ندوة جورجتاون تُحمّل المجتمع الدولي مسؤولية تعافي أفغانستان
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
أكد المشاركون في «الندوة الإقليمية بشأن أفغانستان: مواجهة المأزق» التي نظمتها جامعة جورجتاون في قطر أن التعليم يعتبر أحد أهم المجالات الأساسية القليلة التي يقف عليها مستقبل أفغانستان، مشددين في ذات الوقت على الحاجة إلى بذل جهودٍ جماعية لتحويل التعليم إلى وسيلة حقيقية لتحقيق السلام والازدهار والعدالة الاجتماعية.
وألقى الدكتور صفوان المصري، عميد جامعة جورجتاون في قطر، الكلمة الافتتاحية للمؤتمر قال فيها: «بلغ الشعب الأفغاني مشارف أزمة إنسانية واقتصادية تتطلب إيجاد حلولٍ عاجلة. وعلى الرغم من أن المساعدات الإنسانية الدولية ضرورية، إلا أنها لا تستطيع لوحدها معالجة الأسباب الكامنة وراء تدهور الوضع في البلاد، بما يشمل النزاعات السياسية والصراعات القائمة، وتدخل العناصر والجهات الخارجية المؤثرة».
وأضاف الدكتور المصري: «تكتسب إقامة هذا الحوار في الدوحة بالذات مكانة خاصة، لما قامت به قطر من دور الوساطة في أفغانستان. إذ توجد مطالب أخلاقية وعملية أمام المجتمع الدولي تقضي تحمله مسؤولية تعافي البلاد».
عُقد المنتدى على مدار يومٍ واحد، وجمع كبار الخبراء والعلماء وصناع السياسات للتعمّق في النقاش حول التحديات الأساسية التي تواجه أفغانستان، خاصة تلك المتعلّقة بتداعيات المأزق المقلق بين أفغانستان وبقية العالم منذ استعادة طالبان السيطرة على الحكم في عام 2021. وطرحت الندوة تحليلات معمّقة ومهمّة تشمل الحلول التي يمكن أن تدعم التطلعات الاجتماعية والاقتصادية للشعب الأفغاني. وألقى المشاركون الضوء على الحاجة لإشراك جميع الجهات المعنية داخل أفغانستان وإقامة حوارٍ معها، بالإضافة إلى واجب المجتمع الدولي بزيادة جهوده الميدانية، بالتنسيق مع الجانب الأفغاني والشركاء الدوليين.
وكان منع الفتيات من الحصول على التعليم أبرز اهتمامات حلقة نقاش التحديات المنهجية للتعليم في أفغانستان، حيث ناقش الحاضرون المتطلبات والوسائل الكفيلة ببناء نظامٍ تعليمي حديث للبلاد، والحاجة إلى إحياء الإرث التاريخي للتعليم ضمن المجتمع الأفغاني.
وأكدت فاطمة جيلاني، مفاوضة السلام والرئيس السابق لجمعية الهلال الأحمر الأفغاني، على الحاجة إلى إشراك النساء والفتيات ودعمهن للوصول إلى المؤسسات التعليمية والمسارات التي لا تزال متاحة لهن. فيما أوضح سلمان بن شاه، المؤسس والرئيس التنفيذي لـ Catalysts.Af، أنه من بين مختلف التحديات التي تواجه أفغانستان، هناك حاجة إلى تغيير قطاع التعليم بشكلٍ جذري، بما في ذلك توفير محتوى تعليمي جيّد يقدمه معلمون أكفاء.
من جانبها، أشارت السفيرة ميلاني فيرفير، مدير معهد جورجتاون للمرأة والسلام والأمن، إلى نتائج دراسة دولية حديثة تؤكّد على ضرورة ضمان الحقوق الأساسية للمرأة، بما في ذلك الحق في التعليم، من أجل تعزيز قدرة الدولة على تحقيق التنمية، والنمو الاقتصادي والسلام والأمن على المدى الطويل.
وبحثت حلقة نقاش بعنوان «التقارير من مناطق النزاع: قدرة وسائل الإعلام على الصمود في أفغانستان» الصعوبات التي واجهت الصحفيين الأفغان خلال السنوات العشرين الماضية، وذلك من الناحية الأمنية وتحديات الوصول إلى مصادر المعلومات. وأوضح علي لطيفي، محرر الشأن الآسيوي لدى ذا نيو هيومانيتاريان ومراسل الجزيرة الإنجليزية بكابول، أنه رغم من الأزمة المالية التي يشهدها القطاع الإعلامي في أفغانستان والقيود المفروضة على الموضوعات التي يمكن تغطيتها، لا تزال وسائل الإعلام تجد طرقًا للعمل والحديث عن القضايا المهمة مثل تعليم الفتيات. في المقابل، أشارت سناء صافي، صحفية في الخدمة العالمية لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، إلى انتشار المعلومات الخاطئة والمضللة التي ظهرت بسبب غياب قادة الفكر المحليين، وعدم القدرة على النفاذ إلى المعلومات.
