أهل مصر.. فتيات المحافظات الحدودية يزرن الكتيبة 101
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
زار 200 فتاة وسيدة من المحافظات الحدودية، صباح اليوم، مقر الكتيبة101 بالعريش، ضمن برنامج الزيارات الميدانية التثقيفية للملتقى الثالث عشر لثقافة الفتاة والمرأة، الذي يقام برعاية د. نيفين الكيلاني وزير الثقافة وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، تحت شعار "يهمنا الإنسان"، ضمن خطة التنمية الثقافية بسيناء، وتزامنا مع احتفالات اليوبيل الذهبي لانتصارات أكتوبر المجيدة.
فى كلمته أوضح اللواء أسامة عبد المطلب مساعد قائد الجيش الثاني الميداني سعادته بهذه الزيارة لأنها فرصة عظيمة لشرح الجهود التى بذلتها القوات المسلحة في القضاء على الإرهاب بمحافظة شمال سيناء، كما تحدث عن أسباب اختيار الجماعات الإرهابية لشمال سيناء لتنفيذ العمليات الإرهابية، بجانب دور الدولة فى مواجهة الإشاعات التي تحاول أن تضلل المواطنين.
وأوضح أن عمليات الإرهاب ليست حربا نظامية وليست أيضا عملية قتال لعناصر مسلحة، ولكن مواجهة لجميع التنظيمات بشكل شامل ومتزامن دون تمييز وفى النهاية القضاء على الإرهاب هو الهدف الأسمى. مؤكدا يقظة القوات المسلحة المصرية، و أن سيناء الآن خالية من الارهاب تماما، بالتوازي مع خطة الدولة في التنمية الشاملة لشمال سيناء.
من ناحيتها أكدت د. دينا هويدي مدير عام ثقافة المرأة والمشرف التنفيذي لفعاليات الملتقى، أن زيارة الكتيبة "101" من أهم الزيارات لأنها تحقق الهدف الأول للملتقى وهو تعزيز قيم الولاء والانتماء للوطن وذلك من خلال إلقاء الضوء على الدور الكبير الذى قدمته القوات المسلحة فى تطهير هذه الأرض العزيزة من الإرهاب.
وفى مداخلة مع الحضور من المشاركات بالملتقى أوضحن أنهن كن في البداية متخوفات من هذه الزيارة، ولكن عندما رأين ما حدث في سيناء من تطور وأمان شعرن بفخر شديد لما قدمته القوات المسلحة من مجهود لجعل هذا البلد آمنا، وتم عمل جولة تعريفية عن الأدوات والمعدات والأسلحة التى هزم بها الجيش عناصر الإرهاب، بجانب مشاهدة النصب التذكاري للشهداء.
جاء ذلك بحضور أمل عبد الله رئيس إقليم القناة وسيناء الثقافى، المخرج أحمد السيد عضو اللجنة العليا لمشروع أهل مصر، أشرف المشرحاني مدير فرع ثقافة شمال سيناء وعدد من الإعلاميين.
مشروع "أهل مصر" أحد أهم مشروعات وزارة الثقافة المقدمة لأبناء المحافظات الحدودية، يضم في لجنته العليا المخرج هشام عطوة مستشار وزارة الثقافة لشئون الأنشطة الثقافية والفنية، وتقام فعاليات الملتقى بالعريش بالتنسيق بين الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة د. حنان موسى، وإقليم القناة وسيناء الثقافي، وفرع ثقافة شمال سيناء، والهدف العام للمشروع، تعزيز قيم الانتماء والولاء للوطن من خلال التوعية بتاريخه وتراثه وثقافاته وفنونه، الأمر الذي يسهم بشكل فعّال في بناء الشخصية المصرية، كما يعمل المشروع على التعريف بالثقافة المحلية والتراث بالمحافظات الحدودية بشكل يسهم في الحفاظ على الهوية الثقافية لهذه المحافظات والتأكيد عليها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: يهمنا الإنسان احتفالات اليوبيل الذهبي إنتصارات أكتوبر المجيدة المحافظات الحدودیة القوات المسلحة
إقرأ أيضاً:
الخديعة الثقافية الكبرى بأسيوط
لا أحتاج الكثير من التفكير حتى أدرك أن زيارة وزير الثقافة الدكتور احمد فؤاد هنو الى اسيوط لم تكن سوى عرض سريع يبيع الوهم قبل ان يقدم حلا واحدا للمشهد الثقافي المختنق في المحافظة.
