وصف الممثل والمذيع التلفزيوني الأسترالي رشاد ستريك الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بـ "الإبادة الجماعية والوحشية"، مشيرا إلى ضرورة منح القضايا الإنسانية المزيد من الاهتمام.

الممثل ذو الأصول البوسنية قال إن معالجة الأزمات الإنسانية "ممكنة عبر الأفلام التي تشكل فرصة كبيرة لمن لا تُسمع أصواتهم، إنها تتيح لنا أن نكون صوتهم"، معتبرا أنها "لا تحظى بالاهتمام الكافي في وسائل الإعلام الدولية".

وتابع، "على سبيل المثال لم نكن لنعرف ما يحدث في غزة دون وسائل التواصل الاجتماعي، ما يحدث في غزة اليوم هو حرفيا إبادة جماعية ووحشية. لقد فقد العالم حساسيته تجاه ما يجري، حيث تجاهلت وسائل الإعلام المشاكل في المنطقة على مدى العقود الثلاثة الماضية".

"العالم لا يبالي"

ويرى ستريك أن "العالم أصبح غير مبال بمأساة الشعب الفلسطيني، فعندما يموت كلب في الشارع في دولة غربية اليوم يتم الاعتناء به أكثر من شخص يموت في غزة أو الضفة الغربية، للأسف وصل العالم إلى هذه النقطة، إنه وضع محزن للغاية".

ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 40 يوما حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت أكثر من 10 آلاف شهيد وعشرات آلاف المصابين، في حين يعيش السكان أوضاعا إنسانية وصحية كارثية، إذ نزح نحو 1.5 مليون نسمة من أصل 2.2 مليون من منازلهم جراء القصف المتواصل ومنع إمدادات الغذاء والماء والأدوية والكهرباء.

ستريك: لم نكن لنعرف ما يحدث في غزة دون وسائل التواصل الاجتماعي (الأناضول ) مسلسل عن التاريخ الإسلامي

أما عن مشاريعه الفنية، فقال ستريك إن "الفيلم الوثائقي (عضو جديد في العائلة)، الذي عرض لمدة 4 سنوات على قناة "تي آر تي" الوثائقية التركية، كان بمثابة صفحة ناصعة للغاية في مسيرتي الفنية".

وأضاف، "نستعد لبث برنامج آخر اسمه (أعمال صعبة) على المنصة نفسها، حيث سنزور القرى في تركيا ونكتشف أصعب الوظائف التي يتم القيام بها، وكيف تمارس المهنة، والمهام التي يجب القيام بها والحياة اليومية للحرفيين، سيستمتع المشاهدون بكل هذا".

وتابع، "هذا البرنامج أضاف إلي الكثير، وكانت فرصة جيدة لي لتعلم المهن المختلفة"، مضيفا "سأؤدي قريبا دورا فنيا بمسلسل عن التاريخ الإسلامي أجسّد فيه شخصية صحابي (لم يكشف عنه)".

أعمال ستريك فنية

جدير بالذكر أن ستريك شارك في أعمال فنية تركية عدة مثل فيلمي "الطريق الثالث" و"القافلة 1915″، ومسلسلي "قيامة أرطغرل" و"فيلينتا".

كما شارك الممثل المعروف في الفيلم القصير "الثواب/ ميتزفاه" المنتج في الولايات المتحدة والبوسنة والهرسك.

وولد ستريك في أستراليا في العام 1981 لعائلة ذات أصول بوسنية، وبدأ مسيرته التمثيلية عام 2005 مع المسلسل البوليسي الأسترالي "بلو هيلرز" (Blue Heelers).

وأصبح بعدها معروفا بدور آندي لويلين في المسلسل التلفزيوني "هيد لاند" (Head Land) في العام 2006، قبل أن يقرر مواصلة مسيرته التمثيلية في تركيا في العام 2013.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی غزة

إقرأ أيضاً:

ضربة إسرائيل القوية التي وحّدت إيران

أصبح الهجوم العسكري الإسرائيلي المستمر على إيران أحد أبرز الضربات العابرة للحدود في تاريخ المنطقة الحديث. فالعملية، التي تجاوزت كونها استهدافًا لمنصات صواريخ أو منشآت نووية، شملت اغتيالات بارزة وهجمات إلكترونية معقدة. من أبرز تطوراتها اغتيال عدد من كبار القادة الإيرانيين، بينهم اللواء محمد باقري، وفي الحرس الثوري حسين سلامي، ورئيس القوة الجوفضائية أمير علي حاجي زاده.

هذه الاغتيالات تشكل أقسى ضربة تتعرض لها القيادة العسكرية الإيرانية منذ الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988). ومع ذلك، فإن الهجوم يتجاوز كونه عملية عسكرية بحتة؛ فهو تجسيد لعقيدة سياسية بُنِيَت على مدى عقود.

رغم التصريحات الإسرائيلية التي تصف العملية بأنها إجراء استباقي لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، فإن المنطق الإستراتيجي العميق يبدو أكثر وضوحًا: زعزعة استقرار الجمهورية الإسلامية وصولًا إلى انهيارها.

فلطالما اعتبر بعض الإستراتيجيين الإسرائيليين والأميركيين أن الحل الوحيد لاحتواء الطموحات النووية الإيرانية يكمن في تغيير النظام. وهذه الحملة تندرج في هذا التوجه القديم، لا فقط عبر الوسائل العسكرية، بل من خلال ضغوط نفسية وسياسية واجتماعية داخل إيران.

