أكثر من شهر على العدوان الإسرائيلى على غزة!
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
مر أكثر من شهر على أحداث غزة ومعاناة الشعب الفلسطينى تحت القصف والحصار الإسرائيلى والمفروض على قطاع غزة بفلسطين، والقنابل والصواريخ التى يتم إطلاقها على البيوت والمدارس والمستشفيات وليس على الأماكن العسكرية فحسب، والتى نتج عنها حوالى ١٠ آلاف شهيد، منهم أكتر من ٤ آلاف طفل قتيل وشهيد، وأكثر من ٢٥ ألف مصاب وجريح فى حالة صعبة جدا، فضلًا عن تدمير البنية التحتية والمنازل والبيوت والجوامع والمستشفيات والمدارس، وقطع الكهرباء والانترنت ووسائل التواصل بين الأفراد، علاوة على نقص الوقود، وعدم السماح بتوصيله إلى غزة، واطلاق مرسوم بمنع عودة كل العاملين الفلسطينيين من غزة للعمل فى المصانع والشركات الإسرائيلية بعد الانتهاء من العدوان، وهو ما زاد من بطالة الشباب والرجال فى غزة، وهو ما زاد الأحوال طينا وسوءا، وكل هذا مع نقص المساعدات اللازمة من الأدوية والأغذية والدعم المادى، وهو ما دفع مصر إلى فتح معبر رفح لدخول عدد من الحالات المصابة والخطيرة إلى العلاج فى مستشفيات العريش وسيناء، وعودتهم مجددًا إلى غزة، فضلًا عن تقديم مصر لأكبر المساعدات الإنسانية والاجتماعية من أطعمة وأدوية الى شعب غزة، بصفة مستمرة، ورغم كل هذا الخراب الذى حدث فى غزة من تحطيم البيوت وقتل المواطنين من أطفال وشباب ونساء وشيوخ، ورجال إلا أن العالم لا يزال يتفرج على الأحداث المأساوية ولا يحرك ساكنا بالرغم من المظاهرات التى تجوب مختلف بلاد العالم، وامام مختلف السفارات الأمريكية والإسرائيلية فى كل مكان وهو ما دعا مصر الى الدعوة لقمة القاهرة للسلام لقطع الطريق على إسرائيل وإجهاض مخططها الشيطانى بنقل مواطنين غزة الى مصر، وتصفيه القضية الفلسطينية تماما، وهو ما رفضه بالطبع الشعب الفلسطينى نفسه والذى تمسك بأرضه، التى يعتبرها عرضه وشرفه وكرامته، ومن أجلها يموت شهيدا على أرضه !
أكثر من شهر مر على شعب غزة وكأنه ألف سنة من العذاب والخوف والقلق والحرمان والحزن وسرادق العزاءات اليومى، ومشهد الجنائز التى تعرف طريقها الى المقابر، ربما تكون المقابر ارحم لهم من الحياة التى كتب لهم فيها أن يعيشوا فى الظلام وتحت نيران المحتل الإسرائيلى الغاشم البغيض الذى لا يعرف معنى للإنسانية ولا للأخلاق ولا للدين، فجميع الأديان كلها تلفظ قتل النفس بغير حق، ولكن الصهاينة لا يعرفون سوى القتل والإبادة، لدرجة أن وزير التراث الإسرائيلى صرح بأنه يمكن استخدام القنبلة النووية لإبادة الشعب الغزاوى، لأجل الانتهاء تماما من القضية وتحدث الرئيس الأمريكى بايدن عن الهدنة الإنسانية وليس وقف إطلاق النار!.
أكثر من شهر من الدمار عاشته الأسر الفلسطينية فى غزة ولم يذوقوا فيه طعم الراحة ولا النوم الهاديء ولا يرى فيه الاطفال سوى الرعب والخوف ودموع ونحيب الأمهات على ذويهم من الشباب والأطفال، ولم يستطع الاهالى إنقاذ ذويهم من تحت أنقاض العمارات والبيوت التى هدمت بسبب الصواريخ الإسرائيلية والطائرات التى تلقى بالقنابل والرصاص على الشعب الأعزل فى مشهد لم يحدث منذ احتلال فلسطين عام ٤٨ حتى الان !
وكل ما فعله العالم خلال الشهر المنقضى هو الشجب والإدانة والدعوة فقط إلى ضبط النفس، والمطالبة باحترام الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة والتى لم تحترمها أو تسمع إليها إسرائيل المحمية بأمريكا فى المنطقة، فضلا عن إرسال مساعدات، ولكن اتخاذ موقف أشد قوة بقطع علاقات مثلا، فلم تتخذه سوى بعض دول أمريكا اللاتينية.. كل هذا يدعونا الى أن نقول للشعب الفلسطينى لك الله يا اعظم شعب، تحمل الكثير لأجل القضية العربية وثالث الحرمين الشريفين، المسجد الاقصي.
د. فتحي حسين: أستاذ بكلية الإعلام بجامعة القاهرة
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: د فتحي حسين الشعب الفلسطيني الحصار الإسرائيلي قطاع غزة فلسطين أکثر من وهو ما
إقرأ أيضاً:
معركة هارفارد وضرب غزة بالنووي
صراع الإرادات الناشب بين الرئيس الأمريكى، وجامعة هارفارد، يعكس فى جوانبه معركة اليمين المتطرف المناصر لإسرائيل ظالمة ومظلومة، مقابل رغبة دوائر أمريكية فى التحرر من قيود، وضعها التحالف الدائم بين الإدارات الأمريكية المتعاقبة، على كل من يتجرأ على الخروج عن الخط المرسوم فى تأييد الكيان الصهيونى، حتى وإن تعارض الأمر مع القيم الإنسانية، وحرية الاختيار التى تقوم عليها فكرة الدولة الأمريكية ذاتها.
