لجريدة عمان:
2025-06-18@01:58:02 GMT

ماذا يمكننا أن نفعل حيال انعدام الأمن الغذائي؟

تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT

ديفيد ميليباند -

كيت هامبتون -

تستضيف المملكة المتحدة قمة الأمن الغذائي العالمي، كما تعتزم إطلاق استراتيجية جديدة للتنمية الدولية. على الرغم من الأزمات الـمُـلِـحَّـة مثل الحرب على غزة، يتعين علينا أن نُـبقي تركيزنا على أجزاء أخرى من النظام العالمي، حيث تتطلب أزمات الجوع وسوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي المتنامية استجابة عاجلة.

في مواجهة المعاناة الهائلة في مختلف أنحاء العالم، نحتاج إلى حكومة بريطانية راغبة وقادرة على تقديم الحلول.

الواقع أن المنظمتين اللتين نتولى قيادتهما -مؤسسة صندوق استثمار الأطفال ولجنة الإنقاذ الدولية- ملتزمتان بعزم وثبات بحماية الأطفال والأسر المستضعفة أينما كانت.

في غزة، أعلنت لجنة الإنقاذ الدولية عن مقترحات تفصيلية لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية لإنقاذ حياة المدنيين الفلسطينيين وزيادة قدرتهم على الوصول إلى الغذاء على وجه السرعة، في حين تساعد مؤسسة صندوق استثمار الأطفال في قيادة الجهود الرامية إلى معالجة مشكلات مثل هزال الأطفال. كل من المنظمتين لديها مصلحة واضحة في نجاح القمة (التي ساعدت مؤسسة صندوق استثمار الأطفال في تنظيمها) والاستراتيجية الجديدة للتنمية الدولية التي اعتمدتها الحكومة. لقد بلغت أزمة الجوع العالمية مستويات حرجة. إذ يواجه نحو 345 مليون شخص مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي هذا العام ــ أكثر من ضعف العدد في عام 2020 ــ ويعاني 45 مليون طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد. في كل عام، يموت ما يصل إلى مليونين من هؤلاء الأطفال، ويؤدي تغير المناخ والصراعات العنيفة إلى تفاقم المشكلة.

على مدار السنوات العشر الأخيرة، استثمرت مؤسسة صندوق استثمار الأطفال أكثر من نصف مليار دولار في علاج هزال الأطفال والوقاية منه، وفهم ما قد ينجح من جهود لتحسين التغذية. وتُـعَـد المؤسسة شريكا أساسيا لصندوق تغذية الأطفال، وهو أكبر استجابة عالمية لأزمة هزال الأطفال، والتي ستكون محور تركيز أساسيا في القمة. من جانبها، تساعد لجنة الإنقاذ الدولية الناس في أكثر من خمسين دولة والذين تحطمت حياتهم بسبب الصراعات والأزمات مثل تغير المناخ. وهي تعمل بلا انقطاع على اختبار وتوسيع نطاق الأفكار المبدعة لمعالجة مشكلات مثل سوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي، على سبيل المثال من خلال تزويد المزارعين والأسر في بلدان مثل: النيجر وباكستان وجنوب السودان وسوريا ببذور قادرة على تحمل ظروف المناخ القاسية فضلا عن سبل العيش الآمنة. والحلول المثبتة قائمة بالفعل. ولكن يتعين علينا جميعا أن نبذل قدرا أعظم من الجهد. لتحقيق النجاح، يجب أن تقدم القمة نتائج ملموسة على أربع جبهات.

