الفرية الأكبر أن تعج أبواق الفلول بكذبة أن الجبهة المدنية الديمقراطية لإيقاف الحرب هي اسم جديد للحرية والتغيير...! و(صائد الرندير في الاسكيمو) يعرف أن الجبهة معناها كيان يضم تنظيمات وأجسام متعددة يجمعها هدف رئيسي ويتباين أعضاؤها تنظيماً وبرامج وأساليب..! ومعنى هذا أن الحرية والتغيير هي مجرد جسم واحد من الكيانات المتعددة والعديدة داخل هذه الجبهة العريضة التي تضم بطبيعة الحال أحزاباً ولجان مقاومة ومبادرات ونقابات ومنظمات وروابط ولجان وهيئات مهنية واجتماعية وأهلية وطبية وعلمية ومجموعات شبابية ونسائية وحقوقية وإعلامية وأكاديمية وفكرية وجماعات صوفية ومراكز بحثية وأصحاب عمل وممثلي لاجئين ونازحين وأسر شهداء وشخصيات وطنية مستقلة إلخ ومن الميسور معرفة ذلك من قائمة المشاركين في اللقاء التحضيري لقيام هذه الجبهة.

..ولكنه الغرض والمرض والخوف من توحّد السودانيين ضد غيلان الظلام..!
الحرية والتغيير تقول أنها (جزء) من (كُل) الجبهة..والجبهة تعلن أن الباب مفتوح يسع كل من يقف ضد الحرب ويؤمن باستعادة الديمقراطية ..فكيف يحتوى الجزء الكل ..وكيف يصب المحيط في النهر..؟!
ومن قال لكم إن الحرية والتغيير غيّرت اسمها..وهي لا تزال تتحدث في بياناتها وإعلاناتها باسمها (الذي وُلدت به)..والذي يصيب الكيزان بحالة من الرعب والارتكاريا.؟!
هل حدث لكم اشتباه في القياس بتغيير الكيزان لإسم تنظيمهم الخاسر (حسب الظروف) من أجل التمويه والتغبيش..من إخوان متأسلمين إلى (حركة إسلامية) إلى (جبهة ميثاق) إلى (جبهة قومية) إلى (هيئة شورى) إلى (مكتب قيادي) إلى (إنقاذ) إلى (كيان خاص) إلى (توالي) إلى (مؤتمر وطني) و(مؤتمر شعبي) إلى (نظام خالف)...إلخ في حين بقوا على ذات الطباع (السنيحة) وشهوة الفساد وكراهية الوطن وانتهاك حرمة الأرواح والدور وسرقة أحلام الأطفال في وطن حر عادل وكريم..!
هل انتم غاضبون من جبهة تدعو إلى وقف الحرب واستعادة المسار الديمقراطي والحُكم المدني..؟! وعلى ماذا تريدون استمرارها وقادة انقلابكم يحتفلون بهروبهم من القيادة العامة التي يفترض أنها تدير المعارك..؟! ومتى تلقون بالاً للموت والخراب الذي حاق ويحيق بالبلاد من جراء هذه الحرب اللعينة إن كان في رءوسكم بقية من (طايوق)..!
هل تحدثت أي من الكيزان أو أبواقهم يوماً عن المواطنين القتلى والمهجرين والنازحين بدلاً من التغني بهروب البرهان وكباشي وبحكومة الانقلاب الوهمية في بورتسودان..وبفضائح بيانات وزارة خارجية الانقلاب التي تدعو إلى (وقف الحرب في غزة) وتبارك (استمرارها في السودان)..!!
كيف يكون العدو والصديق والعرب والعجم والعالم (بأكباده الغليظة) أقرب منكم إلى استنكار استمرار هذه الحرب الفاجرة على رءوس السكان..؟!
ثم ما المشكلة في قيام أي كيان أو جبهة لإيقاف هذه الحرب التي أشعلها الفلول بغير علم الجيش؟ هل سمعتم بأي حامية من حاميات الجيش بولايات السودان العديدة هبت إلى الخرطوم لتفك الحصار عن القيادة العامة التي يقبع فيها جنرالات الانقلاب...؟!
الأمم المتحدة قالت بالحرف إن السودان يواجه (واحدة من أسرع الأزمات نمواً في العالم في ظل احتياجات غير مسبوقة) طبعاً سبق أن تحدثت الأمم المتحدة عن هذه الحرب الشيطانية باعتبارها من أسوأ أزمات وحروب العالم وأفاضت في ذكر أعداد القتلى من البالغين والأطفال ومن حالات الاغتصاب والاختفاء القسري والنهب النظم وجرائم الحرب وتفريخ اللاجئين والنازحين وحرق القرى والمساكن والمجاعة التي يتعرض لها ما يقارب الثلاثين مليوناً من السودانيين.. وما نعلمه نحن معشر السودانيين ولا تعلمه الأمم المتحدة أن يوميات هذه الحرب المشؤومة فيها من الفظائع ما يزيد على ذلك..وما يشيب من هوله الولدان (وتضع كل ذات حمل حملها)..! وبعد هذا نجد من بين المتنطعين والمتفلسفين وهواة (خالف تُعرف) من حملة الأقلام والألقاب العلمية من يدعو في (سفسطائيات مسيخة) إلي استمرارها..؟!
أما دعوة الفلول لاستمرارها فأمر معلوم ومفهوم في سياقات شرورهم المتأصلة وخيباتهم القديمة والجديدة..فهم شراذم لا تملك بسبب جرائمها الكبرى غير الهروب للأمام وربط مصيرها وأسباب وجودها بمواصلة سفك الدماء وتجزئة البلاد وتخريب العمران ونهب الموارد وتدمير المؤسسات والهلع من كل دعوة للحرية والسلام والعدالة..حيث لا حياة للعناكب والعقارب والخفافيش وهوام الظلام تحت أضواء الحرية والعدالة...!
هنيئا للبرهان وانقلابه بهذا الموت والدمار..وهنيئاً للمليشيات الكيزانية ولراعي كتائب الظل الذي توعّد الشعب بالموت دفاعاً عن باطل الإنقاذ..هنيئاً له هو وصحبه بالمكان الذي يختبئون فيه وهم يدعون لمواصلة قتل السودانيين... الله لا كسّبكم..!!