واستكشفت حلقة نقاش بعنوان «أفغانستان كما يتخيلها الأفغان» مختلف السرديات حول أفغانستان، وتم خلالها التأكيد على قوة سرد القصص في فهم الديناميكيات الاجتماعية والتاريخية والثقافية المعقدة لشعبها.
وسلّط متحدثون بارزون في جلسة «تغير المناخ وإدارة الموارد الطبيعية» الضوء على التحديات البيئية الملحة التي تواجه أفغانستان. كما أوضحوا أن تدهور الأمن المعيشي وندرة الغذاء، بالإضافة إلى الصعوبات الأخرى، تتسبب في تفاقم الأزمة الإنسانية في تلك البلاد.
وتواصل جامعة جورجتاون في قطر تعمّقها في دراسة قضايا الموارد الطبيعية الملحة في مؤتمر «استدامة الواحة: تصور مستقبل الأمن المائي في الخليج»، الذي تنظمه بالتعاون مع معهد مشاعات الأرض التابع لجامعة جورجتاون في واشنطن العاصمة، وذلك يومي 12 و13 نوفمبر في فندق فور سيزونز، وهو ملتقى عالمي مؤثر من الخبراء وصانعي السياسات والممارسين. وسيكون المؤتمر مفتوحًا للجمهور، حيث سيستكشف الأهمية التاريخية والمنظور المستقبلي للمياه في المنطقة من حيث إمكانية تلبية الاحتياجات البشرية والبيئية في ظل ظاهرة تغيّر المناخ.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر جامعة جورجتاون فی أفغانستان جورجتاون فی
إقرأ أيضاً:
عاجل- مصر تُشيد بمواقف المجتمع الدولي ضد الانتهاكات الإسرائيلية في غزة
رحبت جمهورية مصر العربية بالتطور الملحوظ في مواقف الأطراف الدولية الفاعلة تجاه الانتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة، مشيرة إلى الرفض الكامل للاستخدام المفرط للقوة العسكرية ضد المدنيين العزل في القطاع، فضلًا عن سياسة التجويع الممنهجة التي تتبعها إسرائيل في النزاعات الدولية.
وأعربت مصر عن تقديرها لما قامت به الدول الفاعلة في المجتمع الدولي مؤخرًا من مواقف إيجابية، تشمل البيان الثلاثي الصادر عن دول فرنسا، المملكة المتحدة وكندا، فضلًا عن القرار الأوروبي المتعلق بمراجعة مدى امتثال إسرائيل للمادة الثانية من اتفاقية المشاركة مع الاتحاد الأوروبي.
عاجل- الأزهر يندد بالحصار الإسرائيلي على غزة ويدعو لفتح المعابر الإنسانية عاجل.. مصر ترحب بتطور موقف الأطراف الدولية إزاء الأوضاع في غزة مواقف دولية جديدة تدعم حقوق الفلسطينيينتعتبر مصر أن التطورات الأخيرة التي شهدها المجتمع الدولي تعكس دعمًا حقيقيًا للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، والتي تم حرمانه منها على مدار عقود طويلة.
وقد تجسد هذا الدعم في البيان الثلاثي الصادر عن قادة دول فرنسا، المملكة المتحدة وكندا، بالإضافة إلى الخطوات الإيجابية نحو الاعتراف المشترك من عدد من الدول بـ الدولة الفلسطينية.
مصر تؤكد على أهمية التصدي للانتهاكات الإسرائيليةأكدت مصر على ضرورة اتخاذ خطوات أكبر في المجتمع الدولي لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة، مشيرة إلى أهمية تعزيز الالتزام بالقانون الدولي، وترسيخ المبادئ الإنسانية في التعامل مع النزاعات الدولية.
كما أعربت عن دعمها لتلك الخطوات في إطار سعيها لوقف الانتهاكات المستمرة ضد الفلسطينيين، وتشجيعها للدول الأخرى على دعم هذا التحرك الذي يهدف إلى تعزيز مصداقية النظام الدولي القائم على القواعد.
مصر تواصل مساعيها لإيجاد حل شامل للصراع الفلسطيني-الإسرائيليتواصل مصر مساعيها في مختلف المحافل الدولية والإقليمية من أجل معالجة الأسباب الجذرية للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وعلى رأسها احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية.
وتشدد مصر على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، بما في ذلك إقامة دولته المستقلة على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. وتعتبر مصر أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد نحو تحقيق السلام الدائم في المنطقة.
حل الدولتين كطريق نحو الاستقرار والازدهار في الشرق الأوسطوتؤكد مصر أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لاستعادة الاستقرار والأمن في المنطقة. كما تشير إلى أهمية التعايش المشترك المبني على الاحترام المتبادل، والذي يعد الطريق الأمثل لتحقيق التكامل بين دول المنطقة، مما يفتح آفاقًا جديدة للـ ازدهار والتعاون الإقليمي.