يمانيون:
2025-05-16@21:30:04 GMT

التغيير الجذري ـ الأسباب والأهداف

تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT

التغيير الجذري ـ الأسباب والأهداف

زيد الشُريف

التغيير سنة إلهية ثابتة لكل زمان ومكان ومجتمع، والتغيير يبدأ من النفوس من عند الناس أنفسهم من أعماقهم ومشاعرهم وفي أفعالهم ومواقفهم سواء كان التغيير إيجابياً أو سلبياً، فإذا كانت إرادة الناس سواء بشكل عام أو شعب من الشعوب أو فئة كبيرة من الناس، إذا كانت إرادتهم هي التغيير نحو الأفضل والأحسن ولما فيه الخير والصلاح والعدل والحرية والكرامة يتدخل الله تعالى بقدرته ورحمته التي وسعت كل شيء ليؤيدهم ويعينهم على التغيير إلى الأفضل لما فيه الخير لهم في الدنيا والآخرة قال تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).


والتغيير النفسي يكمن في التوجه إلى الله تعالى والإنابة إليه وطلب العون والتوفيق والهداية والنصر والتمكين منه وحده وعلى أساس ذلك يتحركون ويعملون قال تعالى (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض)، وكذلك الحال إذا كان الناس في حالة خير وصلاح ونعمة وتغيروا هم إلى الأسوأ إلى الفساد والفوضى والاستهتار والعبث، تغيرت نفسياتهم وتوجهاتهم ومنطلقاتهم وأعمالهم ومقاصدهم وصاروا يفضلون الفساد على الصلاح والضلال على الهدى والظلم على العدل سواء بشكل مباشر أو غير مباشر فإن الله تعالى يغير واقعهم إلى الأسوأ، قال تعالى (ذلك بأن الله لم يك مغيراً نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) – وعلى أساس التغيير يترتب حاضر الناس ومستقبلهم في الدنيا وفي الآخرة سواء كان التغيير إيجابياً أو سلبياً، والله تعالى فطر الإنسان على حب الخير والصلاح وليس على حب الشر والفساد ولكن التغيير يتطلب توجهاً شاملاً نفسياً ومعنوياً وعملياً واستعانة بالله تعالى وتوكلاً عليه.
لقد كان الهدف الأساسي والثابت لثورة الحادي والعشرين في سبتمبر التي قام بها الشعب اليمني عام 2014م هو التغيير الجذري والشامل للواقع المعيشي والسياسي والاقتصادي والأمني وفي كل المجالات، التغيير من الأسوأ إلى الأفضل، لأنه لو كان الواقع العام جيداً وخالياً من الفساد لما قامت ثورة من الأساس، ولكن لأن الواقع اليمني العام بكل تفاصيله كان قائما على الفساد والفوضى التي حولت حياة الشعب اليمني إلى جحيم كانت الثورة ضرورة قصوى ولذلك قامت وحين تمكنت من الإطاحة بالفاسدين والعملاء جن جنونهم هم ومن يقف خلفهم ومن يحركهم ويدعمهم من خارج اليمن من أعداء اليمن وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية وأدواتها في المنطقة أمثال النظامين السعودي والإماراتي الذين يريدون أن يبقى اليمن ضعيفا هزيلا يعج بالفوضى والفساد وحين انتصرت ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر علموا أن التغيير للأفضل قادم لا محالة فقرروا شن عدوان شامل على اليمن لا يزال مستمرا إلى اليوم منذ اكثر من ثمان سنوات ورغم ذلك صمد الشعب وخاض غمار المعركة في مواجهة العدوان وحقق انتصارات كبيرة بفضل الله تعالى، واليوم بعد أن وصل تحالف العدوان إلى اليأس في هزيمة هذا الشعب حان الوقت لتستكمل الثورة أهدافها وتواصل مشوارها وتعمل على التغيير الجذري من الأسوأ إلى الأفضل في كل المجالات.
