صحيفة البلاد:
2025-05-27@21:43:49 GMT

المصارعة الحرة

تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT

المصارعة الحرة

الإعلام الغربي أبعد ما يكون عن الحياد والموضوعية. يمكن الكشف عن هذا، بل هو يكشف عن نفسه، في أيام الأزمات، مثل الحرب الدائرة الآن بين إخواننا الفلسطينيين والعدو الصهيوني. ويمكن استعارة الصورة المجازية من مباريات المصارعة الحرة القديمة التي كان يعلّق عليها الأستاذ إبراهيم الراشد وتعيد بثّها قناة “ذكريات” السعودية الجميلة التي تبثّ البرامج القديمة.

بالمناسبة فكرة هذه القناة جميلة ومفيدة في الوقت نفسه إذ تتيح للمشاهد التأمل وعقد المقارنات المثيرة التي لا تنتهي بين الماضي والحاضر، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى الوعي بما يمكن أن يعنيه التاريخ وبالتالي الحقيقة؛ أو في أضعف الإيمان -على الأقل – الخروج بالصورة المجازية هذه التي أتحدث عنها.

الإعلام الغربي مثل حكم المصارعة في المباريات الرباعية ،فعندما يشتدّ الصراع بين المتصارعيْن الاثنيْن داخل الحلبة ، يتدخّل أحد المصارعين الموجودين خارج الحلبة لنجدة زميله المغلوب على أمره ، فتلقائياً يأتي المتصارع الآخر المنافس ويدخل الحلبة لنجدة زميله الذي يتعرّض للضرب من متصارعيْن اثنيْن، لكن الحَكَم هنا يحجز المتصارع الأخير هذا ويمنعه من الدخول للحلبة ويدير ظهره عن الطرف الآخر في وسط الحلبة حيث يتعرّض ذلك المسكين لكل أنواع الضرب من لاعبيْن اثنيْن. لا يوضّح إبراهيم الراشد، الذي يعلّق بلغة عربية حماسية رصينة، ما إذا كان الحكم يتظاهر بالتغافل عن المخالفة الظالمة التي يراها المشاهد خلف ظهره أم أن الحكم فعلاً لا يعرف ما يحدث. وتستمر اللكمات على المصارع الواحد المسكين الذي ينتظر النجدة التي لا تجيء.

المتابع للإعلام الغربي يشعر بنفس المرارة والظلم الذي يشعر به المشاهد للمصارعة الحرة هذه ،لأن هذا الإعلام الغربي المنحاز للظلم ، يتعامل مع هذه الحرب وكأن الصهاينة هم المغلوبون على أمرهم ،
والفلسطينيين هم المحتلّون للأرض ، فيركّز فقط على ما يفعله الفلسطينيون بأسلحتهم التقليدية التي استخدموا فيها الطيران الشراعي والمشي على الأقدام وتمكّنوا فيها من إهانة -غير مسبوقة- لم يعرفها العدو الصهيوني في تاريخه، وفي الوقت نفسه يغفل فيها عن الطائرات الاسرائيلية ذات التقنية العالية التي تدكّ المنطقة الأكثر ازدحاما في العالم ويتناسى أجهزة الرصد الحسّاسة والدقيقة التي تصدر الإنذار السريع بمجرد اقتراب قطّة من السور العازل بين غزّة والكيان الصهيوني.

لا يهتم هذا الإعلام بالدعم العسكري الذي تقدمه أمريكا وبريطانيا وأوروبا كلّها، بل وحتى أوكرانيا، ولا يهتم بالسياق الذي حدثت فيه هذه الأزمة والحصار الظالم للمدن الفلسطينية وتجاوزات المستوطنين العنصرية وخاصة في الأيام التي سبقت اندلاع هذه الحرب ، والمضايقات المستمرة للمصلين في المسجد الأقصى وكل أنواع الظلم والعربدة التي يمارسها الجيش الصهيوني طوال هذه السنوات. يركّز فقط على أي تصرّف يقوم به الفلسطيني للدفاع عن أرضه وعرضه وكرامته، فيعزله عن السياق التاريخي للصراع ،ويضخّمه في آلته الإعلامية المسيّطرة على الأخبار والتقارير ، فتبدو للمتابع وكأن الفلسطيني هو المحتلّ الظالم والإرهابي الذي يجب مواجهته، وفي نهاية الأمر تبرير القضاء عليه بدعوى أن ما يفعله جيش الاحتلال هو مجرد دفاع عن النفس. لذا على العالم ألا يهتم بما يحدث لغزة في الأيام القادمة.

