موقف الصين من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
تشو شيوان **
أجواء مشحونة ومضطربة عاشتها شعوب الشرق الأوسط إثر الصراع الأخير الذي حدث بين إسرائيل والفلسطينيين، ولو نظرنا للصورة من منظور شامل، نجد أنَّ الأبرياء وحدهم من يدفعون الثمن، وهذا حال الحروب والصراعات في كل مكان، ولكن استمرار الصراع بين الجانبين طيلة هذه العقود من الزمن دون إيجاد حلول جذرية وسلمية هو مأساة لشعوب المنطقة.
وخلال المشاورات الطارئة التي عقدها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الأحد من هذا الأسبوع، حول الوضع الفلسطيني الإسرائيلي، أعرب تشانغ جيون مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة عن موقف الصين حول الوضع الفلسطيني الإسرائيلي الراهن، ودعا جميع الأطراف المعنية إلى ممارسة ضبط النفس وتجنب المزيد من تصعيد الصراع، في حين أعربت الصين عن قلقها البالغ إزاء الاشتباكات العنيفة بين إسرائيل والفصائل المسلحة في غزة والتي أسفرت عن عدد مأساوي من الضحايا المدنيين. كما أعربت الصين عن قلقها العميق إزاء احتمال زيادة تدهور الوضع، وأدانت جميع أعمال العنف والهجمات ضد المدنيين. ودعت الصين جميع الأطراف المعنية إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتجنب المزيد من تصعيد الصراع والتوصل إلى وقف لإطلاق النار في أقرب وقت ممكن، مؤكدة أنَّه على جميع الأطراف الالتزام باحترام القانون الإنساني الدولي والامتناع عن شن هجمات وتدمير المرافق المدنية. وأشارت الصين إلى أنَّ الوضع الحالي هش للغاية، وأكدت أن الصين تدعم التوسط الذي يمارسه الأمين العام للأمم المتحدة والبلدان ذات الصلة لتهدئة الوضع في أقرب وقت مُمكن.
وينبغي أن يظل مجلس الأمن يُراقب عن كثب وأن يكون على استعداد لاتخاذ الإجراءات اللازمة في أي وقت لتعزيز الحوار وتحقيق وقف لإطلاق النار واستعادة السلام، وقد أوضحت الصين أن الوضع الفلسطيني الإسرائيلي عرف أزمات عدة وذلك يعود أساسا إلى انحراف عملية السلام في الشرق الأوسط عن المسار الصحيح، والتآكل المستمر لأساس حل الدولتين، وعدم التنفيذ الفعال لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. ودعت الصين المجتمع الدولي والأطراف المعنية إلى التركيز على كسر الحلقة المفرغة، وتجاوز الإدارة الجزئية للأزمة، وبذل جهود ملموسة لتعزيز حل الدولتين.
هذا ما جاء من تصريحات وردود فعل رسمية للصين ومن خلال قراءة الخطاب الصيني تجاه القضية، نجد فيه ضرورة حماية المدنيين والممتلكات العامة والمدنية بأي شكل من الأشكال، فهؤلاء الأبرياء هم من سيعانون على المدى الطويل والقصير، وأيضًا نجد تركيزا واضحا على أن الحل يكمن بحل الدولتين وتأسيس دولة للفلسطينيين وهذا لا يتطلب قبول الطرفين فقط بل يحتاج لجهود كبيرة من المجتمع الدولي للوصول لهذا الهدف وبأسرع وقت مُمكن، ومن وجهة نظري أننا أمام قضية لها وزنها وتأثيرها المباشر على المنطقة ويجب أيضًا أن تتعاون دول المنطقة وأقصد دول الشرق الأوسط والدول العربية لإيجاد تقارب في الرؤى ووضع آلية عمل واضحة لحل القضية الفلسطينية الإسرائيلية لكونها قضية المنطقة الرئيسية وتؤثر وتلقي بظلالها على جميع مناحي الحياة.
المجتمع الدولي يجب أن يتحرك بحزم تجاه القضية الفلسطينية الإسرائيلية والعزم بجدية لإيجاد أرضية تفاوض مناسبة لجميع الأطراف ووقف استنزاف الأرواح، والمجتمع الدولي سيجد في الصين شريكا يراعي ويدعم السلام ولن تجده يومًا يقف طرفًا في قضية تخص شعب وأمة بل تترك لهم حرية إصلاح ما بينهم وتدعم توافقهم وتحثهم على السلام، وهذا ما على الكثير من الدول أن تقوم به بدلًا من تأجيج الوضع أو تهويله.
