بعد تطوير القطاع.. وزير السياحة: أعداد كبيرة من السائحين يرغبون في زيارة مصر
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
أكد وزير السياحة والآثار أحمد عيسى أن هناك أعدادا كبيرة من السائحين الذين يرغبون في زيارة مصر ولديهم معرفة واهتمام بالمقصد السياحي المصري، مضيفا أن مصر تتمتع بميزة تنافسية كبيرة لتميزها بعدد من المنتجات السياحية، يتم التركيز على هذه المنتجات خلال الفترة الحالية وهي السياحة الثقافية، وسياحة المغامرات وخاصة أنشطة الغوص، والسياحة الشاطئية، وسياحة العائلات، والسياحة الثقافية والترفيهية، بالإضافة إلى السائحين الذي يبحثون عن التجربة السياحية المتكاملة ومتعددة التجارب والأنماط السياحية، منوها إلى أن المنتج السياحي المصري الذي يجمع ما بين السياحة الشاطئية والسياحة الثقافية يعد أحد أهم المنتجات السياحية الذي تتمتع مصر بميزة تنافسية كبيرة به.
جاء ذلك خلال اللقاء الإعلامي الموسع الذي عقده وزير السياحة والآثار بمقر السفارة المصرية بإيطاليا، مع ممثلي عدد من أهم الصحف ووكالات الأنباء والقنوات التليفزيونية الإيطالية من بينها ANSA، وAgenzia Nova، و TTG Italia، وTravel Quotidiano، و l'Agenzia Di Viaggi، و Guida Viaggi، وIl Giornale Del Turismo .
تأتي هذه الزيارة لعقد عدد من اللقاءات والاجتماعات الرسمية مع المسؤولين الحكوميين الإيطاليين في مجال السياحة، بالإضافة إلى عقد لقاءات مهنية مع ممثلي وكالات السفر والسياحة الإيطاليين ومنظمي الرحلات السياحية إلى مصر، إلى جانب عقد مجموعة من اللقاءات الإعلامية.
أبرز تطورات صناعة السياحة في مصروقدم الوزير عرضاً تقديمياً استعرض خلاله أبرز التطورات التي تشهدها صناعة السياحة في مصر، مشيراً إلى دور وزارة السياحة والآثار كمُنظم ورقيب ومُرخص للعمل داخل هذه الصناعة وكصانع للسياسات، مؤكدا حرص الوزارة على التأكد من ضمان مصلحة السائحين، والتأكد من جودة كافة الخدمات المقدمة لهم وتطبيق كافة معايير الصحة والسلامة والأمن والتأكد من تلقيهم ما وعدوا به من تجربة سياحية متميزة.
كما تناول الاستراتيجية الوطنية لتنمية السياحة في مصر، وما تتضمنه من محاور للوصول للمستهدف من صناعة السياحة في مصر وهو جذب 30 مليون سائح بحلول عام 2028، واستعرض ما تم العمل عليه وإنجازه خلال الفترة الماضية تنفيذاً لمحاور هذه الاستراتيجية وما هو جاري العمل عليه.
وأوضح أن محاور هذه الاستراتيجية تتمثل في العمل على إتاحة الوصول للمقصد السياحي المصري بصورة أكبر وزيادة عدد مقاعد الطيران القادمة لمصر بالتعاون مع وزارة الطيران المدني، وتحسين مناخ الاستثمار السياحي بمصر وزيادة عدد الغرف الفندقية الموجودة بها خلال الفترة المقبلة، وتطوير تجربة السائحين من خلال تطوير جودة الخدمات المقدمة إليهم بالمقاصد السياحية المختلفة.
كما تطرق وزير السياحة والآثار خلال اللقاء للحديث عن جهود وخطط وسياسات الوزارة الترويجية وما اتخذته من إجراءات للترويج للمقصد السياحي المصري بصورة أكبر في الأسواق السياحية المستهدفة خلال الفترة القادمة، وخططها للتعاون المشترك والتواصل المستمر مع شركاء المهنة من منظمي الرحلات الدوليين وشركات الطيران المحلية والدولية، بالإضافة إلى قيام الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي بتنفيذ الحملات المشتركة مع شركاء المهنة من منظمي الرحلات وشركات الطيران، وتنظيم عدد من الزيارات التعريفية Fam Trips لمصر للتعريف بالمقصد السياحي المصري وما يتمتع به من تنوع وثراء في مقوماته ومنتجاته وأنماطه السياحية.