khaledalawadh@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

توازن دقيق بين الدبلوماسية والردع.. الكرملين بين مسودة السلام وضغوط الخطاب الغربي

البلاد – موسكو
في تصريح يعكس جدية تجاه المسار التفاوضي مع أوكرانيا، أعلن الكرملين أن العمل لا يزال جارياً على إعداد مسودة روسية لمذكرة سلام محتملة لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات. هذا الإعلان، رغم ما يحمله من نبرة دبلوماسية، يأتي وسط تصاعد في الشكوك الغربية بشأن نوايا موسكو الحقيقية، وتعقّد المشهد السياسي الدولي بين دعوات التهدئة وتلويح بالعقوبات والردع.
المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أقر بأن المسودة لم تُقدم بعد، لكنه وصفها بـ”الوثيقة الجادة”، ما يشير إلى رغبة روسيا في الاحتفاظ بأوراق تفاوضية مفتوحة دون الدخول الفوري في التزامات واضحة. هذا النوع من الرسائل المزدوجة يعكس تقليدًا روسيًا في إدارة الملفات الحساسة، حيث يُستخدم الغموض المدروس كأداة ضغط وتكتيك تفاوضي في آنٍ واحد.
من جهة أخرى، تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بأن بوتين “أصيب بالجنون التام”، تشكل جزءاً من تصعيد خطابي لا يخلو من الحسابات السياسية الداخلية في الولايات المتحدة، لكنها تضع موسكو أمام معضلة: كيف تستجيب لاتهامات تمس شخص الرئيس دون أن تفسد المناخ التفاوضي الهش. رد الكرملين، الذي وصف هذه التصريحات بأنها “عاطفية”، يعكس حرصاً على إبقاء باب الحوار مفتوحاً مع واشنطن، خاصة مع الدور الذي يلعبه ترامب في خلفية مفاوضات السلام، والذي أقر به بيسكوف نفسه.
وبينما تؤكد موسكو أن لا مصلحة لها في إطالة أمد الحرب، يشير العديد من المراقبين إلى أن خطوات مثل تبادل الأسرى – الذي تم بنجاح مؤخرًا بين الطرفين – تُستخدم كإشارات تهدئة أكثر من كونها مؤشرات على قرب الوصول إلى تسوية نهائية.
الواقع أن روسيا تدير هذا الملف بين مستويين: مستوى ميداني لا تزال فيه متماسكة استراتيجياً على الجبهات، ومستوى سياسي تحاول من خلاله كسب الوقت وإعادة تموضعها إقليميًا ودوليًا، خصوصاً في ظل تآكل الدعم الشعبي الغربي الطويل لأوكرانيا وتغير أولويات بعض الحكومات الأوروبية.
ولا تزال مسودة السلام الروسية غير واضحة المعالم، وربما ستظل كذلك لفترة، لكن الثابت أن موسكو تحاول إعادة صياغة شروط اللعبة السياسية عبر بوابة “المبادرة”، حتى وإن كان ذلك ضمن إطار تفاوضي مشروط وغير مضمون النتائج.

مقالات مشابهة

  • تأملات في الصمت العربي والهتاف الغربي لغزة
  • صحار.. الميناء الأسرع نموًا في العالم
  • الطيب: حملات الإعلام الغربي تهدف لتدمير الأسرة والقيم الإسلامية والتشكيك في الحضارة الشرقية
  • عبدالله تقدم باقتراح قانون حول مناطق التكنولوجية الحرة
  • مفاوضات (خليجية – ماليزية) للتجارة الحرة
  • توازن دقيق بين الدبلوماسية والردع.. الكرملين بين مسودة السلام وضغوط الخطاب الغربي
  • مجلس النواب يوافق على اتفاقية التجارة الحرة بين مصر وصربيا (تفاصيل)
  • مجلس النواب يوافق على اتفاقية التجارة الحرة بين مصر وصربيا
  • شاهد بالفيديو.. خلال مقابلة تلفزيونية.. الناشط فايز الطليح: (أي بنت ما عندها جضيمات وعاوزة تكون نايرة زي منى زكي تقع مديدة الحلبة)
  • القادسية بطل درع التميز العام في المصارعة لموسم 2024-2025