ما قامت به حركة المقاومة حماس في عملية طوفان الأقصى، يبدوا أنه سوف يكون ملهما للعالم أجمع، وكذلك أفلام هوليود، وذلك بعد تنفيذ أحد أنجح عمليات اقتحام لدولة بشكل فاق خيال كل أجهزة المخابرات حول العالم، خصوصا أنه كان ضد دولة تمتلك أكبر الأجهزة الاستخباراتية والعسكرية حول العالم، ولكن لم يكن أحد يتوقع أن يصل هذا التأثير إلى شباب دولة إسرائيل نفسهم.

ووفقا لما نشرته صحيفة إسرائيل هآيوم العبرية، فقد قام مجموعة من طلاب إحدى مدارس إسرائيل بارتداء زي مشبه لقوات النخبة بكتائب القسام الجناح المسلح لتنظيم حماس، ومع الاستعانة بأسلحة غير حقيقية، قاموا باقتحام مدرستهم، ووصلوا إلى أحد لفصول الدراسية، وكادت المغامرة أن تصل إلى كارثة، حيث قام أحد المدرسين بإخراج سلاحه المرخص عندما شعر بالرعب، وكاد يطلق عليهم النار. 

 

 

طلاب من أشدود يرتدون زي كتائب القسام ويرددون الله أكبر

 

بحسب الصحيفة العبرية، فعلى خلفية عملية طوفان الأقصى بـ7 أكتوبر، تظاهر طلاب الصف الحادي عشر في الحرم الجامعي السادس في أشدود بأنهم إرهابيون من حماس، ومروا بين الصفوف وأخافوا الطلاب، وذلك تقليدا لما حدث في أحداث 7 أكتوبر عندما تسلل مقاتلون من حركة حماس إلى إسرائيل ونفذوا عملية طوفان الأقصى داخل مستوطنات غلاف غزة، وكان عدد المجموعة ثلاثة طلاب من الصف الحادي عشر في إحدى التطويقات في تصرفت أشدود بطريقة صادمة وقد أخافت الطلاب في المدرسة بطريقة قاسية للغاية.

وبحسب شهود عيان، خلع الأولاد ملابسهم في أرض المدرسة، وارتدوا ملابس سوداء من الرأس إلى أخمص القدمين، وارتدوا أغطية للوجه، وارتدوا نظارات سوداء وأحضروا معهم مسدسات لعبة للتظاهر بأنهم مقاتلون من حماس، وقال أحد الطلاب: "ركض هؤلاء الطلاب حول المدرسة وهم يرددون "الله أكبر" وهتافات أخرى باللغة العربية، واقتحموا الفصول الدراسية وأذهلوا الجميع".

 

 

رد فعل صادم من مدرسهم 

 

 

وبحسب الصحيفة العبرية، فقد أثار الطلاب حالة من الذعر الشديد في ساحات المدرسة، وأثناء الركض بين الفصول الدراسية دخلت المجموعة إلى الفصل الذي كان يدرس فيه مدرس يحمل رخصة سلاح ناري فشعر بالخوف واعتقد أنهم إرهابيون بالفعل فقرر سحب سلاحه، وهنا سارع الأطفال إلى إزالة أغطية وجوههم حتى يتعرف عليهم، وهكذا كان، وبحسب طلاب آخرين، فإن نفس المجموعة حذرت مسبقًا الجنود المتواجدين في أرض المدرسة حتى لا يتم إطلاق النار عليهم بسبب الزي.

 

ولحسن الحظ انتهت الحادثة دون وقوع إصابات ، لكن حماقة الطلاب كان من الممكن أن تنتهي بكارثة حقيقية جسدية وعقلية للطلاب والمعلمين المتواجدين هناك، وبحسب المنشور، طُلب من أعضاء هيئة التدريس والطلاب في المدرسة عدم إخبار أي شخص خارج المؤسسة التعليمية عن هذه القضية، وأكدت المنطقة الجنوبية بوزارة التربية والتعليم التفاصيل وأجابت:  "هذا حادث خطير، نتج عنه إيقاف الطلاب الثلاثة المتورطين عن الدراسة لمدة عشرة أيام، بالإضافة إلى تكليفهم بمهمة تعليمية حول هذا الموضوع، وأهمها العواقب المدمرة للتورط في مقالب من هذا النوع"، ولكن لم يتم إبلاغ الشرطة بالحادثة ولم يتم إرسال أي رد رسمي.