وأشار أيضاً إلى قيام الوزارة بمد برنامج تحفيز الطيران الحالي حتى شهر أبريل المقبل مع إجراء بعض التعديلات عليه وتزويد حزمة إضافية جديدة لبعض المقاصد السياحية لمدة 4 أشهر، لافتاً إلى أنه كان من المقرر انتهاء العمل به في نهاية أكتوبر الجاري.
وعن الاستثمار السياحي في مصر، أكد حرص الوزارة على تحفيز وتشجيع الاستثمار السياحي بمصر ولاسيما الفندقي وتشجيع القطاع الخاص على زيادة إنفاقه الاستثماري وتنفيذ استثمارات فندقية جديدة تسهم في افتتاح وتشغيل المزيد من الغرف الفندقية لتضاف إلى أعداد الغرف الفندقية الموجودة في مصر، مشيراً إلى الزيادة التي شهدتها أعداد الغرف الفندقية في مصر خلال الفترة من يونيو 2022 وحتى يونيو 2023 والتي بلغت أكثر من 4000 غرفة فندقية، لافتاً إلى أنه من المتوقع أن تشهد مصر نمواً في أعداد الغرف الفندقية بنهاية عام 2024، أن تصل أعداد الغرف الفندقية في مصر إلى حوالي 400 ألف غرفة فندقية بنهاية عام 2028.
ونوه بالجهود التي يبذلها المجلس الأعلى للآثار للحفاظ على تراث مصر الأثري والحضاري، وذلك من خلال مشروعات ترميم وصيانة المواقع الأثرية والمتاحف والعمل على رفع كفاءتها وإتاحتها لاستقبال الزائرين وتحسين التجربة السياحية بها، بالإضافة إلى الجهود التي يتم بذلها في منظومة التحول الرقمي بالوزارة ولاسيما في تطبيق منظومة التذاكر الإلكترونية، وتطبيق نظام الدفع باستخدام الكروت البنكية بكافة أنواعها لشراء تذاكر زيارة العديد من المواقع الأثرية والمتاحف ووقف السداد النقدي بها، منوها بما حققته هذه المنظومة من نجاح.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
ظفار.. والاستدامة السياحية
د. محمد بن خلفان العاصمي
خريف ظفار حالة خاصة، فرغم أن هناك خطًا مناخيًا تتشابه فيه عدة مناطق في دول المنطقة من حيث المناخ والبيئة والطقس إلا أن ظفار وحدها من سحبت البساط من بين أقدام الجميع، ولهذا أسباب متعددة، حيث سبقت سلطنة عمان العديد من الدول في رغبتها الكبيرة للاستفادة من هذه الميزة واستغلالها بشكل كبير من خلال تهيئة البيئة المناسبة لسياحة موسمية تحقق عوائد اقتصادية عالية، كما أن أمرًا آخر لا يقل أهمية عن سابقه كان سببًا في ريادة ظفار السياحية وهو طبيعة الإنسان الظفاري العماني المرحاب والمضياف والمنفتح على الغير.
عوامل أخرى كثيرة ساهمت في صناعة سياحة ظفار، وربما السياحة الداخلية الكبيرة ساهمت في التعريف بظفار في أوقات مبكرة عندما لم تكن هناك بنية واسعة من المنشآت الفندقية، وعندما كانت تستغل المنازل الخاصة في دعم هذا القطاع، ومع الوقت وزيادة الاهتمام الحكومي بهذه البقعة الغناء تحولت ظفار إلى قبلة للهاربين من لهيب الشمس إلى السهول والجبال الخضراء في أشد الأوقات حرارة، ويضاف لكل هذا ما تميزت به ظفار من طابع خاص من حيث التراث والتاريخ والفن والثقافة والتنوع الثقافي، كما كان الظفاري واجهة مشرفة للعماني المنفتح على العالم الساعي للحداثة مع المحافظة على الأصالة.