هناك الكثير من الأسباب المهمة جداً للتغيير الجذري ومن أبرزها استنقاذ الشعب اليمني من الظروف الصعبة التي فتكت به من قبل ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر وخلال سنوات العدوان التي أوشكت على استكمال عامها التاسع ولا تزال مستمرة والتي وصلت بالواقع اليمني إلى مستوى مؤلم وموجع جداً، كما أن من أهم أسباب التغيير الجذري هو وضع حد للفساد والفوضى التي تسيطر على مؤسسات الدولة والتي لا تزال امتدادا لذلك الواقع الفاسد الذي ضج منه الشعب قبل الثورة وخلالها والتي لا تزال سارية المفعول إلى اليوم من خلال المسؤولين الفاسدين ومن خلال النظم واللوائح والقوانين التي تشرعن للفاسدين الاستمرار في فسادهم.
كما أن من أهم الأسباب التي تحتم على القيادة الشروع في تحقيق التغيير الجذري هي مطالب الشعب في إصلاح الوضع العام على المستوى الاقتصادي والقضائي وفي كل المجالات فهذا الشعب صبر وصمد وعانى وقدم التضحيات وقد حان الوقت ليحصد ثمار صموده وتضحياته وهناك أسباب كثيرة ومهمة وضرورية للتغير الجذري ونستطيع القول أن الأسباب والأهداف مشتركة فالأهداف ستعمل على القضاء على الأسباب ومعالجتها.
تحدث قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي عن التغيير الجذري وأسبابه وأهدافه في كلمته في العيد التاسع لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر وكذلك في كلمته خلال تدشين فعاليات ذكرى المولد النبوي وأيضاً في كلمته عشية ذكرى المولد النبوي الشريف، حيث أكد على أن التغيير الجذري للواقع اليمني العام في مؤسسات الدولة ضرورة وطنية وإنسانية ملحة وهدف ثوري ومطلب شعبي محق ومهم يجب أن يتحقق، وفي خطاب المولد النبوي الشريف لقائد الثورة أعلن السيد عن المرحلة الأولى من التغيير الجذري والتي تتمثل في إقالة الحكومة وإصلاح القضاء كمرحلة أولى من التغيير نحو الأفضل والذي يقوم على أساس الشراكة الوطنية ومبدأ الشورى وقبل ذلك من منطلق الهوية الإيمانية التي دستورها القرآن الكريم واعلن يومها الملايين من أبناء الشعب اليمني تفويضهم للسيد القائد، ومعلوم أن التحرك الجماعي لخوض غمار معركة التغيير بصدق ومسؤولية وتحرك جماعي من قبل الشعب سيثمر ثماراً طيبة ويولد من رحمه يمناً جديداً قوياً في كل المجالات خاليا من الفساد والفوضى وقائماً على البناء والتنمية والإنتاج والنزاهة والعدل والخير والرخاء وهذا مرهون بتضافر جهود الجميع وبالاستعانة بالله تعالى.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الحادی والعشرین التغییر الجذری فی کل المجالات الشعب الیمنی الله تعالى

