الجزيرة:
2025-10-16@06:14:45 GMT

سديروت مدينة أشباح.. ما دلالات إخلائها؟

تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT

سديروت مدينة أشباح.. ما دلالات إخلائها؟

القدس المحتلة- حوّلت معركة "طوفان الأقصى" مستوطنة سديروت في ما يُسمى "غلاف غزة" إلى مدينة أشباح، بعد أن أخلى جيش الاحتلال أغلب سكانها البالغ تعدادهم 35 ألفا، حيث نزحوا باتجاه منطقة تل أبيب والوسط، هربا من نيران الحرب، وفي ظل الحشد للتوغل البري في قطاع غزة.

وبدأت مغادرة مستوطني سديروت في مطلع عملية "طوفان الأقصى" واستمرت حتى إعلان الإخلاء الرسمي اليوم الأحد.

وتكلف عملية الإخلاء خزينة الاحتلال في الأسبوع الواحد فقط قرابة 20 مليون دولار، كما أن وزارة المالية الإسرائيلية بدأت بالفعل في تمويل مساكن بديلة لآلاف النازحين.

ومن المتوقع أن تتجاوز ميزانية المبيت لسكان مستوطنات "غلاف غزة" الذين نُقلوا إلى فنادق في إيلات ومنطقة البحر الميت ووسط البلاد، أكثر من 30 مليون دولار، وفق مراسل الشؤون الاقتصادية لصحيفة "يديعوت أحرونوت" غاد ليئور.

إخلاء مستوطنة سديروت في "غلاف غزة" بدأ في الأسبوع الأول لعدوان الاحتلال على قطاع غزة (رويترز) ذكريات مريرة من الحرب

ورغم إخلاء شوارع وأحياء سديروت، ما تزال حالة الضبابية تلف العملية البرية التي يهدد الاحتلال بشنها في غزة، والذي يخشى من التورط خلالها في القطاع، ويسعى إلى إبعاد الإسرائيليين عن المعارك ودائرة الصواريخ، وتفادي المزيد من "الذكريات المريرة والصادمة" بعد معركة "طوفان الأقصى".

"سديروت تحولت إلى مدينة أشباح"، بهذه الكلمات وصف مراسل موقع "واللا" الإخباري ينير يافنا، واقع سديروت في اليوم التاسع للحرب على جبهة غزة. وقال "هذه المناظر تشير وكأن الحرب في العمق الإسرائيلي، فحواجز الشرطة على مداخل المدينة، تشهد على ما يجري في أحيائها التي استبدل بسكانها آلاف من الجنود وقوات الشرطة".

وبعد ما بات يُعرف إسرائيليا بـ"السبت الأسود" (بدء عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول)، خلت سديروت من سكانها، ويقول الصحفي الإسرائيلي إن الهدوء فيها الآن لا يشبه "المدينة التي كانت تعج بالحانات الممتلئة بالطلاب في عطلة نهاية الأسبوع قبل الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس".

أحد المستوطنين الذين كانوا يسكنون سديروت، يورام كوهين، والذي غادرها الأسبوع الماضي ويقيم بأحد الفنادق في تل أبيب، أصيب منزله بصاروخ خلال عملية "طوفان الأقصى" واليوم الأحد سقط صاروخ آخر بالقرب من منزله.

يقول كوهين "في كل شارع في سديروت تقريبا، هناك ذكرى مريرة للحرب، منزل دمرته الصواريخ، ومدارس وطرقات بها حفر فتحتها صواريخ القسام".

يقول محللون إن إخلاء سديروت يعكس استعداد الاحتلال لشن هجوم بري على قطاع غزة (رويترز) إخلاء سديروت وقصف عسقلان

يحمل إخلاء سديروت في طياته دلالات عسكرية، ويراه المحللون مؤشرا على إمكانية تطور المعارك، وخاصة على صعيد التوغل البري الذي يخطط له جيش الاحتلال، والذي يخشى أن يتعرض العمق الإسرائيلي إلى قصف غير مسبوق بصواريخ المقاومة، وفقا لتقديرات المحللين والصحفيين الإسرائيليين.

ويجمع محللون على أن إخلاء سديروت يشير إلى أن الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية في حال التوغل البري بقطاع غزة، تريد تجنيب المدنيين الإسرائيليين سير المعارك، حيث لا تستبعد سيناريو تسلل مجموعات من المسلحين الفلسطينيين وتجدد الاشتباكات في عمق الأراضي المحتلة.

