قالت دار الإفتاء المصرية، إنه حينما أمر الشرع الشريف بالزواج ورغَّبَ فيه: قصدَ به الاستخلاف والإعمار، وأرادَ له الديمومة والاستمرار؛ ولذلك أقامَ الشرعُ الشريف أساس هذه العلاقةِ على المودة والرحمة وحُسْن العِشْرة؛ قال تعالى: ﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ﴾ [البقرة: 187]، وقال سبحانه: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الروم: 21].

الإفتاء توضح حكم التسمي باسم "حكيم" الإفتاء توضح مشروعية الرقية وحكم طلبها من الصالحين

أضافت الإفتاء، أن الشرع أباح استمتاع كلٍّ من الزوجين بالآخر بما يضمن لهما العفاف والكفاف، وجعل حقَّ المرأة في ذلك كحقِّ الرجل؛ لأن ما يحتاجهُ الرجلُ من المرأةِ من علاقته بها، هو عينُ ما تحتاجه المرأةُ من الرجل؛ قال تعالى: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [البقرة: 228]. 

قال الإمام أبو جعفر الطَّبَرِي في "جامع البيان" -في تفسير قوله تعالى: ﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ﴾-: [فإن قال قائل: وكيف يكون نساؤنا لباسًا لنا، ونحن لهن لباسًا، و"اللباس" إنما هو ما لُبِسَ؟ قيل: لذلك وجهان من المعاني: أحدهما: أن يكون كلُّ واحدٍ منهما جُعل لصاحبه لباسًا، لتجرُّدهما عند النوم، واجتماعهما في ثوبٍ واحدٍ، وانضمام جسد كل واحد منهما لصاحبه، بمنزلة ما يلبسه على جَسده من ثيابه، فقيل لكل واحد منهما: هو "لباس" لصاحبه.

بيان المراد من قوله تعالى ﴿هُن لباس لكم وأنتم لِبَاس لَهُن﴾دار الإفتاء المصرية

الوجه الآخر: أن يكون جَعل كلَّ واحد منهما لصاحبه "لباسًا"؛ لأنه سَكنٌ له، كما قال جلَّ ثناؤه: ﴿جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا﴾ [الفرقان: 47]، يعني بذلك سكنًا تسكنون فيه، وكذلك زوجة الرجل سَكنه يسكن إليها، كما قال تعالى ذِكْرِه: ﴿وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا﴾ [الأعراف: 189]، فيكون كل واحد منهما "لباسًا" لصاحبه، بمعنى سكونه إليه].

وقال الإمام الفخر الرازي في "مفاتيح الغيب": في بيان وجوه تشبيه الزوجين باللباس في الآية الكريمة: [أحدها: أنه لما كان الرجل والمرأة يعتنقان، فيضم كل واحد منهما جسمه إلى جسم صاحبه حتى يصير كل واحد منهما لصاحبه كالثوب الذي يلبسه، سمي كل واحد منهما لباسًا، وثانيها: إنما سمي الزوجان لباسًا ليستر كل واحد منهما صاحبه عما لا يحل؛ كما جاء في الخبر «مَنْ تَزَوَّجَ فَقَدْ أَحْرَزَ ثُلُثَيْ دِينِهِ». 

وثالثها: أنه تعالى جعلها لباسًا للرجل، من حيث إنه يخصها بنفسه، كما يخص لباسه بنفسه، ويراها أهلًا لأن يلاقي كل بدنه كل بدنها كما يعمله في اللباس. ورابعها: يحتمل أن يكون المراد ستره بها عن جميع المفاسد التي تقع في البيت، لو لم تكن المرأة حاضرة، كما يستتر الإنسان بلباسه عن الحر والبرد وكثير من المضار].

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإفتاء الزواج لباس ا ن لباس

إقرأ أيضاً:

إيران تقصف قواعد أمريكية في قطر والعراق

زنقة 20 | وكالات

أعلن مراسل “أكسيوس” نقلا عن مسؤول إسرائيلي قوله، مساء الإثنين، إن إيران أطلقت 6 صواريخ باتجاه القواعد الأمريكية في قطر.

كما ذكر شاهد لوكالة رويترز أنه تم سماع دوي انفجارات في سماء العاصمة القطرية الدوحة.

وقالت صحيفة “إسرائيل هيوم”: “سماع دوي انفجارات في الدوحة”.

وقبل الهجوم بدقائق، قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” إن إيران نشرت منصات إطلاق صواريخ لشن هجوم محتمل على القوات الأميركية.

كما نقل مراسل “أكسيوس”، باراك رافيد، عن مسؤول إسرائيلي قوله إن إيران تستعد لإطلاق صواريخ على قواعد أمريكية في الدقائق المقبلة.

مقالات مشابهة

  • أمين الإفتاء يكشف أعظم حقوق الزوجة على الرجل
  • مشهد قاسٍ في شارع تركي يشعل الغضب
  • هل القرض من البنك حلال أم حرام؟.. أمين الإفتاء: يجوز بشرط واحد
  • إيران تقصف قواعد أمريكية في قطر والعراق
  • أجمل رسائل تهنئة رأس السنة الهجرية الجديدة مكتوبة
  • حكم إقامة حفلات التخرج والضوابط الشرعية لها؟.. الإفتاء توضح
  • بكونه ينتمي لزمن الإمامة.. سلطات تعز توجه بمنع لباس وتصاميم "العكفي" في الأعراس
  • حكم التهنئة برأس السنة الهجرية الجديدة .. دار الإفتاء تجيب
  • تفسير قوله تعالى: «ولا يؤوده حفظهما» في آية الكرسي
  • محافظ مطروح يكرم الحاصلين على شهادة الماجستير من الديوان العام