مضت بهم رحلة الحياة، بلغوا نحو السبعين عاماً، أقل أو أكثر قليلاً، خاضوا تجارب وشاهدوا أحداثاً، لكن وحدها حرب السادس من أكتوبر من عام 1973 تستقر فى موضع فريد من ذاكرتهم، لا تشوشها وقائع الحياة اليومية المتسارعة ولا تجتزئ منها شيئاً سنوات العمر الطويل.

مع ملامسة عقارب الساعة للثانية بعد ظهر ذلك اليوم المشهود قبل نصف قرن، كان كل منهم فى نقطة مختلفة، لديه أحلامه وأفكاره ومشروعات حياته التى يفكر بها، لم يجمعهم إلا شىء وحيد، وهو رغبة الثأر التى تستقر فى كل القلوب حينذاك.

بعضهم كان على الجبهة جندياً يحمل السلاح متأهباً للحظة الصفر، وبعضهم كان فى الجامعة أو البيت أو العمل، بعضهم كان من القاهرة وأحيائها وضواحيها، وبعضهم كان يستقر فى الصعيد أو بحرى أو مدن وقرى الدلتا العتيقة، اختلفت الانتماءات الجغرافية وتنوعت الثقافات، لكن المعركة وحدها كانت الأرض المشتركة التى تجمع كل هؤلاء.

فى الذكرى الخمسين لحرب أكتوبر المجيدة، ذهبنا إلى هؤلاء، إلى شهود النصر الذين عاشوا هذه الأيام، وما زالوا يحتفظون بأدق الذكريات والتفاصيل، ذهبنا إليهم لنروى قصصهم ونُوثِّق حكاياتهم، كجزء رئيسى من تاريخ مصر ولحظة مجدها الكبرى فى تاريخها الحديث كله.

مشاعر الفخر والاعتزاز والكرامة الوطنية سيطرت على كل الأحاديث والذكريات، بعضهم بكى من شدة التأثر كأن الحرب كانت بالأمس وليس قبل نصف قرن كامل، لكن لم تكن الدموع وحدها، فالفرحة أيضاً كانت حاضرة، والابتسامات على الشفاه والعيون، والضحك العالى أحياناً، قد تخلل بعض المواقف والقصص.

مشاعر حية، طازجة، طاغية، لم تُدفن ولم تُطمس ولم تدرجها الرياح فى مغبة الزمن وحركة الحياة. مشاعر محفوظة فى قلوب هؤلاء وقصصهم.. حاولنا أن ننقلها فى هذا الملف الصحفى الخاص احتفاءً بنصرنا المجيد، وتوثيقاً لتاريخ لا يضيع، ودروس حياة لأجيال جديدة من حقها أن تعرف وتقرأ وتسمع ممن كانوا شهود عيان على النصر العظيم.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حرب أكتوبر حرب الاستنزاف ملحمة العبور خط بارليف الجيش الذي لا يقهر

إقرأ أيضاً:

التسول.. أنتم السبب

عبر فيديو منشور على صفحته الشخصية على "الفيس بوك" حذر الشيخ أسامة الفيل أحد علماء الأزهر الشريف من إعطاء أموال للمتسول الذي يقف عند باب المسجد وقال: إن ظاهرة التسول المسئول عنها هم من يعطونهم كلما رأوهم وهم لا يعرفون إذ كانوا يستحقون أم لا. وأضاف بقوله: أنتم السبب في انتشار ظاهرة التسول.

وأضاف إذا كنا نريد إخراج الصدقات والزكوات فيجب أن نبحث عمن وصفوا بأنهم تحسبهم أغنياء من التعفف، وليس هؤلاء الذين يتخذون التسول حرفة لجمع الأموال. وتساءل مندهشًا عمن توضأ وجاء لصلاة الجمعة واستمع للخطبة ودعا ربه ثم يخرج ويعطي أحد المتسولين الذي لم يتوضأ ولم يصلي نقودًا طالبًا منه أن يدعو له.

كلام الشيخ الذي ووجه بانتقادات ممن يرون أن عمل الخير بحسن النوايا ولا يجب أن نرد سائلاً.. هو كلام من وجهة نظري دقيق ويوصف الحقيقة لأنني شخصيًا كان يرق قلبي للمتسولين في الشارع إلى أن رأيت مشهدًا بالصدفة جعلني أغير قناعاتي تمامًا عند علمت أن هؤلاء المتسولين جماعات منظمة يديرهم أحد الأشخاص، وهم يعملون بنظام "الورديات".

