إلى متى يستمر الحال؟!
تاريخ النشر: 20th, October 2025 GMT
ناصر بن سلطان العموري
nasser.alamoori@gmail.com
في الوقت الذي كان فيه الجميع يترقب قانون الوظيفة العامة لإنصاف الموظفين الذين قضوا سنين طوال في الوظيفة الحكومية مكبلين بأغلال البيروقراطية أو قانون يحمي المسرحين من فيروس التسريح وما يترتب عليه من أهوال أو قانون يلزم الشركات بزيادة نسبة التعمين بالوظائف العليا دون الدنيا تقليلا للقائمة المتخمة للباحثين عن عمل أو قانون للمتقاعدين ينصفهم ويرفع من شأنه بعد أن نسيهم الجميع.
ولكن وزارة العمل فاجأت الجميع حينما أصدرت اللائحة الجديدة لعمال المنازل ومن في حكمهم. القرار- كما يُشاع- جاء نتيجة شكاوى بعض سفارات الدول من التصرفات السلبية لبعض أرباب العمل- ونؤكد "البعض"- والتزام سلطنة عُمان باتفاقيات دولية خاصة بحقوق العمال، طبعًا العمال الوافدين وليسوا من أصحاب البلد!
والسؤال الذي يطرحه الرأي العام: هل مراعاة حقوق العمالة الأجنبية أهم من مراعاة حقوق المواطنين أصحاب البلد؛ فالعامل الأجنبي أُعطي فوق ما كان يتمناه ويحلم به.
لكن في المقابل، من يعوض المواطن ويرجع له حقوقه إذا قصر العامل في عمله أو لاذ بالفرار؟ هذا غير الأعباء المالية التي تضاف إلى رب العمل نتيجة الإجازات المرضية والسنوية مدفوعة الخدمة ومكافأة نهاية الخدمة. والظاهر بعد صدور هذه اللائحة ستكون بلدنا ملاذ آمن وجنة للراغبين في العمل من الوافدين.
ألم تفكر هنا وزارة العمل بعين العاطفة قبل العقل عمَّا يواجه المُسرَّحين من أهوال يُندى لها الجبين فلا هو براتبه ولا هو براتب الأمان الوظيفي ولا عن الباحثين عن العمل الذي يزداد عددهم يومًا بعد يوم والذين هم أشبه ببالون قد ينفجر يومًا ويضر ما حوله.
قوانين لا تحاكي الواقع وتلامسه لا من قريب ولا حتى من بعيد، وكأن من اتخذها يسكن في برج عاجي لا يشعر بمن حوله أو ربما لا يعيش معنا ولا يحس بما يحسه المجتمع من آلام وآهات تصدر من مُسرَّح قابع في غياهب السجون، أو باحث عن عمل يتردد بين الطرقات وعبر المؤسسات لعله يشتم رائحة وظيفة، أو متقاعد قد أثقلت كاهله الديون والالتزامات فتكابد عليه الهم والمرض والدين فأحسَّ أن كل شيء ضده.
كفى مجاملة ونحن نحاول كسب ود من هم من يُملون شروطهم بالخارج على حسب حياة من في الداخل؛ فالمعاناة تزيد والوجع يشتد ووهن التفكير مما هو حاصل من أوضاع قد أصحاب الجميع دون استثناء.
أين الموازنة بين الحقوق والواجبات؟ فكما يصان حق العاملين، من المفترض كذلك أن يصان حق المواطن من أي تجاوز أو إخلال؛ فالعدالة لا تكتمل إلا حين تكون منصفة للجميع.
لا أعلم هنا متى يكون لمجلس عُمان دور في هذه القرارات المصيرية، والواضح للعيان أن القرارات الوزارية لا تُعرض على مجلسي الشورى والدولة مع انها تمس حياة المواطن على كافة المستويات.
قوة الحكومة دائمًا تُقاس بجودة منظومتها الخدمية وحُسن إدارتها لأزماتها وتماسك شعوبها وبقوة قرارها وانحيازها لمواطنيها في كل قراراتها، لا أن تكون قرارات عكسية تنحاز لصالح الوافد وتُضيِّق الخناق على المواطن؛ فأبناء البلد هم أولي بخيرات البلد والعيش فيه براحة وسكينة ودَعة.
أصبح المواطن يضع يده على قلبه خوفًا وهلعًا جراء ما هو قادم من قرارات وقوانين ما انزل الله بها من سلطان.
