"التعليم": نركز على التنافسية في تطوير المدارس الفنية
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
قال الدكتور عمرو بصيلة رئيس الإدارة المركزية لتطوير التعليم الفني ومدير وحدة مدارس التكنولوجيا التطبيقية، إن لدينا كيان مصري لضمان جودة التعليم الفني، وتم اعداد وحدة لمتابعة تطوير وتنفيذ ملامح التطوير.
وأضاف "بصيلة": تم وضع استراتيجية ونركز على التنافسية والجدارات، ونحن في حاجة لتدريب المعلمين، وهناك تعزيز للقطاع الخاص وشراكة في تطوير المناهج وتطبيق التكنولوجيا في المدارس.
وأشار إلى أن هناك لجنة تقوم لمنح الطلاب شهادة ودرجة لخريجي المدارس الفنية، وارتكزت الاستراتيجة على المهارات، وبدأنا في تطوير المناهج من 2019
جاء ذلك خلال ورشة عمل برنامج الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع كل من وزارتي التعلیم العالي والبحث العلمي والتربیة والتعلیم، لدعم قطاع التعلیم الفني والمعاھد التكنولوجیة بحضور كل من السفیر كریستیان برجر سفیر المفوضیة الأوروبیة بمصر والدكتور أیمن فرید نائب وزیر التعلیم العالي والدكتور عمرو بصيلة رئيس الإدارة المركزية لتطوير التعليم الفني ومدير وحدة مدارس التكنولوجيا التطبيقية رؤساء الجامعات التكنولوجیة في مصر ولفیف من الخبراء والمتخصصین.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي التكنولوجيا التطبيقية التعليم الفنى المدارس الفنية تطوير التعليم الفني
إقرأ أيضاً:
هل «يُعيد التاريخ نفسه» مع الابتكارات التكنولوجية ؟
من الناحية التاريخية، تُعد المرحلة التي أعقبت استبدال بصمات الأصابع بالتوقيعات هي من أبرز فترات التقدم المعرفي والاجتماعي، حيث صارت عملية المصادقة الرسمية خالية من استخدام الأحبار لطبع البصمات بالشكل التقليدي. ولكن جاءت المفارقة خلال العقود الثلاثة الماضية حين عادت بصمة الأصابع لتتربع مرة أخرى على عرش أدوات المصادقة؛ نظرًا لكونها «التوقيع الحقيقي» الوحيد لهوية صاحبه. وبذلك توسعت ما أُطلق عليه «تكنولوجيا المصادقة البيومترية»، وانتعشت خطوط الابتكارات التكنولوجية المرتبطة بتوظيف القياسات الحيوية لمختلف الأغراض: بدءًا من أنظمة الدخول للمؤسسات، والخدمات المالية، إلى ضمان موثوقية وأمان البيانات المخزنة في الهواتف الذكية التي تحتوي على ماسحات ضوئية كاملة لبصمات الأصابع. فهل يعود الابتكار إلى نقطة البداية؟
إن الأمثلة عديدة على عودة الابتكارات إلى المسار الذي سلكته لتطبيقها في البداية، وهنا تظهر أهمية الوعي بتاريخ الابتكارات، والفهم العميق بدورتها الزمنية، والتغييرات التي تطرأ مع المستجدات. إذ لا يتعلق الأمر بحقيقة أن الابتكارات التكنولوجية في وقتنا هذا هي من أكثر العصور تقدمًا، ولكن هناك أزمة متنامية تتعلق بثقافة الابتكار على مستوى المبتكرين الناشئين، والشركات العلمية، والتي تفرض نوعًا من السباق اللامتناهي في التطوير التكنولوجي دون الأخذ في الحسبان بأن الابتكارات تعود -في لحظة ما- إلى نقطة البداية، ولكن بشكل آخر، ومن هذا المنطلق، ظهرت أصوات تنادي في الوقت الراهن بأهمية التركيز على الابتكارات النوعية. ويُعد هذا التوجه بمثابة نقطة التعادل بين التوسع الكبير والمتشعب في الابتكار، وبين الاكتفاء بمواكبة الخطوط العريضة في التطوير والتجديد. وهذا يقودنا إلى النقطة الأساسية وهي: أهمية تبنّي الابتكارات النوعية مع الإلمام بجميع التطورات والمنعطفات السابقة.
دعونا في البداية نقترب أكثر من المشهد الابتكاري الراهن؛ سنجد بأن منظومات الابتكار تواجه تحديًا كبيرًا في التدفق الحيوي للمواهب العلمية الآخذ في النضوب، ومع الأخذ في الحسبان تصاعد التقنيات المتقدمة، والذكاء الاصطناعي مع سهولة الوصول إليهما؛ فإن العوامل المؤثرة على نقص المواهب في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات قد تضاعفت مقارنةً بتأثير العوامل الجاذبة لبناء المواهب في هذه التخصصات. كما أن النجاح غير المسبوق الذي يحققه المبتكرون من مختلف التخصصات قد ضاعف من تراجع المواهب العلمية. وعلى سبيل المثال، تظهر ابتكارات واعدة من فرق عمل طلابية، أو مجموعات مهنية وقد لا يكون جميعهم من التخصصات العلمية والهندسية. ومن جهة أخرى، لا تتطلب عمليات نقل وتوطين التقنيات إلى الوجود الحصري لأصحاب التخصصات العلمية والتقنية الدقيقة. وقد أسهمت جميع هذه الظروف في تآكل النواة العلمية للابتكارات، وقد يصعب عكس مسار هذا التآكل، أو بالتقدير المتفائل يمكننا أن نقول بأن إعادة بناء هذه النواة سوف يتطلب استثمارًا كبيرًا.