فقبل أن يعود ترامب إلى منصبه فى البيت الأبيض، شهدت جامعة هارفارد والعديد من الجامعات الأمريكية احتجاجات ومظاهرات ضد عمليات الإبادة التى تمارسها إسرائيل فى غزة، التى تجاوزت حد الرد على هجوم حماس فى 7 أكتوبر 2023 إلى انتقام وحشى أدى إلى استشهاد أكثر من 50 ألف فلسطينى غالبيتهم من الأطفال والنساء والمدنيين العزل، وهو ما أثار استياء الملايين عبر العالم.
التظاهرات المنددة بالعدوان الإسرائيلى على غزة، فى جامعة هارفارد خصوصا، أثارت حفيظة ترامب ومناصريه من مؤيدى إسرائيل، ودفعت بالرئيس الأمريكى إلى اتهام هارفارد بـ«الترويج لأيديولوجيات ماركسية ويسارية متطرفة، ومعادية للسامية»، وطالب ترامب باخضاع الجامعة التى تخرج فيها 162 فائزا بجوائز نوبل، عمليات التسجيل والتوظيف لهيئة إشراف قبل أن تلغى إدارته، الخميس الماضى، حق هارفارد فى تسجيل الطلاب الأجانب.
القرار جاء تتويجا لصراع ممتد بين هارفارد وترامب، بعد أن رفضت الجامعة تسليم سجلات سلوك الطلاب الأجانب التى طلبتها وزارة الأمن الداخلى الشهر الماضى، وهو ما تعتبره قيادة الجامعة أمرا يتجاوز بكثير دور الحكومة الفيدرالية وقد ينتهك الحقوق الدستورية للجامعة التى تقاتل بشراسة دفاعا عن استقلالها الأكاديمى.
وفى مواجهة قرار ترامب ضد هارفارد الذى يهدد مستقبل نحو 7 آلاف طالب أجنبى بينهم ملكة بلجيكا المستقبلية الأميرة إليزابيث التى تدرس السياسة العامة ضمن برنامج مخصص لطلبة الماجستير، طعنت الجامعة قضائيا على القرار الذى اعتبره البعض وسيلة فى «صراع أوسع بين الديمقراطية والاستبداد».
وفى اليوم التالى لقرار ترامب حصلت هارفارد على أمر قضائى، أصدرته القاضية الفيدرالية فى محكمة بوسطن أليسون بوروز، بوقف مؤقت لحظر تسجيل الطلاب الأجانب، والتى اعتبرت القرار «انتهاكا صارخا» للدستور.
الحكم بوقف قرار ترامب مؤقتا هو جزء من معركة يبدو أنها ستمتد مع العديد من المؤسسات الأمريكية المماثلة لجامعة هارفارد، ومع كل من يناصر القضية الفلسطينية التى يريد حلفاء ترامب تصفيتها بشتى الطرق، حتى وإن تطلب الأمر استخدام السلاح النووى.
فالنائب الجمهورى، من حزب ترامب، راندى فاين، دعا بشكل صريح إلى ضرب قطاع غزة بالسلاح النووى على غرار ما فعلته الولايات المتحدة مع مدينتى هيروشيما وناجازاكى فى اليابان قبل نهاية الحرب العالمية الثانية.
فاين اعتبر خلال مقابلة مع قناة فوكس نيوز الأمريكية، فى اليوم نفسه الذى أصدر فيه ترامب قراره ضد هارفارد، أن «القضية الفلسطينية.. قضية شريرة»، والحل التخلص منها بالسلاح النووى قائلا: «لم نتفاوض على استسلام النازيين، ولم نتفاوض على استسلام اليابانيين، قصفنا اليابانيين مرتين نوويًا للحصول على استسلام غير مشروط، ويجب أن يكون الأمر نفسه هنا» فى إشارة إلى غزة.
لا يرى النائب الأمريكى المتطرف فى القضية الفسطينية غير «الشر» الذى يجب القضاء عليه بالقنابل النووية، منكرا حقيقة أن الشر نفسه يكمن فى أمثاله، وأمثال حلفائه من الإسرائيليين، حيث تتلاقى أفكاره مع مواقف وزير التراث الإسرائيلى المتطرف أميخاى إلياهو، الذى دعا فى نوفمبر 2023 إلى إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة، باعتبار الأمر«أحد الخيارات» لتحقيق هدف القضاء على حركة حماس.
يتجاهل فاين حق الشعب الفلسطينى فى أرضه التى سلبها الإسرائيليون، لكن الغريب أننا لم نسمع، حتى الآن صوتا واحدا من داخل الكونجرس الأمريكى يدين تصريحات هذا النائب المتطرف الذى يتفاخر بضرب اليابان بالقنابل النووية، ويدعو جهارا إلى تكرار الأمر مع غزة، وهى ثقافة «إرهابية» يبدو أنها متأصلة فى بعض النفوس الأمريكية.
(الشروق الجزائرية)