إقرأ أيضاً:

تراجع ترامب.. الأسباب والدوافع والمصير

 

 

تأسست الولايات المتحدة الأمريكية في 4 يوليو عام 1776م على احتلال الأرض وتهجير السكان الأصليين ((الهنود الحمر البالغ تعدادهم -آنذاك- أكثر من 50مليون نسمة تقريبا))، وهي منذ ذلك التاريخ تمارس وعبر أنظمتها المتعاقبة الظلم وتشعل الحروب وترتكب جرائم الإبادة الجماعية في كل القارات وأن ضحايا حروبها ومغامراتها بلغت ملايين ومازالت كذلك إلى الآن.. سواء كانت تحكم من قبل الحزب الجمهوري المعروف بالصرامة وإشعال الحروب وأمريكا أولا… أو الحزب الديمقراطي الذي ينهج سياسة اللين السياسي والإجرام المبطن وظلت الهيمنة الأمريكية تمارس فرض قرارات تقتص من خلالها حقوقاً وتقضم دولاً وتنهب ثروات ومقدرات شعوب وتتجاهل الحقوق التاريخية للشعوب المستضعفة ومصيرها بل ووجودها، ولعل تأسيس أمريكا نفسها التي قامت على اجتثاث الهنود الحمر من أرضهم وقتلهم ليحكمها ويسيطر عليها الأوروبيون .
إن تاريخ الولايات المتحدة الإجرامي والدَّموي لا يجهله أحد، فمنذ قيامها شنت حروباً كثيرة ومازالت وستظل كذلك حتى يأتي الله بمن يكسر شوكتها، لأنها لم ترتق في تعاملها حتَّى بعد أن سيطرت على العالم وأصبحت القطب الأوحد بعد تفكيك الاتحاد السوفيتي 1991م، بل على العكس زادت سوءاً لخدمة المصالح الأمريكية واستغلت حتى الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات التي وجدت أساسا لدعم الأمن والسلم الدوليين وحولتها إلى أدوات وظيفية كغطاء أممي وقانوني لتمرير مؤامراتها الإجرامية القذرة لتنفيذ قرارات مجحفة ولتمرير الظلم على الشعوب المستضعفة والدول التي لا تستطيع حماية نفسها ولعل قضية فلسطين أكبر دليل .
والرئيس ترامب معروف منذ وصوله للسلطة في فترتي رئاستيه الأولى 2017م والثانية 2025م بأنه ((تاجر)) يدير مؤسسات تجارية تضارب في السوق والرجل معروف بدهائه الانتهازي للفرص وصاحب شخصية عنجهية وبرغماتية مصلحية تمارس الترهيب والترغيب لتحقيق أهدافه ولتمرير مخططاته وجني الأرباح والحصول على الأموال بالطرق المشروعة أو غير المشروعة .
فمنذ اليوم الأول له في البيت الأبيض أصدر قرارات تهديدية ومستفزة لكثير من الدول، تحوي في مضمونها اغتصاب أراضٍ وضم بحار وممرات دولية والسيطرة الاقتصادية، وكثير من التفاصيل ربما لا يتسع المقال لتعدادها، ولكن وبالمجمل الرجل أقحم الولايات المتحدة بعداء دول كبيرة وأرعب الكثير من الأنظمة وكان هناك من الأنظمة العربية والغربية من سعى لشراء رضائه بدفع المليارات والتريليونات من الدولارات، لتحاشي فجور الرجل وسطوته ولإشباع رغباته وأطماعه، ولعل إخواننا في سلطنات وممالك الخليج خير مثل على ذلك.
لكنه أخطأ الحسابات في تأييده لإسرائيل ضد مظلومية غزة وكذا في مواجهته للشعب اليمني وقيادته الحكيمة التي قررت إسناد مظلوميَّة غزَّة كموقف إنساني وأخلاقي تجاه شعب يُذبح من الوريد إلى الوريد، حيث بادرت القيادة اليمنية لاستخدام حقها الطبيعي في التحكم في المياه الإقليمية وباب المندب، ووفقا لميثاق الجامعة العربية بالدفاع العربي المشترك، لتمنع أي مدد أو سفن مساندة لإسرائيل وهو يعلم مظلوميَّة غزة وحق شعب فلسطين الذي اغتصبت أرضه ويمارس العدو بحقه أبشع الجرائم.
لكن هذا الـ”ترامب” حين جرب اليمن وبلغته أفعال وبطولات اليمنيين وقيادتهم والبراعة في تطوير الصواريخ والطائرات المسيَّرة والتي وصلت إلى عمق الكيان الإسرائيلي وكذا عمليات استهداف ومواجهة القوات الأمريكية وحاملات الطائرات، أدرك بالفعل أنه أخطأ الحسابات، لأنه بذلك سيضع قواعده العسكرية وبوارجه وسفنه التجارية في مرمى النيران اليمنية وبأنه يواجه شعباً جباراً يخرح تأييدا لقيادته بملايين هائجة، وأن قيادة هذا الشعب لا تُشترى بالمال ولا تلين أو تخنع أو تتودد للطغاة والظالمين.
فاليمن تاريخيًا هي مقبرة الغزة والشعب اليمني من بعد 2014م قد شب عن الطوق ولفظ الخانعين والمتملقين .