وإذا كانت دورة الابتكارات تتطلب فهمًا تاريخيًّا، فإن التحدي الثاني الذي يواجه منظومات الابتكار من بعد موضوع تذبذب التدفق المتواصل للمواهب الحيوية في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات هو الحاجة الملحة لتأمين وصول قطاع الصناعة إلى الأفكار المبتكرة، والمواهب العلمية ذات الإلمام الكافي بتاريخ البحث والتطوير.
حيث إن وجود الباحثين اللامعين في قطاع ما لا يكفي لضمان توجيه الابتكار نحو الانتقائية المستدامة. كما أنه ينبغي أن تساهم تحديات تدهور خط إمداد المواهب في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في إعادة تشكيل وعي قادة الصناعة لوضع تغييرات تحويلية في دعم رأس المال البشري اللازم لدفع عجلة ابتكاراتهم، ولا يبدو أن ذلك يحدث فعليًّا.
فمن حيث العدد، هناك إحجام في إكمال الدرجات الأكاديمية العليا في التخصصات العلمية، ومن حيث الجودة النوعية، هناك كذلك تحديات في غياب البوصلة اللازمة في تعريف الأولويات الاستراتيجية في الابتكار، ولو عدنا لموضوع عودة بصمة الأصابع، سنجد بأن شركات الابتكار التي أدركت مبكرًا الفرص وراء القياسات الحيوية لبصمات الأصابع هي التي ضمنت مواقع الريادة في هذه التقنيات، وقد أصبحت الآن في طليعة تقنيات المستقبل خصوصًا مع إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي.
فقد تمكنت هذه الشركات من فهم المعضلة المتوقعة من تزايد اعتماد المؤسسات، وعالم الأعمال، والمجتمع على التكنولوجيا، والمتمثلة في حماية البيانات والمعلومات، ولذلك عكفت على وضع الحلول المبتكرة القائمة على دمج العلوم، والتقنيات، والممارسات السابقة، وتاريخ البشرية في هذا الشأن، وبذلك تبلورت الابتكارات المتعلقة بالمصادقة الذكية على بناء الثقة الفورية، وهي العنصر النوعي الذي أضاف القيمة الابتكارية.
مع أن التغيير الجذري في الابتكارات التكنولوجية سواءً بالابتعاد أو بالعودة لبدايات الابتكار ليس في حد ذاته ظاهرة جديدة، إلا أن صعود التقنيات الرقمية قد خلق تحديات غير مسبوقة للمؤسسات، وقطاع الصناعة، والمجتمع على وجه العموم. ومن أجل ذلك يتزايد الاهتمام بتعزيز إمكانيات الابتكار التكنولوجي والاجتماعي في الاستجابة للمتغيرات، والاستفادة من خبرة الشركات العالمية الرائدة في الإبداع المشترك، والذي يتمثل في بناء فرق ابتكارية ذات قدرات متنوعة، وتفعيل مسارات عمل قائمة على دمج الخبرات مع المواهب، وبذلك يمكن تجاوز التحديات المالية، حيث إن استقطاب المواهب والكفاءات العلمية ذات الخبرة قد يكون مكلفًا، إذ يساهم هذا النهج في تنويع أساليب استقطاب المواهب العلمية ذات البعد الاستشرافي، ويقلل من مخاطر الاعتماد على الخبرات الداخلية المحدودة، كما أن التعاون بين قطاع التعليم والصناعة قد اكتسب أشكالًا أكثر حداثة ومرونة عن ذي قبل، وهذا من شأنه أن يسرع عبور الفجوة بين متطلبات دعم الابتكارات النوعية، ومحدودية المواهب العلمية والهندسية.
إن الوعي المتكامل بتاريخ الابتكارات، ومسارات تطورها يمثل حجر الأساس في اغتنام الفرص الاستراتيجية في الابتكارات التكنولوجية، فكما يتيح الاستشراف المستقبلي الاتجاهات المتوقعة للطلب على الابتكار؛ كذلك تمنح المراجعة التاريخية دروسًا لتوجيه الموارد نحو الابتكار المستدام. ويتطلب ذلك حماية وتعزيز مصادر المواهب العلمية، ووضع خطط لتنويع استقطاب هذه المواهب القيّمة، وبناء خط إمداد للبحث العلمي، والتطوير التكنولوجي، والابتكار، على ألا يقتصر هذا الخط على استقطاب واستبقاء المواهب العلمية وحسب، وإنما يشمل كذلك الخبرات، والمهارات النوعية.