موسكو - صفا

طردت روسيا يوم الخميس دبلوماسيين أمريكيين بذريعة التجسس، في وقت هددت فيه واشنطن بـ"رد مناسب" على هذه الخطوة.

وقالت وزارة الخارجية الروسية إن الدبلوماسيين اللذين اعتبرا "شخصين غير مرغوب فيهما" هما السكرتير الأول والثاني في السفارة الأمريكية في موسكو المدعوين جيفرى سيلين وديفيد بيرنستين، و نددت بأنشطتهم التي وصفتها "بغير المقبولة.

وأضافت "يجب أن يغادرا هذان الشخصين الأراضى الروسية خلال 7 أيام".

وأشارت الوزارة إلى أن الدبلوماسيين المذكورين "قاما بأنشطة غير قانونية من خلال الاتصال بمواطن روسى يدعى روبرت تشونوف متهم بالتعاون السري مع دولة أجنبية" إذ تزعم أنه "تم تكليفه بمهام مقابل مكافآت مالية بهدف تقويض الأمن القومى الروسي"، ويواجه الروسي روبرت تشونوف عقوبة السجن بثمان سنوات.

في نفس السياق، افادت معلومات أنه تم استدعاء السفيرة الأميركية لدى موسكو لين تريسى إلى وزارة الخارجية الروسية، اليوم الخميس، وإبلاغها بهذا القرار.

من جهة أخرى، قال متحدث الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، في تصريحات للصحفيين: "هذا الطرد غير المبرر لموظفينا الدبلوماسيين لا أساس له على الإطلاق".

وأضاف "نأسف لأن روسيا سلكت هذا الطريق (...) سنرد بشكل مناسب على أفعالهم".

واعتبر ميلر أن موسكو اختارت "المواجهة والتصعيد" بدلا من المشاركة الدبلوماسية البناءة.

وأواخر أغسطس/ آب الماضي، قال جهاز الأمن الفيدرالي الروسي "FSB"، إنه يريد استجواب سيلين وبرنشتاين بشأن "محاولتهما إقناع روستوف" بجمع معلومات استخبارية عن حرب أوكرانيا.

وفي السابق، كان روستوف موظفًا بالقنصلية الأمريكية في فلاديفوستوك أقصى شرق روسيا.

وفي ذلك الوقت، أنكرت الولايات المتحدة هذا الادعاء، ووصفها ميلر بأنها "لا أساس لها على الإطلاق" وقال إنها "جزء من جهد لترهيب ومضايقة موظفينا".

وتأتي هذه الأزمة ه فى وقت وصلت فيه العلاقات إلى أدنى مستوياتها بين روسيا والولايات المتحدة، أحد أبرز الداعمين الماليين والعسكريين لأوكرانيا، حيث تشن روسيا هجوما منذ فبراير من سنة 2022.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: روسيا أمريكا طرد دبلوماسيين أمريكيين تجسس

إقرأ أيضاً:

لوموند: ستيفن ميلر كاره المهاجرين وكبير المنظرين الأيديولوجيين بالبيت الأبيض

عندما أُقيل مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز في أوائل مايو/أيار الماضي، سرت شائعات عن ترقية ستيفن ميلر، نائب كبيرة موظفي البيت الأبيض وصاحب المواقف "المتشددة" تجاه الهجرة وملف الحدود، لتولي ذلك المنصب.

ونشرت صحيفة لوموند الفرنسية تقريرا عن ستيفن ميلر (39 عاما)، قالت فيه إن اسمه برز هذه الأيام على خلفية الاحتجاجات وأعمال العنف في مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، إذ أدلى بتصريحات نارية قال في إحداها "سنستعيد أميركا"، ردا على صور متفرقة لمثيري الشغب في المدينة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2موقع إيطالي: هذه المؤسسة الفكرية الأميركية تضغط على إدارة ترامب لضرب إيرانlist 2 of 2في غزة.. الإذلال والموت من أجل ما يسد الرمقend of list

وتعليقا على مشهد أحد المتظاهرين وهو على متن دراجة نارية ويرفع علم المكسيك، قال ميلر في تدوينة مساء الأحد الماضي "انظروا إلى كل هذه الأعلام الأجنبية. لوس أنجلوس أرض محتلة".