ومع إخلاء سديروت ومستوطنات "غلاف غزة"، أضحت مدينة عسقلان الوجهة الأولى لصواريخ المقاومة، ويجمع المحللون أن قيادة الجبهة الداخلية لن تقوم في أي حال من الأحوال بإخلاء عسقلان التي يبلغ تعداد سكانها 157 ألفا، حيث تعتبر أكبر مدينة صناعية وتجارية فيما يسميه الاحتلال "اللواء الجنوبي"، وفقا لبيانات دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية.


إخلاء لرفع العوائق

في هذا السياق، قال خبير الشؤون العسكرية والأمنية الإسرائيلية رافع أبو طريف، إن التحضيرات العسكرية الإسرائيلية لعملية التوغل البري في قطاع غزة، جارية سواء من ناحية المعدات والكفاءات والآليات، أو من ناحية القصف الكثيف على مناطق القطاع.

وفي حديثه للجزيرة نت، أوضح أبو طريف أن إسرائيل من خلال إخلاء سكان سديروت وقبلهم مستوطني "غلاف غزة"، تهدف إلى إبعاد المستوطنين عن أية مخاطر خلال التوغل البري، وليتسنّ لها تنفيذ عملياتها ومخططها بدون أي عوائق مدنية داخلية، مشيرا إلى أن التوغل البري وخلافا للقصف من الجو، يشكل تهديدات غير مسبوقة سواء للقوات البرية المتوغلة أو حتى للمدنيين المتاخمين لجبهة القتال.

ورجّح أن قوات الاحتلال لا تريد التسرع في قرار التوغل البري الذي من المؤكد سيكبدها خسائر فادحة بالأرواح من العسكريين، عدا عن الخسائر البشرية في الجانب الفلسطيني، وهي التي تضعها أمام ضغوطات الرأي العام الدولي، وكذلك تهديدات إقليمية قد تؤدي إلى فتح جبهات قتال إضافية.


نقل المعركة إلى العمق الفلسطيني

والطرح ذاته يتبناه الصحفي الإسرائيلي يواف شطيرن، الذي يعتقد أن سديروت أُخليت من السكان تحسبا لتكرار سيناريو "طوفان الأقصى"، في حال بدء التوغل البري "الذي هو مسألة وقت ليس إلا"، والذي قدر أن يستغرق أشهرا، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال يتحضر بضمان عدم تعرض الإسرائيليين لخطر الاشتباكات أولا.

ويعتقد الصحفي الإسرائيلي أن إخلاء سديروت وقبلها مستوطنات "غلاف غزة" هو من أجل نقل المعركة إلى العمق الفلسطيني، بعد أن اندلعت في العمق الإسرائيلي، لافتا في حديثه للجزيرة نت إلى أن عملية إخلاء نحو 100 ألف إسرائيلي بالجنوب، تشير إلى أن المؤسسة العسكرية لا تريد أن تجازف بالمدنيين والإبقاء عليهم في دائرة الاشتباكات المسلحة، عند تطور معارك التوغل البري.

واستبعد شطيرن أن يُخلي جيش الاحتلال عسقلان التي تعد كبرى المدن المحتلة في الجنوب وتتعرض إلى قصف شديد منذ أيام، وعزا ذلك إلى عدم قدرة إسرائيل على تحمّل نزوح ونقل حوالي 157 ألفا من سكان المدينة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: طوفان الأقصى جیش الاحتلال إخلاء سدیروت سدیروت فی غلاف غزة قطاع غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

إسبانيا تنتفض من أجل فلسطين.. إضراب عام وتظاهرات ضخمة في أكثر من 40 مدينة

يمانيون |
شهدت المدن الإسبانية، اليوم الأربعاء، حراكاً شعبياً واسعاً وغير مسبوق منذ اندلاع “حرب الإبادة الجماعية” على غزة، حيث عمّت الإضرابات العامة والتظاهرات أكثر من 40 مدينة وبلدة في مشهدٍ يعكس تنامي الوعي الشعبي الأوروبي تجاه قضية فلسطين، وتصاعد الغضب من تواطؤ الأنظمة الغربية مع جرائم كيان الاحتلال الصهيوني.

وجاءت الدعوة إلى الإضراب العام من نقابات عمالية وطلابية ومؤسسات مدنية، أعلنت تضامنها الكامل مع الشعب الفلسطيني ودعمها لحقه في المقاومة والحرية، مؤكدة في بياناتها أن “وقف إطلاق النار في غزة لا يعني انتهاء الإبادة بحق الفلسطينيين، بل يجب أن يتبعه إنهاء الاحتلال بشكل كامل ومحاسبة المجرمين الصهاينة”.

وانتقلت الاحتجاجات من الشوارع إلى القطاعات الحيوية، حيث خرج آلاف الطلاب وأغلقوا أحد الموانئ الإسبانية الحيوية، فيما امتنع المعلمون عن التدريس وشاركوا في مسيرات واعتصامات داخل العاصمة مدريد ومدن أخرى، في تعبير جماعي عن رفض استمرار العدوان ودعم سياسات المقاطعة والمحاسبة.

