بين ملايين القصص التي تعرضها الدراما المصرية وتخلد في أذهان الجمهور العربي، ظهرت مشاهد الحب والارتباط الوثيق بين المصريين والفلسطينيين، لتكون الدراما المصرية شاهدة على مدى التلاحم بين الشعبين الشقيقين، لاسيما في أوقات الحروب والأزمات، فكانت السينما المصرية أول من وثق حرب فلسطين والنكبة، ثم سايرت تطورات القضية لحظة بلحظة حتى وقتنا الحالي.

«امرأة من زمن الحب»

في مسلسل «امرأة من زمن الحب» بطولة الفنانة الراحلة سميرة أحمد، نجد المسلسل يتناول الحديث عن القضية الفلسطينية وانتهاكات الإسرائيليين عندما سافرت زوجة هشام سليم، لتغطية أحداث فلسطين، فماتت الزوجة واختطف الاحتلال الطفل، ليبدأ الصراع بين هشام سليم والجانب الإسرائيلي في محاولة استرجاع طفله.

«عابد كرمان»

ولم يكن التاريخ الحاضر في الدراما المصرية متجاهلًا القضية في إطار قصص الحب التي تهون من وتيرة الأحداث الصعبة، ففي مسلسل «عابد كرمان» نمت قصة حب بين تيم حسن الفلسطيني، من عرب 48، الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية، وريم البارودي، الفتاة المصرية التي يقابلها صدفة ويقع في حبها، وتساعده خلال أحداث المسلسل في مهمته التي كلفته الجهات المصرية بها، من حيث جمع المعلومات اللازمة عن خط بارليف، ورحب عابد بالعمل هناك بسبب ثأر قديم بينه وبين الاحتلال الذي قتل شقيقه أمام عينيه وهو لم يتجاوز العاشرة من عمره.

أما فيلم «أصحاب ولا بيزنس»، فقد ألقى الضوء على دور القضية الفلسطينية في تغيير الشباب العربي، من خلال الفنان مصطفى قمر الشاب المترف الذي غيرته قضية فلسطين، وبعدما كان شابًا عاديًا يعيش حياة مرفهة مع خطيبته التي اعتادت السهر في الكازينوهات، ملّ من تصرفاتها ولا مبالاتها، وتحولت مشاعره للفتاة الفلسطينية (نور)، التي  حملت على عاتقها أحداث القضية بجانب مصطفى قمر، وعلى الرغم من عدم رغبته في البداية للسفر إلى فلسطين وخوفه من الحرب هناك إلا أن الوقت الذي قضاه هناك غيّر نظرته للحياة.

وفي فيلم «فتاة من فلسطين» بطولة محمود ذو الفقار، يقوم بدور ضابط طيار مصري يستبسل في الدفاع عن الأرض الفلسطينية ضد العدو الإسرائيلي، وفي غارة تسقط طائرته في قرية فلسطينية، فتعثر عليه سلمى الفتاة الفلسطينية، مصابًا في قدمه، فتستضيفه في منزلها وتعمل على تطبيب جراحه، وفي إطار الأحداث يعرف أن منزل سلمى ما هو إلا مركزًا لسلاح الفدائيين، ويعجب الطيار المصري بالفتاة سلمى وشجاعتها حتى يتبادلان الحب.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مصر فلسطين الدراما المصریة

إقرأ أيضاً:

الحب في زمن التوباكو (13)

 

 

 

مُزنة المسافر

 

ماتيلدا: أنا، ربما لا أعرف، ماذا أشعر.

ألبيرتو: بالتأكيد بالخجل.

نعم ربما هي هذه الكلمة التي بعثرتني أمام ألبيرتو حين جاء من العالم المتقدم، وجاء بباقة ورد وساعة يد قال لي أنها تدق مثلما يدق قلبه من أجلي، كم كان كلامه حلوًا في تلك اللحظة، وكان شعوري هذا قد تعاظم أكثر بغضب من غيابه لكن فجأة أُثلج فؤادي، وصار ينادي بالحنين، وأنا استقلَّ حافلة الصباح، وجدت ألبيرتو قد اختار كرسيًا بجانبي، كيف عرف أنني سأذهب للمسرح هذا النهار، لقد عاد ليقول لي ربما كلمات الاشتياق، لكنه لم يحكِ ولم يخبر بشيء نظر نحو عيناي القلقتين وسألني إن كنت أشعر بشيء ما، كان جوابي الخجل!

أو ربما الوجل من الغد، إنني مبعثرة، متقلبة كما هي الألحان، التي تتوسد أذناي، وتدخل أحشائي وتأبى أن تخرج.

جوليتا: ماذا حدث بعدها؟

ماتيلدا: دعيني أتذكر، أين هي علبة التبغ؟

جوليتا: إنها هنا، سألقي بها في الهواء.

ماتيلدا: ضربة جيدة، لقد التقطتها يا ابنة أخي.