تُظهر التطورات الأخيرة أن العملية ربما صُمِمَت لإشعال شرارة انتفاضة داخلية. فالخطة مألوفة: اغتيال القادة، حرب نفسية، حملات تضليل، واستهداف رمزي لمؤسسات الدولة.

في طهران، أفادت التقارير بأن الهجمات الإلكترونية المدعومة إسرائيليًا والغارات الدقيقة أصابت مباني حكومية ووزارات، وعطلت مؤقتًا البث التلفزيوني الوطني؛ أحد أركان البنية الإعلامية للجمهورية الإسلامية.

في المقابل، تعكس التصريحات السياسية الإسرائيلية هذا المسار. ففي لقاءات مغلقة وتصريحات صحفية محددة، أقر المسؤولون بأن المنشآت النووية الإيرانية المحصنة عميقًا- بعضها مدفون لأكثر من 500 متر تحت جبال زاغروس والبرز- لا يمكن تدميرها دون تدخل أميركي مباشر باستخدام قنابل GBU-57 الخارقة للتحصينات، التي لا تستطيع حملها سوى قاذفات B-2 أو B-52 الأميركية. وغياب هذه الإمكانات جعل القادة الإسرائيليين يقتنعون بأن وقف البرنامج النووي الإيراني لن يتحقق إلا بتغيير النظام.

إعلان

هذا السياق يمنح الأفعال العسكرية والسياسية الإسرائيلية بعدًا جديدًا. فبعد الهجمات، كثفت إسرائيل رسائلها الموجهة إلى الشعب الإيراني، ووصفت الحرس الثوري ليس كمدافع عن الوطن، بل كأداة قمع ضد الشعب.

وكانت الرسالة: "هذه ليست حرب إيران، بل حرب النظام." وقد ردد شخصيات من المعارضة الإيرانية في الخارج- كرضا بهلوي نجل شاه إيران السابق، ولاعب كرة القدم السابق علي كريمي- هذا الخطاب، مؤيدين الهجمات، وداعين إلى إسقاط النظام.

لكن يبدو أن الإستراتيجية حققت عكس ما كانت ترجوه. فعوضًا عن إشعال ثورة جماهيرية أو تفكيك الوحدة الوطنية، عززت الهجمات شعورًا عامًا بالتماسك الوطني عبر مختلف التيارات. حتى بعض المنتقدين التقليديين للنظام عبّروا عن غضبهم مما اعتبروه اعتداءً أجنبيًا على السيادة الوطنية. وتجددت في الوعي الجماعي ذكريات التدخلات الخارجية- من انقلاب 1953 بدعم الـCIA، إلى حرب العراق- مفجّرة ردة فعل دفاعية متأصلة.

حتى بين نشطاء حركة "المرأة، الحياة، الحرية"- التي أشعلت احتجاجات وطنية إثر مقتل مهسا أميني عام 2022 أثناء احتجازها- برز تردد واضح في دعم أي تدخل عسكري أجنبي. ومع انتشار صور المباني المدمرة وجثث الجنود الإيرانيين، تراجعت مطالب التغيير السياسي لصالح خطاب الدفاع عن الوطن.

وبرزت شخصيات عامة ومعارضون سابقون للجمهورية الإسلامية يدافعون عن إيران ويُدينون الهجمات الإسرائيلية. فقد صرح أسطورة كرة القدم علي دائي: "أفضل الموت على أن أكون خائنًا"، رافضًا أي تعاون مع الهجوم الأجنبي. أما القاضي السابق والمعتقل السياسي محسن برهاني فكتب: "أُقبّل أيادي جميع المدافعين عن الوطن"، في إشارة إلى الحرس الثوري وبقية القوات المسلحة.

ما بدأ كضربة عسكرية محسوبة ضد أهداف محددة، قد ينتهي بتعزيز النظام لا بإضعافه؛ عبر حشد وحدة وطنية وتكميم الأصوات المعارضة. فمحاولة صنع ثورة من الخارج قد لا تفشل فقط، بل قد تنقلب ضد من خطط لها.

وإذا كان الهدف النهائي لإسرائيل هو تحفيز انهيار النظام، فقد تكون قد قللت من شأن الصلابة التاريخية للنظام السياسي الإيراني، ومن قوة التماسك الذي يولده الألم الوطني.

وبينما تسقط القنابل ويُقتل القادة، يبدو أن النسيج الاجتماعي الإيراني لا يتفكك، بل يعيد نسج نفسه من جديد.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة ترى أن خطر وقوع إبادة جماعية في السودان "مرتفع جدا"
  • عراقجي يؤكد وقف إطلاق النار: شكراً لقواتنا التي استمرت بمعاقبة إسرائيل
  • الزلال: الهلال ينقل صورة لما يحدث في دوري روشن وقوته.. فيديو
  • رغم الخروج من المونديال.. الأهلي يحقق رقمًا تاريخيًا لم يحدث منذ 62 عامًا
  • د.حماد عبدالله يكتب: وسائل النقل العام (هى الحل!!)
  • ارتفاع حصيلة إبادة إسرائيل لغزة إلى 56 ألفا شهيدا
  • شيخ الأزهر لسفيرة الاتحاد الأوروبي: ما يحدث في غزة إبادة جماعيَّة
  • شيخ الأزهر لسفيرة الاتحاد الأوروبي : ما يحدث في غزة إبادة جماعية
  • ضربة إسرائيل القوية التي وحّدت إيران
  • الكواليس غير المضحكة للممثّل الكوميدي!