وفي قلب العاصمة مدريد، احتشد عشرات الآلاف في تظاهرة مركزية ضخمة، توقع مراقبون أن يتجاوز عدد المشاركين فيها مئة ألف متظاهر، لتكون بذلك أكبر مسيرة تضامنية تنظمها أوروبا منذ اندلاع العدوان الصهيوني الأخير. ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ورددوا هتافات تطالب حكومة بيدرو سانشيز بقطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع كيان الاحتلال بشكل نهائي وطرد ما تبقى من الدبلوماسيين الصهاينة من الأراضي الإسبانية.

وفي مدينة برشلونة، تواصلت التظاهرات الجماهيرية الغاضبة التي نددت بجرائم الاحتلال الصهيوني في غزة والضفة، وشهدت بعض المواقع اشتباكات محدودة مع الشرطة الإسبانية، إلى جانب إشعال حاويات النفايات وإغلاق بعض الشوارع الرئيسية، وسط هتافات مثل “فلسطين حرة” و”الحرية لغزة” و”العدالة للشهداء”.

وأكد المحتجون أن الحراك الشعبي لن يتوقف عند حدود التضامن الرمزي، بل سيستمر بالضغط السياسي والاقتصادي على حكومة مدريد حتى إنهاء كل أشكال التعاون مع الكيان الصهيوني، ومواصلة الدعم الشعبي والسياسي لمطالب محاكمة قادة الاحتلال كمجرمي حرب أمام المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية.

وتشير تقارير إعلامية إلى أن هذا الزخم الشعبي انعكس مباشرةً على مواقف الحكومة الإسبانية، التي تعد من أكثر الحكومات الأوروبية تقدماً في موقفها تجاه فلسطين، حيث سبق أن أقر البرلمان الإسباني قرارات تاريخية من بينها حظر تصدير واستيراد السلاح من وإلى كيان الاحتلال، إلى جانب الدعوة إلى مقاطعة المستوطنات الصهيونية ومنع استيراد بضائعها من الضفة الغربية المحتلة.

وأكدت التصريحات الرسمية والشعبية الإسبانية أن ذاكرة المجازر في غزة لن تُمحى حتى بعد وقف العدوان، وأن العدالة الحقيقية تقتضي محاكمة كل من تورط في الجرائم ضد الإنسانية، داعين المجتمع الدولي إلى تبنّي موقف عملي لإنهاء الحصانة التي يتمتع بها مجرمو الحرب الصهاينة.

وتأتي هذه التحركات ضمن موجة تضامن أوروبي شاملة شهدت إضرابات وتظاهرات متزامنة في فرنسا وإيطاليا وبريطانيا وألمانيا، مطالبةً حكومات أوروبا بوقف التواطؤ مع الاحتلال وتحويل المواقف الخطابية إلى إجراءات فعلية، تعيد الاعتبار للقانون الدولي وللقيم الإنسانية التي يدّعي الغرب الدفاع عنها.

إن المشهد الإسباني اليوم يعكس تحولاً عميقاً في الوعي الأوروبي تجاه القضية الفلسطينية، حيث لم يعد الصمت مقبولاً أمام الجرائم التي تُرتكب بحق المدنيين، ولم يعد التواطؤ الرسمي يغطي على الموقف الشعبي المتنامي الذي بات يربط بوضوح بين العدالة لفلسطين وكرامة الشعوب الحرة في العالم.

مقالات مشابهة

  • إسبانيا تنتفض من أجل فلسطين.. إضراب عام وتظاهرات ضخمة في أكثر من 40 مدينة
  • قوات الاحتلال الاسرائيلي تقتحم مدينة نابلس
  • 4 مصابين خلال اقتحام الاحتلال مدينة نابلس
  • جيش الاحتلال: رئيس الأركان يصدق على فتح شاطئ زيكيم في غلاف غزة
  • استشهاد ثلاثة فلسطينيين برصاص الاحتلال الإسرائيلي شرق مدينة غزة
  • الاحتلال يقتحم مدينة طوباس وبلدة طمون
  • حقوق البرلمان: حديث ترامب عن انخفاض معدل الجريمة له دلالات قوية على الاستقرار الأمني ودعاية للسياحة المصرية
  • ائتلاف المالكي:التوغل التركي في العراق بلغ مستويات خطيرة والسوداني ما زال ساكتاً
  • مستوطنون يقتحمون الأقصى بحماية الاحتلال
  • مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في اليوم السابع من "عيد العرش"