اعترف قيادي في ميليشيا الحوثي أن السلطات السورية أبلغت ممثلي الميليشيا بإخلاء السفارة اليمنية في دمشق، معتبراً ذلك فشلاً لهم في "الاختبار الوحيد لتمثيلنا في العلاقات الدولية".

وقال خالد العراسي، وهو قيادي في الميليشيا ومدير في وزارة المالية التابعة لها: "للأسف الشديد فشلنا في الاختبار الوحيد لتمثيلنا في العلاقات الدولية"، موضحاً أنه "قبل أربعة أيام أصدرت القيادة السورية قراراً بإغلاق سفارتنا في دمشق واليوم بعد انتهاء الحداد أوصلوا القرار إلى سفارتنا".

وأضاف: "قرار إغلاق سفارة ليس قراراً سهلاً أو عادياً، والموضوع يشكل فاجعة، لأن معناه أننا فشلنا في إطار التمثيل الدبلوماسي على الرغم من أنها سفارتين لا أكثر" في دمشق وطهران.

وقال العراسي إن ما "حدث هو نتيجة طبيعية للاختيارات الفاشلة، حيث ثم اختيار طاقم دبلوماسي لا تربطه أي علاقة بالدبلوماسية والسياسة الخارجية وكان معيار المجاملات والمحسوبية هو الأساس في التعيينات".

وأشار إلى أن "المعينين كانوا من اختيار وتزكية محمد عبدالسلام فليته و أحمد حامد، ودور شكلي لحسين العزي وهو التوقيع على الترشيح فقط، وهذا الذي جعلني أتفاجأ، فكيف لهؤلاء وهم من قادة المسيرة أن لا يحسنوا الاختيار لهذه الدرجة".

وأضاف العراسي مستغرباً: "دولة يربطنا معها محور مقاومة تغلق سفارتنا وتطرد دبلوماسينا!؟، هذا معناه أنهم ارتكبوا أخطاء لا تغتفر وليست مجرد هفوات عابرة. أنا مذهول لدرجة أنني لا أقوى على التفكير بالموضوع. كيف سنعمل عندما نصبح دولة معترف بها عالميا؟. ما هذا اللعب وما هذه السخافة؟".

وتابع: "لقد أخفق وأخطأ دبلوماسيينا كثيرا، ووجهت الخارجية السورية لخارجيتنا أكثر من خطاب، لكن يبدو أن المعنيين كانوا مشغولين بتويتر والإعلام"، وقال إن ما حدث "مؤامرة لتشويه المسيرة وضرب العلاقة بالحلفاء بعد ضرب الحاضنة الشعبية داخليا".

واستطرد العراسي: هناك "فشل مؤسسي داخلي وفشل سياسي خارجي"، معتبراً ذلك خسارة للجماعة التي لا يعرف العالم شيء عنها وفق قوله.

وعين الحوثي ممثلاً له في دمشق في العام 2016، عقب انقلاب جماعته وسيطرتها على الدولة، مستغلاً أن الحكومة اليمنية كانت قاطعت النظام السوري في العام 2011، ردا على المجازر التي ارتكبها نظام الأسد ضد شعبه.

وخلال السنوات الماضية نشرت تقارير عدة عن فساد قيادات الميليشيا المعينين في السفارة بدمشق، حيث سبق أن نهب المشرف الحوثي على السفارة ياسر المهلهل والذي يعد بمثابة الرجل الأول فيها وضابط الأمن الوقائي الحوثي عمار إسماعيل تبرعات بقيمة مليون دولار لإغاثة متضرري الزلزال الذي ضرب شمال سوريا، وجمعت من حلفائها في إيران وصنعاء والبحرين، بحسب مصادر إعلامية.

ومطلع سبتمبر الماضي التقى وزير الخارجية اليمني "أحمد عوض بن مبارك"، مع نظيره السوري "فيصل المقداد"، لأول مرة منذ عام 2011، في وقت كانت ما تزال سفارة اليمن في دمشق بيد مليشيا الحوثي.

وقالت وكالة الأنباء الرسمية سبأ، إن اللقاء جاء على هامش اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في القاهرة، وبحث العلاقات الثنائية بين البلدين ومستجدات الأوضاع في المنطقة.

وكان اليمن ضمن الدول العربية التي قاطعت النظام السوري دبلوماسيا، عقب اندلاع الثورة في سورية عام 2011.

وسلم النظام السوري سفارة اليمن في دمشق للحوثيين نهاية عام 2015، وهو ما اعتبره الجانب اليمني الحكومي مخالفة لكل المواثيق والاتفاقيات الدولية ذات الصلة.

وفي نوفمبر 2020، أعلنت مليشيا الحوثي تعيين الإعلامي عبد الله علي صبري سفيرا لها في دمشق خلفا للقانص.

وسبق أن أعلنت الحكومة اليمنية بدء ملاحقة 3 من قيادات من مليشيا الحوثي تتهمهم بـ"انتحال صفات دبلوماسية في إيران وسورية".

والثلاثة هم إبراهيم الديلمي (سفير الحوثيين لدى إيران)، ونايف القانص، وعبد الله علي صبري.