لقد أدرك ترامب أنَّه بقصفه الأعيان المدنية واستهدافه مؤخراً للموانئ والمطارات اليمنية ومصانع الإسمنت والبنى التحتية هو وربيبته إسرائيل، لا يمكن أن يأتي بالنتيجة التي أرادها، حين اعتقد انه عندما يضيّق الخناق على المواطن اليمني في معيشته سيدفعه إلى التذمر والخروج على قيادته وتناسى العلاقة الطيبة التي تربط الشعب اليمني بقائده العظيم بسبب مواقفه المشرفة تجاه أبناء غزَّة المظلومين والانتصارات التي قادها ضد التحالف الشيطاني الأمريكي صهيوني بأدواته الإقليمية، لقد استدعى الصهاينة والأمريكان غضب اليمنيين ودفعوهم للخروج وتأييد القيادة أكثر والاستعداد للمواجهة مهما كان الثمن ومهما بلغت التضحيات.
لقد أدرك الرئيس الأمريكي أنه وضع نفسه في موقف محرج، بل إنه أعطى الفرصة للدول المناوئة القفز على الولايات المتحدة وتحييدها عن الاستفراد بقيادة العالم، بل وإنهاء ما علق من في الوعي الجمعي العالمي أنها القوة العظمى التي عجزت أن تواجه قوات اليمن المسلحة وهي دولة نامية.
المعتوه ترامب أدرك أخيرا أنَّه لا يواجه أحزاباً، يمكن أن تغير إرادتها وتتغير قناعاتها أو مطالبها وفقا للمصالح والإغراءات وعلى قاعدة فن الممكن أو الفرص البديلة .. أو نظام سابق يمكن أن يغريه بالعودة للمشهد ويضمن سلامته وسلامة الأموال المنهوبة.. أو أحزاب مؤدلجة قرارها بيد داعميها.. وأدرك أنه أمام رجال صدقوا عهد الله، ولهذا فقد اختصر الطريق بالبحث عن أي اتفاق يحفظ ماء وجهه، لأن المواجهة بالنسبة له مكلفة اقتصاديا ومحرجة سياسيا.
والسؤال الذي يفرض نفسه الآن هو ماذا بعد هذا الاتفاق؟.
وماذا بالنسبة لإخواننا الذين يسمون أنفسهم شرعية الموالين للسعودية وقطر وتركيا والإمارات ومصر وغيرها.. أين موقعهم من الإعراب؟.
خلال شهر من القصف الأمريكي على وطنهم وهم يتسابقون في نشر التهاني والبشائر بالعودة إلى الحكم على ظهور دبابات ترامب ونتنياهو وما هي إلا مسألة وقت . والحقيقة هي أنني لا أظن أن هناك يمنياً يمكن أن يرضى لنفسه أو يقبل أن يكون خادماً أو شاقياً لدى محتل يدمر وطنه ويقتل أبناء جلدته..
الله المستعان.. نحن يمنيون أخوة يجمعنا وطن، نختلف بشرف ونتفق بأخلاق..
تحدثت عن ضلعين من أضلاع مثلَّث ما يسمى ((بالشرعية)) فماذا عن الضلع الثالث ((حراكيش العصر ومن لا قضيَّة لهم إلا أموال الإمارات).. هؤلاء من هم يمنيون نهارا وانفصاليون ليلا ومقدمون رجلاً هنا ورجلاً هناك .. .. وما موقعكم من خارطة الوطن اليمني الطبيعي؟ 22مايو يوم حققه الشعب اليمني باعتبار أن الوحدة كانت مطلباً شعبياً وقدم من أجلها الكثير من الشهداء الأبطال الميامين منذ ما بعد 62م إلى تاريخ توقيع اتفاقية الوحدة وما بعدها.. حيث تم الاستفتاء على الدستور وأجريت انتخابات رئاسية ونيابية وسلطات محلية، وتوحد اليمن بفضل الله وهو يوم ووحدة وجدت لتبقى ولم يعد من حق أحد كائناً من كان أن يدعي الوصاية على الشمال أو الجنوب ومفهوم القضية الجنوبيَّة كان عبارة عن مظلوميات حقوقية يمكن أن تحل بالحوار والاحتكام لدولة المؤسسات .
وختاما نقول إنه من يراهن على ترامب ويتودد “لنتن ياهو” وأنهما ربما سيدعمانه أو سيعيدانه على ظهور دبَّابات ويوصلانه للقصر الجمهوري لحكم الشعب اليمني، فذاك هو المستحيل وأعتقد أنه حلم أو أمنيات، الوطن واحد والانفصال حلم وإذا خرجنا من عباءات الخارج واحتكمنا للعقل ومصالح اليمن العليا، فيمكن أن نتفق نحن اليمنيون وسنتَّفق بإذن الله، وعجلة التاريخ لا يمكنها أن تعود إلى الوراء، يجب أن يفهم الجميع بأن العالم لا يعترف إلاَّ بالأقوياء وأصحاب القيم والمواقف، أما المتسلقون والمتربصون فلا مكان لهم ومكانهم الحقيقي الآن ومستقبلا هو مزبلة التاريخ.

مقالات مشابهة

  • تراجع ترامب.. الأسباب والدوافع والمصير
  • حركة المجاهدين تبارك القصف اليمني لعمق كيان العدو الإسرائيلي
  • السيد القائد يدعو الشعب اليمني للخروج المليوني المشرف يوم غدٍ إسناداً لغزة وثباتاً مع الشعب الفلسطيني
  • السيد القائد يدعو الشعب اليمني للخروج المليوني يوم غدٍ إسنادًا لغزة وثباتًا مع الشعب الفلسطيني
  • السيد القائد: الموقف اليمني المساند لغزة لم ينقص ولم يتراجع أبدًا وهو ثابت على الدوام
  • دار الإفتاء ورابطة العلماء تدعوان الشعب اليمني للاستسقاء يوم غد الجمعة
  • خطة الـ100 يوم.. الحكومة تضع مداخل بغداد على مسار التغيير
  • الأوقاف: الزلازل من جنود الله وآياته التي تقرع بها القلوب
  • هل بات لبنان جاهزًا لركوب قطار التغيير في المنطقة؟
  • المعاصرة: المسار والخيار.. مشاتل التغيير (18)