعمه و12 مستوطنة أخرى، وستمتد على مساحة 3250 دونما، بقدرة إنتاجية تبلغ 320 ميغاواط، في حين، ما توفره المنشأتان الأكبر التي تمت المصادقة عليهما في إسرائيل تبلغ قدرتها 250 ميغاواط، واحد هاتين المنشأتين التي خطط لإقامتها قرب ديمونة واجهت صعوبات وتم إلغاؤها".



وأكدت أن "إقامة هذه المحطة الشمسية الجديدة، سيدر على المستوطنات فائدة اقتصادية كبيرة، ويتوقع أن تخدم أيضا هدفا آخر للمستوطنين؛ وهو تعميق اعتماد إسرائيل على المنشآت والبنى التحتية التي أقيمت في المستوطنات، الآن الكهرباء يتم إنتاجها في معظمها داخل حدود الخط الأخضر ويتم تزويد المستوطنات بها، في حين، تنفيذ هذه الخطط سيحول المستوطنات لمزود رئيسي للكهرباء للإسرائيليين والفلسطينيين في المنطقة".

وبحسب مزاعم مصدر في الإدارة المدنية، " فإن الفلسطينيين لا يستطيعون رفض شراء الكهرباء التي يتم إنتاجها في المستوطنات".

ونبهت "هآرتس"، إلى أن "هناك خوف آخر في أوساط مصادر في مجال الطاقة، مشيرة إلى أن هذه العملية يمكن أن تشوش على المدى البعيد خطط ربط إسرائيل بشبكة الكهرباء الأردنية، وهي خطوة، يحسب خبراء، هامة لزيادة نسبة الطاقة المتجددة في إسرائيل.

مع ذلك، "في وزارة الطاقة رفضوا الادعاء بأن الاعتماد على منشآت الإنتاج في المستوطنات يمكن أن يشوش على ربط إسرائيل بشبكة الكهرباء الأردنية، وزعموا أن هناك خطط آخذة في التبلور لربط الشبكات والتعاون في مجال الطاقة مع الأردن".

تدمير وحرمان

وإضافة لمحطة الطاقة الشمسية الأكبر التي ستقام في غور الأردن القريبة من القدس المحتلة، يتم الترويج لإقامة 21 خطة أخرى لإنشاء منشآت أصغر للطاقة الشمسية في أرجاء الضفة الغربية المحتلة، تبلغ مساحتها معا نحو 7800 دونم، بحسب الصحيفة التي لفتت إلى أن "مشاريع الطاقة الشمسية في إسرائيل، تقام على أسطح المباني القائمة؛ أي الأرضي ثنائية الاستخدام، لكن المشاريع الجديدة في الضفة ستقام على أراض لا تخدم أهدافا أخرى" ما يعني المزيد من عمليات مصادرة أراضي الفلسطينيين.

وفي مؤشر على تعزيز الاستيطان ومصادرة المزيد من الأراضي الفلسطينية، "معظم الخطط في المستوطنات وصلت مرحلة متقدمة من المصادقة، لكن المشاريع داخل حدود الخط الأخضر يتم تعويقها وهي عالقة في متاهة البيروقراطية، والشركات التي تعمل في تركيب محطات الطاقة الشمسية في إسرائيل، تشتكي منذ فترة طويلة من المماطلة في المصادقة وفي ربط المنشآت الجديدة".



بدورها، أكدت حركة "السلام الآن" الإسرائيلية، أن "99 بالمئة من الاستخدام الذي تمت المصادقة عليها كأراضي دولة في الضفة الغربية يخدم المستوطنين".

وقالت "هآرتس"، إن "إسرائيل إلى جانب تشجيع إقامة محطات الطاقة الشمسية في المستوطنات، تقوم بتدمير بشكل متواصل منشآت صغيرة للطاقة الشمسية يتم إقامتها في التجمعات السكانية (الفلسطينية) لأغراض محلية، لا سيما في جنوب جبل الخليل وفي الغور، هذه المنشآت الصغيرة بشكل عام تكفي للإنارة والتبريد وشحن الهواتف المحمولة".