أولا، ينبغي للمشاركين أن يلتزموا بتوسيع نطاق الحلول والابتكارات الثابتة الجدوى والموفرة للتكاليف. بين الأمثلة الجيدة على هذا «الغذاء العلاجي الجاهز للاستخدام» (RUTF)، الذي يتألف من عجينة الفول السوداني المدعومة التي تساعد 92% من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد على التعافي، لكن أغلب الأطفال في المناطق المتأثرة بالصراع لا يستطيعون الوصول إليها في الوقت الحاضر. يُـظـهِـر العمل البحثي الذي أجرته لجنة الإنقاذ الدولية لأكثر من عشر سنوات أن عددا أكبر من الأطفال، باستخدام بروتوكولات مبسطة ومجمعة، يمكن الوصول إليهم بالاستعانة بذات القدر من الموارد. على سبيل المثال، وجدت دراسة أجريت في مالي توفيرا في التكلفة بنسبة 30%.

من المنتظر أيضا أن تستخدم منظمة الصحة العالمية القمة لتقديم مبادئ توجيهية جديدة بشأن العلاج والوقاية من الهزال، لتتخذ بذلك خطوة إيجابية نحو اللامركزية وتوسيع نطاق العلاج على مستوى العالم.

ثانيا، قد تجمع القمة بين استجابات متباينة لأزمات المناخ والأمن الغذائي المترابطة بشكل وثيق. يُـظـهِـر تحليل جديد أجرته لجنة الإنقاذ الدولية أن الاحتياجات الإنسانية تتركز بشكل خاص في 16 دولة متأثرة بالصراعات ومعرضة لمخاطر تغير المناخ. نظرا لأهمية تمويل العمل المناخي، يتعين علينا أن نربط نتائج القمة بمؤتمر الأمم المتحدة المقبل لتغير المناخ (مؤتمر الأطراف 28) واستراتيجية التنمية الجديدة التي تتبناها حكومة المملكة المتحدة. إن ضمان وصول التمويل المناخي إلى المجتمعات الأكثر عُـرضة للخطر يتطلب تحسين عملية رسم خرائط المخاطر المناخية على المستويات المحلية والوصول إلى الـمِـنَـح، فضلا عن تفعيل صندوق الخسائر والأضرار الذي تأسس في إطار مؤتمر الأطراف 27. يجب أن يأتي دعم الخسائر والأضرار إلى جانب تعهدات تمويل العمل المناخي القائمة وأن يكون متناسبا مع احتياجات المجتمعات المعرضة للخطر. إن معالجة تمويل العمل المناخي تعني أيضا التصدي لأزمة الديون العالمية والاستجابة للاحتياج إلى نظام ديون أكثر استدامة. من المعروف تماما أن البلدان التي تواجه تقلص الحيز المالي تفتقر على نحو متزايد إلى القدرة على الاستثمار في رأس المال البشري ومنع انعدام الأمن الغذائي.

ثالثا، من الممكن أن تمهد القمة الساحة لسد فجوة تمويل التغذية العالمية في عام 2024. يتعين على الحكومات المانحة أن تتطلع بطموح إلى قمة التغذية من أجل النمو المرتقبة في العام المقبل، من خلال زيادة دعمها المالي الثنائي للأمن الغذائي والبدء في حشد مزيد من الأموال المجمعة الفعالة والشاملة.

أخيرا، يجب أن تعمل القمة على حشد الإرادة السياسية، عن طريق توحيد قادة العالم والحكومات الشريكة حول خطة عالمية لمعالجة انعدام الأمن الغذائي وإنهائه إلى الأبد. ويجب أن يترجم الخطاب النبيل من جانب زعماء العالم إلى تنفيذ السياسات التي تشمل الدعم العملي للخطط الوطنية للتغذية والأمن الغذائي.

من خلال جهود متضافرة ومنسقة، يمكننا تحويل المد ضد انعدام الأمن الغذائي العالمي، والمملكة المتحدة قادرة على إثبات قدرتها على تولي زمام القيادة في هذا الصدد.