زاد المتسولون فى شوارعنا فى الآونة الأخيرة، فأنت لا محالة مطارد إذا ما توجهت إلى أحد المطاعم أو المحلات، أو حتى ترجلت سيرًا على الأقدام فى الشوارع، لا يكتفي المتسول بطلب المساعدة وهو جالس فى مكانه، كما كانت الصورة النمطية من قبل، ولكنه يظل يطاردك، ويلح عليك حتى تخرج من جيوبك مضطرًا ما تلقيه بين يديه، المحزن فى الأمر أنك تجد أطفالاً، وبنات صغيرات وسيدات أيضًا، ناهيك بالطبع عن منتحلي صفة عمال النظافة والذين يرتدون الزى، ويمسكون بـ"المقشة"، ويقفون على نواصي الشوارع الكبرى، دون أن يقوموا بالتنظيف بالطبع، وهؤلاء يجمعون مبالغ كبيرة، وقد رأيت أحدهم أثناء التوقف فى إشارة المرور، وهو يخرج من جيبه المنتفخ مجموعة كبيرة من الأوراق النقدية، وهو يحاول ترتيبها.

التسول وظيفة سهلة تدر أموالاً طائلة بدون أي جهد.. هؤلاء كما قال أحد الشيوخ عبر برنامج في إذاعة القرآن الكريم "أغني مني ومنك"، محذرًا أيضًا من الاستسهال ومنحهم أموال الزكاة والصدقات، لأنهم لا يستحقون إذ يكسب الواحد منهم يوميًا ما لا يتقاضاه خريج جامعة..

التسول آفة وظاهرة تسيء لنا، وخاصة في الأماكن التي يتردد عليها السياح فقد شاهدت إلحاحًا غريبًا لطفلين أمام أحد المحلات الشهيرة بالقرب من منطقة سياحية، والغريب أن أفراد الأمن في المكان لم يتدخلوا لحماية السياح، لأنهم بالطبع اعتادوا هذا المشهد.

في صباح باكر دخلت أحد محلات منطقة وسط البلد فوجدت كمية كبيرة من العملات المعدنية مفروشة على الفتارين الزجاجية المستعملة في عرض الملابس بينما سيدة تتقاضي من الكاشير عملات ورقية من فئة المائتي جنيه ثم انصرفت مسرعة سألت العامل عن سر هذه النقود فقال إنها حصيلة الفترة التي تقوم فيها هذه السيدة بالتسول في المكان ثم تقوم بإخلائه لأخرى تقوم بنفس الدور لفترة أخرى وأنهم في المحل غالبًا ما يحتاجون "فكة" وهي تستبدل منهم الحصيلة يوميًا والتي تقترب على حد تعبير العامل من راتبه.

منذ ذلك اليوم قررت أن أتحري عمن يستحق، لأن ذلك في تقديري يضاعف الأجر والثواب وهو ما يجب علينا عمله حتى نحاصر هذه الظاهرة كما نصحنا الدكتور أشرف الفيل.

مقالات مشابهة

  • مكتبة مصر الجديدة تستضيف حفل توقيع "للنساء حكايات" لسمية زكريا
  • تركتها تواجه الموت وحدها.. التحقيقات تكشف خطة أم للتخلص من مولودة غير شرعي
  • برج الثور .. حظك اليوم الإثنين 1 ديسمبر 2025: لا تجرح مشاعر حبيبك
  • التسول.. أنتم السبب
  • ميدان السبعين الآن (صور جوية)
  • مكتبة مصر الجديدة تستضيف حفل توقيع "للنساء حكايات" لسمية زكريا غدًا
  • مختصة: يجب إدارة مشاعر القلق والإحباط قبل العودة للدراسة
  • مخطط نشر الفوضى.. شهادات وذكريات يرويها مصطفى بكري «الحلقة 64»
  • قصة حب لم يكتمل… مشاعر صامتة بين أحمد رامي وأم كلثوم صنعت أجمل الأغاني
  • كواليس اغتيال الطبطبائي كما يرويها ضابط التخطيط في سلاح الجو الإسرائيلي