فالجميع سمع ضجيج التصريحات عن بحث انشاء دار اوبرا جديدة كما لو ان اسيوط على حافة نهضة فنية غير مسبوقة.
بينما الحقيقة المؤلمة ان الوزير ومحافظ اسيوط اللواء هشام ابوالنصر يمران على مشكلات قاسية تعيشها قصور الثقافة منذ سنوات ثم يغادران وكأن الامر مجرد مناسبة تليق بالكاميرات لا بالمواطن.
وهنا لا اتحدث عن فكرة الاوبرا في ذاتها بل عن طريقة طرحها وكأنها الانقاذ المنتظر رغم ان اسيوط تحتاج ما هو ابسط واشد عمقا من قاعة عروض تصل تكلفتها لمبالغ طائلة لن يلمس معظم اهل المحافظة انعكاسها في حياتهم الثقافية اليومية.
وكأن اسيوط تنتظر هذه الهدية المنقذة بينما الواقع اليومي يكشف مشكلات ثقافية متراكمة لم يلتفت لها هو ولا محافظ اسيوط اللواء هشام ابوالنصر رغم انهما المعنيان برعاية الثقافة وتطويرها.
واذا كان وزير الثقافة يتصور أنه عبر هذا الإعلان سيكسب إعجاب جمهور الصعيد فهو مخطئ لان المشهد ابسط واشد عمقا من مجرد التقاط صور اعلامية او اطلاق وعد ضخم لا يعرف احد جدواه واقعيا ولا اقتصاديا ولا اجتماعيا.
وزير الثقافة استخدم في زيارته عبارات توحي وكأنه يقدم مشروع نهضة ثقافية بينما الحقيقة من وجهة نظري ليست اكثر من استهلاك اعلامي متسرع وربما محاولة لصناعة حضور سياسي سريع في صعيد مصر خصوصا مع الحديث المتكرر عن انشاء اول دار اوبرا في المحافظة من دون توضيح الاسباب او دراسة الاحتياجات الحقيقية للثقافة في اسيوط.
وانا هنا لا أرفض فكرة الفن الراقي ولا اقلل من قيمة الاوبرا لكني اتساءل بوضوح كم من اهل اسيوط سيستفيدون فعليا من مشروع كهذا في ظل نقص الموظفين في قصور الثقافة وغياب الانشطة الجاذبة للشباب وتوقف بعض المواقع الثقافية التي تعاني الفساد الاداري والمحسوبية والتقاعس.
الثقافة في اسيوط تحتاج علاجا جذريا لا مسكنات شكلية وما قاله الوزير خلال الزيارة كان يمكن ان يبدو محترما لو انه ربط الحلم الثقافي بواقع المراكز والقرى التي ما زالت مواقعها الثقافية تقاتل من اجل البقاء.
فهناك اماكن محرومة من الثقافة ومازالت تواجه خصومات ثارية وأخري مناطق نائية قرب الظهير الصحراوي ومع ذلك لم يقدم وزير الثقافة حلولا لوصول الثقافة اليها.
وكذلك عدم تقديم محتوى يحاول احتضان البسطاء والاطفال وتثقيفهم وتوعيتهم لكنه أعلن بإنشاء دار أوبرا في أسيوط أمام تراجع العمل الثقافي بسبب نقص الكوادر وعدم تفعيل البرامج الحيوية للشباب وتراجع دعم الانشطة التي تناقش قضايا العصر بدلا من التركيز على بروتوكولات مملة.