الواقع أن قمة الأمن الغذائي العالمي -واستراتيجية التنمية المصاحبة لها - من الممكن أن تشكل حافزًا قويًا. قبل عشرة أعوام، ساعد أندرو ميتشل، الذي يشغل حاليا منصب وزير الدولة للتنمية وأفريقيا في المملكة المتحدة، وديفيد كاميرون، رئيس الوزراء السابق الذي عاد للتو إلى العمل كوزير للخارجية، في تخصيص مئات الملايين من الدولارات لمساعدات التغذية في قمة التغذية من أجل النمو التي استضافتها المملكة المتحدة عام 2013. الآن، بات لزاما على المملكة المتحدة وشركائها العمل على تحقيق الوعود مرة أخرى.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: انعدام الأمن الغذائی لجنة الإنقاذ الدولیة المملکة المتحدة أکثر من

إقرأ أيضاً:

حزب الجيل: الصراع الإسرائيلي الإيراني سيؤثر على الأمن الغذائي والطاقة

قال المهندس إيهاب محمود، رئيس اللجنة الاقتصادية بحزب الجيل الديمقراطي بالإسكندرية، إنه في ظل تصاعد وتيرة الأحداث في الشرق الأوسط، ومع اندلاع المواجهات العسكرية بين إسرائيل وإيران، يخرج لنا المشهد الإقليمي والدولي وقد انقلبت موازينه سياسيًا وأمنيًا، لكن الأهم اقتصاديًا، موضحًا أن ما نشهده اليوم ليس فقط صراعًا عسكريًا بين قوتين إقليميتين، بل زلزالًا اقتصاديًا مدمرًا له ارتدادات واسعة ستؤثر على الأمن الغذائي، والطاقة، والأسواق المالية، وسلاسل الإمداد العالمية؛ إنها حرب بأبعاد تتجاوز الجغرافيا وتصل إلى الموانئ والبورصات وجيوب المواطن العادي.

حرب بلا خطوط حمراء.. إيران وإسرائيل على حافة الانفجار الكاملنتنياهو: نتحرك للقضاء على التهديدين النووي والصاروخي في إيرانلماذا تهاجم إيران إسرائيل ليلاً فقط؟.. تقرير عبري يكشف السببالاتحاد: التصعيد الإسرائيلي ضد إيران يقود المنطقة إلى حافة الانفجار

وأضاف "محمود"، في بيان، أنه من أولى التداعيات التي ظهرت فورًا مع اندلاع الحرب ارتفاع أسعار النفط العالمي بشكل جنوني، حيث تجاوز سعر البرميل 100 دولار، مع توقعات بوصوله إلى 120 دولارًا إذا امتدت الحرب لمضيق هرمز أو الخليج العربي، موضحًا أن إيران تُسيطر على مضيق هرمز، أحد أهم الممرات البحرية لتصدير النفط، وأي تهديد لغلقه قد يُشعل أزمة طاقة عالمية، وهذا سيؤثر على دول الشرق الأوسط، وعلى رأسها مصر، التي تُعاني بالفعل من ضغوط في فاتورة الطاقة والاستيراد.

وعن التذبذب الحاد في الأسواق المالية، أوضح رئيس اللجنة الاقتصادية بحزب الجيل الديمقراطي بالإسكندرية، أن المستثمرون يهربون من الأسواق الناشئة، والبورصات العربية تأثرت بشكل مباشر، خاصة السوق السعودي والإماراتي؛ كما أن الذهب ارتفع كملاذ آمن، والدولار يواصل صعوده، مما يعني ضغوطًا إضافية على العملات المحلية، مشيرًا إلى أن الاقتصاد المصري سيتأثر من زاويتين أولها زيادة تكلفة الاستيراد نتيجة ارتفاع الدولار وأسعار السلع الأساسية، فضلا عن انكماش الاستثمارات الأجنبية التي تبحث عن الأمان في أوقات الحروب، وتفر من مناطق النزاع أو المحيطة بها.

وأشار إلى أن قناة السويس قد تواجه اضطرابات إذا تصاعد التهديد البحري في البحر الأحمر أو الخليج العربي، وأي تهديد للملاحة في البحر الأحمر أو هجمات محتملة من وكلاء إيران في اليمن أو لبنان قد تدفع بعض السفن لتغيير مسارها، وبالتالي انخفاض عائدات قناة السويس، ما يُشكل خطرًا على أحد أهم مصادر النقد الأجنبي لمصر، موضحًا أن الحرب قد تؤدي إلى زيادة أسعار القمح والزيوت والأعلاف في الأسواق العالمية، خصوصًا لو تأثرت حركة النقل البحري أو تعطلت الموانئ الإيرانية، مضيفًا: "مصر تستورد نسبة كبيرة من غذائها، وأي خلل في السوق العالمية سيضغط على ميزانية الدولة ويؤثر على المواطن البسيط في رغيف العيش وكيلو السكر".

وأشاد بدور القيادة السياسية في التعامل مع هذه الأزمة، قائلًا: "مصر تتبع سياسة متوازنة ومحايدة، تدعو إلى التهدئة والحوار، وتحرص على استقرار المنطقة، وهذا الموقف يُعزز مكانة مصر كوسيط إقليمي مهم، ويجنبها التورط في الصراعات، ويُعزز ثقة المستثمرين الدوليين فيها"، مؤكدًا أنه رغم خطورة الموقف، إلا أن هناك فرصة حقيقية لمصر لتكون مركزًا إقليميًا للطاقة، وتوسيع التعاون مع دول الخليج، وإعادة رسم خريطة التوريد والتصنيع بعيدًا عن مناطق النزاع، لكن الأمر يتطلب سرعة في اتخاذ القرار، ودعم الإنتاج المحلي، وتحفيز القطاع الخاص.

ودعا القيادة المصرية لإطلاق مبادرة لوقف الصراع بين إسرائيل وايران، موضحًا أن مصر بقيادة الرئيس السيسي تحظى بمكانة دولية رفيعة وعلاقات قوية على كافة الأصعدة ما يُسهل القاهرة لعب دور وسيط نزيه لتهدئة الأوضاع المتدهورة في المنطقة لمنع اتساع دائرة الصراع وتجنيب المنطقة والعالم المضطرب ويلات حرب إقليمية شاملة لا تُبقي ولا تذر.

وأكد أن تداعيات استمرار القصف والتصدير المتبادل بين إسرائيل وإيران وروسيا وأوكرانيا يُهدد قطاع الطاقة العالمي وسلاسل الإمداد والغذاء حال استمرت تلك الصراعات والحروب دون توقف، معربًا عن تخوفه من إغلاق إيران مضيق هرمز ومضيق باب المندب عبر حلفاءها الحوثيين ما يُعطل حركة النقل الخاصة بالنفط والغاز من الشرق الأوسط للصين والعالم وبالتالي تفاقم أزمة الطاقة وارتفاع الأسعار بما يزيد من وطاة الأزمة الاقتصادية العالمية وينعكس سلبًا على مصر التي تواجه صعوبات في إمدادات الطاقة بسبب حرب غزة وروسيا وأوكرانيا وأخيرًا حرب إسرائيل وإيران.

طباعة شارك إسرائيل وإيران الشرق الأوسط الإسكندرية حزب الجيل الديمقراطي

مقالات مشابهة

  • المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي
  • المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون
  • المملكة تستعرض استراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي
  • غزة والسودان في عين العاصفة.. الأمم المتحدة تحذر من مجاعة وشيكة في 13 منطقة
  • «القمة العالمية للحكومات» تستشرف تحديات وفرص تمكين «مدن المستقبل»
  • حزب الجيل: الصراع الإسرائيلي الإيراني سيؤثر على الأمن الغذائي والطاقة
  • مجلس الأمن يناقش انعدام الأمن الغذائي في غزة
  • مجلس الأمن يعقد جلسة مشاورات مغلقة لمناقشة انعدام الأمن الغذائي في غزة
  • تقرير أممي: اليمن يسجل 90 ألف حالة جديدة بسوء التغذية الحاد الوخيم بين الأطفال
  • شهداء من ضحايا المساعدات في غزة وسوء التغذية يفتك بالأطفال