 

 

أطفال الجزائر يقلدون "أبو عبيدة"... لثام وكوفية

 

ومن مظاهر تأثير معركة طوفان الأقصى، والحرب في غزة على العالم سوف تكون ظاهرة عالمية، فخلال التجمع الشعبي الذي نظمته حركة "مجتمع السلم" في العاصمة الجزائرية، برز في التجمع عدد من الأطفال، كان بعضهم بلباس شبه عسكري، ويحملون بنادق بلاستيكية، وظهر أطفال آخرون ملثمين على طريقة الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، ما يظهر تأثراً لافتاً لدى أطفال الجزائر بما يحدث في فلسطين المحتلة، ومحاولة بعضهم محاكاة رجال المقاومة.

وزاحمت شخصية "أبو عبيدة" شخصيات الأفلام والرسوم المتحركة التي كان يتأثر بها ويحاكيها الأطفال في الأحياء الشعبية الجزائرية، وبدا انجذاب الأطفال إلى الشخصية واضحاً أثناء اللعب عبر تجسيدها من خلال البزة العسكرية وتغطية الرأس بالكوفية واللثام.

ويلعب الطفل كريم ياحي (9 سنوات) مع أقرانه في ساحة صغيرة بحي المدنية بالعاصمة الجزائرية، ويظهر بينما يغطي وجهه براية فريق شباب بلوزداد الرياضي، ليحاكي هيئة "أبو عبيدة"، بينما يقف رفاقه خلفه، ثم يسيرون بطريقة شبه عسكرية، ويهتفون بصوتهم الطفولي "فلسطين الشهداء".

وقال كريم: "نتعاطف مع أطفال غزة كثيراً، ونتمنى أن نتمكن من مساعدتهم، فهم أطفال لا ذنب لهم، وكان يجب أن يكون لديهم ألعاب وكتب وكراريس، ويعجبنا أبو عبيدة لأنه بطل من فلسطين، يحارب الشر والظلم، وهو مثل مجاهدي الثورة الجزائرية الذين ندرس عنهم في المدارس، وكلنا نريد أن نكون مثل أبو عبيدة، وأتمنى أن تكون هناك رسوم متحركة عنه لنشاهدها دائماً في التلفزيون".

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

جوعاهم في الجنة.. وبياناتنا في النار!

صراحة نيوز- بقلم / نضال

لن أكتب أرقامًا يتناقلها الإعلام والسياسيون والمنظمات الإنسانية، ولن أزيدها ولو بياناً واحداً؛ فهي كلها قاصرة، بعيدة عن الواقع في حقّ غزة. فأغلب دول العالم لم تتعلم العدَّ والحساب في عقولها في هذا الزمن لأكثر من أصابع اليد، فكانت الآلة الحاسبة بيد مالك الهيمنة الدولية هي من تقوم بكل أعمالنا الحسابية، دون أن نراجعها فكرياً وإنسانياً بقرار واحد نافذ ولو مرة واحدة. فكيف لعقولنا والعالم اجمع أن تستوعب أو تحاسب وتحسب حال أهل غزة وأطفالها، ونحن أشخاص في اغلبنا لا نملك، في حق كل بيان وتصريح، قبل كل فاعل، إلا أن نقول: “حسبنا الله ونِعم الوكيل”.

