بيان المراد من قوله تعالى ﴿هُن لباس لكم وأنتم لِبَاس لَهُن﴾
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية، إنه حينما أمر الشرع الشريف بالزواج ورغَّبَ فيه: قصدَ به الاستخلاف والإعمار، وأرادَ له الديمومة والاستمرار؛ ولذلك أقامَ الشرعُ الشريف أساس هذه العلاقةِ على المودة والرحمة وحُسْن العِشْرة؛ قال تعالى: ﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ﴾ [البقرة: 187]، وقال سبحانه: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الروم: 21].
أضافت الإفتاء، أن الشرع أباح استمتاع كلٍّ من الزوجين بالآخر بما يضمن لهما العفاف والكفاف، وجعل حقَّ المرأة في ذلك كحقِّ الرجل؛ لأن ما يحتاجهُ الرجلُ من المرأةِ من علاقته بها، هو عينُ ما تحتاجه المرأةُ من الرجل؛ قال تعالى: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [البقرة: 228].
قال الإمام أبو جعفر الطَّبَرِي في "جامع البيان" -في تفسير قوله تعالى: ﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ﴾-: [فإن قال قائل: وكيف يكون نساؤنا لباسًا لنا، ونحن لهن لباسًا، و"اللباس" إنما هو ما لُبِسَ؟ قيل: لذلك وجهان من المعاني: أحدهما: أن يكون كلُّ واحدٍ منهما جُعل لصاحبه لباسًا، لتجرُّدهما عند النوم، واجتماعهما في ثوبٍ واحدٍ، وانضمام جسد كل واحد منهما لصاحبه، بمنزلة ما يلبسه على جَسده من ثيابه، فقيل لكل واحد منهما: هو "لباس" لصاحبه.
بيان المراد من قوله تعالى ﴿هُن لباس لكم وأنتم لِبَاس لَهُن﴾دار الإفتاء المصريةالوجه الآخر: أن يكون جَعل كلَّ واحد منهما لصاحبه "لباسًا"؛ لأنه سَكنٌ له، كما قال جلَّ ثناؤه: ﴿جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا﴾ [الفرقان: 47]، يعني بذلك سكنًا تسكنون فيه، وكذلك زوجة الرجل سَكنه يسكن إليها، كما قال تعالى ذِكْرِه: ﴿وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا﴾ [الأعراف: 189]، فيكون كل واحد منهما "لباسًا" لصاحبه، بمعنى سكونه إليه].
وقال الإمام الفخر الرازي في "مفاتيح الغيب": في بيان وجوه تشبيه الزوجين باللباس في الآية الكريمة: [أحدها: أنه لما كان الرجل والمرأة يعتنقان، فيضم كل واحد منهما جسمه إلى جسم صاحبه حتى يصير كل واحد منهما لصاحبه كالثوب الذي يلبسه، سمي كل واحد منهما لباسًا، وثانيها: إنما سمي الزوجان لباسًا ليستر كل واحد منهما صاحبه عما لا يحل؛ كما جاء في الخبر «مَنْ تَزَوَّجَ فَقَدْ أَحْرَزَ ثُلُثَيْ دِينِهِ».
وثالثها: أنه تعالى جعلها لباسًا للرجل، من حيث إنه يخصها بنفسه، كما يخص لباسه بنفسه، ويراها أهلًا لأن يلاقي كل بدنه كل بدنها كما يعمله في اللباس. ورابعها: يحتمل أن يكون المراد ستره بها عن جميع المفاسد التي تقع في البيت، لو لم تكن المرأة حاضرة، كما يستتر الإنسان بلباسه عن الحر والبرد وكثير من المضار].
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإفتاء الزواج لباس ا ن لباس
إقرأ أيضاً:
تكالة يؤكد رفض ترحيل مهاجرين أو مدانين إلى ليبيا
أعرب محمد تكالة عن رفضه مقترحات ترحيل مهاجرين أو مدانين بجرائم إلى الأراضي الليبية؛ ضمن ترتيبات غير رسمية لما يسمى بـ”اتفاقات الد ول الثالثة الآمنة”.
وأضاف تكالة أن ليبيا دول ذات سيادة وعضو فاعل في المجتمع الدولي؛ ولا يجوز الزج بها أو التعامل معها كأرض بديلة لتسوية أزمات دولية في ملف الهجرة أو الأمن، وفق قوله.
وأكد تكالة أن ما ورد في هذه التقارير الدولية لا يعكس موقف الدولة الليبية، مشيرا إلى أنه لم يصدر عن أي جهة مخولة بالتفاوض أو التوقيع على اتفاقات تمس سيادة البلاد، وفق قوله.
كما شدد تكالة على رفض المجلس بشكل قاطع لتحويل الأراضي الليبية إلى منصة لترحيل مهاجرين أو مدانين من دول أخرى، داعيا المجتمع الدولي إلى احترام إرادة الليبيين ودعم جهودهم في الاستقرار لا إثقال كاهلهم بملفات خارجة عن نطاق مسؤولياتهم.
كما دعا تكالة جميع الأطراف المحلية والدولية إلى التنسيق مع المؤسسات الشرعية للدولة الليبية في أي شأن يمس مصالحها أو مكانتها الدولية، مؤكدا أن ملف الهجرة يتطلب حلولاً عادلة وإنسانية تحفظ كرامة الإنسان، لا معالجات جزئية أو انتقائية، بحسب وصفه.
وكانت وكالة رويترز وصحيفة نيويورك تايمز، نقلتا عن مسؤولين أمريكيين أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد ترحل مهاجرين جوّا إلى ليبيا لأول مرة اليوم الأربعاء على أقرب تقدير.
المصدر: بيان
الولايات المتحدةتكالةمهاجرين Total 0 Shares Share 0 Tweet 0 Pin it 0