يميني قومي

وقال بيوتر سمولار، مراسل صحيفة لوموند في أميركا، إن التطورات الحالية في لوس أنجلوس تشكل فرصة لستيفن ميلر، القادم من أطراف اليمين القومي المعادي للأجانب، للمجاهرة بخيالاته "المتطرفة" بشأن الهوية الأميركية.

ورسم سمولار صورة قلمية لمولر، أحد أكثر مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترامب نفوذا، يصفه فيه بـ"حارس معبد الهوية الذي أسهم إلى حد كبير في بنائه"، ويعمل جاهدا على تطهير المجتمع من المهاجرين غير النظاميين الذين يُجرّدهم من إنسانيتهم ​​ويعتبرهم مجرمين.

ونقل سمولار عن مستشار سابق للرئيس ترامب قوله إن "ستيفن ميلر حليف ممتاز للرئيس، ومستشار موثوق به، وقائد بحد ذاته. إنه يفهم الرئيس فهما قلّ نظيره، خاصة فيما يتعلق بالحدود ووقف الهجرة غير الشرعية. إنه يُترجم أفكاره إلى سياسات عملية".

مشروع ثوري

وعندما بدأت تتضح ملامح فوز ترامب بالانتخابات، كان ستيفن ميلر يجهز سلسلة من المراسيم الرئاسية المخطط لها منذ الساعات الأولى من ولاية ترامب الثانية، والتي لا تهدف فقط إلى طي صفحة الرئيس جو بايدن، بل إلى تنفيذ "مشروع ثوري"، وفق تعبير الصحيفة الفرنسية.

إعلان

كان الهدف على الصعيد المؤسسي هو توسيع نطاق السلطة التنفيذية قدر الإمكان، تحسبا لمواجهة مع القضاة الفدراليين الذين يُوصفون أحيانا بأنهم "شيوعيون".

أما على الصعيد الأيديولوجي، فالهدف هو تغيير وجه أميركا بالكامل بفرض تعليم وطني للتاريخ، وتدمير ما تسمى "العنصرية المعادية للبيض"، ومكافحة الترويج للأقليات داخل الدولة الفدرالية وفي المدارس والجامعات، وحتى في الشركات الخاصة.

مجرمون

لكن طموح ستيفن ميلر الأسمى هو تطهير المجتمع من المهاجرين غير النظاميين الذين يعتبرهم "مجرمين". ويُقدّر عددهم بنحو 11 مليونا، لكن البيت الأبيض لا يزال يُشير، دون دليل، إلى أن عددهم يبلغ 21 مليونا.

ويرى ميلر أن جميع وسائل الإكراه مُبرّرة لتنفيذ هذا المسعى بما في ذلك تعبئة الجيش أو اللجوء إلى قانون "الأجانب الأعداء" الذي يعود لعام 1798 ويسمح للرئيس في زمن الحرب بطرد المشاركين في غزو أجنبي دون إجراءات قانونية.

وبحسب موقع أكسيوس الأميركي، فقد أمر ستيفن ميلر ووزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم مؤخرا موظفي دائرة الهجرة والجمارك باعتقال 3000 مهاجر غير نظامي يوميا (مقارنة بمتوسط ​​400 في فبراير/شباط ومارس/آذار الماضيين).

وفي تجمع انتخابي بمدينة وارن بولاية ميشيغان أواخر أبريل/نيسان الماضي احتفالًا بمرور مئة يوم على رئاسته، استدعى الرئيس ترامب المستشار ميلر إلى المنصة، وقال "أحب هذا الرجل. لا يوجد من هو أذكى منه وأكثر صلابة". في المقابل، وصفه ميلر بأنه "أعظم رئيس في تاريخ أميركا".