ظفار ليست الخريف فقط، فتاريخ ظفار القديم والحديث يجعل من هذه المحافظة ذات قيمة سياحية، وما أجمل أن نرى قريبًا متحفًا ضخمًا يحكي قصة ظفار العريقة، وما أروع أن نشاهد قلاع ظفار وحصونها القديمة والحديثة وقد أصبحت مزارات تحكي فصلًا من فصول التاريخ والنهضة المباركة، ولو توجت هذه المشاريع التاريخية بتأهيل متحف أرض اللبان وموقع مينائي سمهرم والبليد والقبور التي تمثل جزءا من تاريخ ظفار العريق لتكون واحدة من المواقع الأكثر جذبًا للسياح.
عندما نقول إن السياحة صناعة، فهي حقيقة نشاهدها عندما نذهب للخارج، وحتى تكتمل الصورة الجميلة لسياحتنا، يجب علينا أن نقدم الخدمة التي ينتظرها السائح، وأن ننتقل بسياحتنا من الواقع إلى المستقبل، ومن المعلوم إلى المفهوم، ونحن نملك الإمكانية لهذا التحول، فقط نحتاج إلى التسريع في تنفيذ المشاريع وتحويل الخطط من الأوراق إلى الواقع، حيث إن الوقت عامل مهم في بيئة تنافسية متصارعة على الفرص، فجمال الجو لا يكفي لخلق سياحة جاذبة حقيقية مساهمة في الدخل القومي، والسبق لا يعني النجاح إذا لم يرافقه تطوير وتنمية ونمو وتجديد مستمر.
إن استدامة محافظة ظفار كوجهة سياحية طوال العام هو التحدي الأكبر، فالكثيرون يقصدون ظفار قبل وجود بنية تحتية سياحية متطورة، وسوف يستمر هذا التدفق السياحي من أجل المقومات الطبيعية، فهل نستطيع أن نحقق المعادلة الأصعب، ونجعل من ظفار وجهة سياحية طوال العام؟ فليس من المنطقي أن تقام بنية تحتية سياحية بتكلفة باهظة ليستفيد منها ثلاثة شهور كحد أقصى، وإذا أردنا أأأأن نقارن بين عدد من المناطق السياحية حول العالم وقدرتها على الجذب السياحي رغم اختلاف الطقس خلال العام فهناك الكثير، والفكرة تتمحور حول الترويج السياحي والتخطيط الاستراتيجي، فلو أننا قررنا الاستفادة من ظفار طوال العام لحققنا ذلك، ونملك المقومات والعقول التي تستطيع تحويل ظفار إلى أهم المدن السياحية حول العالم، وعلينا أن نستفيد من هذا القطاع كأحد مصادر الدخل القومي، وموقعنا الجغرافي ومميزات أخرى خاصة بهذه البلاد تعد من الممكنات التي يمكنها أن تحقق النجاح الاقتصادي لهذا القطاع الحيوي.
وحتى نعطي كل ذي حق حقه، فما تشهده محافظة ظفار من نقلات نوعية في مجال السياحة هو نتاج جهود كبيرة بذلت من السابق واستمرت إلى الحاضر، وقامت الحكومة بتقديم الدعم اللازم، وبجهود كبيرة من أبناء المحافظة والمسؤولين فيها، نرى ظفار بهذا المستوى من التطور والتجديد الذي يكبر عامًا بعد عام، وكل من يزور ظفار يلمس قيمة العقول التي تخطط وتعمل وتنفذ بفكر شاب حديث متطور متلمس لمعنى أن تكون السياحة رافدًا مهمًا للدخل الاقتصادي القومي، ومصدر من مصادر الدخل للأفراد، وهذا الفكر هو ما سوف يسهم في الوصول إلى مستهدفات رؤية "عُمان ٢٠٤٠م".
إن من واجبنا دعم السياحة في بلادنا، وعلينا أن نكون سفراء إيجابين حتى تتحقق الأهداف المرجوّة من هذا القطاع، وعلينا أن ندرك أنّ الريال الذي نضعه في محافظة ظفار هو استثمار وطني سيتم تدويره داخل الدولة، ويجب على أبناء المحافظة والوطن بشكل عام استثمار هذا الرزق الذي ساقه المولى عزَّ وجل ليكون مصدر دخل وذلك من خلال العمل والجد والمثابرة والاجتهاد في كسب الرزق (بلدة طيبة ورب غفور).
رابط مختصر