موقع 24:
2024-06-16@08:33:31 GMT

فورين أفيرز: لا ضمانات ببقاء الصراع محصوراً في غزة

تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT

فورين أفيرز: لا ضمانات ببقاء الصراع محصوراً في غزة

حذرت داليا داسا كاي، زميلة بارزة في مركز بيركل للعلاقات الدولية التابع لجامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس، من توسع الصراع بين إسرائيل وحماس ليشمل الشرق الأوسط. وكتبت في مجلة "فورين أفيرز" أن لدى إسرائيل وإيران والولايات المتحدة أسباباً لتجنب حرب موسعة.

فإسرائيل مشغولة بردها العسكري في غزة، ومن المرجح وجود إرادة إيرانية في تجنب صدام محتمل مع الولايات المتحدة، كما أن واشنطن غير مهتمة بنشوب صراع إقليمي مزعزع للاستقرار سيعطل أسواق النفط ويغذي التطرف ويشتت الانتباه عن الحرب في أوكرانيا.


ويواجه حزب الله، الحليف الإقليمي الأكثر أهمية لإيران، تحدياته الخاصة في لبنان، حيث قد تؤدي حرب جديدة مع إسرائيل إلى تفاقم الأزمات السياسية والاقتصادية في البلاد. كما أنه ليس للمنطقة على صعيد أوسع مصلحة كبيرة برؤية هذه الحرب تتصاعد.
عن أسباب الحذر عندما ذكرت وسائل إعلام غربية مثل صحيفة وول ستريت جورنال أن إيران "ساعدت في التخطيط" للهجوم، سارع مسؤولو الدفاع الإسرائيليون إلى رفض هذه الادعاءات. وقد تبنى المسؤولون الأمريكيون الخط نفسه إلى حد كبير. عندما سئل في مقابلة عما إذا كانت إيران وراء هجوم حماس، قال بايدن إنه لا يوجد "دليل واضح" على ذلك. ونفت الحكومة الإيرانية أيضاً تورطها المباشر، بالرغم من أن قادة البلاد أشادوا علناً بالهجوم وأعربوا عن تضامنهم مع حماس.

حرب #غزة والعواقب العالمية https://t.co/Og5HJp4mi6 pic.twitter.com/KaAxlJy9bR

— 24.ae (@20fourMedia) October 20, 2023 حتى مع تزايد سخونة الخطابات في مختلف أنحاء المنطقة وارتفاع عدد ضحايا الحرب، ثمة أسباب تدفع للاعتقاد بأن إيران ستستمر بممارسة بعض الحذر. إن القادة الإيرانيين الذين يعانون من تراجع الشرعية المحلية والاقتصاد المتعثر يشعرون بالقلق بشأن بقائهم ولا يريدون المخاطرة بدخول صراع مباشر مع الولايات المتحدة.
وكانت النية من إرسال أمريكا حاملتي طائرات إلى الشرق الأوسط منع المزيد من التصعيد عبر توجيه تحذير إلى القادة الإيرانيين من أنه إذا دخلت إيران المعركة فسترد الولايات المتحدة. وأظهر حزب الله، ضبط نفس نسبياً في رده الأولي على الحرب بين إسرائيل وحماس، حيث شن هجمات صغيرة النطاق بدت وكأنها مصممة لتجنب تصعيد خطير.
مع ذلك، وفي الآونة الأخيرة، بدأت الرسائل العامة من قادة إيران تتحول إلى تأييد ضمني للجماعات المسلحة الإقليمية التي قد ترغب في الانضمام إلى الصراع وتركت الباب مفتوحاً أمام التدخل الإيراني المباشر. في الأيام الأخيرة، بدأ حزب الله إطلاق صواريخ مضادة للدبابات أكثر تطوراً على شمال إسرائيل، في اختبار للخطوط الحمراء الإسرائيلية السابقة؛ وردت إسرائيل بضربات مضادة على أهداف في جنوب لبنان.
إن فتح جبهة شمالية جديدة ليس أمراً حتمياً حسب الكاتبة. أولوية إسرائيل الآن هي حملتها على غزة. في الوقت نفسه، قد يكون حزب الله حذراً من توسيع عملياته العسكرية، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن حرباً واسعة النطاق بين حزب الله وإسرائيل يمكن أن تجذب الولايات المتحدة. ويواجه حزب الله ضغوطاً في الداخل أيضاً: لا يزال الشعب اللبناني يشعر بالإحباط إزاء مجموعة من الأزمات الداخلية الخطيرة التي قد يؤدي التدخل العسكري إلى تفاقمها.
بالتالي، إن الأهداف الأساسية لهجمات حزب الله الأخيرة ربما تكون إشارة إلى تضامنه مع حماس وتحويل الموارد عن الجهود الإسرائيلية في غزة، وليس فتحاً لجبهة شمالية. من جانبها، قد لا ترغب إيران في أن يخاطر حزب الله عسكرياً من أجل غزة. إن التهديد بالانتقام من حزب الله هو عنصر حاسم في استراتيجية طهران لردع الهجمات الإسرائيلية الواسعة النطاق التي يمكن أن تعرض بقاء النظام للخطر.
قنبلة موقوتة لكن الطريقة التي تغير بها الحرب الحسابات الأمنية في كل من إيران وإسرائيل تجعل من الممكن أن يندلع نزاع إيراني إسرائيلي مباشر. والواقع أن خطر مثل هذا الصراع كان يتزايد قبل وقت طويل من بدء الحرب. فمع اشتداد حرب الظل بين إسرائيل وإيران في السنوات الأخيرة، توسعت الضربات الإسرائيلية على القوات الوكيلة لإيران في سوريا لتشمل الأصول البحرية والعسكرية الإيرانية خارج إيران وداخلها، بما في ذلك الهجمات الكبيرة على المنشآت النووية الإيرانية.
ويعكس هذا التقدم ما يسمى استراتيجية "الأخطبوط" التي تنتهجها إسرائيل ضد إيران: البدء بعمليات ضد "المجسات"، أو القوات المدعومة من إيران في بلدان أخرى، والتقدم نحو "الرأس" داخل إيران. ومع تبني الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لهذه الاستراتيجية، أصبحت الهجمات الإيرانية على الأهداف التابعة لإسرائيل، بما في ذلك سفن شحن تجارية، أكثر جرأة.