على أهبة الاستعداد

ويرى مراسل لوموند أن سلطة ستيفن ميلر، في هذه الفترة الرئاسية الثانية، تتجاوز مسألة الهجرة بكثير، كما يتضح من التزامه بالدفاع عن "مشروع القانون الكبير الجميل"، وهي حزمة الإنفاق التي يحاول البيت الأبيض تمريرها في الكونغرس، ويقول إنه "مستشار، دائما على أهبة الاستعداد للدفاع عن رئيسه".

وخلال الفترة الرئاسية الأولى لترامب (2017-2021) كان ستيفن ميلر مقربا منه، إذ كان يكتب خطاباته ويشرف على إجراءات الهجرة، ووجهت له اتهامات بأنه كان وراء قرار الفصل القسري للأطفال المولودين في الولايات المتحدة عن آبائهم المرحَّلين لأنهم لا يملكون وثائق إقامة رسمية.

ويرى سمولار أن مسار ستيفن ميلر يعد نموذجا مدهشا للتطرف الذاتي الذي يصل إلى درجة تجسيد القومية البيضاء المتطرفة، فقد وُلد ستيفن ميلر عام 1985 ونشأ في سانتا مونيكا بولاية كاليفورنيا، وهي أرض الليبراليين بامتياز. وفي مدرسته الثانوية، كان مفتونا بالشخصيات المحافظة المتمردة.

وخلال هذه الفترة، ازدادت كراهيته للإجماع الليبرالي. كما أدرك ستيفن ميلر قوة مفعول الكراهية والاستفزاز، وواصل مسيرته على هذا النهج أثناء دراسته في جامعة ديوك المرموقة (نورث كارولينا).

تنكر للأصول

ولاحظ سمولار أن ذلك كان بمثابة صدمة لمحيطه الاجتماعي، إذ ينحدر فرعا عائلته من وسط يهودي في غربي روسيا القيصرية، ونشر أحد أعمامه ديفيد غلوسر، وهو طبيب نفسي متقاعد، مقالا في مجلة بوليتيكو عام 2018 سلّط فيه الضوء على التنكر لهذه الأصول.

وكتب غلوسر "لقد شاهدتُ بفزع ورعب متزايد ابن أخي، وهو رجل متعلم وواعٍ بأصوله، وهو يُهندِس سياسات الهجرة التي تُنكر أسس وجود عائلتنا في هذا البلد".

إعلان

وخلص سمولار إلى أن ستيفن ميلر يتمتع حاليا بسلطة غير مسبوقة، مشيرا إلى أن زوجته كيت ميلر كانت تشغل منصب المتحدثة باسم إيلون ماسك في وزارة الكفاءة الحكومية.

وقررت زوجته مواصلة العمل مع ماسك حتى بعد أن غادر البيت الأبيض رسميا، مما أثار تكهنات واسعة النطاق حول الكراهية المزعومة بين ميلر وماسك.

مقالات مشابهة

  • لوموند: ستيفن ميلر كاره المهاجرين وكبير المنظرين الأيديولوجيين بالبيت الأبيض
  • الخارجية الروسية تحذر واشنطن من تقديم مساعدات عسكرية مباشرة لإسرائيل
  • ما هي القنبلة الأمريكية الخارقة التي تهدد منشأة فوردو النووية
  • الخارجية الروسية: حياة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران معرضة للخطر
  • الخارجية الأمريكية: ترامب كان واضحا بشأن عدم امتلاك إيران للسلاح النووي
  • الخارجية الأمريكية تُشكل فريق عمل خاص لمساعدة مواطنيها بالشرق الأوسط
  • الخارجية الروسية: إجراءات إسرائيل ضد إيران غير قانونية وتنذر بكارثة نووية
  • موسكو: روسيا تسعى لتطوير اقتصادها عبر المنصات الرقمية والتحول الهيكلي
  • الخارجية الأمريكية والروسية توجهان نصائح لمواطنيهما المتواجدين في إيران وإسرائيل
  • الخارجية الروسية: المستشار الألماني يعرف أخبار العالم من صحيفة العام الماضي