وبحسب المعطيات التي جمعها منسق أعمال الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، "في السنتين الأخيرتين تم تدمير أو مصادرة 14 منشأة صغيرة للطاقة الشمسية أقامها الفلسطينيون، علما أن هناك في الضفة الغربية أكثر من 125 تجمعا للبدو أو الرعاة، تشمل نحو 11 ألف نسمة، تعتمد على كهرباء الطاقة الشمسية فقط".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني الضفة الغربية الفلسطينيين فلسطين الضفة الغربية الاحتلال الإسرائيلي الاستيطان صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الطاقة الشمسیة فی للطاقة الشمسیة الضفة الغربیة فی المستوطنات فی إسرائیل فی الضفة إلى أن

إقرأ أيضاً:

السلاح المسعور.. إسرائيل تسلح مستوطنيها لتهويد الضفة الغربية

 

وأدى هذا التسليح إلى تشكيل مليشيات إرهابية مسلحة تمارس القتل والتدمير ضد السكان الفلسطينيين وتسببت في تهجير 10 تجمعات فلسطينية، وفقا لما ورد في فيلم "السلاح المسعور" ضمن سلسلة "الحرب على إسرائيل".

وبناء على هذا المشهد تحول تسليح المستوطنين إلى أداة مركزية في المشروع الاستيطاني الاستعماري في الضفة الغربية المحتلة، إذ تعرضت ممتلكات الفلسطينيين للحرق الكامل، بما في ذلك المنازل والمزارع وعشرات الدونمات من أشجار الزيتون والتين.

ووثقت شهادات من قرية قصرة جنوبي نابلس -التي تحيط بها 5 مستوطنات من جميع الجهات- ما بين 86 و90 اعتداء من قبل المستوطنين منذ عام 2008، بما في ذلك حرق المزارع وقتل المدنيين.

وأكد رئيس بلدية قصرة السابق عبد العظيم وادي أن القرية -التي يسكنها أكثر من 7 آلاف نسمة- تواجه حصارا من المستوطنات، مشيرا إلى أن 90% من المستوطنين مسلحون، وأن الفلسطينيين عزّل لا يملكون وسائل دفاع أمام الأسلحة النارية.

غياب السلطة الفلسطينية

وترك هذا التصعيد آثارا خطيرة على الحياة اليومية للفلسطينيين في المناطق الريفية، في وقت انتقد فيه المواطنون غياب دور السلطة الفلسطينية في حمايتهم.

وقال والد أحد الشهداء إن السلطة الفلسطينية ليس لها دور نهائيا، مؤكدا أنه عندما يدخل المستوطنون ويحرقون ويكسرون لا يتدخل أحد لحمايتهم.

إعلان

ونتج عن هذا الوضع تشكيل لجان حماية شعبية للدفاع عن القرى، والتي تمكنت من "إمساك مستوطنين وتلقينهم درسا لن ينسوه مدى حياتهم" كما ذكر أحد الناشطين، لافتا إلى أن هذه اللجان كانت فعالة ومستمرة للدفاع عن سبل عيش كريمة لأبناء الريف الفلسطيني.

ويكمن التحدي الأكبر في مناطق "سي" التي تشكل 60% من الضفة الغربية ويسكنها أكثر من نصف مليون مستوطن، حيث يهدف المشروع الاستيطاني إلى ضم هذه المناطق وتهجير الفلسطينيين منها.

وحذر ناشطون إسرائيليون من خطورة هذا التطور، مؤكدين أن إسرائيل تحولت إلى "حكومة فاشية دكتاتورية"، وأن النظام في الضفة الغربية يشكل "أبارتهايد" بسبب تطبيق قوانين مختلفة على الفلسطينيين واليهود في المنطقة نفسها.

في المقابل، وصف مواطنون فلسطينيون الوضع الحالي بأنه "حرب دينية" و"حرب وجود"، مؤكدين أن المواجهة أصبحت مسألة "أكون أو لا أكون"، في ظل الدعم الحكومي العلني لتسليح المستوطنين وممارسة الإرهاب ضد الفلسطينيين.

الصادق البديري22/5/2025

مقالات مشابهة

  • إحراق سيارات وتدمير منازل وتهجير: اعتداءات على الفلسطنيين في بروقين بالضفة الغربية
  • إصابات في حرق المستوطنين منازل بالضفة والاحتلال يقتحم مدنا وبلدات
  • قوات الاحتلال تقتحم مدينة نابلس بالضفة الغربية
  • السلاح المسعور.. إسرائيل تسلح مستوطنيها لتهويد الضفة الغربية
  • الاحتلال يفجر منزلا في قلقيلية ومستوطنون يحرقون مركبة ومنزلا بالضفة
  • حملة اعتقالات صهيونية تطال عشرات الأسرى المحررين بالضفة الغربية
  • اعتقالات واعتداء على المقدسات وهدم للمنازل بالضفة الغربية المحتلة (شاهد)
  • ماذا تريد إسرائيل من حملاتها العسكرية في الضفة الغربية؟
  • تنديد أممي بإطلاق الاحتلال النار على دبلوماسيين بالضفة الغربية
  • الاحتلال الإسرائيلي يهجّر 8 تجمعات سكنية في الضفة الغربية