murtadamore@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: هذه الحرب

إقرأ أيضاً:

الإمارات.. مبادرات إنسانية لا تنقطع عن اللاجئين السودانيين

أحمد شعبان، شعبان بلال (أبوظبي)

أخبار ذات صلة جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية تنظم ندوة «تنظيم الإخوان المسلمين: خطاب التطرف والتضليل» أحمد بن محمد: الإعلام شريك في صناعة المستقبل

تواصل دولة الإمارات، مبادراتها الإنسانية والإغاثية لتقديم مختلف أشكال الدعم لملايين السودانيين المتضررين من النزاع المسلح، سواء النازحين داخلياً أو اللاجئين في دول الجوار.
وفي هذا الإطار، نفذت الدولة مبادرة إنسانية جديدة في تشاد لدعم اللاجئين السودانيين، عبر توزيع 3000 سلة غذائية في مخيمات دوقي، علاشا، وأبوقدام، إضافة إلى إرسال فريق طبي ميداني لتقديم الرعاية الصحية، مما أسهم في تلبية جانب أساسي من احتياجاتهم الأساسية في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشونها.
وتأتي المبادرة الجديدة، امتداداً لنهج الإمارات الإنساني والتنموي الذي يضع الإنسان في صميم أولوياته، وتعكس التزام الدولة الراسخ بمساعدة المتضررين من الكوارث الطبيعية والنزاعات المسلحة، خاصة في المناطق التي تشهد نزوحاً جماعياً وظروفاً إنسانية قاسية.

نهج إنساني
أوضح أستاذ العلوم السياسية والقانون الدولي، الدكتور هيثم عمران، أن المشروع الإغاثي الجديد الذي نفذته الإمارات لدعم اللاجئين السودانيين في تشاد، يجسد توجهاً إماراتياً ثابتاً نحو تحويل العمل الإنساني إلى أداة استراتيجية مهمة لدعم الاستقرار.
وذكر عمران، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الحدود التشادية السودانية تشهد تدفقات بشرية هائلة، بسبب الحرب الدائرة في السودان، وقد أصبحت المخيمات في شرق تشاد بؤراً لأزمة إنسانية متفاقمة، مع غياب شبه كامل للخدمات الأساسية، مؤكداً أن المبادرة الإماراتية تمثل استجابة سريعة وواقعية لاحتياجات غذائية وطبية ملحة. 
وأشار إلى أن اختيار تشاد كموقع للمبادرة الإماراتية، يحمل دلالة استراتيجية مهمة، تؤكد أن المساعدات لا تتوجه فقط إلى داخل السودان، بل تتوجه أيضاً إلى اللاجئين السودانيين في دول الجوار، مما يعكس وعياً إماراتياً بأهمية التحرك الإقليمي المتكامل، ومساندة دول الجوار التي تتحمل أعباء النزوح السوداني، لا سيما في ظل ضعف مواردها.

تخفيف المعاناة
من جهته، أشار مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير صلاح حليمة، إلى أن هذه الخطوة تأتي امتداداً للدور الإنساني المتواصل الذي تقوم به الدولة في دعم الأوضاع الإنسانية والتخفيف من معاناة الشعب السوداني.
وأوضح حليمة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن استمرار العمليات العسكرية على الأراضي السودانية، أدى إلى تفاقم غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية، مما يعزز من أهمية الأدوار التي تضطلع بها الدول المانحة، وفي مقدمتها الإمارات، لدعم الشعب السوداني، وتخفيف المعاناة التي يواجهها المدنيون، سواء النازحين داخلياً أو اللاجئين في دول الجوار، وعلى رأسها تشاد.
وأكد أن الإمارات تلعب دوراً واضحاً وفعالاً في مختلف مجالات دعم الشعب السوداني، مشدداً على أهمية استمرار هذا الدعم بوتيرة سريعة، بما يسهم في تقليص حجم المعاناة التي يعيشها المواطن السوداني، وتقديم يد العون لمن هم بأمس الحاجة إليها، سواء داخل السودان أو خارجه.