عالمنا هو عالمٌ منزوع النخوة والضمير، هو عالمٌ يُمتهن التسويف والتبرير، عالمٌ أكبر مواقفه كلمات في مجلس شيوخ، أو ندوة لمجموعة طلابية، أو مسيرة مليونية، أو خطاب في برلمان لدولة أوروبية، أو اجتماع لمن أطلقوا على أنفسهم منظمات حقوق إنسان او حماية دولية. عالم يعيش صحوة كاذبة وأغلبه عالمٌ يدّعي الصحوة — ولا أتحدث هنا عن الدين، فليس من حقي — عالمٌ تدير بعضَه عصابات، وتتناطح في غيره سياسات، وتتفرد في قوانينه وأحكامه أحياناً شخوصُ غباء وسماسرةُ فنادق وعقارات، حتى وصل بأرعنهم أن يرى في شخصٍ، هو أمكرُ نماذج القتل والدمار، أنه يستحق الترشح لجائزة “رجل السلام”! فياللعار!! فهل من عاقلٍ يقبل كل هذه الدسائس؟ أو يستوعب حال أطفالٍ في غزة يستشهدون لغياب لقمة عيش، أو شربة ماء، أو حبة دواء؟!
في غزة أطفال هم شهداء الإنسانية الصامتة.. في غزة، أطفالٌ لا يُستشهدون لنقص الغذاء، بل لنقص وجبة إنسانية في مجتمعٍ يدّعي أنه من الأخيار.. في غزة، أطفالٌ لا يُستشهدون لنقص شربة ماء، بل لجفاف ماء وجهِ عالمٍ لا ترى في ملامحه غير رعونة من يدّعون أنهم من الأبرار.. في غزة، أطفالٌ لا يُستشهدون لقلة أو ندرة أو تأخر وصول دواء، بقدر غياب جرعة مسؤولية دولية حقيقية تقف خلفهم، ومعهم، وتُسند آخر رمق حياة في أعلى نقطة في سمائهم فهم باذن الله من الأبرار. في غزة، جوعاهم في الجنة.. وبياناتُ العالم كلها رمادٌ وسط النار!
في دعم غزة، وبعد اشهر طويلة لن تجد كما هو الأردن، بكل طاقاته وفئاته ومؤسساته وأفراده، وفوق كل ذلك سياسته وقيادته، من يبذل ويعيش ما يُفترض أن يكون سكونَ ليله قبل حركة نهاره، في دعم وصمود وحياة أطفال ونساء وشيوخ بين القصف وركام الدمار، ممن أنهكتهم بياناتُ الشجب الدولية والاستنكار، والدعوات المتكررة لوقف إطلاق النار، أو إغاثة من اختاره الله لجواره، رحمةً بهم ولهم، من العيش بين مجموعة من يدّعون أنهم بشر، ولكن في أغلبهم هم ثلة أشرار.
في غزة، متى سيستفيق العالم ويصل إلى مستوى الإنسانية أو الصدق في القرار؟ ومتى يتعلم العالم من الأردن ما يبذله، بكامل الهمّة والصدق والنخوة والإصرار، في زمنٍ غاب فيه كل الأخيار؟ في غزة اكبر من الشهادة والصمود، في غزة، شوكة اصحاب حق غرسها ابناؤها هم فقط وليس غيرهم، في حلق المستوطن والمحتل غصة، وكل اعوانه من عالم قائم على الاستهتار، بروح وبركة طفل شهيد يسكن ارضاً يدعي مغتصبها انه شعب الله المختار.

مقالات مشابهة

  • طلاب الصين في ضيافة جامعة بنها.. تجربة تعليمية وثقافية
  • ختام زيارة طلاب المدرسة الصيفية بجامعة وسط الصين الزراعية لجامعة بنها
  • موعد التقديم في تنسيق الجامعات 2025 المرحلة الأولى.. رابط تسجيل الرغبات
  • ستارمر: صور أطفال غزة مروّعة.. وترامب يتحدث عن خطط مع نتنياهو
  • في 6 خطوات .. خطوات تسجيل رغبات طلاب الثانوية العامة 2025
  • «الغرباوي» يتابع امتحانات الدور الثاني ميدانيًا في بورسعيد.. ويُشدّد على دعم الطلاب الضعاف|صور
  • جوعاهم في الجنة.. وبياناتنا في النار!
  • طلاب المعهد التقاني للصناعات الكيميائية يتركون بصمتهم في معرض” كيم إكسبو”
  • بشرى سارة لهؤلاء الطلاب في تنسيق الجامعات 2025
  • خطوات تقدم طلاب الثانوية إلى مكتب تنسيق القبول بالجامعات والمعاهد |فيديو