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: سفارة الیمن فی دمشق

إقرأ أيضاً:

دمشق ترحب بتخفيف العقوبات الأمريكية.. خطوة نحو إنعاش الاقتصاد السوري

أعربت وزارة الخارجية السورية، اليوم السبت، عن ترحيبها بقرار الإدارة الأمريكية القاضي بتخفيف العقوبات عن سوريا.

وكانت وزارة الخزانة الأمريكية، قد أعلنت أنها أصدرت قرارا بتخفيف العقوبات التي فرضتها واشنطن على سوريا خلال فترة حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد.

وأوضحت الوزارة، عبر بيان نُشر على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" أنها تعتبر القرار "خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح للتخفيف من المعاناة الإنسانية والاقتصادية في سوريا".

وأضافت أنّ: "دمشق تمد يدها لكل من يرغب في التعاون، على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وتؤمن بأن الحوار والدبلوماسية هما السبيل الأمثل لبناء علاقات متوازنة تحقق مصالح الشعوب وتعزز الأمن والاستقرار في المنطقة".

بدوره، قال وزير الخارجية في الحكومة السورية الانتقالية، أسعد الشيباني، عبر منشور على موقع التواص الاجتماعي "إكس": "نعد شعبنا بمزيد من النجاحات في الأشهر المقبلة، استكمالا للقرارات المتتالية برفع العقوبات الأمريكية والأوروبية عن سوريا".

وأضاف الشيباني: "تستحق سوريا وشعبها مكانة عظيمة، وبلدا مزدهرا، وتمثيلا يليق بها على الساحة الدولية". فيما كان وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، قد قال إنّ: "قرار تخفيف العقوبات على سوريا يعد أمرا بالغ الأهمية لها للمضي قدما".

وأضاف روبيو، كذلك، عبر منشور على موقع التواصل الاجتماعي "إكس": "الولايات المتحدة أصدرت إعفاء من العقوبات بموجب قانون قيصر من أجل زيادة الاستثمارات والتدفقات النقدية التي ستُسهّل الخدمات الأساسية وإعادة الإعمار في سوريا".

وتابع: "نحن ندعم جهود الشعب السوري لبناء مستقبل أكثر إشراقا". وقال خلال تصريحات إعلامية سابقة، إنّ: "الولايات المتحدة ستصدر إعفاءات من العقوبات المفروضة على سوريا ولا تنوي إلغاءها بشكل كامل في الوقت الراهن".

وأوضح روبيو: "جوهر هذه العقوبات قانوني بموجب قانون قيصر"، مردفا: "لقد طلب منا أعضاء الكونغرس من كلا الحزبين استخدام سلطة الإعفاءات في هذا القانون وهذا ما ينوي الرئيس القيام به".

ولفت روبيو، إلى أنه يتعين تجديد الإعفاءات كل 180 يوما، مضيفا في الوقت نفسه أنهم يأملون في إلغاء الإعفاءات في نهاية المطاف لأن احتمال عودة العقوبات كل ستة أشهر يشكل رادعًا للاستثمار.


تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، كان قد أعلن خلال زيارته إلى السعودية ضمن جولته الخليجية، في وقت سابق من مايو/ أيار، أنه سيأمر برفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا.

وأشار ترامب إلى أن العقوبات التي كانت مفروضة على سوريا كانت "قاسية"، حيث أكّد أنّ: "الخطوة تأتي من أجل منح سوريا فرصة للوصول إلى العظمة".

وأورد ترامب: "سوف آمر بوقف العقوبات على سوريا من أجل منحها فرصة للوصول إلى العظمة"، مسترسلا: "كانت العقوبات قاسية ومُشلّة، ومع ذلك، كانت مهمة حقًا في ذلك الوقت، ولكن الآن حان وقت تألقهم".

إلى ذلك، تابع ترامب بالقول: "لذا أقول بالتوفيق يا سوريا، وأرينا شيئًا مميزًا جدًا كما فعلوا، بصراحة، في المملكة العربية السعودية".

مقالات مشابهة

  • العثور على جثة الصحفي السوري محمد خيتي
  • مقتل قيادي ميداني واثنين من عناصر القاعدة في أبين جنوبي اليمن
  • قيادي حوثي سابق يكشف عن فساد مهول في وزارة الصحة ويتهم المتوكل بإنشاء صندوق خاص لنهب الأموال
  • قيادي بالشعب الجمهوري: تعديلات قانون الانتخابات خطوة لتمثيل عادل يواكب التغيرات السكانية
  • قيادي انتقالي: ضغوط سعودية لتسليم شبوة لـ”درع الوطن”.. وتخوف من اجتياح “حوثي” محتمل 
  • دمشق ترحب بتخفيف العقوبات الأمريكية.. خطوة نحو إنعاش الاقتصاد السوري
  • الاستثناء السوري عربيا
  • تصاعد انتهاكات الحوثيين ضد الصحفيين والناشطين في اليمن
  • أبرز الهجمات التي نفذتها جماعة الحوثيين على إسرائيل عام 2025
  • عضو سابق بجهاز الخدمة السرية الأمريكي: إطلاق النار بواشنطن مؤسف ويكشف خللًا خطيرًا