ماتيلدا: لقد شقلبني كلامه، وجدتُ نفسي مبعثرة، سألته بصراحة بالغة لماذا عدت يا إلبيرتو، ألم يعجبك العالم المتقدم؟

ألبيرتو: لا ليس كثيرًا، اشتقت للديار واشتقت لحديثك الجميل يا عزيزتي.

كتبت إليك كثيرًا، كتبت لفؤادك وكتبت لدلالك ولغنجك، هل وجدتِ كل رسائلي؟

ماتيلدا: أنا آسفة يا ألبيرتو، أنا متأكدة من أن أبي قد قام بحرقها، والناس في الأرياف قد ضيعوها بين حقول الذرة، لابد أن أغادر الحافلة.

ألبيرتو: لحظة، صوتك يشعرني بالضياع، أود أن أسمعك تُغَنّين يا عزيزتي.

تقدمت خطوتين، تمايلت حول عمود الحافلة، وخرجت وقلت له كلمتين: لا تتبعني، سأذهب للعمل، العمل بحاجة إلى تركيز.

ألبيرتو: سأنتظرك في المقهى، ذاك المقهى في السادسة، ما رأيكِ؟

ماتيلدا: اتفقنا، الحساب عليك طبعًا.

ألبيرتو: بالتأكيد.

جوليتا: وماذا حدث بعدها يا عمتي؟

ماتيلدا: ابتسم ويا ليته لم يبتسم، كانت لحظة ساحرة بالنسبة لي، وجدته أمامي بعد غياب، وكم كان هذا نفسه العذاب الذي شعرت به مكررًا، لم أستطع أن أركز يا جوليتا، كنت أغني، وكانت التدريبات صعبة، وقلبي قد خُطف خطفًا عظيمًا، لا يمكن له أن يعود هذا ما قلته لخورخيه حين سألني ما بكِ يا ماتيلدا؟، ضحك وقال إنكِ شابة ستنسين هذا حين تكبرين.

قلت له: لا أريد أن أكبر، أود فقط أن أبقى في هذه اللحظة أسيرة ومحصورة في هذا الزمن وهذا المكان، وذاك المقهى، وتلك الحافلة، في وقت وجدت فيها ألبيرتو بعد غياب، جاء بالتأكيد بالجواب.

خورخيه: وهل هذا جواب نجمة يا نجمة؟، نحن نرى أناسًا كُثر ولا نتعلق بالأمور البراقة، هذه الكلمات شعشاعة، لماعة، لنفوس طماعة يا ماتيلدا.

ماتيلدا: هكذا كانت جوابات خورخيه واقعية حتى يجعلني أشعر أنني على الخشبة تمامًا وليس فوق سحابة هائمة، لكنني قلت له إن ما أراه هو الإلهام بعينه، وأن عيشي لكل ذلك يجعلني أشعر بالفن يتغلغل في نفسي، لا أدري إن كان جوابي مقنعًا، لكنه يكفي لأن يدير خورخيه ظهره عني لوهلة.

ماتيلدا: وفعلًا جاءت السادسة، وكأنها أتت بعد وقت طويل، وعبرت ساعات عمري كلها، وقالت إنه وقت ألبيرتو يا عزيزتي، لا تقتربي من أي شخص أو أي محطة قطار أو أي ساعة عشاء أخرى.

إنها له وحده، لتكون هذه ساعة الحب بينكما في زمن لا يوجد فيه غير دخان التبغ والقهوة، وأولئك المتحذلقين الراغبين في معرفة القصة التي بينكما.

جوليتا: وهل جاء ألبيرتو يا عمتي؟

مقالات مشابهة

  • “حزبية وطائفية وعرقية، ودينية وجهوية”.. رئيس الوزراء يلخص المشكلات التي يعاني منها الوطن ويطرح المعالجات
  • حزب الاتحاد: مصر تدافع عن القضية الفلسطينية باسم الضمير الإنساني والشرعية الدولية
  • الحب في زمن التوباكو (13)
  • في ذكرى ميلاده.. حسن حسني "جوكر السينما المصرية" الذي صنع البهجة ورحل في صمت
  • الحرس الثوري الإيراني: قواتنا ضربت القواعد الجوية التي انطلقت منها الهجمات علينا
  • حالة الجمود التي يعاني منها خريجي مدرسة الحركات المسلحة في فهم وتفسير الأحداث
  • أيقونة الدراما العدنية يصارع المرض والإهمال.. نداء لإنقاذ الفنان قاسم عمر
  • "مؤتمر القضية الفلسطينية": نؤكد استمرارية جهود إنهاء الحرب في غزة
  • الرئاسة المشتركة لمؤتمر الأمم المتحدة بشأن القضية الفلسطينية: ندعم كافة جهود إنهاء الحرب في غزة
  • منها فلسطين والسودان.. تقرير أممي: خطر الموت جوعا يهدد سكان 5 بؤر حول العالم