دور إيراني خطير في أزمة #غزة https://t.co/ysppv1FWhL pic.twitter.com/1MUCsu4q7R

— 24.ae (@20fourMedia) October 20, 2023 قبل بدء الحرب الحالية، بدا الجانبان واثقين من قدرتهما على التحكم بالتصعيد. وظلت ردود إيران على استفزازات كل من الولايات المتحدة وإسرائيل مقيدة نسبياً. وفسر القادة الإسرائيليون ضبط النفس هذا على أنه نجاح لهم في ردع إيران عن بدء صراع أوسع نطاقاً. إن افتراضات إسرائيل بشأن إيران تشبه على نحو متزايد افتراضاتها قبل الحرب بشأن حماس في غزة: لقد اعتقدت إسرائيل أنها تستطيع إضعاف قدرات عدوها بشكل دوري من دون المخاطرة بانتقام جدي أو حرب أوسع نطاقاً.
وقد وقع القادة الإيرانيون أيضاً في فخ الغطرسة. لقد ازدادت ثقتهم بشكل متزايد بموقع بلدهم الإقليميّ مع تعزيز العلاقات مع روسيا وإصلاح العلاقات مع معظم جيرانهم العرب، كما أن القمع الوحشي للاضطرابات الداخلية بعد موجة من الاحتجاجات في خريف 2022 زاد من ثقة الحكومة بنفسها. وكذلك الحال بالنسبة إلى التقدم الذي أحرز مؤخراً على الجبهة النووية. يُعتقد أن إيران وصلت إلى العتبة النووية بعد انهيار الاتفاق النووي لسنة 2015، ولم يتطلب اتفاق تبادل الأسرى الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي مع الولايات المتحدة خفض طهران بشكل كبير برنامجها النووي.
ربما اعتقدت إيران أن قدرات الردع الخاصة بها ستسمح لها باستعراض قوتها في جميع أنحاء المنطقة والحفاظ على وضعها النووي بدون التعرض لرد فعل إسرائيلي كبير. ومن المرجح أن تكون الاحتجاجات الواسعة النطاق ضد حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الأشهر الأخيرة قد عززت افتراض إيران بأن إسرائيل ضعيفة لن تتحدى استفزازاتها.
واقع أن إسرائيل وإيران اعتقدتا أن لهما اليد العليا كان يقود البلدين إلى طريق محفوف بالمخاطر. تخيل كل جانب أنه يستطيع أن يخدع الآخر بشكل دوري من دون المخاطرة بتصعيد لا يمكن السيطرة عليه. الآن، ربما تكون بعض الحواجز التي تحول دون الصراع الإسرائيلي الإيراني المباشر في طريقها إلى الانهيار.
رمال متحركة هذه النتيجة الكارثية ليست مضمونة وفق الكاتبة، لكن التفكير الحالي لدى كلا الجانبين يمكن أن يدفع الصراع نحو التوسع الخطير بدلاً من ضبط النفس. قد يرى القادة في طهران أن الحرب بين إسرائيل وحماس فرصة لتقليص القدرات الإسرائيلية من خلال شن هجمات بالوكالة من لبنان أو سوريا أو لتشجيع استئناف هجمات الميليشيات على القوات الأمريكية في العراق وسوريا. وربما تكون هذه العمليات جارية بالفعل: ففي 18 أكتوبر (تشرين الأول)، اعترضت الولايات المتحدة طائرات بدون طيار استهدفت قاعدة تتمركز فيها القوات الأمريكية في العراق.