الصين ستبذل أقصى جهودها لتطبيق مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي، وتعمل على الحفاظ على السلام والتنمية والاستقرار في العالم بشكل عام، وبخصوص عملية السلام في الشرق الأوسط، وذلك من أجل خلق بيئة مواتية للتنمية إقليميًا ودوليًا.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الصين تخزن الرؤوس النووية بأسرع معدل في العالم وتصل الى 600 رأس نووي
يونيو 17, 2025آخر تحديث: يونيو 17, 2025
المستقلة/- تُنمّي الصين مخزونها من الرؤوس النووية بوتيرة أسرع من أي دولة أخرى، وفقًا لبحث نُشر حديثًا.
وقدّر تقريرٌ نشره معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI) يوم الاثنين أن الصين تمتلك الآن ما لا يقل عن 600 رأس نووي، مع إضافة حوالي 100 رأس نووي سنويًا إلى مخزونها منذ عام 2023.
وفي مؤتمر صحفي دوري لوزارة الخارجية يوم الاثنين، رفض المتحدث باسم الوزارة، قوه جيا كون، التعليق على التقرير، لكنه قال: “لطالما التزمت الصين باستراتيجية الدفاع عن النفس النووية، وحافظت دائمًا على الحد الأدنى من قواتها النووية اللازم للأمن القومي، ولم تشارك في سباق التسلح”.
وأكد قوه أن الصين تلتزم بسياسة عدم المبادرة باستخدام الأسلحة النووية في أي وقت، وأنها لن تستخدم أو تهدد باستخدام الأسلحة النووية ضد الدول غير النووية.
وأضاف: “ستواصل الصين التزامها الراسخ بحماية مصالحها الأمنية المشروعة والحفاظ على السلام والاستقرار العالميين”.
بالمعدل الحالي للزيادة، قد تمتلك الصين 1500 رأس نووي بحلول عام 2035. وهذا يقارب ما تمتلكه روسيا والولايات المتحدة حاليًا من رؤوس حربية جاهزة للاستخدام في وقت قصير.
إن إجمالي مخزونات الأسلحة لدى روسيا والولايات المتحدة، والتي تشمل الأسلحة الجاهزة للاستخدام والرؤوس الحربية المُعلّقة، أكبر بكثير. ووفقًا لبحث معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، تمتلك روسيا 5459 رأسًا حربيًا بينما تمتلك الولايات المتحدة 5177 رأسًا. وتمتلك الدولتان حوالي 90% من المخزون العالمي.
في العام الماضي، وافقت الولايات المتحدة على استراتيجية نووية جديدة تُركز على التهديد الصيني.
يُعتقد أن الصين تمتلك 24 رأسًا نوويًا مُثبتة بالفعل على صواريخ أو في قواعد تضم قوات عملياتية، مما يعني أنه يُمكن نشرها في وقت قصير جدًا.
وسّع شي جين بينغ، الزعيم الصيني، الترسانة النووية للبلاد بوتيرة أسرع من أي زعيم صيني آخر. جادل قادة سابقون، مثل دينغ شياو بينغ، بأن الصين لا تحتاج إلا إلى احتياطيات متواضعة لتكون رادعًا للخصوم المحتملين.
تُثير القدرات النووية الصينية قلقًا خاصًا لدى تايوان، الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي والتي تدّعي الصين أنها جزء من أراضيها. وقد عزمت بكين على “توحيد” تايوان مع جمهورية الصين الشعبية، باستخدام القوة عند الضرورة. ويجادل باحثون صينيون بأن امتلاك رادع قوي، كالأسلحة النووية، يمكن أن يمنع أي طرف ثالث من التدخل في أي صراع. ويُعدّ خطر التدخل الأمريكي دعمًا لتايوان أحد العوامل التي تُبقي الحرب بعيدة المنال.
ولاحظ مؤلفو التقرير أن عدد الرؤوس الحربية التي تُفكّك سنويًا يتناقص، بينما تتسارع وتيرة نشر الأسلحة النووية الجديدة.
وقال هانز م. كريستنسن، الزميل المشارك في معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام: “إن عصر التخفيضات في عدد الأسلحة النووية في العالم، الذي استمر منذ نهاية الحرب الباردة، يقترب من نهايته”.
يجري بناء مئات من منشآت الصواريخ الباليستية العابرة للقارات (ICBM)، وهي صواريخ بعيدة المدى تُستخدم لحمل الأسلحة النووية، في حقول صحراوية شمال الصين. ووفقًا للتقرير، تضم ثلاث مناطق جبلية شرق الصين أيضًا صوامع صواريخ باليستية عابرة للقارات.