هذه رسالة لأصحاب القرار: كونوا محضر خير، ورسل سلام ووئام.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
محمد جبران: قانون العمل الجديد يضمن الحد الأدنى لحقوق العمال
افتتح محمد جبران، وزير العمل، اليوم الإثنين، ورشةً تثقيفية للتوعية بأحكام قانون العمل الجديد رقم (14) لسنة 2025، وذلك بمقر وزارة البترول والثروة المعدنية، بحضور المستشار القانوني للوزير إيهاب عبدالعاطي، وأحمد راندي رئيس الإدارة المركزية للاتصالات بالوزارة، وبمشاركة عدد من ممثلي شركات البترول بمختلف القطاعات.
وأوضح بيان صادر عن وزارة العمل، أن الورشة تأتي في إطار خطة الوزارة لنشر الوعي القانوني بين العاملين وأصحاب الأعمال في مختلف القطاعات الإنتاجية، وخاصة قطاع البترول باعتباره أحد أهم القطاعات الحيوية في الدولة.
جبران: قانون العمل يمثل الحد الأدنى لحقوق العمال
أكد وزير العمل، خلال كلمته في الورشة، أن قانون العمل الجديد يُعد الحد الأدنى لحقوق العمال، ويُطبّق على جميع قطاعات الدولة دون استثناء، بما في ذلك قطاع البترول، مع مراعاة استمرار العمل بلوائح تنظيم العمل الخاصة بهذا القطاع فيما يتعلق بأي مزايا إضافية تُمنح للعاملين.
وأضاف الوزير أن الهدف من تطبيق القانون هو ضمان التوازن بين طرفي العلاقة الإنتاجية، وتحقيق العدالة في بيئة العمل، بما يسهم في رفع الكفاءة الإنتاجية وتحسين مناخ الاستثمار داخل الدولة.
مناقشة شاملة لتطبيق القانون في قطاعات البترول
وشهدت الورشة مناقشات موسعة حول نطاق سريان قانون العمل على شركات البترول في مختلف القطاعات، سواء العام أو الأعمال العام أو الاستثماري أو المشترك، إلى جانب القطاع الخاص الذي يُعد النطاق الأساسي لتطبيق أحكام القانون.
كما تناول اللقاء شرحًا لأبرز المواد المنظمة لعقود العمل، والتأكيد على ضرورة وجود عقد عمل مكتوب يحدد حقوق وواجبات الطرفين، موضحًا أنه في حال غياب العقد المكتوب تُعد علاقة العمل غير محددة المدة وفقًا لما نص عليه القانون.
وتطرقت الورشة كذلك إلى حقوق العامل في الإجازات السنوية والرسمية، وأحكام الإجازات الخاصة وضوابط تنظيمها، فضلًا عن التعريف بدور صندوق تمويل التدريب والتأهيل في دعم وتنمية مهارات العاملين.
وأُشير خلال النقاش إلى أن نسبة المساهمة في الصندوق أصبحت 0.25% من الحد الأدنى للأجر التأميني بدلًا من 1% من صافي الربح كما كان معمولًا به سابقًا.
وشدد وزير العمل على أن الهدف من هذه اللقاءات هو نشر الثقافة القانونية داخل مواقع العمل، وضمان التطبيق السليم والمتوازن لأحكام قانون العمل الجديد، بما يحقق مصلحة كلٍ من العامل وصاحب العمل.
وقال محمد جبران:"إن قانون العمل الجديد جاء ليترجم توجيهات القيادة السياسية نحو تحقيق التوازن بين طرفي العملية الإنتاجية، وتعزيز مناخ العمل اللائق، وحماية حقوق العمال، وتشجيع الاستثمار في الوقت نفسه".
وأكد الوزير أن وزارة العمل مستمرة في تنظيم هذه الورش التوعوية لضمان التطبيق الأمثل لأحكام القانون، وترسيخ ثقافة الحوار الاجتماعي في مختلف القطاعات الإنتاجية، بما يسهم في تحسين بيئة العمل وزيادة الإنتاجية.
اقرأ أيضاً:
مديرة اليونسكو تشيد بجهود "التعليم" في خفض كثافة الفصول وارتفاع نسب الحضور إلى 87%
صور.. حفل الخريجين الرسمي 2025 علوم عين شمس
المدارس تبدأ استعدادات تقييم شهر أكتوبر.. والتعليم توضح الضوابط
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
محمد جبران وزير العمل قانون العمل الجديد العمال أخبار ذات صلةفيديو قد يعجبك: