ناشدت منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر، المغرب، الذي واجه كارثة الزلزال مؤخرا، أو أي دول تعاني نزاعات مسلحة، عدم الدفن الجماعي للجثث، مشيره إلى أن الإسراع في التخلص من الجثث غير ضروري، ويحرم العائلات من فرصة التعرف على أحبائهم والحداد عليهم، وهو أمر لا يوفر أي فائدة للصحة العامة للأفراد أو الدولة.

«الصحة العالمية» يجب التَّأَنِي قبل دفن المتوفين

وشمل البيان الصادر عن منظمة الصحة العالمية، اليوم، تصريح جوين إيمر، كبير مسؤولي الصحة العامة في حالات الطوارئ ورئيس عمليات الطوارئ في الاستجابة لزلزال المغرب بالمنظمة، مؤكدا أن المعاملة الكريمة للموتى تتطلب ترك وقت مناسب للأهالي للتعرف على متوفيهم والحداد عليهم وأداء صلاة الجنازة وفق المعايير الثقافية والاجتماعية للدولة.

كما شدد البيان على السلطات عدم التسرع في عمليات الدفن الجماعي أو حرق الجثث، حيث قال الدكتور كازونوبو كوجيما، المسؤول الطبي للسلامة البيولوجية والأمن البيولوجي في برنامج الطوارئ الصحية التابع لمنظمة الصحة العالمية، إن «الإدارة الكريمة للجثث مهمة للعائلات والمجتمعات».

الصليب الأحمر: كرامة الجثث ومراعاة شعور العائلات ضروري

من جانبه، قال الصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية في بيانهما المشترك، إن الجثث الناجمة عن الكوارث الطبيعية والنزاعات لا تشكل مخاطر صحية بشكل عام، حيث تعد ضمانا لكرامة الجثث، كما أن الشروع في الدفن بعد وداع الأهالي للمتوفين ضروري لاستكمال المجتمع تعافيه من الكارثة التي أحلت به.

وأوضح بيان منظمة الصحة العالمية أن تحذيرها الأخير جاء بعد استشعارها وجود مخاوف متعلقة بسوء فهم لا أساس له فيما يتعلق بالإسراع في دفن الموتى، مشدده على ضرورة امتلاك المجتمعات معلومات وافية لإدارة الجثث بأمان وكرامة.

بينما قال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومنظمة الصحة العالمية، إن البيان يهدف لمساعدة الناجين على التعافي من آثار الواقعة المدمرة، حيث أنه عندما يموت الكثير من الناس في الكوارث الطبيعية أو النزاعات المسلحة، فإن وجود هذه الجثث يعد أمرا مؤلما للمجتمع المتضرر، وفي تلك الأحيان قد يتحرك البعض بسرعة لدفن الجثث عبر الاعتماد على المقابر الجماعية، في محاولة منهم لإدارة المحنة، غير أن مثل هذا النهج قد يكون أمرا ضارا بشده على السكان الأحياء.

وشدد البيان على أن السلطات قد تتعرض لضغوط هائلة من أجل الدفن السريع للموتى، غير أن مثل هذا الفعل قد يؤدى إلى عواقب قد تطيح بالمجتمع كحدوث ضائقة نفسية طويلة الأمد لأفراد أسر المتوفين، بخلاف الكثير من المشاكل الاجتماعية والقانونية.

وفي ختام بيانها، ذكرت منظمة الصحة العالمية السلطات بعض الإجراءات وهي كما يلي:

- من المحزن رؤية الجثث، لكن لا ينبغي للسلطات دفنوا الجثث على عجل في مقابر جماعية.

- بعد لمس المتوفي يجب غسل اليدين بالماء والصابون، أو تنظيفهما بفركهما بمحلول كحولي إذا لم يكن هناك أي تلوث واضح.

- يجب أخذ إجراءات الدفن في الاعتبار والاهتمام بالعادات الثقافية والدينية والعائلية.

- أجساد الموتى بسبب الكوارث الطبيعية أو النزاعات المسلحة لا تشكل مصدرا للأمراض أو الأوبئة.

- حال لم يكن المتوفي توفي بسبب مرض شديد العدوى، فإن الخطر على الجمهور لا يذكر.

- الدفن الجماعي يؤدي لمخاطر الإصابة بالإسهال نتيجة شرب المياه الملوثة بـ«براز الجثث».

- تشكل جثث الموتى خطرا صحيا حال الوفاة الناجمة عن الإصابة بالأوبئة أو الأمراض المعدية أو حال حدوث كارثة طبيعية بمنطقة يتوطن فيها مرض بعينه.

- قد يلجأ البعض لاستخدام مسحوق الجير لإسراع عملية تحلل الجثث، وبما أن الجثث في الكوارث أو الصراعات لا تشكل خطرا معديا، فلا حاجة للتطهير.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: زلزال المغرب زلزال منظمة الصحة العالمية الصليب الأحمر منظمة الصحة العالمیة

إقرأ أيضاً:

«الصحة العالمية»: المستشفيات في السويداء تحت ضغط

جنيف (الاتحاد)

أخبار ذات صلة دمشق وواشنطن وباريس: دعم المرحلة الانتقالية في سوريا «التحالف الدولي» يستهدف خلية لـ«داعش» بريف حلب الشرقي

كشفت منظمة الصحة العالمية أن المستشفى الرئيسي في مدينة السويداء بجنوب سوريا يكتظ بالمصابين ويعمل بدون كهرباء أومياه كافية عقب اشتباكات بين الفصائل المحلية وعشائر بدوية وقوات حكومية قبل نحو أسبوعين.
وقالت كريستينا بيثكي ممثلة المنظمة في سوريا للصحفيين في جنيف، عبر الفيديو من دمشق: «الوضع في السويداء قاتم، فالمرافق الصحية تعاني ضغطاً هائلاً، وخدمات الكهرباء والماء مقطوعة والأدوية الأساسية آخذة في النفاد». وتعذر على كثير من الكوادر الطبية الوصول إلى أماكن عملهم بأمان. 
وذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن ما لا يقل عن 903 أشخاص قتلوا في موجة العنف، بعد أن تحولت اشتباكات بين مسلحين محليين وعشائر بدوية إلى قتال عنيف بين الفصائل المحلية والقوات الحكومية التي أُرسلت للسيطرة على الاشتباكات.
وقال فضل عبد الغني رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إن هذا ليس العدد النهائي للقتلى، وإن الشبكة وثقت عمليات إعدام ميدانية نفذتها قوات سورية ومقاتلون من العشائر البدوية وفصائل محلية.
وقالت منظمة الصحة العالمة، إنه على الرغم من نجاحها في إيصال قافلتين من المساعدات الأسبوع الماضي، فإن إيصال الإمدادات لا يزال صعباً بسبب استمرار التوتر بين الفصائل التي تسيطر على أجزاء مختلفة من محافظة السويداء.
وأضافت المنظمة أن أكثر من 145 ألف شخص نزحوا بسبب أحدث موجة من القتال مع لجوء كثيرين إلى مراكز استقبال مؤقتة في درعا ودمشق.

مقالات مشابهة

  • الصحة العالمية تشيد بدور مصر في تقديم الخدمات الصحية للمتأثرين بالنزاعات بالدول المجاورة
  • الصحة العراقية تسلم رفات 20 من ضحايا سجن بادوش في أحداث عام 2014
  • منظمة الصحة العالمية تجدد اعتماد مركز مكافحة التدخين بحمد الطبية كمركز متعاون حتى عام 2029
  • الصحة العالمية: الحصول على الرعاية الصحية بالسويداء يشكل تحديا
  • «الصحة العالمية»: المستشفيات في السويداء تحت ضغط
  • نور شواف: ما يحدث في غزة إبادة جماعية وسياسة تجويع ممنهجة
  • الصحة العالمية: 20% من السيدات الحوامل بغزة يعانين من المجاعة
  • “بعوض النمر”.. الصحة العالمية تحذر من تفشي فيروس “شيكونغونيا” وتدعو لاتخاذ إجراءات وقائية عاجلة
  • صحة الشرقية تجتاز تقييم آلية الشكاوى والمقترحات من منظمة الصحة العالمية
  • مدير مؤسسة الإسكان أيمن المطلق: لدينا مناطق مدمرة ومشاريع متعثرة في سوريا قد تشكل فرص استثمارية عبر شراكات عادلة مع الأشقاء في السعودية، ونتطلع إلى إنشاء مجتمعات عمرانية متكاملة ومستدامة وفقاً للمعايير العالمية التي تضع الإنسان قبل العمران