وزير الثقافة بدا وكانه يعيد انتاج القديم بطريقة متكررة فالتقليد لا يصنع ثقافة جديدة والتجربة داخل اسيوط تثبت ان صعيد مصر ليس بحاجة لعنوان مثل دار اوبرا بقدر حاجته لثورة حقيقية داخل قصور الثقافة القائمة ثورة تكسر فكرة ان الثقافة منتج لفئة واحدة من المثقفين فقط بل مشروع مجتمعي يقوم على بناء وعي واسع في التعليم الفن الابداع والانتماء.
وهنا اذكر أن الصعيد عرف رفاعة الطهطاوي التي سرقت مخطوطاته ومازال يئن في قبره لعدم الكشف عن السارق وكذلك عرف الصعيد الدكتور طه حسين والشيخ عمر مكرم مفجر اول ثورة ثقافية وكلهم صنعوا حضورا استثنائيا من قلب الجنوب ولم يحتاجوا لصروح اسمنتية بقدر ما احتاجوا فكرا يؤمن بالمجتمع وينهض به.
محافظ اسيوط اللواء هشام ابوالنصر يبدو هو الاخر بعيدا عن نبض المحافظة فهو تحدث خلال المجلس التنفيذي عن دراسة انشاء دار اوبرا اولى في صعيد مصر وكأنه لا يرى ان الثقافة هناك تختنق بالفساد الاداري ونقص الموظفين وتهديدات اغلاق مواقع ثقافية مهمة.
وزيارة وزير الثقافة كانت فرصة ذهبية لإطلاق حلول فورية لكنها تحولت الى احتفال بتصريحات لا تسمن ولا تغني عن شيء ثم يغادر سيادته من دون ان يلمس الجوهر الحقيقي لهذه الازمة او يواجه ما يعانيه المواطن الاسيوطي في الواقع.
من موقعي كمواطن وكمهتم بالشأن الثقافي اقول ان الثقافة مسؤولية لا تحتمل الاستعراض وان احتفال وزير الثقافة بفكرة دار اوبرا في اسيوط هو مشروع فاشل اذا لم يسبقه اصلاح حقيقي لمشاكل قصور الثقافة تعزيز الكوادر مواجهة الفساد تطوير الانشطة التي تجذب الشباب التركيز على قضاياهم دعم الخريجين تدريبهم .
واعادة توجيه الثقافة نحو التنمية لا نحو ترف نخبوي قد لا يجني ثماره سوى عدد محدود جدا من الاشخاص بينما الغالبية ستظل بعيدة عن هذا الصرح الذي سيكلف الدولة اموالا ضخمة قد تذهب هباء ولذلك يبدو الامر اهدارا محتملا للمال العام اذا لم يتم ترتيب الاولويات بعقلانية.
انا لا اطالب بمنع المشاريع الفنية الراقية بل اطالب وزير الثقافة بوعي حقيقي يدرك ان اسيوط تحتاج خططا تستعيد المكانة الثقافية التي عرفتها منذ قرون وان رجل الدولة لا يجوز ان يكرر الخطأ ذاته في كل زيارة وان الفخر الحقيقي هو اصلاح البنية الثقافية من جذورها وليس التقاط صور مع وعد بقاعة موسيقية قد لا تعني شيئا للجمهور.
وأرجو من وزير الثقافة ان يعيد التفكير قبل اتخاذ خطوات تنفيذية وان يراجع كل ما قيل في هذه الجولة لان الثقافة ابعد بكثير من مساحة اعلامية عابرة.
اخيرا هذه دعوة صادقة لوزير الثقافة الدكتور احمد فؤاد هنو ومحافظ اسيوط اللواء هشام ابوالنصر لاعادة تقييم ما قدموه خلال هذه الزيارة واعتبارها انذارا مبكرا لا ينبغي تجاهله فصعيد مصر يستحق رؤية ثقافية حقيقية تقوم على اصلاح جذري وتطوير شامل ومواجهة الفساد وتفعيل قصور الثقافة واحتضان الشباب وابتكار انشطة واقعية.
أما الأوبرا فلن تكون سوى بناية صامتة اذا لم نجد الثقافة الحية التي تعيد للناس ثقتهم في ان الدولة تعرف فعلا ماذا يعني ان تنهض الثقافة في صعيد مصر حيث الحضارة التاريخ والمستقبل معا.