هددت بالتدخل في حرب #غزة واستهداف المصالح الأمريكية.. ماذا نعرف عن الفصائل الموالية لإيران في #العراق؟#فيديو24
لمشاهدة المزيد من الفيديوهات:https://t.co/PnJnhViTKb pic.twitter.com/5PiupHjhY7

— فيديو 24 (@24Media_Video) October 19, 2023 من وجهة نظر إيران، إن هجمات إسرائيلية سابقة على أهداف إيرانية لم يتم الرد عليها وهي تتطلبه. ربما يكون الآن هو الوقت المناسب لذلك، بعدما أصبحت إسرائيل مشتتة ومنهكة، وبعدما كشفت الهجمات التي شنتها حماس عن نقاط ضعفها بشكل صارخ. إذا كان قادة إيران لا يفكرون في الانتقام وحسب، بل في إمكانية قيام إسرائيل بتوجيه قوتها العسكرية نحو إيران بمجرد إنهاء حربها في غزة، فقد تنظر طهران إلى العمل الوقائي باعتباره ضرورة.
قد يتوقع القادة الإيرانيون أن تؤدي أفعالهم إلى رد فعل محدود، بالنظر إلى التحديات التي تواجهها إسرائيل حالياً في غزة. ولكنهم بذلك يستهينون بقدرة إسرائيل وعزمها في أعقاب الهجوم الصادم الذي شنته حماس. لقد توحدت البلاد خلف تصميم مشترك على "الانتصار" في هذه الحرب وإضعاف حماس، حتى مع استمرار غضب العديد من الإسرائيليين من حكومتهم بسبب فشلها في حمايتهم. وإذا كان القادة الإيرانيون يشعرون بالقلق من إمكانية توجه إسرائيل نحو إيران بعد ذلك، فقد يكونون على حق.
أضافت كاي أنه إذا ركزت إسرائيل أنظارها على إيران فقد تقرر ملاحقة رأس الأخطبوط بضربات واسعة النطاق على أهداف حكومية داخل إيران، بما في ذلك مواقع صاروخية ونووية ومواقع مرتبطة بالحرس الثوري. قد يتصور القادة الإسرائيليون أن السبيل الوحيد لاستعادة قوة الردع المحطمة تتلخص في مواجهة إيران بشكل مباشر وعلني. إن الدعم العسكري القوي الذي تعهدت به إدارة بايدن لإسرائيل منذ بدء الحرب الحالية قد يؤدي إلى زيادة ثقة المسؤولين الإسرائيليين في أنهم يستطيعون الاعتماد على الدعم الأمريكي في حال وقوع هجوم على إيران.
هل تسقط حواجز الأمان؟ واقع أن الحرب لم تمتد إلى مختلف أنحاء المنطقة ينبغي ألا يخدع زعماء العالم. في نهاية المطاف، إن الافتراضات الهشة والوهمية التي قامت عليها دينامية إسرائيل وإيران التصعيدية عُرضة للتعطل فجأة بسبب الغضب أو سوء التقدير أو التحولات في الاستراتيجية.
حتى الآن، يبدو أن إدارة بايدن تدرك المخاطر وقد أعطت الأولوية عن حق لاحتواء الحرب بين إسرائيل وحماس في حملتها الدبلوماسية الخاطفة خلال الأسبوع الماضي. وبمساعدة الشركاء الإقليميين، يبدو أن الإدارة تتواصل مع إيران عبر قنوات خلفية. يعد مثل هذا التواصل أمراً بالغ الأهمية لتجنب سوء التقدير.
المشكلة وفق كاي هي أن هذا النزاع لن يظل قابلاً للاحتواء إلا إذا كانت لجميع الأطراف مصلحة في تجنب حرب إقليمية. في الوقت الراهن، يبدو أن هذا الوضع لا يزال قائماً. لكن ليس هناك ما يضمن أنه سيصمد في المستقبل.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل بین إسرائیل وحماس الولایات المتحدة إسرائیل وإیران حزب الله أن إیران إیران فی إذا کان فی غزة