خطوة مقدرة
بدوره، أكد الدكتور رمضان قرني، الخبير في الشؤون الأفريقية، أن المبادرة تنطوي على دلالات إنسانية وحضارية بالغة الأهمية، على رأسها أن الإنسان، بقيمته وكرامته، يظل في صلب أولويات السياسة الإماراتية، أياً كان موقعه أو أصله أو معتقده.
وأوضح قرني، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الدعم الإنساني الإماراتي للشعب السوداني الشقيق لم يتوقف لحظة واحدة، رغم ممارسات «سلطة بورتسودان» العدائية، مما يُبرز ثبات النهج الإنساني للدولة، وعدم تأثره بأي اعتبارات سياسية، مؤكداً أن المبادرة الإماراتية لمساعدة اللاجئين السودانيين في تشاد تُعد خطوة مقدرة، لا سيما أن تشاد تستضيف أكبر عدد من اللاجئين السودانيين، يُقدر بنحو 3 ملايين شخص. 
ونوه بأن هذه المبادرة تجسد نهجاً مؤسسياً واستراتيجياً في السياسة الخارجية الإماراتية، يقوم على الاستمرارية والمأسسة، إذ إن الدعم الموجه للاجئين السودانيين لا يقتصر على تشاد، بل شمل أيضاً جنوب السودان، من خلال المستشفى الميداني في «مادول»، بالإضافة إلى مخيمات اللاجئين في أوغندا، وهو ما يؤكد اتساع نطاق العمل الإنساني الإماراتي، ليشمل دولاً أفريقية عدة تستضيف اللاجئين.
وقال الخبير في الشؤون الأفريقية، إن المبادرات الإماراتية تحمل أيضاً بعداً تنموياً، حيث تسهم في دعم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي للدول المستضيفة، خاصة تلك التي تعاني تحديات اقتصادية وهيكلية كبيرة، مثل تشاد. 

دور مؤثر
بدوره، أشاد الباحث في العلاقات الدولية، محمد خلفان الصفاوي، في تصريح لـ«الاتحاد»، بالدبلوماسية الإنسانية التي تتبناها الإمارات، مما يعزز دورها الاستراتيجي والمؤثر، سواء على المستوى الإقليمي أو العالمي، مؤكداً أن الدولة ملتزمة بدعم الشعب السوداني الشقيق إنسانياً وسياسياً ودبلوماسياً، رغم العراقيل والتعقيدات التي تعترض جهودها الإنسانية والسياسية الرامية لإنهاء الأزمة السودانية.

التزام راسخ
أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن، الدكتور نبيل ميخائيل، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن المبادرة الإنسانية التي نفذتها الإمارات في تشاد لدعم اللاجئين السودانيين، تأتي امتداداً لنهج الدولة الإنساني والتنموي، وتعكس التزامها بمساعدة المدنيين المتضررين من النزاعات والأزمات، خاصة في المناطق التي تشهد نزوحاً جماعياً وظروفاً إنسانية بالغة السوء.

مقالات مشابهة

  • الإمارات.. مبادرات إنسانية لا تنقطع عن اللاجئين السودانيين
  • وكيلة وزارة المعادن: الوثائق الروسيه تحتوي على قاعدة بيانات قوية لاستعادة كل الوثائق والتقارير الجيولوجية التي فقدت في الحرب
  • رأي.. إردام أوزان يكتب: سوريا بين المبادرة والتغيير الحقيقي.. وفرصة لن تنتظر
  • المصافحة التي لم تتم.. خلافات عميقة تعوق التوصل لاتفاق في غزة برعاية أمريكية
  • الإمارات تقدم 3 آلاف سلة غذائية للاجئيين السودانيين في تشاد
  • وباء الكوليرا يفاقم معاناة السودانيين ويعقد الوضع الإنساني
  • تقويم النظام البرلماني وإشكالية الديمقراطية في بلدان الشرق
  • رئيس حزب الأمة الفيدرالي بولاية شمال دارفور: العقوبات الأمريكية فرية وإدعاءات كاذبة
  • الصفدي: السلطة التشريعية ستبقى تؤسس لمناخات جديدة للحرية والاختلاف
  • جبهة تحرير فلسطين تشيد بموقف اليمن الشجاع وتؤكد أن اليمن نموذجاً ملهماً للانتصار لفلسطين وغزة