إقرأ أيضاً:

مسؤول كبير ببرنامج الأغذية العالمي يحذر من "كارثة" في جنوب غزة مع استمرار الصراع.. سكاو: هناك كوارث بالقطاع

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تعثرت محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس مرة أخرى حيث قالت واشنطن إنها لا تتوقع التوصل إلى اتفاق في المستقبل القريب بسبب حقيقة أن الاقتراح المدعوم عالميًا والذي تدعمه الولايات المتحدة لم يتم تبنيه بالكامل من قبل أي من الجانبين.

وقال مسؤول في وكالة الغذاء التابعة للأمم المتحدة إنه يعتقد أن "كارثة المياه والصرف الصحي" تحدث في جنوب غزة مع استمرار الحرب بين حماس وإسرائيل في جميع أنحاء القطاع.

وقال نائب المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي كارل سكاو إن الاهتمام الرئيسي للوكالة هو الجنوب حيث نزح مئات الآلاف من الفلسطينيين من مدينة رفح.

وقال سكاو أيضًا إن الشاحنات التي تحمل مساعدات برنامج الأغذية العالمي عالقة في انتظار التحرك عبر المعابر الحدودية في غزة.

وأضاف سكاو: "نحن عالقون عند نقاط تفتيش مختلفة، ما بين خمس إلى ثماني ساعات في اليوم".

وتأتي هذه التعليقات في نفس اليوم الذي قالت فيه اليونيسف لبي بي سي إن إحدى قوافلها مُنعت من الدخول إلى شمال غزة على الرغم من حصولها على جميع الوثائق اللازمة.

ويواجه الفلسطينيون في غزة الجوع على نطاق واسع لأن الحرب قطعت إلى حد كبير تدفق الغذاء والدواء والإمدادات الأخرى.

وتقول وكالات الأمم المتحدة إن أكثر من مليون شخص في غزة قد يواجهون أعلى مستوى من المجاعة بحلول منتصف يوليو.

وفي الوقت نفسه، تعثرت محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس مرة أخرى حيث قالت واشنطن إنها لا تتوقع التوصل إلى اتفاق في المستقبل القريب بسبب حقيقة أن الاقتراح المدعوم عالميًا والذي تدعمه الولايات المتحدة لم يتم تبنيه بالكامل من قبل أي من الجانبين.

وفي حديثه في قمة مجموعة السبع في إيطاليا، حيث تعد الصراعات العالمية الحالية الموضوع الرئيسي، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن لتقارير إنه "لم يفقد الأمل".

ومع استمرار القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، اقترحت حماس هذا الأسبوع تعديلات على اقتراح السلام الذي تدعمه الولايات المتحدة والذي يهدف إلى ضمان وقف دائم لإطلاق النار والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة.

ويتضمن اقتراح بايدن هذه البنود، لكن حماس أعربت عن تشككها في مدى التزام إسرائيل بتنفيذها.

 وأدت الحرب التي شنتها إسرائيل ضد حماس، والتي بدأت في أكتوبر الماضي، إلى مقتل أكثر من 37260 شخصا، وفقا لوزارة الصحة في غزة، لكنها لا تميز بين المقاتلين والمدنيين في إحصائها.

مقالات مشابهة

  • مسؤول كبير ببرنامج الأغذية العالمي يحذر من "كارثة" في جنوب غزة مع استمرار الصراع.. سكاو: هناك كوارث بالقطاع
  • البحرية الأميركية: المعركة مع الحوثيين الأعنف منذ الحرب العالمية الثانية
  • رئيس البرازيل: ادعاء إسرائيل حق الدفاع بغزة تحول لانتقام
  • البحرية الأميركية: الحملة ضد الحوثيين المعركة الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية
  • هل تلجأ إسرائيل لوقف استعراض القوة الإيرانية بدلا من الحرب معها؟
  • ديفيد هيرست: بلينكن يجر الولايات المتحدة إلى أعماق المستنقع الإسرائيلي
  • قلق إسرائيلي من انضمام إيران لأي مواجهة ستندلع مع حزب الله
  • فورين بوليسي: حزب الله وإسرائيل لا يريدان حربا شاملة
  • إسرائيل تعلن الحرب على الأمم المتحدة وأمينها العام
  • إغناسيو ألفاريز أوسوريو: الحرب على غزة صراع استعماري وإسرائيل تزداد عزلة